حكمنا الهوى (٧٣)
بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيمووووكريم ومؤمن راحوا شغلهم وأمل بعد ما الولدين صحيوا جابتهم وفطرتهم وقعدت وسطهم الاتنين تلاعبهم .
الباب خبط وأم فتحي راحت تشوف مين ولقتها نور فاستقبلتها بغيظ ونور لاحظت ده فعلقت باستغراب : ايه يا أم فتحي بتبصيلي كده ليه ؟
ردت بغيظ : علشان انتي مزعلة واحد من عيالي .
بصتلها باستنكار : مش يمكن يكون هو اللي مزعلني ؟
حركت راسها برفض مطلق : عيالي مش بيزعلوا حد ، عيالي عاقلين وعارفين ايه اللي ليهم وايه اللي عليهم فلا هو ما زعلكيش وأكيد انتي اللي مزعلاه .
اتنهدت قبل ما تقرر تقفل الحوار معاها : أمل فين وأيان فين ؟
دخلت عندهم وأمل اتوترت وخافت ان نور تكون جاية تاخد ابنها ، سلموا على بعض ونور قعدت جنبها وحضنت الولدين الاتنين بعدها شالت ابنها ترضعه وكذلك أمل اللي مارضعتش ابنها علشان خاطر أيان ما يبصلهوش .
قامت أمل تجيب موبايلها واتصلت بكريم اللي كان في اجتماع علشان يدرسوا اللي يزيد قاله مع المجموعة كلها فبالتالي كنسل عليها ، أمل فهمت انه في الاجتماع ومش هيرد فبعتتله رسالة (( أكيد مش هتصل لو حاجة مش مهمة بس نور هنا يا كريم فلو حبت تاخد أيان أعمل ايه ؟ ))
كريم شاف الرسالة وبعدها حرك موبايله بهدوء حطه قدام مؤمن اللي استغرب تصرفه بس بعدها شاف الرسالة فمسك الموبايل وكتب لأمل ( امنعيها طبعا، مؤمن في الطريق لعندك)
رجع الموبايل لكريم وقام وقف فحسن بصله : في ايه يا مؤمن ؟
بص لكريم اللي رد عنه : هو وراه مشوار مهم لازم يروحه وأنا هنا مكانه ، اتفضلوا كملوا .
مؤمن استأذنهم وخرج بسرعة للبيت .
حسن بص لكريم بس ماعلقش وكملوا اجتماعهم .نور مع أمل الاتنين بيتناقشوا في أمور عادية لحد ما أمل سألتها بشكل مباشر : انتي ليه عايزة مؤمن يسيب بيته ؟ انتي عارفة تعلقه بهنا وانتي مبسوطة هنا فليه ؟
ردت ببساطة : أنا مستعدة أروح أعيش معاه في بيتهم في المنيا ايه رأيك ؟
أمل بصتلها باستغراب ورددت : المنيا ؟ يعني ايه ؟ مؤمن مكانه هنا وبيته هنا وحياته هنا فانتي بتتكلمي في ايه يا نور ؟
وضحتلها : بتكلم في اني مستعدة أكون معاه في أي مكان
علقت أمل بتهكم : طيب كوني معاه هنا في المكان اللي بيسعده مش تقوليلي المنيا !
نور حطت ابنها من ايدها يكمل لعبه وبصت لأمل بتبرير: هنا هو ضيف وده مش بيته ودول مش أبوه وأمه و
قاطعهم دخول ناهد اللي سمعت جملتها وعلقت باستنكار : ده ايه الكلام اللي بتقوليه ده ؟
وقفوا الاتنين وناهد قربت بضيق: مين قال اننا مش أبوه وأمه ها ؟ ده الناس بيتبنوا أطفال من الشارع ويعتبروهم أبوهم وأمهم وانتي جايه بتتكلمي عن ابن أخويا اللي أنا ربيته مع ابني واعتبرته ابني والاتنين زي التوءم وتقولي مش أبوه وأمه ؟ انتي واعية لنفسك ؟ مؤمن ابني زيه زي كريم يا نور ، مفيش فرق بين الاتنين هنا .
نور لفت وشها بعيد هربا من حصارها وردت بحنق: أنا بس
قاطعتها بغضب : انتي ايه ؟ انتي ليه عايزة تبعدي ابننا عننا ؟ حصل موقف وفهمناكي سببه وراحوا الرجالة لحد عندك وروحت أنا وحسن لعندك ايه بقى ؟
وضحت بعناد : عمي اتصل بأبويا يجي ياخدني لانه مش خايف على زعل مؤمن ولا يفرق معاه لكن ما اتصلش بأبو أمل لانه خاف لو عملها وعمي عبدالله جه أخد بنته كريم هيزعل وكريم زعله وحش .
ناهد حركت راسها برفض : انتي بتتهمينا بايه ؟ انتي بتقولي ايه يا نور ؟ عمك اتصل فعلا بأبو أمل بس انتي عارفة الشبكة هناك ضعيفة ورقمه ماجمعش وبعدها أنا تعبت وانتي عارفة الباقي .
هزت راسها بعدم اقتناع وقالت بسخرية: ده اللي اتقال بس
قاطعتها بعصبية : اسكتي يا نور واوعي تزودي حرف زيادة لان حسن مش هيكدب ولو على رقبته سكينة فما بالك انه يكدب علشان عيلة بنت امبارح لسه مش عارفة أي حاجة في أي حاجة وبتكدب حماها ؟
نور حست انها بتأزم الوضع أكتر وآخر شيء عايزاه انها تعادي ناهد بالذات فقالت بارتباك: أنا ماكدبتهوش أنا بس قلت انه بيتجمل أو بيحاول يلطف من اللي حصل و
قاطعتها بغضب: وهو ده معنى الكدب بأسلوب شيك ، بعدين هيتجمل ليه ها ؟ علشان خايف منك مثلا ؟ ولا هيخاف من خالد صاحبه ؟
نور اتراجعت قصاد ناهد وقالت بتوتر : ماما أنا آسفة ماقصدتش المعنى اللي وصلك أو يمكن خاني التعبير ، خلونا نهدا شوية وأعصابي تهدا وبعدها نتكلم ، المهم دلوقتي أنا همشي - بصت لابنها - يلا يا اينو
لسه هتقرب ناحية ابنها بس أمل وقفت قدامها بتوتر والاتنين بصوا لبعض
نور علقت باستغراب : ايه يا أمل وقفتي في وشي ليه كده ؟
ناهد بصت للاتنين ومش فاهمة في ايه أو أمل مالها ؟
نور حاولت تتحرك ناحية ابنها بس أمل قالتلها باعتذار : أنا آسفة جدا يا نور وعمري ما تخيلت اني أقف في وشك كده بس آسفة.
سألتها باستنكار : آسفة ايه ؟ أمل انتي واقفة كده ليه ؟
ردت بتردد شديد : أيان هيفضل هنا لانه أمانة .
ناهد اتصدمت لكن ماعلقتش أما نور فصدمتها كانت كبيرة وبصت لأمل باستنكار شديد : نعم ؟ انتي بتقولي ايه يا أمل ؟
وضحت بهدوء لكن من جواها قلبها بيسابق الزمن في دقاته من التوتر : بقولك أيان أمانة فهيفضل هنا في بيته
ركزت على كلمة بيته ، ناهد مش فاهمة في ايه بيحصل بس عجبها وقفة أمل في وش نور ، انتبهت على نور بتكلمها بغضب : ماما قولي حاجة لأمل، أنا هاخد ابني .
قبل ما ناهد تتكلم أمل ردت بعقلانية : عايزة تاخدي ابنك تاخديه من مؤمن يا نور مش مني أنا .
نور ضحكت بتهكم : بقى دي أوامر مؤمن يعني ؟ هو بيهرج ولا ايه ؟ ولا فاكر انه هيلوي دراعي بالشكل ده ؟ ولا انتي ولا مؤمن تقدروا تمنعوني من ابني انتم فاهمين ؟ وقوليله هو الكلام ده ودلوقتي ابعدي عن وشي يا أمل، أنا بعفيكي من الأمانة دي بصفتي أمه.
أمل مسكت أيان أخدته في حضنها وردت بجدية : قلتلك عايزة تاخدي أيان تاخديه من أبوه مش مني يا نور لو سمحتي بلاش تأزمي الوضع بينا أنا يعز عليا زعلك .
نور اتصدمت من رد فعل أمل وبصت لناهد اللي اتدخلت : في ايه يا أمل ؟ انتي ليه يتعملي كده ؟
أمل بصتلها بتوتر : مؤمن أمني على ابنه قبل ما يخرج يا ماما هو وكريم فأرجوكم ما تحطونيش في الوضع ده .
نور قربت من أمل بتحفز: أمل ده ابني .
أمل ردت بحيادية: وابنه وانتم الاتنين وقفتوا في وش بعض ونسيتوا ان بينكم طفل في النص ، انتي يا نور نسيتي ان ابنك مكانه هنا وسطنا وفكرتي في ... أنا مش عارفة انتي فكرتي في ايه بالظبط ؟ بس اللي عارفاه انك ولا فكرتي في جوزك وحبيبك ولا فكرتي في ابنك فردي عليا قبل ما تطلبي الطلاق من جوزك فكرتي في مين ؟
ناهد شهقت وحطت ايدها على قلبها : طلاق ؟ طلبتي الطلاق من مؤمن ؟
نور بصتلها بغضب : اه طلبته وسيادته طلقني بكل بساطة وسهولة وكأني ما أعنيلهوش أي حاجة كأني هوا .
ناهد قلبها وجعها على ابنها ، قربت وقفت في وش نور وقالت بعتاب: امال تخيلتي ايه لما تطلبي الطلاق من ابني ها ؟ هيبوس ايدك ويتحايل عليكي تفضلي جنبه ؟ اوعي تتخيلي ان ابني ممكن حد يلوي دراعه أبدا ، - بصت للاتنين وكملت بنصح - اوعوا تتخيلوا انكم ممكن تلووا دراعهم وتستغلوا حبهم بأي شكل لانكم هتخسروا دايما .
نور بصتلها بتهكم : في دي عندك حق ، قصاد كريم أنا بخسر دايما ، أي حد بيتحط في مقارنة مع كريم بيخسر لانه دايما ولاؤه الأول والأخير لكريم .
قبل ما ناهد ترد اتفاجئوا كلهم بمؤمن اللي بيرد بتأكيد: ولآخر يوم في عمري هيفضل ولاءنا لبعض يا نور ، أنا وكريم روح واحدة في جسدين امتى هتتقبلي ده ؟ بدل ما تحاولي تنزلي كريم من مكانته اطلعي انتي لمكانته ، ليه عايزاني أنزله ؟ ليه ما تخليش نفسك في مستواه ؟
نور زعقت بغضب : لان ده انت اللي تعمله مش أنا ، انت اللي تحدد مكانتي في قلبك .
رد عليها بصوت أعلى : أنا اديتلك قلبي كله ، كله يا نور سلمتهولك فازاي أنا اللي أحدد مكانتك جواه وهو كله ملكك ؟
نور قلبها دق بعنف بس لفت وشها بعيد عنه وردت بعناد : ده مجرد كلام .
مؤمن قرب وقف في وشها وسألها بعتاب: حبي ليكي مجرد كلام ؟ انتي شايفة كده ؟
محدش رد فاتكلم بصرامة هي أول مرة تشوفها منه : بما ان الحب مجرد كلام فتمام اوك هعاملك على الأساس ده ، ولوي دراع بلوي دراع يا نور ، ابني مكانه هنا في بيتي ومش هيخرج من هنا عاجبك تفضلي وعندك كمان الملحق كله تقعدي فيه براحتك تريحي أعصابك لو مش حابة هنا أهلا وسهلا مش عاجبك الباب قدامك .
بصتله بصدمة : انت ... انت
ماعرفتش تقول ايه فكمل بحزم : أنا اه بقولك اللي سمعتيه ابني مش هيخرج برا بيتي ولو السما اتطبقت على الأرض مش هيخرج برا بيتي وده آخر كلام عندي يا نور .
بصتلهم كلهم وحست ان الكل ضدها من النظرات المستاءة اللي شايفاها ، ومن وحدتهم سوا وقربهم من بعض ، هم أسرة متكاملة مابيتفرقوش ودايما ايديهم في ايدين بعض حتى أمل اللي مش منهم اتحدت معاهم!
قربت من أمل اللي شايلة ابنها ومسكته باسته وقالت بتحدي: مش هتقدر يامؤمن تجبرني على حاجة ولا تاخد مني ابني
مؤمن بصلها بجمود ومن جواه مش متخيل اللي بيحصل ولا الموقف اللي هو فيه .
أيان عيط وبياكل في ايده وقال: مم
أمل حبت تلطف الجو فقالت: أيان جعان أكليه واستهدوا بالله ياجماعة
مؤمن بص لابنه اللي بيعيط وقلبه وجعه عليه
نور لاحظت وجعه ده خصوصا لما قالها بهدوء: تعالي نتكلم يانور وبالمرة تأكلي ابنك
قال جملته ومن جواه دعا ربنا ان عاطفتها كأم تتغلب على عنادها وتقعد علشان خاطره ، تقعد وهيتكلموا وهيلاقوا طريقة يتفاهموا بيها
نور بصتله وفكرت ان مؤمن بيضعف بأيان وممكن يغير رأيه لو مسكته من النقطة دي خصوصا أن الولد صغير ومحدش هيستحمل زنه
ردت بتحدي: دلوقتي نتكلم علشان الولد ياكل ويرجع يقعد معاهم؟ لا أقولك ؟ خلي الولد عندكم - بصت لأمل وكملت باستهزاء- وانتي كملي في دور الأمينة واعملي نفسك بتساوي بينه وبينه ابنك لما أشوف هتستحملي لحد امتى
كلهم بصولها بذهول من كلامها
نور ناولت ابنها لأمل و دموعها بتهدد تنزل بس منعتها ، وبصت لمؤمن قبل ما تخرج وقالت بتحدي : ماشي يا مؤمن ليا أهل يردوا عليك .
ابتسم وهو بيداري وجعه منها : يا أهلا بأهلك في أي وقت ما بتهددش يا نور .
خرجت من عندهم والكل فضل متجمد لحد ما ناهد اتحركت وقفت في وش ابنها ولاحظت جموده و وجعه اللي بيداريه ، حطت ايدها على خده بحنان : ليه ماقلتش انك طلقتها ؟ ليه خبيت وجعك عننا ؟
ابتسم بمجاملة في وشها : وليه أوجعكم معايا ؟ دي زوبعة ولا عاصفة جديدة بنمر بيها وإن شاء الله هتعدي .
ابتسمت وهي بتطبطب عليه بحب : هتعدي يا حبيبي ، هتعدي.
مسك ايدها باسها بحنان: ما تضايقيش نفسك أنا عارف نور وزوابعها ، المهم ان الكل بخير ، أنا سيبت كريم في الاجتماع لوحده وهيشتمني لما يشوفني
حاول يقولها بهزار وراح لأمل أخد منها ابنه وبصلها بامتنان : متشكر يا أمل بجد وآسف اني حطيتك في الوضع ده قصادها .
ابتسمت بحزن : ولا تشكرني ولا تتأسف أيان ابني ومش محتاجة أصلا توصيني عليه ، ونور هتقدر وتتفهم موقفي ، أنا بحبها اه بس بحب عيالي أكتر من الدنيا بحالها والولدين دول توءم وهيتربوا ويكبروا على الأساس ده ومش هسمح لحد يفرقهم عن بعض حتى لو كنت انت الحد ده ، انت فاهم ؟
ابتسملها بتقدير وباس ابنه وأخده في حضنه فالولد سكت بعدها ناوله لأمل من تاني : شربيه لبن صناعي، أنا راجع الشركة لو في حاجة كلميني .
سابهم وخرج وناهد قعدت قصاد أمل : انتي كنتي عارفة بالطلاق يا أمل ؟
اتحرجت وبصت للأرض ودي كانت إجابة سؤالها فهزت دماغها بتفهم بعدها علقت : حسن يعرف ؟
أمل بصتلها : ما أعتقدش يا ماما لا ، لحد الصبح ماكانش يعرف ، معرفش بقى هل قالوله قبل ما مؤمن يجي ولا ايه ؟
ناهد اتنهد وردت بتمني : ربنا يهديهم يارب ويصلح حالهم ، ربنا يهديكم يا عيالي
أمل أمنت على كلامها وسكتوا الاتنين وأمل قامت تجهز اللبن لأيان وإياد معاه ، وفضلت ناهد تراقب الولدين بهدوء قاتل .