جانا الهوى (٢٠)
بقلم الشيماء محمد احمد
#شيمووووالرواية حصري لجروب شيموووو وممنوع نشرها لحين انتهاء فترة الحصري .
هند دموعها نزلت وهو بسرعة مسح دموعها : مش هعملها يا هند أبدا ، مكاني في حضنك انتي وبس .
مسحت باقي دموعها وسكتت لأنها عارفة انه لو هيتحط في اختيار هيختار ابنه وده سبق ووضحه وما أنكروش .
بدر روح البيت وبيراقب ابنه ومش مصدق لحد دلوقتي اللي عمله ، حط الغدا ولسه ابنه هياخد طبقه ويبعد بس وقفه بحزم : اقعد قصادي كل أكلك .
لسه هيعترض بس نظرات أبوه جمدته فقعد بصمت ومستني هجوم أبوه .
الصمت كان مزعج جدا بينهم وأنس بيهرب من عيونه اللي مركزة معاه أوي ، أكل كام معلقة ويدوب هيقوم بس أبوه وقفه تاني : اقعد قصادي .
قعد ورفع عينيه يواجهه : نعم وبعدين ؟ هتفضل باصص ليا كده كتير ؟
بدر حاول يمسك أعصابه وما يمدش ايده على ابنه؛ لان زي ما هند قالت هيعاند بزيادة : انت عملت ايه يا أنس ؟
حاول يهرب منه بتوتر : عملت ايه في ايه ؟ ماعملتش حاجة.
أبوه كرر السؤال تاني بصرامة : بقول عملت ايه يا أنس ؟
فكر ازاي يجاوبه أو ازاي يبرر تصرفه : عملت ايه يا بابا ؟
بدر زعق : أنا اللي بسألك وسيادتك جاوبني .
أنس وقف وبعد عنه : عملت زيك ، انت بتتجاهل اللي أنا عايزه ومحتاجه فأنا عملت زيك وتجاهلت اللي انت عايزه ومحتاجه .
بدر اتصدم وبيحرك راسه برفض : أنا عمري أبدا ما تجاهلتك أو تجاهلت احتياجاتك .
زعق بغيظ : ودلوقتي لما تحرمني أشوف أمي وأتكلم معاها ده اسمه ايه ؟
زعق هو كمان : ده اسمه حب يا غبي ، أمك بعدت بمزاجها مش أنا اللي بعدتها امتى هتصدق ده ؟ أمك سبق واختارت نفسها وحياتها .
أنس حط ايده على ودانه مش عايز يسمع : مش مصدقك ومش هصدقك ، خليني أكلمها وأشوفها ، خليني أحاول أرجعها لينا من تاني ، خليني ......
أبوه قاطعة بصوت عالي : أنا مش هرجعلها تاني يا أنس ولو السما اتطبقت على الأرض .
أنس زعق هو كمان : وأنا مش هقبل هند في حياتي -سكت و اقترح فجأة- طيب أقولك حل حلو أوي
بدر بص لابنه بانتباه : قول الحل الحلو يا أنس .
أنس بص لأبوه بإصرار : اتجوز انت هند و وديني أنا عند أمي أعيش معاها وبكده كل واحد فينا يعمل اللي هو عايزه .
بدر الصدمات بتتوالى عليه لأن عمره ما فكر أبدا في يوم من الأيام ان ابنه ممكن يختار يبعد عنه بأي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف
بص لابنه بوجع : انت بجد عايز تسيبني يا أنس ؟
أنس ودى وشه بعيد : حضرتك مش مهتم باللي أنا عايزه ومش موافق عليه .
سأله وهو عارف إجابته : وايه اللي انت عايزه ؟
بص لأبوه بحماس : انت وماما مع بعض - مسك دراع أبوه بتوسل - عايز أعيش معاكم انتوا الاتنين ، عايز أكون زي أي حد عنده أب وأم بيحبوا بعض وعايشين مع بعض .
بدر بصله : بس احنا مش بنحب بعض يا أنس .
اعترض : حبوا بعض علشاني ، ده لو بتحبوني ، بابا أرجوك انت طول عمرك بتعملي اللي أنا عايزه فليه دلوقتي في أكبر حاجة بتمناها بتحرمني منها ؟
بص لابنه يحاول يفهمه : لان اللي انت عايزه ده يا أنس هيوجعك أوي .
أنس برفض : واللي انت عايزه برضه بيوجعني ، أنا آسف بس أنا عايز أمي وأعتقد يا بابا ان ده مش طلب كبير ، الكبير انك تطلب مني أنسى ان عندي أم وأقبل واحدة تانية ، الغريب انك تكدب عليا وتفهمني ان أمي ميتة وهي عايشة ، بابا أنا مش هقبل هند ومش هقبل تعاملني وتجبرني على وضع أنا مش عايزه حتى لو هسيب بيتك ، حتى لو هفضل في الشارع من غيرك .
سابه ومشي وبدر قعد مكانه ولأول مرة يفكر في السنين اللي فاتت دي يكلم رشا من تاني .