الحلقة (٣)
بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيموووووالرواية حصري لجروب شيمووو فقط وممنوع نشرها في اي مكان
آمال اتحرجت جدا لأن سهير قالتلها أم إبراهيم برا وبتكشف على ابنها ماقالتش أبدا ان الدكتور وصل أو في أي حد غريب برا، بس هي المفروض تتوقع أي حد يجي دي في وحدة صحية برضه ! لا بس بقالها كام شهر هنا عُمر ما أي حد جه بالليل إلا من أهل البلد وعادي تطلع قدامهم بالعباية.
اتضايقت جدا وهي ليه مهتمة بمظهرها قدامه؟ يعني من امتى بتهتم أصلا بمظهرها قدام أي حد؟!
ابتسمت ابتسامة صفرا وقالتله : حمدلله على السلامة يا دكتور .
بادلها نادر نفس ابتسامتها الصفرا : متشكر لحضرتك .
قبل ما حد فيهم يتكلم وصل الحاج عبد المنعم وصوته العالي بيرحب بنادر و آمال انسحبت بهدوء وهي متغاظة من نفسها ومن مظهرها اللي ظهرت بيه .
نادر كان عايز يقعد في أي مكان إيجار لكن الحاج عبد المنعم كان رافض تماما بس اضطر يوافق مع إصراره وياخد إيجار خفيف ، عجبه المكان لما شافه معزول شوية عن بيته الخاص لان المندرة اللي هيقعد فيها في جنينة البيت وده هيديله الخصوصية اللي محتاجها كمان قصاد الوحدة الصحية ودي ميزة في حد ذاتها .
نوعا ما ارتاح لمقابلة الناس حواليه وتفاءل جدا .
الوحدة الصحية كانت في أول البلد وكل اللي حواليها أراضي زراعية وقدامها طريق طويل بيدخل للبلد ، صحي بدري على صوت العصافير اللي شبه أزعجته واستغرب صوتهم العالي ، قام واستعد وفتح بابه وبص للطريق قصاده واتفاجئ بالحركة عليه ، ناس رايحة وناس جاية وفلاحين معاهم البقر بتاعهم رايحين الغيطان وافتكر كلام صبحي بالليل .خرج عبدالمنعم وصمم انه يدخل يفطر معاه قبل ما ينزل للوحدة وقدام إصراره وافق بس قاله انه وافق المرة دي فقط غير كده هو مسئول عن أكله وشربه وإلا هيمشي من عنده يشوف مكان تاني .
راح أخيرا الوحدة وكان برضه لسه بدري واتفاجئ بآمال في أوضة الكشف ، بصلها كتير بتقييم أيوة شكلها اختلف بس مش للدرجة ، لابسة طاقية صوف من البرد وبلوڤر قصير شوية على بنطلون مش حلو و وشها طبيعي جدا مافيهوش أي مساحيق تجميل نهائي .
قارنها بزميلاته سواء في الجامعة أو في المستشفى معاه وكانت مختلفة تماما، راقبها كانت بتضحك ولمحته فقطعت ضحكتها وضمت حواجبها بتكشيرة وحاولت تكون عملية: اتفضل يا دكتور.
دخل عندها وشاورتله على كرسي يقعد : للأسف مفيش غير أوضة واحدة للكشف هنا فهنتشارك فيها ، انت عارف موارد الوحدة شبه معدومة.
كشر نادر: امال لو عايزين نعمل أشعة أو العمليات أو الحالات الصعبة بتتعمل فين ؟
ابتسمت وهي بتجاوبه: أكيد مش هنا ، في المستشفى في المركز، هنا بس للكشف وبنحول كل الحالات الصعبة لهناك .
بص حواليه في الأوضة باستغراب : كشف ؟ هكشف بايه ؟ فين الأشعة وفين الأجهزة ؟ وفين وفين وفين ألف حاجة؟
بصتله باستغراب : انت في قرية نائية أصلا كويس جدا ان في وحدة صحية هنا ، في قرى كتير مافيهاش وحدات .
حرك دماغه بعدم تصديق : للدرجة دي ؟ اه عارف ان في عجز في مناطق كتيرة بس مش لدرجة انعدامها أصلا.
اتكلمت بأسف : ده الواقع اللي الناس هنا بتعاني منه ، مفيش دكاترة وحتى لو اتواجدوا الدكاترة فمفيش معاهم أي معدات تساعدهم .
سكتوا شوية وآمال بتتأمل فيه وأقرت لنفسها انه شيك في لبسه، منسق ، مرتب عكسها هي تماما ، قاطع أفكارها سؤاله: انتي من هنا ولا من بلد تانية ؟