جانا الهوى (١٥)

75.4K 3.1K 351
                                    

جانا الهوى (١٥)
بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيموووو

الرواية حصري لجروب شيمووو وممنوع نشرها في اي جروب لانتهاء فترة الحصري ..

جت تمشي بس اتفاجئت به مسك دراعها يوقفها بصتله بذهول وجت تزعق بس اتفاجئت بنظراته المبهمة.
وقفت مكانها مش عارفة تحدد ايه النظرات دي؟ هل عتاب؟ حزن ؟ صدمة ؟ ولا شعوره بالخذل منها؟ أو كلهم مع بعض! بس معقول هي خذلته ؟ حست انها تايهة ومش عارفة المفروض تعمل ايه
أما هو فكان بيعاتبها في صمت على خذلانها له رغم انه كشف نفسه قدامها، جت تتكلم بتلعثم وتسأله بيبصلها كدا ليه بس مااداهاش فرصة
وزي ما مسك دراعها فجأة سابه فجأة وبعدها نطق بابتسامة حزينة : اتفضلي يا همس .
بصتله بعجز وحزن ومشيت ودموعها نزلت
وبتسأل نفسها هو عايز منها ايه ؟ لما مش هيقدر يفسخ خطوبته عايز منها ايه ؟ تكون على علاقة بيه مثلا بالسر ؟ تفضل عشيقة مجهولة ؟ عايز ايه منها؟ انها تقبله وهو مرتبط بغيرها ؟
سيف ركب عربيته وهو مصدوم من برود همس ، بس مش هيقدر يلومها ، هو نفسه مش عارف يعمل ايه؟ فازاي عايز منها حل ؟ ازاي توقع انها تقبله بظروفه دي ؟

خاطر في بيته مخنوق ومش طايق حد وزعلان ان بنته تعبانة ومش مبطلة عياط ، ساب البيت ونزل يقعد مع أصحابه على القهوة بس أول ما وصل ماقدرش يقعد مع حد وقعد لوحده وشوية ولقى بدر فوق راسه وده كان آخر شخص يتوقعه وآخر حد أصلا عايز يتكلم معاه ، بصله باستغراب : خير ؟
بدر شد كرسي وقعد قصاده : حضرتك ليه قلتلي الكلام اللي قلته النهارده ؟
خاطر استغرب سؤاله وردد: عايز ايه يا بدر ؟
بدر بصله بحزن وعينيه متعلقة بيه : عايز أعرف ليه ؟ ليه رافضني ؟ أنا بحب بنتك ، قادر أعيشها عيشة كريمة ، قادر أسعدها ، فليه حضرتك رافض ده ؟
خاطر اتنهد بتعب وإرهاق من الموضوع ده وبصله مباشرة : هتسيب ابنك ؟
رد وعينيه مواجهة لخاطر : لا مش هسيبه .
خاطر كمل : حتى لو كان التمن هند ؟
اتوجع و وجعه كان ملموس ومحسوس : حتى لو كان التمن هند ، انت بتطلب مني أسيب حتة من قلبي ، لا لا ده قلبي كله ، يعني أنا بصراحة مستغرب حبك لبنتك ومستكتر عليا حبي لابني ؟ ده ابني اللي انت عايزني أرميه ؟
خاطر صحح : ماقلتش أبدا ترميه قلت وديه لوالدتك أو والدته ، تفرق كتير .
ضحك بغلب و وجع : ايه اللي يفرق ؟ في كل الحالات أنا بسيبه ، أنس اتولد في حضني وعاش فيه وكبر فيه وهو صبرني على حاجات كتيرة جدا ، أنس ده قلبي وروحي ، ده صاحبي وصديقي وشريك حياتي ازاي عايزني أسيبه ؟ - دموعه لمعت- ازاي بجد ؟
خاطر اتأثر بكلامه بس مصمم عند موقفه : حتى لو هتخسر اللي بتقول عنها حبيبتك ؟
بدر بص للأرض بوجع : هند حبيبتي وروحي وبعدها عني معناه موتي بالحياة بس ده مصير قادر أتقبله و وجع هعرف أتعايش معاه لكن أوجع ابني ؟ لا وألف لا ، أنا أتوجع وأموت ألف مرة كل يوم لكن ابني لا .
خاطر ابتسم : اديك قلت اهو بنفسك انت تتقبل الوجع بس ابنك ، ضناك لا، أنا برضه زيك ، مستغرب ليه ؟ كل واحد فينا بيحب عياله بطريقته وكل واحد عارف مصلحة ابنه فين ؟ انت شايف مصلحة ابنك في حضنك وأنا شايف مصلحة بنتي في حضني ، احنا زي بعض .
بدر هز دماغه بتفهم : احنا زي بعض ، خلاص يا عمي اتفقنا ، امتحانات نص السنة هتبدأ ومش هقدر أعمل حاجة قبلها ، تخلص الامتحانات وهلغي انتدابي هنا وهاخد ابني وأبعد عن البلد كلها .
خاطر بصله باستغراب : أنا ما طلبتش منك أبدا تسيب البلد ؟
بدر ابتسم بوجع : انت عايزني أفضل في مكان أشوف فيه حبيبتي كل يوم بدون ما يكونلي أي حق فيها ؟ الأفضل ليا وليها اني أبعد ، على الأقل علشان هي تقدر تتخطاني وتختار حد يكون أفضل مني ليها ، بعد إذنك .
سابه ومشي وخاطر مراقبه بصمت
بدر وصل بيته ودخل قعد يراقب ابنه اللي كان بيلعب بهدوء ، طول عمره هادي ولعبه هادي ، حاطط ألوانه قدامه وبيرسم .
أنس خلص رسمته وبص لأبوه وقام يوريه الرسمة : بص يا بابا ، ايه رأيك فيها ؟
ابتسم بحزن : جميلة يا أنس ، انت فنان .
أنس ابتسم بس لاحظ حزن أبوه فحط الرسمة ورجع قعد جنبه : بابا هو انت ليه بطلت تشوف هند ؟ مش قلت انك هتجيبها تعيش معانا هنا ويبقى عندي أم تانية ؟
بدر اتنهد بوجع ؛ لانه مش مستعد أبدا لأسئلة ابنه دي : مش هينفع أجيبها يا أنس .
أنس اتصدم : ليه ؟ أنا حبيتها يا بابا ، هي بتحبني وبتحبك فليه ما تجيش تقعد معانا ؟
بدر ماعندهوش رد ، ياريت كل الأمور ببساطة تفكيره ، أنس وقف قصاد أبوه بخوف: بابا هي مش عايزة تيجي علشاني ؟
بدر مسك وش ابنه بحزن : ليه بتقول كده ؟ انت عارف ولسه بتقول اهو انها بتحبك ؟
أنس شرح لأبوه: العيال في المدرسة كنا بنتكلم وبقولهم ان أنا محظوظ لاني هختار مع بابا اللي عايزها تكون أمي ، هم محدش فيهم اختار أمه لكن أنا هختارها ، ساعتها قالولي ان محدش هيوافق عليك علشان انت كنت متجوز وعلشان أنا معاك ، عرفت ان محدش بيرضى يجوز بنته لواحد معاه ابن إلا لو كانت هي كمان زيه متجوزة قبل كده أو معاها عيال وهند مش كده ، علشان كده ما رضيتش صح ؟ كمان مامتها وباباها مش رضيوا صح ؟ علشاني أنا ؟
بدر اتوجع من كل كلمة ابنه نطقها وحاول يبعد الوجع عن ابنه : لا يا حبيبي انت لما كنت في بيتهم مش حسيت انهم بيحبوك؟ ولا بيكرهوك ؟
أنس كشر وهو بيفتكر حبهم : كلهم حبوني ، طيب ليه ؟
بدر حاول يشرح لابنه : علشاني أنا يا أنس ، كلامك نصه صح ان محدش بيرضى يجوز بنته لواحد متجوز قبل كده إلا لو هي كمان كانت متجوزة قبل كده أو معاها عيال ، فهم خايفين مني أنا لأحسن أفشل في الجوازة وبنتهم تفشل معايا ، أنا اللي مرفوض يا أنس مش انت يا حبيبتي فهمت ؟
أنس ببراءة : طيب خليني أتكلم أنا معاهم وأقولهم انك حلو وانك أجمل أب في الدنيا ، خليني أنا أكلم عمو وأفهمه ان هند هتكون معانا مبسوطة واننا مش هنتعبها أبدا ومش هنزعلها ، أنا هعرف أقنعهم يا بابا .
بدر ضم ابنه ، قد ايه ابنه حساس ورقيق! ابنه اللي هم عايزينه يتخلص منه وكأنه شيء مهمش ، ابنه اللي بيوعد انه هيسعد هند ، يا لو أبوها يسمع الكلام ده ، غمض عينيه وخلى ابنه في حضنه يمكن الوجع اللي جواه يهدا شوية بحضنه .

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن