حكمنا الهوى (٨)

85.2K 3.5K 364
                                    

حكمنا الهوى (٨)

بقلم : الشيماء محمد أحمد
#شيموووو

الرواية حصري لجروب شيمووو وممنوع نشرها طوال فترة الحصري .

سكتوا الاتنين لحد ما وصلوا وأنس بيبص حواليه، كان قدام مول ومش فاهم هو فين فسأل بدر: احنا جايين المول ده ليه ؟
بدر بدون ما يبصله : هي شغالة هنا ، يلا نشوفها علشان نشوف شنطتك أنزلهالك ولا هتعمل ايه ؟
نزلوا وفضلوا ساكتين لحد ما وصلوا عندها ساعتها أنس جري عليها حضنها بس هي عينيها كانت على بدر اللي وقف بعيد لحد ما هي بعدت ابنها وراحتله تقوله : ما تبات معانا النهارده؟
أنس بابتسامة عريضة : اه خليك معانا الليلة دي وتعال نسهر مع بعض و .....
قاطعه بدر بتهكم: حيلك يا أنس شوية ، أمك بتستعبط فما تستعبطش انت كمان زيها ، بعدين أنا ورايا مشاوير كتيرة قبل ما أرجع - بص لطليقته وسأل باختصار- شنطته أجيبهالك هنا ولا هتعملي ايه ؟
نفت بسرعة : لا لا تجيبها فين ؟ أصلا أنا خلصت يلا وصلنا البيت .
كشر واتضايق منها أكتر مما هو متضايق أصلا : يعني طالما خلصتي كنا استنيناكي هناك، جايبانا هنا ليه ؟
ابتسمت ببرود لأنها ضايقته وبصت لابنها بخبث : شايف بابا حتى مش عايز يوصلنا يا ترى لو هند اللي ....
قاطعها وهو بيمسك دراعها بغضب : مالكيش دعوة بهند ولا تنطقي اسمها وبعدين علشان هند أنا أسافر ألف كيلو فما تقارنيش نفسك بيها.
شدت دراعها بعصبية وحطته حوالين ابنها : يلا ناخد تاكسي بدل خنقة أبوك دي .
بدر اتحرك قدامهم بنفاد صبر : انجزوا هوصلكم .
وصلهم في جو صامت وبعدها نزل شنطة ابنه وبص لرشا : اسبقينا انتي .
حاولت تعترض بس بصلها بغضب فطلعت، وهو بص لابنه ومسك كتفه الاتنين بهدوء : أي وقت تحتاج فيه حاجة كلمني ، أي وقت تتضايق فيه كلمني هجيلك ، فاهم ولا مش فاهم ؟
أنس كشر وعايز يطلع لأمه : ماشي سيبني أطلع بقى.
مش هاين عليه أبدا يسيبه ومش عارف أصلا يسيبه بس غصب عنك سابه وقبل ما يجري من قدامه وقفه وطلع فلوس من جيبه اداهاله وحذره : الفلوس دي لو هي عرفت بيهم هتاخدهم منك فخليهم معاك انت ، هي هتنزل الشغل وتسيبك ابقى هات أكل علشان ما تفضلشن جعان ، وأي حاجة نفسك فيها هاتها ، أنس بتمنى تكون كبرت وتعرف تعتمد على نفسك لان من النهارده انت لوحدك فيارب تكون قدها ، خبي الفلوس في جيبك .
هز راسه باختصار وطلع أخيرا وبدر وراه وصله شنطته لحد فوق وسابها قدام الباب وبعدها سابه ونزل وما وقفش غير لما بعد تماما وبقى في مكان فاضي وهنا سمح لنفسه ينهار ويعيط على بُعد ابنه .
أول مرة ابنه يبعد عن حضنه ومش عارف ازاي قدر يسيبه ؟ ازاي هان عليه أبوه ؟

أنس طلع شقة مامته اللي اتفاجئ بيها صغيرة ومش نظيفة ولا مترتبة ومليانة زبالة في كل مكان واستغرب ازاي أبوه الراجل شقته نظيفة وعمره ما سمح انها تكون متبهدلة بالشكل ده ؟ كمان بيت هند على طول نظيف وجميل وريحته جميلة ، كشر لتفكيره ؛ هند عندها مامتها وهي وأخواتها وأكيد كلهم بيساعدوا وينظفوا البيت لكن أمه لوحدها فمين هيساعدها ؟ هو هيساعدها بنفسه، أيوة هيساعدها ، هو مش صغير أبدا .
رشا بصتله ومش عارفة ايه اللي عملته في نفسها ده ؟ ازاي جابت طفل في السن ده تكون مسئولة عنه ؟ هي مش عارفة تكفي نفسها مش تكفي غيرها! بس هي هتعرف منين ان بدر هيوافق يسيبهولها ؟ تخيلت انها هتضغط عليه وتطلع منه بقرشين مش بطفل طولها !
لازم تفكر ازاي هتستفيد من أنس ومن أبوه، أيوة ده الصح ان تفكر ازاي تضغط على بدر بأنس ؟
نادت عليه وهي بتزق حاجات من على الكنبة توقعهم على الأرض بلا مبالاة وشاورت عليها : تعال اقعد يا حبيبي .
قعد وهو شبه قرفان من كل حاجة حواليه وهي لاحظت ده فاتكلمت باستعطاف : لو قلتلي انك جاي كنت أخدت يوم إجازة ونظفت البيت ، بس زي ما انت عارف أنا لوحدي ، ملحوقة بكرا ننظفه ولا يهمك ، اتعشيت ولا ايه؟ علشان تعبانة وهلكانة وعايزة أنام بأي شكل .
افتكر كلمة أبوه انها هترجع تنام وهتسيبه وابتسم وطلع الفلوس من جيبه وهي عينيها لمعت بجشع: ايه دول ؟
ابتسم لفرحتها : دول بابا اداهملي علشان نجيب أكل ، تعالي نتعشى أنا وانتي مع بعض ، ايه رأيك ؟
أخدتهم من ايده تعدهم : دول قد ايه ؟
عدتهم وقلبت شفايفها بتهكم : دول بس؟ أبوك اتعلم البخل ولا هند منفضاه أول بأول ؟ شقة وعفش ودهب وهدايا ومش هتخلي وراه وانت جابك عندي علشان يرتاح منك .
اتضايق من كلامها بس بعدها عينيه لمعت : هطلب منه كل شوية ، هو مش هيقولي لا ، كل ما نخلص اللي معانا أنا هطلب منه ما تخافيش .
ابتسمت بانتصار : بجد يا حبيبي ؟ هتطلب منه علشاني ؟
هز راسه : اه هو بيقول مش ملزم بيكي بس هو ملزم بيا وبمصاريفي ، كل ما تحتاجي حاجة قوليلي وأنا هجيبهالك -مسك ايدها بحب - أنا الراجل بتاعك من النهارده وأنا مسئول عنك .
ابتسمت بسعادة وضمته الظاهر انه في الآخر هينفعها وهيكون له لازمة !

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن