-قومي افتحي الباب لأخوكي يابت، هتلاقيه نسي حاجة وراجع ياخدها.
-هو مفيش غيري في البيت هنا يا ماما؟ جايبينني الدنيا دي عشان أخدِّم عليكوا يعني؟
-هتقومي تفتحي من سُكات ولا أقوملك؟
-قايمة ياستي قايمة.
قومت وقبل ما أروح أفتح قولت واللهِ لأطلع غلي فيك يا محمود الكلب، مش إنت اللي جايبلي الكلام من أمك كدا كل شوية؟ اتقل بقا وخد التقيلة، جيبت الازازة اللي على السفرة وبسرعة فتحتها وروحت فاتحة الباب وفضيتها عليها.
قولت وأنا بتنطط:
-شربتها يا كروديا، نيهاهاهاهاهاا.
-إنتِ هبلة يابت إنتِ؟ ايه الهطل اللي عملتيه دا؟
نهار أبيض ومنيل! مين القمر دا؟ يا نهار أبيض تاني أنا فاتحة بشعري!
جريت من قدام الباب وأنا بصرخ وبقول يا ماما بصوت لا يجوز إنه يُقال عنه صوت أُنثوي بالمرة.
-هو مين دا يا ماما اللي كان هنا؟
-دا ابن خالتك سعاد جارتنا القديمة، فاكراها؟ الواد ابنها كان جاي يسألني إذا كان مفتاح الشقة بتاعتهم معايا لسه، عشان سعاد كانت سايباه معايا.
-غيث!
-آه غيث ابنها.
-غيث كِرشو الواد الصغير دا اللي كنا بنقوله يا كرومبة؟
-آه يا منيلة هو، شوفتي اتغير ازاي وبقا عامل ازاي؟
-سبحان مغير الأحوال.
أما الواد غيث كرشو دا كنا بنمسكه تريقة واحنا صغيرين، حقيقي مننا لله على التنمر اللي كنا بنطلعه على قفا العيال واحنا صغيرين، آه كبرت ولسه هبلة زي ما أنا، بس كله إلا التنمر آه.
-ألا هو فين كرشك صحيح؟
كتك ضحكته وقال:
-كنت طفل صغير يابنتي، مكنش كرش بس دا انتفاخ بسبب إني باكل أنواع أكل بتسببلي انتفاخ في المعدة بس مش أكتر.
رديت بعدم تصديق:
-آه قولتلي.
بص ليا بتدقيق وقال:
-لسه زي ما إنتِ متغيرتيش.
-ودي حاجة حلوة ولا حاجة وحشة.
-مزيج مختلف، مش قادر أحدد هو ايه بالظبط.
كان نفسي أقوله ما تتكلم عِدل يلا وانشف كدا بس مسكت نفسي، الواد دا هيشككني فيه وأنا مش عايزة كدا واللهِ مش عايزة.
-ألا قولي يا واد يا محمود.
-يا واد يا محمود.
ضربته في كتفه وقولت:
-ولا ولا بطل تناحة يلا.
-هلطشك حتة قلم على قفاكِ يظبطلك الزوايا بتاعتك.
-أنا آسف يا باشا.
-انجزي عايزة ايه؟
قطمت حتة من الخيارة وقولت:
-هو الواد غيث كرشو دا خاطب؟
-بتسألي ليه؟
-سؤال هف على دماغي كدا.
-لا مش خاطب.
ياااه على جمال الأسرة اللي خططتلها في دماغي.
-بس ناوي.
ياه على أخويا هادم اللذات دا ياااه.
-ربنا يسهله بقا.
إن شاء الله يخطبني، أصله هيخطب مين يعني؟ دا أنا لافة حوالين كرشه قصدي حواليه ليل نهار مش سايباله مساحة يتنفس منها، يبااااي عليا ضيق تنفس بصحيح.
-ألا ايه الشياكة دي كلها ياواد يا غيث؟
-رايح معاد مهم.
ملامحي اتغيرت لمجرد تفكيري إنه رايح يخطب فقولت:
-معاد مهم دا ايه؟
سند بدراعه على سور البلكونة وقال:
-معاد مهم لشخص مهم في حياتي أوي.
-آه ماشي، بالتوفيق، سلام.
دخلت من البلكونة وعيوني مليانة دموع، لبست أي شيء ونزلت أتمشى بلا هدف، لما بزعل بنزل أمشي في الشوارع وأبص في وشوش الناس، دلوقتي مش قادرة أرفع راسي وأبص في عيون حد، حاسة إن لو عيوني قابلت عيون أي حد دموعي هتنزل لوحدها.
-استني بقا، يخربيتك مِركبة عجل في رجلك.
-إنتِ بتعمل ايه هنا، وايه الورد اللي في ايدك دا؟ إنت مروحتش للبنت ليه؟
-ما أنا روحتلها أهو.
يابن التيت، يعني بتعمل كل دا قصد؟ حسبي الله فيك بجد حسبي الله فيك.
-مش هتقولي حاجة؟
-لأ، معنديش حاجة تتقال.
-قولي أي حاجة وهقولك عملت ايه في كرشي.
حاولت أمنع ابتسامتي بس فشلت:
-يووه بقا متضحكنيش.
-إنتِ أصلا هبلة وبتضحكي على أي حاجة.
-حصل.
-المهم.
-المهم؟
-أنا بحبك.
-ماشي.
-هتعمليلي فيها مكسوفة؟
-لا مش بتكسف.
-أيوة آه بأمارة الكاتشب اللي حطاه على وشك.
-كاتشب! دا أخرك في الرومانسية يلا؟
رفع ايده ببوكيه الورد وقال:
-أهي هي دي الرومانسية اللي بحق.
نتشته من ايده وقولت:
-بعد كدا تبقا تجيب حاجة تتاكل، الورد بيتاكل يعني؟
مشيت وسيبته وأنا حاضنة الورد، بس سمعته وهو بيقول:
-واللهِ إنتِ اللي كيان كرشو."كنت أنا يومًا ما، لكن الآن كلي أنت."
#كيان_الغيث
#أروى_إيهاب