حكمنا الهوى (١٨)

83K 3.6K 332
                                    

حكمنا الهوى (١٨)

بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيموووو

سيف طلب الإسعاف بسرعة لكريم ونقلوه المستشفى ، بلغهم بحالته المرضية وتعبه المفاجئ ، قعد في الانتظار متوتر ومش فاهم ايه اللي حصله؟ وايه اللي تعبه ؟ طيب هل تعبان من فترة مثلا ومداري ؟
موبايل كريم بيرن كل شوية وسيف مش عارف يسيبه يرن ولا يرد؟ ولو رد هيقول ايه ؟
كان مسجل اسم مراته ( أمل حياتي ) على اسم أغنيه أم كلثوم وكل شوية بترن عليه .
بعد ساعة كاملة طلع الدكتور يطمن سيف اللي كان هيتجنن وقاله انه كويس وفاق ومعلقينله محاليل مغذية واللي كان عنده مغص كلوي عادي جدا ، مفيش أي خطورة عليه بس هيفضل معاهم للصبح يطمنوا أكتر .
سيف دخل عنده بابتسامة خوف : وقعت قلبي يا عم انت .
ابتسم بتعب : سوري يا سيف .
قعد قصاده بلوم: بتتأسف على تعبك ؟ يا عم قوم خلينا نرجع بلدنا وبعدين أمل حياتك رنت عليك كتير .
أخد منه الموبايل وغمغم بإرهاق: أصلا نسيت الموبايل في الفندق وبعد ما رجعت كان فاصل شحن وبعدها نزلنا نتعشى زمانها قلقانة وافترضت ألف افتراض .
سيف اقترح : طيب كلمها دلوقتي وطمنها .
بصله بتعب : لو كلمتها هتعرف اني تعبان وهتقلب الدنيا ومش بعيد تيجي ، شوية كده بس أفوق وأكلمها .
رنت تاني فسيف بصله وسأله: عدم ردك ده مش هيقلقها ؟ طيب أرد عليها أقولها مثلا انت ناسي الموبايل معايا وانك خرجت ؟ ولا ايه ؟
كريم فكر شوية : هات موبايلك طيب هبعتلها رسالة من عندك .
سيف اداله موبايله وهو بعت لأمل رسالة واتس (( أمل أنا كريم وده رقم سيف ببعتلك منه لاني برا معاه ونسيت موبايلي من العصر في الفندق ، معلش يا روحي أول ما أروح هكلمك ، ما تبعتيش أي رسايل هنا سلام يا قلبي مؤقتا  ))
رجعله موبايله وقعدوا يتكلموا مع بعض لحد ما كريم اقترح ان سيف يروح ويرتاح في الفندق بس رفض يسيبه وفضل معاه الليل كله ، كريم نام من التعب وسيف قعد على الكنبة ماسك موبايله وعايز يكلم همس بأي طريقة ، أخيرا بعتلها رسالة يشوف فكت البلوك ولا لسه ؟ ( صاحية ) ابتسم أول ما رسالته وصلت .
همس كانت أول الليل بدري واستغربت رسالته ( أكيد صاحية ايه اللي هينيمني بدري أوي كده ؟)
ابتسم لأنه نسي فرق التوقيت ( سوري نسيت اني في قارة غير القارة ، المهم )
بعتت ( ايه المهم ؟ )
سيف : ( واحشااااااااااااني )
ابتسمت وعملت ايموشن: (🙃)
سيف مافهمش معنى رسالتها فكتب :( مابحبش الايموشن ، وبعدين ده أفهم منه ايه ؟)
ضحكت : ( افهم اللي تفهمه ، بعدين هو أنا الأستاذ اللي هشرحلك ولا انت الأستاذ ؟ )
ابتسم واتعدل في قعدته وكتبلها :( بت انتي اكتبي وما تبعتيش ايموشن تاني ، بقولك واحشاني )
فكرت شوية تكتب ايه وبعدها شاكسته:( 🤔 )
ابتسم انها بتضايقه أو بتشاكسه :( بتفكري في ايه سيادتك ؟ بقولك واحشاني الرد المنطقي انت اكتر يا حبيبي )
ضحكت بصوت عالي وبعدها بصت حواليها لأحسن أمها تسمعها وتيجي تسألها فقامت ودخلت أوضتها وكل ده هو مستني ترد عليه لحد ما وصلت رسالتها ( انت تعرف عني اني منطقية ؟و بعدين مين قال انك واحشني ؟ )
ابتسمت وفتحت صورته وابتسمت لأنه واحشها أكتر مما هي متخيلة أصلا ، بصت و مستنية رسالته بس مابعتش فقلقت انه يكون زعل .
سيف الباب خبط ودخلت ممرضة تطمئن على كريم وتديله أدويته و وقفت تتكلم مع سيف شوية وموبايله رن برسالة لمحها ( روحت فين ؟ )
ابتسم وعرف تفكيرها بس كمل كلامه مع الممرضة لحد ما خلصت اللي بتعمله وخرجت وهو رجع لموبايله لقى رسالة تانية ( سيف انت زعلت ولا ايه ؟ أنا أقصد ان صورتك قدامي وكل ما بتوحشني ببصلها )
ابتسم وأخد نفس طويل لأنه مشتاقلها بطريقة تفوق الوصف وكتبلها ( تعبت من الرسايل والواتس وكل وسائل التواصل أنا عايزك في حضني وبس وصدقيني مش هسيبك تبعدي عني تاني )
وصلتلها الرسالة ولقت قلبها بيدق بسرعة زي ما يكون هو قدامها أو هي شايفاه أو هيحضنها بجد واتمنت انه يصدق في كلامه ويضمها وما يسمحلهاش تبعد عنه تاني .
استنى رد منها ولما طولت بعتلها ( ؟ )
ابتسمت وماكانتش عارفة تعمل ايه أو تكتب ايه؟! فبعتتله صورة لايدين حاضنين بعض وهو ابتسم ودور على صورة يبعتها وكل ما بيختار صورة رومانسية بيحس انها اوفر أوي لحد ما لقى صورة مكتوب عليها (( أشتهي تقبيلك عشرًا ، وعناقك ألفًا، وأرغب باحتضانك شهرًا والبقاء معك عمرًا..
أ أختصرها لك ؟ أنا طامع بكل ما بك ولا أكتفي ))
بعتلها الصورة بالكلام اللي عليها وهي فضلت تقرأها وكررتها كتير وغمضت عينيها وهي مش قادرة تكتب أي حرف زيادة لحد ما هو بعت ( ينفع أتصل بيكي ؟)
بصت لآخر رسالة وبعدها كتبت ( لا مش عايزة أكلمك )
استغرب جدا رفضها وكتب (( ليه ؟ ))
اتنفست وحاولت تتماسك لان عندها رغبة قوية في العياط وكتبت بحزن(( لأنك واحشني أوي ، ولأنك واجعني أوي ، ولأنك مش ليا ولأنك بعيد ولأني مش عارفة أتعامل مع مشاعري ولا مع نفسي ولا عارفة أتنفس حتى ، أنا حاليا حتى أنفاسي مش عارفة أتنفسها فمش عايزة أكلمك لان لو إحساسي دلوقتي واجعني فبعد مكالمتك هيقتلني ))
قرأ رسالتها كتير وكل ما بيكتب رد بيمسحه؛ خايف يوعدها انه هينزل يغير كل حاجة بس حاجة تحصل تدمر أحلامه دي ، خايف يقولها تستحمل وهو نفسه مش عارف يستحمل ، خايف يقولها تبعد لحد ما يظبط أموره فتبعد بجد لأنه مش هيتحمل بعدها فماعرفش يكتب ايه ؟
أخيرا قرر يكتبلها ( تصبحي على خير )
اتصدمت برسالته وحست انها عايزة تصرخ فيه و تضربه أو تنفجر فيه ، حست انها عايزة تشتمه ولسه هتكتب بس اتراجعت وسجلت رسالة صوتية بصوتها المهزوز من البكاء والغضب ( انت بارد ومستفز بجد انت بارد يا سيف وكل مرة بعملك بلوك علشان قلبي ما يوجعنيش كده بس برجع زي المتخلفة وبفك البلوك تاني أقسم بالله لو عملته المرة دي مش هفكه ومش هرد على أي أرقام غريبة ومش هخليك تسمع صوتي تاني أبدا أبدا هه وهيكون فراق بيني وبينك بس المرة دي بجد زي ما كنت بتطلبه مني في البداية )
اول ما وصلته رسالتها قام طلع برا يسمعها علشان كريم ما يصحاش وبمجرد ما سمعها وسمع عياطها ونرفزتها اتصل بسرعة قبل ما تتجنن وتعمل البلوك ، بمجرد ما رن فتحت وردت بغيظ ممزوج ببكائها : نعم .
كلمها بدهشة: انتي مجنونة ؟ والله مجنونة .
سمع أنفاسها اللي بتدل على نرفزتها : عايز ايه ؟
أخد نفس طويل ورد بقلة حيلة : همس حبيبتي طلبت أكلمك رفضتي، قلتلك تصبحي على خير ايه اللي جننك عليا كده ؟ وقلتي كل ده ليه ؟ انتي بجد مش عارفة ظروفي ولا عارفة أنا فين ولا عارفة حاجة عني فبطلي العصبية وأحكامك السريعة دي واهدي عليا .
ردت بإصرار على موقفها: نعم برضه ، المفروض أعمل ايه دلوقتي ؟ أقولك سوري اني اتعصبت عليك ؟ ولا أقولك ايه ؟
حاول يتماسك علشان ما يتعصبش هو كمان عليها ورد بلطف: حبيبتي أنا مش عايز حاجة أنا كل اللي كنت عايزه أسمع صوتك بس وأطمن عليكي وأقفل، انتي دخلتينا لحوار تاني مش عارف سببه!
صرخت بغيظ : بجد مش عارف سببه ؟ يكفي اني بكلمك دلوقتي ومتعصبة وخايفة صوتي يعلى لأحسن ماما تسمعني وتيجي تطربقها عليا وتجيبلي عريس بجد وساعتها والله يا سيف هتجوزه علشان بس تعرف سبب عصبيتي ايه ؟
بمجرد ما سمع كلمة عريس وانها كمان ممكن توافق عليه فقد أعصابه واتجنن ورد عليها بعصبية: ما تبطلي أسلوبك ده يا همس عريس ايه وزفت ايه دلوقتي ؟ أنا اللي فيا مكفيني حاليا ومش حمل زيادة يا همس .
ردت بتهكم : اه مشاكل البيزنس نسيتها صح يا بيزنس مان .
بص للموبايل في ايده وفكر يقفل المكالمة بس هي غبية وتصرفاتها أغبى
رد عليها بتوضيح : مشاكل البيزنس دي اللي سيادتك بتتريقي عليها هي اللي باعدانا عن بعض ولو أنا مهتم بالبيزنس فمهتم علشان أعرف أقربلك من تاني لانها لو ما اتحلتش هنفضل نتخانق على طول في التليفونات ومش هنكون مع بعض ، وبعدين أنا بقالي تقريبا ٣ أيام ما نمتش فيهم بداية من زعل سيادتك واتهامك اني ما بحبكيش وعايزك عشيقة وكلام متخلف لمشكلة الصفقة وبعدها سفري .
كملت هي بضيق : والمفروض ان مشوار الصفقة دي خلصته الصبح وكلمتني بعده فسيادتك مش نايم ليه ؟ - كملت بتهكم - ولا تكون بتحب و سهران وكده ؟
حس برغبة رهيبة انه يمد ايده عليها فغمغم بغيظ : ولما الراجل يمد ايده على واحدة يتهموه انه مش راجل وكده لكن في ستات مش بس عايزة الضرب دي عايزة الخنق .
ردت باستفزاز : لما تطولني ابقى اخنقني ، بس ده إذا طولتني أصلا .
قبل ما يرد عليها لمحته الممرضة فقربت منه :
If you need any thing just tell me , hungry or thirsty or need something to drink or just talk?
(الترجمة :لو محتاج أي حاجة قولي ، جعان أو عطشان أو عايز أي حاجة تشربها أو حتى عايز ترغي كلمني ).
همس سمعتها وعينيها وسعت من الدهشة وسألت بجنون: انت معاك واحدة دلوقتي بجد ؟ وبتكلمني ؟ يا بجاحتك يا سيف .
قفلت السكة وهو اتصدم من تفكيرها ، شكر الممرضة بسرعة وشاور على الموبايل في ايده انه بيتكلم واتصل بيها بسرعة وهي ماردتش فبعت رسالة بجنون أكبر من جنونها( والله لو ما رديتي عليا هتصل على تليفون أبوكي وأقوله همس قفلت وماخلصتش كلامي معاها واوعي تجربيني يا همس لاني هعملها )
اتصل بيها تاني فردت بغيرة : انت عايز ايه ؟ ما تروح للي انت معاها دي هي عايزة ترغي روحلها .
رد عليها بغيظ: يا متخلفة يا ... أقول يا ايه بس ؟ يعني بجد هكون مع واحدة وأقعد أرغي معاكي ؟
سألته بتذمر : يعني أنا اتهيألي اني سمعت واحدة لسه بتعرض عليك أكل وشرب أو رغي ؟ صح كان بيتهيألي ؟
جاوبها بجدية : لا مش بيتهيألك بس كان المفروض تسألي مين دي ؟ مش تفترضي .
سألته بغيرة وغيظ : ماشي مين دي ؟
نفخ بضيق وفكر ما يقولهاش ويسيبها تحرق دمها الليل كله بس ما هانتش عليه فرد : دي ممرضة .
ردت بسخرية : جايبينها تراعيكم بالليل انت وكريم ؟ مش برضه سيادته متجوز ولا لما بيسافر بينسى ؟
زعق المرة دي بنفاد صبر : همس اتلمي بقى شوية وبطلي اتهامات غبية بالشكل ده لأقسم بالله أنا المرة دي اللي هعملك بلوك ومش هفكه لحين ميسرة ، على العموم علشان بس أبقى عملت اللي عليا لآخر نفس ، كريم تعب بالليل جدا وجيبته مستشفى واحنا حاليا في المستشفى والممرضة كانت لسه عنده في الأوضة بتديله العلاج وبتغير المحاليل وذوقيا سألتني علشان شايفاني جنبه من أول الليل لانها بتحس مش زي البعيدة اللي ماعندهاش ريحة الإحساس وأنا الله ينتقم مني اني فكرت أكلمك أو أخرج من مود المستشفى والكآبة اللي الواحد فيها بس كنت غلطان ودلوقتي تصبحي على خير يا همس ولا أقولك ؟ ارجعي اعملي البلوك ، سلام .
قفل قبل ما تنطق وهي استغبت نفسها جدا ، كانت هتموت وتكلمه ولا تسمع صوته تقوم تتخانق معاه بغباء كده ؟
فكرت ترن عليه بس هتقوله ايه ؟ خلاص سوري ما تزعلش ؟
فضلت كتير قاعدة متنرفزة وأخيرا كتبتله رسالة ( حقك عليا ما تزعلش مني بس غصب عني عقلي طار لما سمعت صوت واحدة معاك ، وحشتني وبحلم باللحظة اللي أشوفك فيها هنا في بيتنا مش في أي مكان تاني ، ما تزعلش مني بس غصب عني بطلع اللي جوايا عليك انت مع اني عارفة المشاكل اللي انت فيها ومقدراها وخليك واثق في ده اني مقدرة تعبك حتى لو اللي ظهر مني كان عكس كده )
قرأ الرسالة اللي نوعا ما هدته شوية فرد عليها ( زي ما قلتلك بقالي تقريبا ٣ أيام بدون نوم ويمكن ده مخليني متحفز شوية فاعذريني أنا كمان ، نامي دلوقتي أو أنا هحاول أنام ولما أرجع مصر هكلمك ويارب أشوفك فعلا في بيتكم ياحبيبي، ربنا يقرب البعيد ، تصبحي على خير )

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن