حكمنا الهوى (٦٢)

88.8K 3.5K 340
                                    

حكمنا الهوى (٦٢)

بقلم / الشيماء محمد أحمد
#شيموووو

علياء اتوترت من غضب كريم وجريت بسرعة تنفذ طلبه ، شوية ودخلت عنده بتردد كان واقف وظهره للباب وباصص من شباكه وشارد تماما لدرجة انه ما سمعهاش بتخبط، انتبه على صوتها بتكلمه وباين من لهجتها وصوتها العالي انها نادتله أكتر من مرة : مستر كريم
بصلها بملامح جامدة : عملتي ايه ؟
جاوبته بسرعة : كلمته وهيجي يقابل حضرتك خلال ساعة بس هو لوحده لان والده مش متاح دلوقتي ولو حضرتك مصمم على تواجد والده يبقى هتستنى يومين لانه خارج البلد  أرد عليه بايه ؟
رد بجدية : خليه يجي مش هينفع نستنى.
رجع لوضعيته فقربت منه بتساؤل : هو في ايه حصل لكل ده ؟
رد بأمر بدون ما يبصلها : اتحركي نفذي يا علياء واه ما تدخليش أي حد عندي مهما كان - بصلها وأكد بحزم - حتى لو كان الحد ده أمل فهمتي ؟
⁃ حاضر يا فندم
خرجت من عنده مستغربة ايه اللي حصل لكل ده ؟

أمل دخلت مكتبها وقعدت و مش عارفة تفكر ولا تاخد أي قرار ، هل جوزها عنده حق ان أول حل بتفكر فيه هو الهروب ؟ ولا هو ظلمها ؟ هي فكرت تمشي علشانه ، علشان ما يحسش انها حمل عليه أو أي مضاعفات تحصل أو يمكن فعلا علشان تهرب من مواجهة حماها ومواجهة المجتمع لو الفيديو ده انتشر ، فكرت تقوم تمشي ، فكرت تكلم أخوها بجد زي ما قالت لانها فقط قالت كده علشان تشوف رد فعله لكنها ماكلمتش حد ، بس هل فعلا حماها كلم أبوها وطلب منه يجي ياخدها زي ما كلم خالد والد نور ؟ 
سؤال حيرها ومالقتلهوش إجابة ، قامت تروح لكريم مكتبه تتكلم معاه وتحاول تفهمه وجهة نظرها ، جت تدخل عنده بس علياء ولأول مرة توقفها بحرج : باشمهندسة لحظة .
وقفت وبصتلها باستغراب : خير يا علياء ؟
جاوبتها بتردد: مستر كريم طلب محدش يدخل عنده .
ابتسمت بهدوء : أكيد ما يقصدنيش يعني
ردت بحرج: قالي حتى لو أمل نفسها ما تدخليهاش ، اعذريني بس هو كان متعصب فبلاش تدخليله دلوقتي ، خليه يهدا الأول شوية .
أمل فهمت ان كريم مش عايزها هي تحديدا تدخل عنده فابتسمت بمجاملة لعلياء: تمام نخليه يهدا الأول .
قبل ما تمشي من عندها علياء وقفتها باهتمام : هو ايه اللي حصل منرفزه كده ؟ وليه طلب شركة يزيد للأمن ؟
أمل فضلت محافظة على ابتسامتها: علمي علمك يا بنتي ، كله هيبان مع الوقت .
سابتها ورجعت لمكتبها وأول ما قفلت الباب دموعها نزلت ، طلعت موبايلها واتصلت بوالدتها وقالت بصوت مخنوق: أيوة يا ماما .
سميرة أول ما سمعت صوتها المكتوم ردت بقلق : في ايه يا أمل مالك يا قلبي ؟ جوزك وابنك عاملين ايه ؟
ردت بتماسك : بخير الحمد لله كلنا بخير .
سميرة هديت واتنهدت بارتياح: طيب الحمد لله ، متضايقة ليه ولا متخانقة مع كريم ؟
أخدت نفس طويل وسألت بتردد : ماما هو ينفع آجي عندكم كام يوم ؟
استغربت سؤالها وطلبها بس ردت بصبر : يا أهلا بيكي تنوري بس الأول ليه عايزة تيجي يا أمل ؟ زعلانة مع جوزك ؟
حاولت تبررلها فقالت بتوتر: حصلت مشكلة في الشغل كبيرة وأنا ونور طرف فيها وعمي حسن اتخانق النهارده مع كريم ومؤمن وطلب ما ندخلش الشركة تاني بس نونا قامت بالواجب ورجعتنا الشغل وخلتنا نزلنا غصب عن الكل ، فقلت بلاها مشاكل وآجي البلد أغير جو اليومين دول .
سميرة استغربت وحست ان في علامات استفهام كتيرة ظهرت قدامها ، استنت بنتها تكمل بس سكتت فعلقت بحيرة : أمل كلامك مالهوش معنى ، أصل مش مشكلة اللي هتخلي حماكي يمشيكم من الشغل وبعدين جوزك سكت ليه وليه حماتك اللي اتدخلت ؟ فهميني بالتفصيل قبل ما تطلبي رأيي ، احكيلي حصل ايه علشان أقدر آخد قرار صح وبدل ما نكحلها نعميها خالص وتبقي بدل ما قعدتي مكانك حليتي المشكلة اللي حصلت واللي اتسببتوا فيها انتي ونور تبقي بتهربي وتستخبي هنا لانك المفروض كبرتي على موضوع الهروب ده ، يعني من غير حتى ما أفهم ايه اللي حصل اللي شايفاه ان في مشكلة حصلت وانتي بدل ما تحليها عايزة تيجي تستخبي هنا وبعدين بتقولي جوزك اتخانق مع أبوه وبسببك فهل الحل انك تسيبي جوزك كمان لوحده في وضع زي ده ؟ يعني مشكلة كبيرة في الشغل ومشكلة كبيرة مع أبوه وكمان تزوديها بمشكلة معاكي انتي ؟
أمل كشرت ان أمها اتكلمت بنفس منطق كريم حتى بدون ما تفهم أبعاد المشكلة ، انتبهت على صوتها: أمل كلميني
ردت بتردد : طيب يا ماما هو حمايا كلم بابا وقاله يجي ياخدني ؟ لانه كلم عمو خالد والد نور وجابه الصبح ومش عارفة كلم بابا ولا مالحقش لسه ؟
سميرة جاوبتها وفضولها زاد وتوترها كمان : لا ماكلمش أبوكي ، أمل فهميني حصل ايه وليه حماكي أخد رد الفعل ده ؟ عملتوا ايه انتم الاتنين جننه بالشكل ده ؟
اترددت تقولها بس أمها أصرت : أمل فهميني حصل ايه ؟
حاولت تهرب أو تقفل بس ما عرفتش فاضطرت تقولها ملخص اللي حصل واستنتها تعلق ، سميرة أول ما سمعت فيديو واتصورلها مع جوزها صوتت وفضلت تحوقل ومش مدية فرصة لأمل حتى تطمنها ان الفيديو كريم حذفه فضلت تهدي فيها وتحاول تخليها تسمعها لحد ما سميرة زعقت بغيظ : أسمع ايه وأتنيل ايه يا أمل ؟ صوروكي في وضع ايه يا أمل ؟ فين حياءك وفين دينك وفين تربيتك ؟ يا لهوووي على الفضيحة يا سميرة ، يا فضيحتك يا بنت بطني .
أمل ببكاء : يا ماما ده جوزي و
قاطعتها بتأنيب: جوزك ؟ جوزك في بيتك مش في الشغل ، جوزك في أوضة نومك ، انتي بتروحي الشركة تشتغلي ولا تقلي أدبك ها ؟ صوروكي في مكتبه ولا مكتبك ؟ ردي
ردت بتهكم : وهي هتفرق مكتب مين ؟
زعقت : ردي عليا مكتبك ولا مكتبه ؟
ردت بخجل : مكتبه هو
ردت بسخرية : يعني انتي اللي رايحاله مش هو ، بعدين هو المدير واللي عايز يتجسس هيتجسس على مدير الشركة مش الموظفين ، وبعد كل ده ليكي عين تكلميني وتقوليلي تيجي عندي ؟ تيجي تهببي ايه ؟ تستخبي صح ؟ مش قادرة تواجهي حماكي وحماتك .
ردت بغضب وحزن : الظاهر اني غلطت اني كلمتك وعرفتك ، عمالة تأنبي فيا بدل ما تقوليلي أعمل ايه وأتصرف ازاي ؟ اه غلطت ماشي بس ده جوزي ، جوزي يا ماما .
سيطر الصمت عليهم فترة وبعدها سميرة اتكلمت بجدية : أولا شيلي من دماغك تماما فكرة انك تسيبي بيتك لانك لو عملتيها كريم مش هيجيلك ولا هيعبرك وساعتها حقه لانك اتخليتي عنه وبعدها هترجعي لوحدك زي الشاطرة لبيتك ده إذا قدرتي ترجعيه ، وثانيا حماكي برضه عنده حق يتجنن يعني انتم في البيت مع بعض فماحبكتش أبدا في مكان شغل تقربوا من بعض ، فانتم وقعتوا نفسكم في مشكلة انتم في غنى عنها وبسبب تافه ، هروبك المرة دي مش في محله يا أمل .
اعترضت بغيظ : أنا مش بهرب أنا
قاطعتها امها بغضب : انتي بتهربي ودي عادتك من صغرك ، كل مشكلة بتقابلك بتهربي منها بحاجة تانية ، فما تجادليش قصادي جدال عقيم واسمعي وانتي ساكتة ، سيادتك عندك مصيبة في الشركة محتاجة كل الأيادي تتمد وتساعد فانتي بأي عقل فكرتي تيجي هنا ؟ هو انتي اتعلمتي واتدربتي عنده واشتغلتي علشان وقت ما تحصل مشكلة تيجي تستخبي هنا ؟ دي آخرتها ؟ لو دي آخرتها يبقى حماكي عنده حق يمنعك تدخلي الشركة وخسارة فيكي أصلا تشتغلي فيها ، يعني بدل ما تقفي ايدك في ايد جوزك وتثبتي لحماكي انه غلطان بقراره بتأكديله انه صح وانك مالكيش مكان في الشغل ؟ ده اللي ربنا قدرك عليه ؟
ردت باعتراض : يا ماما انتي
قاطعتها بحدة : بت انتي لو جيتي هنا أنا اللي هقول لجوزك ما يدخلكيش الشركة ولا تطوليها تاني انتي شغالة في شركة من أكبر الشركات ، مش بتهزري ولا بتتسلي فيا إما تكوني قد الشغل ومسئوليته يا تقعدي في بيتك تربي ابنك لكن تسيبي بيتك وشغلك ده انسيه تماما يعني حتى لو قررتي تقعدي في بيتك ده بعد ما المشكلة دي تتحل والأزمة دي تعدي ، فاهماني يا أمل ولا أعيد تاني ؟
قفلت مع مامتها وهي متضايقة انها ماجتش في صفها بس لما هديت وفكرت بعقلها لقت ان سميرة عندها حق .

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن