الحلقة التاسعة
جانا الهوى
بقلم / الشيماء محمد احمد
#شيموووووالرواية حصري لجروب شيمووو وممنوع نشرها في اي مكان لحين انتهاء فترة الحصري .
هند قالت انها عايزة تروح لابن بدر .
فاتن وقفت بغضب : يعني يوم ما تتنيلي على عين أهلك وتحبي حد تحبيلي واحد مطلق ومعاه عيال؟ ده ايه الحظ المهبب ده ياربي ؟ يعني أدعي عليه دلوقتي ربنا يريحني منه من قبل حتى ما أشوفه ؟
هند مسكت ايدها بتوسل : اوعي يا ماما علشان خاطري - دموعها نزلت- انتي لو عرفتيه هتحبيه ، أرجوكي يا ماما .
أمها زقت ايدها بعيد : أنا عارفة ان دي آخرة دلع أبوكي وأنا هختار عريسك بنفسي وهجوزك غصبا عن أنفك وهو ربنا يقومه بالسلامة لابنه مش هدعي عليه بس سواء قام ما قامش تشيليه من دماغك خالص أنا لا يمكن أوافق تتجوزي واحد تخدمي عياله .
هند بصت لأمها بتبرير : هو عيل واحد بس وصغير .
بصتلها بتريقة : هتراعي ابنه يعني ؟ وتبقي أم من قبل ما تتجوزي حتى ؟ عنده قد ايه بقى إن شاء الله ؟
هند بتردد: في سنة سادسة يدوب .
شهقت فاتن باستنكار: سادسة ؟ كنت فاكراه شاب صغير وابنه سنتين ولا تلاتة مش شحط قده ! بت انتي شيلي الموضوع ده من دماغك خالص - بصت لجوزها وكملت- عقل بنتك يا خاطر.
سابتهم ودخلت أوضتها وهند قعدت جنب أبوها تقنعه: بابا أقسم بالله بدر إنسان كويس جدا ومحترم جدا ، طيب انت انزل شوف المستشفى عاملة ازاي؟ واسمع من المدرسين عنه وعن أخلاقه .
اتنهد بحيرة : بس متجوز ومخلف كمان يا هند وانتي لسه صغيرة والحياة قدامك؟
حاولت تستخدم أسلوبهم فردت : أنا عانس مش أمي دايما تحسسني بكده؟ ليه دلوقتي بقيت عيلة ونغة؟
استنكر أبوها : انتي زينة البنات ليه بتقللي من نفسك كده يا هند ؟ ليه شايفة نفسك قليلة للدرجة دي ؟
استغربت كلام أبوها : أي درجة يا بابا ؟
اتكلم بحدة : لدرجة واحد كبير ومتجوز ومخلف كمان ؟
وقفت بحزن : مش كبير والله يا بابا هو زي نادر هل نادر كبير بالنسبة ليا ؟ والطلاق والخلفة دول من عند ربنا .
أبوها اتنهد بتعب : سيبي الموضوع ده دلوقتي يا هند وربنا يسهل بعد ما يقوم بس بالسلامة ونشوفه ونتكلم معاه واللي ربنا رايده هيكون غصب عني وغصب عنك .
اتعلقت بايده بتوسل: طيب أرجوك يا بابا اسمحلي أجيب أنس هنا ، زمان حالته صعبة هو مالوش هنا غير أبوه ومعرفش عرف ولا لا وحالته ايه ؟ أرجوك اعتبره خير يا بابا بتعمله لعابر سبيل ، مش هما أغراب عن البلد ؟ ده انت بتعمل خير للغريب قبل القريب هتسيب عيل صغير كده ؟
أبوها ضعف قصاد دموعها وتوسلها وراح معاها فعلا
بعد فترة وصلوا للشارع اللي ساكن فيه وهي وقفت محتارة فأبوها بصلها بترقب: انتي تعرفي هو ساكن فين ؟
حركت دماغها برفض : كل اللي أعرفه اسم الشارع ، هو قال مأجر شقة في الشارع ده بس فين مش عارفة ؟
أبوها بص حواليه : يعني ايه ؟ هنمشي نخبط على البيوت ونقول يا أنس ولا ايه ؟
هند بصتله بحيرة مش عارفة ازاي ماخطرش على بالها تسأله عن عنوانه بالظبط ؟
موبايلها رن وكان نادر فردت عليه بسرعة : ايوة يا نادر خير ؟
⁃هو انتي تعرفي حد اسمه أنس ؟
استغربت سؤاله : ليه بتسأل ؟
⁃لانه فتح عينيه وقال الاسم ده وطلب مني أروحله .
سألته بلهفة : طيب قالك تروحله فين ؟
⁃كل اللي قاله برج الحياة اللي في شارع العشرين .
هند اتنهدت : طيب يا نادر أنا هتصرف أنا وبابا.
قبل ما تقفل أخوها وقفها : يا بنتي فهميني طيب مين أنس ده ؟
جاوبته بتردد : ابنه يا نادر .
دور نادر يتصدم بس هند قفلت لانها في غنى عن محاضرة من أخوها هو كمان .
بصت لأبوها : برج الحياة يا بابا .
راحوا ناحية البرج وهناك في بواب سألوه عن شقة بدر وقالهم على الدور ورقمها ، طلعوا كان أنس لوحده مرعوب وأول ما شاف هند رمى نفسه في حضنها ببكاء : بابا مجاش لدلوقتي يا هند ، عمره ما اتأخر أبدا عليا .
هند دموعها نزلت وأبوها صعب عليه حالة الولد وحمد ربنا انه جه مع بنته ياخدوه .
هند بصت لأنس تطمنه : حبيبي ما تقلقش بابا بخير هو بعتني ليك علشان تيجي معايا .
أنس بصلها بتردد : بابا بعتك ؟ ليه هو فين ؟ هو مش بيبعت أبدا أي حد ليا ؟ هند قوليلي بابا فين أرجوكي ؟
بصت لأبوها اللي مش عارف يقوله ايه؟ ولأول مرة يقف محتار كده ، الولد نقل نظراته بينهم ودموعه نزلوا أكتر: اوعوا تقولوا ان بابا راح عند ماما ؟
هند بسرعة : لا لا يا أنس بعد الشر عليه لا يا حبيبي ، بص هو عمل حادثة صغيرة وكلمني وقالي أجيلك .
أنس اتعلق في دراعها بقلق : طيب خديني عنده أرجوكي يا هند أنا عايز أشوف بابا .
فضل يعيط وهند مش عارفة تعمل ايه ؟ لحد ما أبوها بصلها : يلا يا هند نوديه يشوف باباه الأول وبعدها نروح البيت ، بس هاتيله أي غيار ينام بيه ولو هيروح مدرسته .
قاطعه أنس : أنا هفضل جنب بابا مش هتحرك من جنبه أبدا .
أبوها شاورلها فبصت لأنس : فين أوضتك يا أنس ؟ تعالى ساعدني يلا علشان نعمل شنطة صغيرة ليك .
شرط عليها : بس هروح عند بابا مش عندك ؟
ابتسمت : هوديك عند بابا اتفقنا .
دخلت معاه أوضته وهو جمع هدومه بسرعة وبعدها هي قالتله يجيب شنطة مدرسته وهو بيفكر حطها فين وبعدها شاورلها على الأوضة اللي جنبه فراحت تجيبها ، كانت الأوضة مرتبة وريحة بدر فيها ، دموعها نزلت هي عايزة تشاركه بيته وأوضته وحياته ازاي تدخل أوضته لأول مرة وهو بيصارع لحياته ؟
مسكت صورة صغيرة على التسريحة فيها بدر وأنس في حضنه وبيضحكوا الاتنين واتمنت صورة تجمعهم التلاتة وتخيلت كمان بيبي صغير هي شايلاه .
مسحت دموعها وأخدت شنطة أنس وطلعت واتحركت مع أبوها للمستشفى .
نادر قابلهم ولسه هيتكلم مع أخته لمح أنس اللي اتعلق بكمه بخوف : بابا فين ؟ انت الدكتور اللي هتوديني عنده ؟
نادر بص للولد الصغير وحسه قد ايه ضعيف وقد ايه محتاج لأبوه ، بص لأخته وسكت لان مش وقته الكلام : أهلا يا أنس ، بص بابا نايم دلوقتي مش هينفع نصحيه ولما يصحى هجيبك بنفسي تشوفه .
اعترض أنس ببكاء : طيب خليني بس أشوفه ومش هصحيه ومش هنطق ومش هتكلم أبدا بس أشوف بابا .
خاطر بص لابنه : خده يا نادر يشوف أبوه ويطمن بنفسه وبعدها هناخده معانا البيت .
نادر وافق أبوه وطلعوا كلهم ونادر بصلهم : هو في الإنعاش ومش هينفع أدخلكم أوضته من برا بس .
وصلهم لأوضته وشافوه من ورا الإزاز وهند دموعها نزلت غصب عنها وهي شايفاه بالمنظر ده ونادر بصلها قد ايه هي متعلقة بيه !
أبوها برضه بصله حاول يعرف ملامحه بس كل اللي عرفه انه مش كبير في السن يمكن زي ابنه فعلا وفكر ان لو نادر مثلا كان في كلية عادية واتخرج واتجوز هيخلف فعلا قد أنس ، استغفر ربنا ودعا ان ربنا يقومه بالسلامة لابنه على الأقل .
أنس دموعه نازلة وبص لنادر بترجي : خليني أدخل عنده علشان خاطري هو لما يعرف اني جنبه هيصحى .
قدام دموعه ضعف وقرر يدخله حتى ولو لدقيقة .
دخل أنس ومسك ايد أبوه بحزن : بابا اوعى تسيبني انت كمان زي ماما ، اصحى وكلمني ، انت وعدتني ان عمرك أبدا ما هتسيبني ، انت وعدتني فقوم بقى يلا - بص لنادر بتساؤل- هو ليه مش بيصحى ؟ بابا أول ما بكلمه بيصحى على طول ؟
نادر مسك ايده يطمنه: هو تعبان شوية يا أنس واحنا بنعالجه واحنا منيمينه علشان جروحه دي تخف بسرعة وهو ما يتألمش فهمت يا حبيبي ؟
أخده وطلع برا وبص لأبوه : ما أعتقدش انه ممكن يفوق الليلة ولو فاق هيكون لدقايق زي المرة اللي فاتت ، روحوا انتوا وأنا هطمنكم بالفون .
هند بصت لأخوها بلهفة : هتفضل جنبه ؟
نادر كان عايز يزعلقها أو يعاتبها أو يعترض لحبها لواحد بظروف بدر بس نظرة واحدة لعينيها منعته فاضطر يطمن أخته : هفضل جنبه يا هند روحوا انتوا.
خرجوا وأبوها اتفاجئ بكمية المدرسين اللي واقفين مستنيينه يفوق وكلهم استغربوا أنس وفي اللي عارفه بس اتلموا عليه وكله بيطمنه ان أبوه هيكون كويس .
هاني قرب من هند وسألهم ازاي عرفوا يوصلوا لابنه ؟ فهند اتوترت ونادر أخوها اللي رد بدلها : هو فتح عينيه و وصاني عليه وقالي أجيبه وكلمت بابا اللي ماهانش عليه يسيبه لوحده .
كل المدرسين عرضوا ياخدوا أنس اللي مسك ايد هند وهو مرعوب من كل الناس دي بس نادر رفض بهدوء وقالهم انه هيفضل معاه لحد ما بدر يفوق
روحوا البيت وفاتن شافتهم داخلين ، قامت تدخل أوضتها بس لمحت أنس واستغربت انه صغير هي كانت مفكراه كبير عن كده ، جوزها قرب منها بهدوء: قومي شوفي الولد ده قطع قلبي من عياطه على أبوه .
كشرت بضيق : ربنا يقومهوله بالسلامة بس برضه مش هقبلهم في بيتي ولو هي عايزة تتجوزه مع عدم رضايا الله يسهلها.
جوزها ضرب كف بكف : لا حول ولا قوة إلا بالله ، يا ولية بقولك الولد حالته تقطع القلب تقولي جواز ومعرفش ايه ؟ مش لما أبوه بس يفوق ويقوم بالسلامة نبقي نتخانق ؟ قومي شوفي الولد وشوفي لو جعان ، الولد روحنا لقيناه ميت من الرعب على أبوه ولوحده فزمانه ما أكلش حاجة من ساعة ما فطر الصبح واحنا داخلين على المغرب اهو .
كشرت وبصتله : خلي اللي عايزة تبقى أمه هي تعمله أكل - بصت لجوزها بغيظ وكملت- دي ما بتسلقش بيضة لنفسها عايزة تتجوز واحد بابنه ؟
جوزها اتنهد بتعب : ربنا يهديكي .
شهقت بغيظ وتهكم : ادعي لبنتك يا أخويا بالهداية مش أنا .
سابها وراح لبنته : هند شوفيه يا بنتي أكيد ما أكلش من الصبح ، شوفيه ياكل ايه ؟
أنس اعترض بعياط : أنا باكل أنا وبابا على طول ، هستناه يفوق ويجي وناكل مع بعض مش هاكل من غيره أبدا .
فاتن سمعته وقلبها اتوجع فقامت تعمله أكل وحطته على الصينية وسامعاهم بيحايلوا فيه برا وهو رافض .
طلعت بالصينية وحطتها قدامه وجوزها ابتسم لأنه عارفها كويس مش هيهون عليها أبدا .
بصت للولد وشافت دموعه وقلبها ما قدرش يقسى أكتر من كده فقعدت قصاده بحنان : انت شوفت بابا في المستشفى .
أنس بصلها وهز دماغه بتأكيد فابتسمت بتعاطف : طيب مش كانوا معلقين حاجات في ايديه ؟
انس انتبهلها وهي كملت : الحاجات دي بيغذوه بيها يا حبيبي زي الأكل بالظبط عارف ليه ؟ علشان بابا يفوق بسرعة ويرجعلك بسرعة فانت كمان لازم تبقى كويس وتتغذى زيه علشان لما يفوق تكون قوي وتساعده مش تبقى تعبان ومش قادر تقف ، مش انت عارف ان الأكل ده هو اللي بيغذينا ويوقفنا على رجلينا ؟ طيب مين هيقف ويساعد بابا لو مش ابنه الشجاع القوي ؟
أنس بصلها وبص للأكل فناولته المعلقة وهند بدأت تساعده ياكل وبصت لأمها بامتنان: متشكرة يا ماما .
أمها كشرت و وقفت : برضه مش موافقة بس هو مالوش ذنب ان بنتي غبية .
سابتهم ودخلت وأبوها بصلها : ما تبصيليش يا هند أنا برضه مش موافق بس الظروف تحكم يا بنتي .