-خلي ابن عمك يبعد عني، أنا زهقت.
-بيحبك يا كيان.
-وأنا مش بحبه يا وعد، مش بحبه، وإنتِ عارفة بحب مين.
-بس إنتِ بتغلطي.
-وأنا بحبني أغلط، محدش ليه دعوة.
حسيتها زعلت، نفخت بزهق وقربت منها:
-يا وعد اللي بيحب حد مش بيفضل يحوم حواليه كدا في كل مكان، أنا تعبت.
-يعني هو اللي بيحب حد بيخليه يخون ثقة أهله فيه؟ بيخليه يخرج معاه ورا أهله؟ بيخليه يكلمه بدون علم حد عشان بيحبه؟ حب ايه دا؟ والحجة إنه بيكوّن نفسه، طب ما كان جالك بعد ما كوّن نفسه، ولا هو عايز يعلقك بيه وخلاص.
خوفت، قلقت، اتوترت، كلامها لمس قلبي، دموعي كانت على وشك إنها تقع، أنا مش كدا أنا مش كدا بجد.
-بس هو قال إنه بيحبني.
-الحب أفعال مش كلام يا كيان، مش دا كلامك؟
صح دا كلامي، فين كيان؟ فين كيان بأفكارها؟ أنا بقيت مين؟ أنا مبقتش عارفاني.
روحت البيت ازاي معرفش، دخلت أوضتي ومردتش حتى على ماما لما كلمتني، مكنتش سامعة حاجة غير الدوشة اللي في دماغي.
وقفت قدام نفسي، وقفت قدام المراية، مين دي؟ واحدة لبسها قصير؟ ضيق؟ شعرها باين؟ رجلها باينة؟ أنا فين؟ دي مش كيان؟ دي مش أنا، أنا مكنتش كدا، أنا كنت دايما بنصح البنات بالخير، مش بنصحهم يكلموا شباب، عشان ميرخصوش نفسهم، دلوقتي أنا اللي بقيت رخيصة في نظر نفسي، أنا اللي بقيت وحشة، أنا بقيت كدا ازاي؟ عشان حب؟ حب ايه اللي يغيرني ويخليني بالبشاعة دي، مش عايزاه، مش عايزة الحب لو كان هو السبب في تدميري، أنا عايزة قربي من ربنا، مش عايزة شيء تاني، عايزة أرجع كيان اللي أعرفها، أنا ازاي بقيت كدا؟ بين يوم وليلة الأمور اختلفت؟ بقيت أبشع ما يمكن، بقيت أوحش نسخة ممكن أوصلها؟
"أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ، أَفَلَا تَعْقِلُونَ". (البقرة: 44).
الآية تلقائي جت في بالي، وقعت على الأرض، حتى مش عارفة أعيط، أنا ازاي بقيت كدا؟ أنا مكنتش حاسة بنفسي وأنا بتغير، أنا بس اتشديت لطريق وفجأة فوقت منه على كارثة، حرفيا كارثة.
يارب ساعدني..
يارب سامحني..
اللهمَّ اغفر لي ذنوبي..
اللهمَّ طهر قلبي من كل ذنب..
اللهمَّ باعد بيني وبين أي ذنب..
اللهمَّ ثبت قلبي على دينك..
يارب، يارب سامحني واغفرلي، يارب سامحني واهديني ليك يارب، سامحني.
سلمت وفضلت قاعدة بدعي، بدعي وبعيط، يمكن العياط يغسل ذنبي، يمكن أفوق من الكارثة اللي ارتكبتها في حق نفسي.
"إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا". (النساء: 146).
كان قرآن الفجر، كانت أول آية أسمعها وآخد بالي منها، وكأنها إشارة ليا من ربنا، ربنا راضي عني، ربنا هيتقبل توبتي، قلبي ارتاح بعد ما كان بيدق خوف ورعب، الدموع سكنت وهديت، فرحت، فرحت وقلبي فرحان أكتر.-عايزاكي تنزلي معايا تشتري حاجات.
-من عيوني.-ماما.
-نعم يا حبيبتي.
-أنا هلبس الخمار.
-خمار!
-آه يا ماما.
-خمار ايه دا يابنتي اللي تلبسيه! دا إنتِ لسه صغيرة.
-اللبس الصح ملهوش علاقة بالسن يا ماما، لو سمحتي سيبيني على راحتي.
-حاضر يا حبيبتي، ربنا يهديكِ للخير يارب.