جانا الهوى (٣٤)
( الأخيرة )بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيمووووحازم بعد ما قفل مع نانيس اتصلت بيه آية عايزة تشوفه وراح قابلها : وحشتيني يا قلبي .
بصتله بضيق : لعلمك سيف بيحب همس بجد وبابا مديون للبنك بجد وأنا اتأكدت من ده بنفسي .
كشر لوهلة وبعدها ابتسم بتفهم : حبيبيتي أنا كل اللي يهمني مصلحتك وان محدش فيهم يجي عليكي.
استنكرت بغضب : انت خليتني أشك في أخويا وبابا وانه بيعمل فيلم عليا علشان يخلي سيف مدير الشركة .
اتراجع وهو رافع ايديه : أنا ؟ أنا كنت بفكر معاكي بصوت عالي ماكنتش بتهم حد فيهم ، أنا بحبك وبخاف عليكي وانتي أهم شخص عندي في العالم كله فلو هختار ما بين اني أقف في صفك والعالم كله هختارك انتي ، وهفضل أختارك لآخر يوم في عمري يا آية ، انتي ازاي عندك شك في ده ؟
بصتله بتردد وهو كمل بخبث : أنا اخترت حبك عن علاقتي بسيف ، أنا ما بترددش لحظة واحدة قصادك و بختارك مهما تكون الخساير قدامي مش بيهمني حد ولا بيفرق معايا حد غير انتي وبس .
هزت دماغها بتردد : أنا مش بشكك في حبك بس أنا اتضايقت انك شككتني في حب أخويا وأبويا ليا .
مسك دراعاتها الاتنين : أنا بحبك أكتر منهم ، بعدين أخوكي بيحب نفسه أكتر من أي حد ، بيحب همس بتاعته أكتر من أي حد ، بيحب ....
قاطعته بغضب : همس بتاعته اللي بتتكلم عنها بيضحي بحبها علشان خاطر بابا والشركة .
اتنهد وحاول يرتب كلامه : حبيبتي ، همس ولا الشركة ؟ فكري بعقلك مش بعواطفك بس ، سيف بيفكر بعقله ، يعني بالرغم من حبه لهمس إلا انه بيضحي بيها علشان الشركة أهم ، الشغل أهم ، البيزنس أهم ، والحب يجي بعدين ، كمان شذى مش وحشة و ....
قاطعته وهي رافضة تسمع : انت ما شوفتش حالته أصلا علشان تتكلم وتقول الشغل أهم أو الشركة أهم ، سيف بينهار ، لو شوفته هتعرف قصدي ايه ؟ سيف مجبور على شذى وده بيدمره واحدة واحدة .
بصلها بضيق : انتي عايزة ايه يا آية ؟ بتتخانقي معايا ليه ؟ أنا مش فاهم احنا مختلفين ليه ؟ سيبينا خالص من سيف ومن أي حد خلينا في حازم وآية ، أنا بحبك وعايز أقرب منك أكتر ، قوليلي أعمل ايه وأنا هعمله ؟ بعدين سيف مجروح ومحروم من حبه استغلي النقطه دي والعبي عليها وخليه يوافق على حبنا وما يحرمناش من بعض زي ما هو اتحرم من حبه ، ولو هو بيحب بجد ومحروم بجد لا يمكن يقبل يعيش أخته نفس الوجع اللي هو عايشه ، ده المنطق وده اللي أعرفه ، اللي بيحب حد بيخاف عليه من الوجع مش بيكون سبب له ، انتي لو في ايدك انك ترجعيه لهمس حبيبته هترجعيه ولا هتحرميه منها ؟ ها ردي عليا ؟
كشرت وتمتمت : أكيد هرجعه ليها .
كمل بجدية: ولو هي مش مناسبة ؟ يعني همس لسه طالبة ، من طبقة متوسطة ، مش من مستواكم ، هل كل ده هيفرق معاكي ؟
حركت راسها بنفي : كل ده مالهوش قيمة .
ابتسم وهو بيضغط على دراعاتها : مش هيفرق معاكي انتي لان اللي يهمك سعادة أخوكي فليه أخوكي مش زيك ؟ ليه فارق معاه مركزي المادي و وضعي ؟ يعني لو أنا حد زي شذى كده هيوافق ولا هيفضل معترض؟ أنا مش عايز أوقعكم في بعض زي ما بتتهميني بس أنا محروم منك وبسببه والصراحة مش عارف أفكر ، انتي فكري عننا وقربينا من بعض وأنا يا ستي مش هتكلم في حقه أي حرف اتفقنا ؟ ده اللي يهمني ، قربنا من بعض وبس .
آية سابته ومشيت وهي بتتخبط مش عارفة مين الصح ومين الغلط ؟
وصلت شغلها وراحت عند أخوها اللي أول ما شافها غمض عينيه بتعب وفرك دماغه : آية لو جاية تتخانقي ارحميني ؛ أنا في غنى تام حاليا عن المناهدة والجدال قصادك .
بصتله وهي بتحاول تدخل جوا دماغه : مش هدخل معاك في جدال .
ابتسم بعملية : طيب كويس روحي شوفي شغلك .
قربت منه : بس عندي سؤال واحد .
رفع عينيه ليها : اتفضلي اسألي سؤالك .
بصت لعينيه مباشرة: ليه أنا مش معترضة أبدا على ارتباطك بهمس بعكسك ؟
سيف حرك راسه بتعب؛ لأنه فهم سؤالها وعارف انه هيدخل في جدال عقيم جدا وأخته كملت بتفكير - مع ان لو هنفكر بمنطقك همس مش مناسبة ليك أبدا ، دي لسه طالبة ، عيلة ، غيرك انت تماما ، بعكس حازم اللي كبير وناضج وبيشتغل من كذا سنة معانا وقدر يكون نفسه بنفسه يعني ....
قاطعها سيف بتعب : آية ، آية استني و اقفي مكانك ، أولا أنا مش معترض على حازم كمهندس أو بسبب وضعه الاجتماعي أو المادي انتي اللي افترضتي ده ، اوك؟ خلينا نتكلم واحدة واحدة ، هسألك سؤال بنفس طريقتك ، لو همس دي صاحبتك الانتيم بتخرجوا مع بعض ، بتذاكروا مع بعض ، بتتسوقوا مع بعض ، بتسهروا مع بعض ، من الآخر زي صاحبتك سارة اللي سافرت عند باباها ولسه ما رجعتش ، لو أنا وسارة عملنا علاقة مع بعض وهي ماقالتلكيش بالرغم من انكم ليل نهار مع بعض موقفك هيكون ايه منها ؟ وما تفكريش في حازم فكري فقط في صاحبتك سارة ؟ لو عرفتي اننا على علاقة ببعض ومن فترة رد فعلك هيكون ايه ؟ سارة يا آية اللي بتكلميها كل يوم وتقدموا لبعض تقرير يومي عن يومكم ؟
آية كشرت : ما تحاولش ....
قاطعها بحزم: ما تحاوليش انتي تغيري الموضوع وجاوبيني سارة ورد فعلك ؟
بصتله بتردد: هزعل منها أيوة وهتصدم فيها بس ....
قاطعها بابتسامة : من غير بس انتي جاوبتي نفسك .
اعترضت بغضب : لا استنى مفيش حاجة اسمها من غير بس اسمعني للآخر .
اعترض بتعب : أنا مصدع وتعبان ومرهق ومش قادر ومش هقتنع بوجهة نظرك في الآخر ....
قاطعته برجاء: سيف اسمعني أرجوك ، أنا اه هزعل منها بس مش هقاطعها ، هثور وهتنرفز وههد الدنيا بس في الآخر سعادتك انت وهي هتفوز وده الفرق بيني وبينك ، اني مهتمة بسعادتك بعكسك .
بصلها باستغراب لمنطق تفكيرها : وانتي متخيلة اني مش مهتم بسعادتك ؟ آية أنا لو مش مهتم زي ما بتقولي هقولك بالسلامة يلا معاه مش هتفرقي معايا أصلا ولا هلتفت ورايا ليكم انتي فاهمة كل حاجة بالمقلوب ، سيادتك يا اللي هتثوري وتغضبي زي ما بتقولي هتبدئي تشكي في كل حاجة بينكم ، هي عندها المقدرة تخدعك وانتي معاها وقدام عينيكي وانتي ما اكتشفتيش ده ، هنا نظرتك ليها هتتغير والثقة دي هتتهد ، و واحدة واحدة كل حاجة هتنهار ورا بعضها ، وجعك من صاحبتك ده عندنا احنا كرجالة بنسميه خيانة و مالهاش أي مسميات تانية أسميها بيها ، لما صاحبي يدخل بيتي ويعمل علاقة مع أختي مالهاش أي مسميات تانية غير الخيانة ، فمعنى انه قادر على الخيانة بالشكل ده انه مالهوش أمان أصلا ، ده راجل غير مؤتمن ، ازاي عايزاني أسلمك لشخص غير مؤتمن ؟ ازاي شايفة ان ده عدم حب ليكي ؟ حازم خاني وخان أبوكي اللي وثق فيه وخان البيت اللي دخله بدل المرة ألف وده سبب رفضي الوحيد له ، لو هو شوه ده بأي شكل تاني أو لو حاول يقنعك بأي سبب تاني للرفض فده استمرار لخيانته؛ لأنه بدل ما يحاول يصالحني أو يصلح علاقته بيا بيتمادى في غلطه وبيكلمك برضه من ورانا ده مش بعيد كمان يكون بيحاول يشوه صورتنا قدامك سواء أنا أو أبوكي أو يستغل صغر سنك وحبك له بانه يطلعنا احنا شريرين روايتك .
سكت علشان يديها فرصة تستوعب كلامه وبعدها كمل بشك: في مرة من فترة كده كنا سهرانين أنا وحازم ومروان وشاكي في نايتكلب ، اليوم ده حازم جاله فون ورد عليه ومروان بعادته وبهزاره خطف منه الفون ، ساعتها هو اتنرفز أوي واتخانق مع مروان جامد ، انتي اللي كنتي بتكلميه صح ؟
آية افتكرت الموقف ده بس حاولت تكابر : معرفش بتتكلم عن ايه و .....
زعق وقاطعها : لا فاكرة وعارفة لان موقف زي ده مش هيتنسي ، انه يكون قاعد مع أخوكي ويتخطف منه الفون مش هتنسيه ، انتي اللي كنتي بتكلميه صح ؟
هزت راسها بتوتر بتأكيد بدون ما تنطق وهو ابتسم بسخرية لوضوح وجهة نظره : ده بالظبط يا آية تعريف الخيانة في أبسط صورها ، قاعد معايا وسهران معايا وبيكلمك ، عايزة ايه تاني أو الخيانة بالنسبالك ايه غير كده ؟ أنا حاليا ممكن أعدلك كام مرة كان معايا وبيكلمك ، أو انتي قولي كام مرة كان مع أبوكي وبيكلمك ، قادر على الخيانة والخداع بالشكل ده ازاي تثقي فيه ؟ انتي قلتي عني اني بوشين واحد مع همس و واحد مع شذى ، انتي شوفتيني امبارح مع شذى لما افتكرت ان الدبلة دي بتاعتها كان رد فعلي ايه ؟ انتوا التلاتة عرفتوا من شكلي ان في حاجة غلط وحاولتوا كلكم تداروا اللي حصل وتتوهوا شذى وهي لو الأنا عندها مش عالية كانت هتفهم بكل سهولة اني مش بحبها بس هي ليها اهتمامات تانية ، فاللي أقصده اني ماعرفتش أداري ومش عارف أخبي حبي لهمس وأي حد بيتكلم معايا بيفهم اني بحبها ، حازم محدش فينا عرف ، محدش فينا شك مجرد شك فيه ، فمين فينا بوشين ؟ انتي نفسك يااللي شككتي في حبي لهمس بمجرد ما ظهرت شذى كنتي بتحاولي تداري حبي لهمس لأنه واضح ولأني مش عارف أداريه فمين اللي بوشين ؟
اتنهد وسكت وهي ساكتة مش عارفة تفكر وعقلها واقف تماما وهو كمل كلامه بهدوء: آية حبيبتي انتي لسه صغيرة بس مش لدرجة تتخدعي بالشكل ده وتهدي الثقة اللي بيني وبينك اللي من سنين بتتبني قصاد واحد يادوب اتكلمتي معاه كام شهر ، مش دي مدة علاقتكم ؟ كام شهر ؟ امتى كلامه بقى مسلم بيه ؟ امتى فقدتي الثقة فيا وحولتيني لعدو بيكرهك وعايز يتعسك ؟ أنا الصراحة مش قادر أفهم تفكيرك ، اه ممكن أكون انشغلت بمشاكلي شوية السنة الأخيرة دي بس بنا عمر كامل أنا في ظهرك فيه ، العمر الكامل ده ما يشفعليش يا آية انشغالي عنك آخر فترة ؟ بصي فكري كويس وفي النهاية انتي كبيرة تاخدي قراراتك بنفسك ولو حاسة ان سعادتك مع حازم روحيله ، ما تهتميش برأي أخوكي وجربي اتجوزيه ولما تتطلقي وترجعي هحاول أسامحك ، ده اللي عندي دلوقتي ليكي لان الصراحة في كتير حاليا في دماغي أهم من حبك لشخص زي حازم ، أنا ضحيت بحبي علشان الشركة دي ما تتقفلش وكل البيوت اللي مفتوحة من خيرها تفضل مفتوحة وعلشان أبوكي ما يتبهدلش ولا أمك ولا انتي وعلشان راسنا تفضل مرفوعة فبصراحة كل ده حاليا أهم عندي من علاقتك الفاشلة ودفاعك الفاشل عن شخص أفشل ، شخص استغل صاحبه طول فترة دراسته واستغله في شغله بعدها وعايز يضمن باقي عمره فاستغل أخت صاحبه علشان يدخل ويربع في العيلة دي ، انتي اتربيتي صح واتعلمتي صح وكبرتي صح فدلوقتي اختاري قرارك لوحدك ، شيليني من دماغك وفكري في آية وبس ، أقولك جربي تشوفي رأي أبوكي أو أمك ، روحي كلميهم وقوليلهم اللي حصل وشوفي رد فعلهم ايه بعيد عني
ردت بضيق: أول ما يعرفوا ان سيادتك زعلان منه هياخدوا صفك؛ انت الابن المفضل حاليا .
بصلها بغضب : وانتي طول عمرك دلوعتهم اللي عمر ما اترفضلها طلب هتفتري عليهم هما كمان ؟ آية لو سمحتي أنا مش فاضي فاتفضلي دلوقتي أنا ما عنديش وقت لمغامراتك العاطفية .
خرجت من عنده بسرعة مش عايزة تعترف لنفسها بصدق أخوها أو تعترف بإحساسها الداخلي ، وهي خارجة قابلت مروان في وشها داخل فقالها بدهشة: بالراحة يا بنتي .
ردت وهي بتبعد بحنق : يوووه يا مروان عديني لو سمحت .
بعد تماما عن طريقها بتعجب: اتفضلي .
مشيت بسرعة وهو تابعها وبعدها دخل وقفل الباب وراه وقرب من سيف اللي سأله : عملت ايه في اللي قلتلك عليه ؟
مروان شكله متوتر : سيبك من اللي قلت عليه واسمعني ....
قاطعه سيف بغضب : أسيبني ازاي؟ مروان انت ...
قاطعه بسرعة : يا سيف اسمعني في مصيبة أهم دلوقتي .
سيف اتوتر ومخه راح لهمس : همس مالها ؟ جرالها ايه ؟ تعبت ؟
حرك راسه برفض : يا ابني همس بخير أو معرفش عنها حاجة المصيبة تخصك انت .
ارتاح انها بخير واتكلم بهدوء : ايه المصيبة اللي تخصني ؟ أنا تقريبا أخدت مناعة ضد الصدمات طالما بعيدة عن همس ، قول في ايه ؟
مروان قعد قصاده بترقب: في فيديو منشور ليك على الفيس .
بصله باستغراب : فيديو ؟ فيديو ايه ؟ أنا ماليش فيديوهات علشان تنتشر أو ماعنديش حاجة أخاف تنتشر عني !
مروان كشر : لا عندك وده هيضرك كدكتور جامعي .
وقف بغيظ : ايه اللي عندي يا مروان ؟
مروان فتح موبايله وناوله لسيف بجدية: شوفه بنفسك .
لينك الفيديو
( https://youtu.be/VmQnylQjFMU )