حكمنا الهوى ٧١

78.5K 3.5K 319
                                    

حكمنا الهوى (٧١)

بقلم : الشيماء محمد أحمد
#شيموووو

أمل وكريم باصين لبعض بتحدي وهو مستني يشوف رد فعلها ، فردت بعناد: زي ما انت قمت وسيبتني .
ابتسم وباسها بلطف: بس كريم مش بيهون على أمل أبدا .
رفعت حاجبها باستنكار : وليه أمل هانت على كريم ؟
رد وهو بيبوسها مع كل كلمة : علشان كريم يومها كان متخلف جدا وغبي جدا جدا فسامحيه واعتبريه يا ستي زي إياد اللي في حضنك على طول مهما عمل .
اتكلمت بجمود : كريم أرجوك سيبني أقوم لاني هنا غصب عني
بصلها باستنكار : غصب عنك يا أمل ؟
بصتله بتأكيد : أيوة غصب عني يا كريم .
بعد عنها بحزن : قومي يا أمل أنا أكيد مش هرضالك تفضلي هنا غصب .
قام دخل الحمام وانتبهت على رزع الباب بعدها قعدت مكانها بإحباط لان قلبها رافض تماما اللي عقلها بيعمله .

عاصم خرج من بيت أخته علشان يمشي لبيته بس قبل ما يمشي قرر يروح يقابل نور مرة تانية خصوصا بعد ماناهد وحسن قالوله انهم راحولها بس فضلت معاندة فقرر يحطلها حد، وصل عندهم وخالد استقبله ورحب بيه ونادى لبنته اللي قعدت قصاد حماها متوترة ، عاصم بدون أي مقدمات سألها بجدية: ها وبعدين يا نور يا مرات ابني ؟
بصتله بحيرة : وبعدين في ايه يا عمي ؟
كلمها بشكل مباشر بدون لف أو دوران : هتفضلي لحد امتي تحاولي توقعي بين مؤمن وأخوه ؟ هتفضلي لحد امتى عايزة تقلعيه من جذوره ؟ 
بصتله بذهول : أنا ؟ أنا يا عمي ؟
بصلها بحزم: امال مين ها ؟ أنا مش قادر أفهم انتي ايه مشكلتك مع كريم ؟ ايه مشكلتك مع أهله ؟ فهميني ؟ لو في حد بيضايقك قولي وساعتها كلنا لينا تصرف تاني
وقفت بغضب : حضرتك شايف اللي حصل من عمو حسن ده طبيعي وعادي ؟ تقبله على بنتك مها ؟
ضرب بعصايته الأرض ورد بصرامة : أقبله من حماها أيوة لاني عارفه كويس وعارف أخلاقه وعارف طباعه وعارف و واثق ان بنتي عايشة ملكة في بيتها وأهل جوزها كلهم بيحبوها ولو عندي شك في ده آخدها بيتي ، لكن طول ما أنا واثق انها معززة مكرمة في بيتها والكل بيحبها فلو حصل موقف زي ده هسمع وأفهم الأول ليه ده حصل ، بس انتي مش مها ومؤمن مش زي جوزها فخليني دلوقتي فيكي انتي ومؤمن وقوليلي ليه عايزة تفرقيه عن أهله ؟
جاوبته بغيظ : أنا مش عايزة أفرقه
قال باستنكار: امال عايزة ايه ؟ لما كل شوية تخليه يتغل منهم ده اسمه ايه ؟ لما تبقي عاملة زي الدود اللي بينخر في علاقتهم وبتكرهيه وتمليه ناحيتهم ده اسمه ايه ؟ ولا هو كان من الأول غلطي اني وافقت يتجوز من بنت ما تعرفش قيمة العيلة والروابط بينها ؟
بصتله بحدة فأكد : أيوة انتي ما تعرفيش يعني ايه عيلة ويعني ايه ترابط ويعني ايه اتنين يكونوا ايد واحدة، ما تعرفيش يعني ايه أب يخاف على عياله أو يتعصب عليهم ، ما تعرفيش يعني ايه أم واخدة عيالها في حضنها ومش عايزاهم يبعدوا عن بعض ما تعرفيش
قاطعته بعصبية: لاحظ ان حضرتك بتغلط فيا
زعق فيها : أيوة بغلط فيكي ولا فاكرة ان غلطك ده مش هيترد عليه ؟ مش معنى ان مؤمن بيحبك انه هيتقبل غلطك مرة بعد مرة ، لو مش بتحبيه كفاية علشان تحبي عيلته وحبايبه ابعدي عنه وأنا أجوزه واحدة تعرف وتقدر يعني ايه عيلة وتفهم الروابط دي أهميتها ايه ؟
نور بصتله بذهول من كلامه ورددت: حضرتك بتهددني ؟
ابتسم وقرب منها بثقة: وهو أنا محتاج أهدد مرات ابني ؟ بس على العموم لا مش بهددك أنا بعرفك ايه اللي هعمله لو كررتي غلطتك دي مرة تالتة يا أم أيان ، غلطتي مرتين وعديتهملك لكن صدقيني التالتة تابتة ويا تعيشي مع مؤمن في المكان اللي يريحه يا تبعدي عنه واحنا هنعرف نجوزه اللي تستاهله وتريحه .
جه يسيبها ويمشي بس بصلها تاني بنصح : ارجعي بيتك يا نور قبل ما هو ياخد قراره بالبعد وتلاقي نفسك بتتمني يوم واحد ترجعي فيه أنا خلصت كلامي ونصحتك علشان أيان بس ما يترباش من غير أمه ( بصتله بحدة فوضحلها) اه من غير أمه لان عيالنا ما تترباش بعيد عننا وهو هيتربى ويكبر في حضن أبوه وعمه وابن عمه ومش هنخليه حتى يفتكر انه له أم حبت تفرق العيلة عن بعضها ، عقلك في راسك ، بعد إذنك .
سابها وخرج وهي الغيظ مسيطر عليها ، دخل أبوها اللي اتفاجئ ان عاصم مش موجود : عمك راح فين ؟ أنا يادوب خلصت مكالمة مهمة
بصتله بغيظ : سيادته كان جاي يهددني لو مارجعتش بيتي هيجوز جوزي لواحدة تقدر الترابط العائلي
أبوها قرب منها بتأييد : طيب يارب تعقلي وترجعي بيتك فعلا قبل ما تخسريه .
بصت لأبوها و مستغربة تقبله لكل اللي بيحصل : انت ازاي بتتقبل كل ده ؟ بدل ما تقف وتعملي قيمة و
قاطعها بغضب : القيمة أعملها لو حد داسلك على طرف أو غلط فيكي لكن انتي محدش كلمك كلمة تضايقك ، الحوار كله كان بين حسن وبيني واتفاهمنا وأنا مقدر رد فعله ولو ده حصلي ممكن كنت أبقى أسوأ منه ، فأنا مش فاهم بصراحة انتي ايه اللي مزعلك وايه مشاكي من بيتك ؟ أنا مش فاهمك يا نور ولو ما فوقتيش بسرعة هتخسري جوزك وبيتك وابنك لاني ما أعتقدش واحد زي مؤمن هيسيب ابنه ليكي وغير كده ابنك متعلق بإياد وهيعيش معاه وسهل ينساكي لان في غيرك ألف بديل فمحدش هيخسر في الليلة دي كلها غيرك انتي وبس .
دورت وشها بعيد عن أبوها وسابت المكان كله وطلعت لأوضتها وبغيظ مسكت الموبايل واتصلت بمؤمن قالت بزعيق: ينفع تيجيلي نتكلم مع بعض شوية ؟ أو أطلع أقابلك برا؟
رد بهدوء : هجيلك يا نور أنا كنت داخل على البيت فقريب منك خمس دقايق وأكون عندك .
نزلت تحت تستناه وأول ماوصل قابلته بغضب : أبوك جاي يهددني
رفع ايده في وشها بحزم : الأول اتكلمي بأسلوب كويس علشان أعرف أسمعك و وطي صوتك .
تجاهلت تحذيره و زعقت : أبوك بيهددني يا مؤمن ويقولي هياخد مني ابني وتقولي أوطي صوتي ؟
مؤمن استغرب تصرف أبوه بس مابينش ده ورد ببرود: اه وطي صوتك ، واه ابني مكانه معايا فده طبيعي .
اتصدمت منه وعلقت بترقب : مكانه معاك ازاي يعني ؟
رد عليها بهدوء : مكانه معايا عادي يعني سبق وقلتلك هتيجي أهلا بيكي مش هتيجي اعملي ما بدالك بس ابني هيفضل في بيتي .
زعقت باستنكار: انت بتهددني يا مؤمن انت كمان ؟ مش هقبل تهديدك ولا لوي دراعي بالشكل ده وابني هيفضل معايا ، وسيادتك هتجيبلي بيت تاني أعيش فيه و
سابها بتتكلم ومشي فاتجننت وراحت وقفت في وشه تمنعه فقال بتحذير : ابعدي عن وشي دلوقتي لان كده الكلام مش مبشر وهنختمها بطريقة مش هتعجبك اهدي ونتكلم بعدين .
مسكت دراعه تمنعه يمشي وكررت بعناد: مش هرجع البيت ده ومش هتجبرني يا مؤمن .
ابتسم وبهدوء بعد ايدها اللي ماسكة دراعه : أكيد مش هجبرك ترجعي طبعا براحتك .
بصتله بذهول : يعني ايه براحتي ؟ هتاخد بيت تاني ليا ؟
رد وهو محافظ على ابتسامته : حبيبتي أنا كلامي واضح جدا ومش هيتغير هترجعي بيتك أهلا بيكي مش هترجعي براحتك .
مسكت دراعه وقالت بجنون : طلقني
رمت الكلمة وهي مش عارفة ايه ممكن يكون رد فعله ؟ هل هيضمها ويقولها هعمل كل اللي يريحك بس ارجعي حضني ؟ اه أكيد ده اللي هيعمله .
اتصدم من كلمتها بس ابتسم بوجع وما أظهرش ده أبدا بل بالعكس اتكلم بكل هدوء : وماله ، انتي طالق .
وقفت مكانها متجمدة وكأن صاعقة نزلت عليها ، بصتله بصدمة وعدم تصديق انه استغنى عنها بسهولة كدا، مؤمن بصلها بجمود وسابها ومشي لعربيته واتحرك بيها بسرعة

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن