جانا الهوى (٢٤)

78.8K 2.9K 317
                                    

جانا الهوى (٢٤)

بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيمووووو

الرواية حصري لجروب شيموووو وممنوع نشرها لحين انتهاء فترة الحصري .

همس راحت ناحيتهم تديله موبايله وهو قرب منها كام خطوة علشان يقدر يكلمها ولو كلمة بعيد عن اللي حواليه ، وقفت قدامه ونظراتها واضحة انها موجوعة وبصتله وهي بتحط الموبايل في ايده فسألها بقلق: مالك ؟
بصت لعينيه بألم: رد على خطيبتك علشان تختار أوضة نومكم ، أنا طبعا ماقصدتش أتطفل على خصوصياتك بس الرسالة ظهرت قدامي وأنا بصور ، بعد إذنك يا دكتور .
سابته ومشيت وهو فضل باصصلها بتعجب وبعدها فتح موبايله شاف ايه اللي مكتوب بالظبط وغمض عينيه بغيظ لأنه في وضع هو مغصوب عليه ومابقاش قادر يتحمله .
أخد نفس طويل ورجع لأصحابه وقف وسطهم بس راقب همس وهي بتدخل المبنى وبتهرب من الكل ، ماكانش عارف يعمل ايه؟ ولا يتصرف ازاي ؟
مروان قرب منه بتساؤل: في ايه مالك ؟ في حاجة حصلت ؟
نفخ بضيق : في انه كان قرار زفت اني أطلع أم الرحلة دي ، أنا عارف ان مش هيجي من وراها خير .
مسك دراعه وشده لبعيد شوية : في ايه بس اللي حصل ؟ هي مالها ؟ اوعى تكون زعلت علشان نانيس وشلتها اتصوروا معاك ؟ اوعى تقولي ان عقلها صغير للدرجة دي ؟
أخد نفس طويل يحاول يهدي نفسه : لا طبعا ، شذى بعتت كذا صورة ورسالة والموبايل معاها وهي شافت الرسالة .
مروان برضه مش مستوعب ايه زعلها؟ لان شذى لسه خطيبته وده طبيعي جدا طالما ما فسخوش الخطوبة : طيب معلش دي خطيبتك وهي عارفة ده كويس
سيف مسك دماغه وبيفكر في حل ، حط ايده على وسطه بيفكر ومش عارف يوصل لحل ، عايز يطلعلها بس ازاي ؟
بص لصاحبه بجدية: عايز أطلعلها أعمل ايه ؟ هي متخلفة وغبية .
مروان بتفكير : طيب اطلع هتعمل ايه يعني ؟ خلي بالك واطلع ، بس ينفع تفهمني ليه زعلت ؟
بصله لوهلة مش مقرر يقوله أو لا بس عايز ينفجر في حد : شذى بتختار أوض نوم وبعتتلي كذا صورة لانها سبق وطلبت مني أروحلها وأنا خلعت منها وقلتلها تختار بنفسها فهي اختارت وبعتتلي اللي عجبوها بحيث أختار منهم ، همس بقى أكيد فكرت اني ازاي بحبها هي وبقولها هفسخ خطوبة وفي نفس الوقت ......
كمل مروان : بتفرش شقتك وبتختار أوض نوم ؟ اممممم الصراحة ليها حق تزعل .
بصله بغيظ : لا بجد تصدق نورتني ؟
مروان بصله لفترة وسأله بهدوء: طيب انت مستمر في الخطوبة دي ليه يا سيف ؟ أنا شايف علاقتك بأبوك كويسة جدا فليه التأخير ؟
سيف نفخ بضيق : أوووف ، والله ما أعرف كل يوم يقولي اديني بس مهلة يومين أمهد لأبوها وهفسخ الخطوبة دي ما تقلقش.
مروان بصله بحيرة : ليكون بيثبتك يا سيف لحد ما كل حاجة تجهز ويحطك في أمر واقع ؟ وتتفاجئ بيه بيقولك بعد يومين فرحك وأنا ماقدرتش أتكلم ومش هقدر أتصرف ويحطك في وضع صعب ما تعرفش تخرج منه ؟
سيف بيسمعه بذهول لأن ماخطرش على باله أبدا تفكير زي ده؛ ان أبوه يكون بيضيع وقت فقط ومستمر في تحضيرات الفرح ، هل ممكن يعملها فيه بجد ؟ بص لصاحبه بتيه : بص مش عارف أبويا بيفكر في ايه ، المهم دلوقتي أنا لازم أتكلم مع همس يا مروان .
مروان بص حواليه وبعدها سابه وراح لحازم بيكلمه وسط الشلة كلها : بقولك أنا طالع أنا وسيف برا ، كنت عايز أروح مشوار كده وأقابل ناس في شغل كلفني بيه عز باشا ، يعني ميتنج سريع كده ، تيجي معانا ؟
حازم بص لآية اللي رفضت وشاورتله يرفض فبص لمروان : لا يا سيدي ميتنج ايه وشغل ايه؟ أنا مش ناقص ، أنا جاي أستجم فقط روحوا انتوا ربنا معاكم .
مروان مسك دراعه بتذمر مصطنع: ما تروح مكاني مع سيف وسيبني أنا أستجم هنا وهحفظ مكانك و ......
قاطعه حازم وهو بيشد دراعه : الله يسهلك يا عم ، يلا يا بابا العب بعيد قال أروح مكانه قال ، الله يسهلك يا عم بعيد.
مروان بإصرار : مش صاحبك ده وده أبوه اللي طالب الميتنج ده ؟
حازم ضحك : أيوة صاحبي زي ماهو صاحبك بالظبط بس الفرق ان أبوه طلب منك انت مش مني أنا ، بعدين انت كنت هتروح مكاني ؟
مروان بجدية : لا طبعا انت عبيط .
كلهم ضحكوا ومروان بصله بتوعد : بقى بتبيعني يا حازم ؟
حازم بص ناحية آية والبنات : بصراحة اه ببيعك .
مروان ماشي ناحية سيف : ابقى خليك فاكرها ها؟
حازم شاورله من ورا ظهره ومروان كمل لسيف وابتسم : يلا بينا .
سيف باستغراب : على فين ؟
بصله بفخر : هنروح لهمستك ، قلتلهم ورانا ميتنج وحاولت أقنع حازم يروح مكاني بس رفض .
سيف بصله بغيظ : ولو كان وافق ؟
مروان ضحك : عيبك انك مش بتقرأ الناس ، انت عايز تفهمني ان حازم هيسيب الشلة دي والمزز دي والبحر واللعب ويروح ميتنج تبع الشغل ؟ بقولك محدش جاي ورانا اطلع بقى لهمس .
بصله بتردد : وانت هتعمل ايه ؟
فكر للحظة قبل ما يقترح : هات مفتاح أوضتك أستنى فيها محدش هيدور عليا فيها .
طلعوا الاتنين ومروان راقب الطريق لسيف لحد ما خبط على أوضة همس ولحظات وهالة فتحت الباب واستغربت انها شافته وهو بصلها بتوتر : همس هنا صح ؟
هزت راسها بتأكيد و فتحت الباب فدخل بسرعة كانت قاعدة على السرير بتعيط وخلود جنبها وأول ما شافته هاجمته : انت زعلتها ازاي ؟ وايه اللي حصل ؟
سيف تجاهلها وقرب من همس بلوم : وبعدين معاكي يا همس ؟
ماردتش عليه بس خلود وقفت باستفزاز: هي مش عايزة تتكلم دلوقتي .
سيف بصلها بغضب : ما تسكتي ايه رأيك ؟
خلود بعدت عنه تماما وقعدت على كرسي بعيد تتفرج عليه وهو قعد جنب همس واتكلم بهدوء : ممكن تتكلمي معايا؟ عارف انك اتضايقتي من الرسالة بس ما تظلمينيش أنا يا همس .
رفعت عينيها له ومنظرهم وجعه وصوتها المهزوز وجعه أكتر وهي بتتهمه : انت معايا وبتاخدني في حضنك وفي نفس الوقت بتفرش عش الزوجية مع غيري ، وتقولي ما أظلمكش ؟ هو مين بيظلم مين بس ؟
اتنهد بوجع وحاول يمد ايده يمسح دموعها بس بعدت وشها عنه فاتراجع بتفهم : أنا مش بفرش حاجة ومفيش عش زوجية أصلا ولا في أي نيلة من اللي بتقوليه ده .
واجهته بعصبية: تنكر انك اشتريت شقة ؟
بصلها باستغراب : اشتريتها لما أبويا طردني من البيت يا همس وانتي عارفة ده كويس وبعدين انتي عارفة كمان ان محدش يعرف بيها .
ودت وشها بعيد رافضة تصدقه وهو كمل بصدق : أنا كل يوم بتكلم مع أبويا وبيقولي هكلم أبوها .
ضحكت بتهكم : موت يا حمار .
أخد نفس طويل وبص لهالة وخلود اللي قاعدين بعيد وكأنهم مش متابعين خناقهم وبصلها تاني بوعد: بعد ما نرجع لو أبويا ما فاتحش أبوها هفاتحه بنفسي .
برضه ما اتكلمتش فاتنرفز : همس ردي عليا وما تخلينيش أكلم نفسي ، عبري أهلي ، بتفكري في ايه ؟ فكري بصوت عالي .
بصتله بحدة : بلاش .
أصر : لا اتكلمي وما تسكتيش كده ، بتفكري في ايه ؟
اترددت بس لازم تتكلم فردت بغضب: بفكر انك في الصبح حبيبي وفي الليل حبيبها وبتخونا احنا الاتنين .
سيف بصلها بصدمة وماقدرش ينطق وهي كملت بحنق : مش قلتلك بلاش؟
أخيرا نطق بألم بعد صمته لفترة: انتي بجد بتفكري فيا بالشكل ده ؟
زعقت باندفاع: واحدة بتقولك بفرش أوضة نومي اللي هتشاركني فيها ، دي واحدة مع حبيبها بتجهز أوضتهم ، مش واحدة حاسة ان خطيبها ما بيحبهاش أبدا .
فكر يقوم يمشي ويسيبها لحد ما تهدا مع نفسها وبالفعل وقف وهي استغربت فبصتله وهو ساكت فاتكلمت بتهكم: ايه مش لاقي مبرر صح ؟
اتنرفز أكتر وأكتر : انتي بتتكلمي بجد ولا بتهزري ؟ انتي بجد شايفاني خاين ؟ دي صورتي قدامك ؟
كشرت وسكتت فزعق بحدة: ردي عليا .
كلهم انتفضوا وخلود وهالة قاموا قربوا منه وهالة اتدخلت بهدوء : دكتور سيف اهدا لو سمحت .
سيف بصلها بغضب : انتي مش سامعة الهبل اللي بتقوله ؟
خلود علقت ببرود: أكيد ما بتقولهوش من فراغ .
سيف بصلها بحدة : اسكتي انتي خالص دلوقتي بلاش .
همس وقفت قصاده بعصبية : طيب سيبك منهم وكلمني أنا وقولي لو الوضع معكوس كنت هتعمل ايه ؟
هز دماغه برفض وهي مُصرة: قولي لو أنا كنت مخطوبة لمحمود السمري مثلا وقلتلك معلش أنا افتكرتك مش بتحبني و وافقت عليه واستنى أفسخ الخطوبة منه كنت هتعمل ايه ؟
سيف مش عارف حتى يسمع اللي هي بتقوله فرد بنظرات مشتعلة بالغضب : انتي بتقولي ايه ها ؟ ربنا خلق الست مملوكة لراجل واحد بس ، بتكون ملكه هو وبس ، وسمح للراجل بأربعة يجمع بينهم فما ينفعش تيجي تخالفي الفطرة اللي ربنا فطرنا عليها وتقوليلي لو الوضع معكوس ، الوضع لا يمكن يكون معكوس .
همس اتضايقت أكتر وردت بهجوم: قصدك ان الرجالة بتغير وتحس والستات جبلات ها ؟ ربنا شرع التعدد بس عمله قواعد وشروط وأسباب مش فراغة عين .
زعق قصادها بدهشة : وأنا عيني فارغة يا همس ؟ وان ماكنتيش عارفة الوضع كله من أوله كنتي عملتي ايه ؟
هزت دماغها برفض : هو أنا اللي قلت التعدد ولا انت ؟
شرحلها بتعقل : يا بنتي بتكلم عن نقطة عكس الوضع انه ما ينفعش نعكسه وما ينفعش تقولي اللي بتقوليه ده .
طبقت ايديها بعناد قدام صدرها وباصة قدامها وهو فجأة طلع موبايله وفتحه بهدوء: شوفي باقي الرسايل انتي قرأتي واحدة كملي الباقي .
فضلت مكانها فزعق بأمر: بقولك كمليهم .
كشرت وأخدت الموبايل منه وبصتلهم (( انت رفضت تيجي تختار معايا أي حاجة وأنا اخترت ومحتارة في دول فانت ساعد بقى ، أنا مقدرة شغلك وانشغالك دلوقتي في رحلتك بس لازم تشارك بحتى مجرد رأي ))
علق بتوضيح: هي طلبت مني الصبح أروحلها ولاني مش مهتم أصلا قلتلها تعمل اللي هي عايزاه بحيث يكون ذوقها هي مش أنا ، فهمتي ؟
برضه فضلت ساكتة فاقترح : اطلعي لفوق شوفي كل الرسايل بينا وشوفي الحب اللي بتتهميني بيه .
بصتله بتردد فشجعها بهدوء: اطلعي بنفسك شوفي وقارني بين الرسايل اللي بيني وبينك وبيني وبينها .
طلعت لفوق وبالفعل الرسايل قليلة جدا وكلها كلمة ونص وشبه مفيش أصلا أي حوار بينهم .
كمل كلامه بهدوء: افتحي الماسنچر كمان أو الانستا شوفي واتأكدي .
بعد ما قلبت في موبايله قفلته وادتهوله وردت بتردد : ماهو ممكن تكون مسحت كل .....
قاطعها بتحذير: قسما بالله يا همس لو كملتي الجملة دي ما هيحصل طيب ، يعني بجد أنا مش ملزم أبدا أوضحلك وأديكي الموبايل تتأكدي بنفسك بس راعيت شعورك فما تسوقيش فيها أوي كده ، أما بالنسبة لاتهامك فده حسابه لسه هحاسبك عليه .
بصتله بتذمر : هتحاسبني عليه ازاي يعني ؟
بصلها وهو بيحاول يقرر : أولا همشي من هنا لأنك ما قدرتيش مجيي معاكي وما عملتيش حساب له .
سألته بتوتر وغباء: تمشي من هنا من أوضتي ولا قصدك ايه ؟
وضحلها بهدوء : قصدي أرجع القاهرة مش أوضتك .
اتصدمت لوهلة بعدها سألته بتهكم : ده أولا ؟ وثانيا بقى ايه ؟
كان متردد وهو بيجاوبها بس هي لازم تحاسب في كلامها فرد بجدية : ثانيا بقى طالما بتشكي فيا يبقى خلاص بلاها أي كلام نهائي لحد ما أعدل ظروفي دي وأشيل الشك ده - بصتله بصدمة وهو بيكمل- من النهارده أنا دكتور سيف أستاذك وبس لحد ما يجد في الأمور أمور ، بعد إذنك .
جه يبعد بس مسكت دراعه بخوف فبصلها بحدة : باشمهندسة همس سيبي دراعي .
ساب الأوضة وخرج وهي قعدت مكانها تعيط وبصتلهم بحزن: شوفتوا قالي ايه ؟ هو قال انه هيسيبني صح ؟
هالة : انتي اتهمتيه اتهام وحش أوي يا همس ، بس يومين وهتتصالحوا معلش .
فضلوا جنبها يهدوها وهو راح أوضته قعد جنب مروان اللي اتعدل بس ما سألش لأن شكله باين عليه لكن فضوله تغلب : ما اتصالحتوش ليه ؟
سيف بصله وانفجر : سيادتها بتتهمني اني خاين .
سأله بحذر : وبعدين وصلتوا لايه ؟
جاوبه بعصبية : قلتلها طالما وصلت لاتهام زي ده يبقى من النهارده أنا دكتور سيف وبس وتتعامل معايا على الأساس ده فقط وسيبتها وجيت .
مروان عاتبه : يعني هي زعلانة وغيرانة تقوم بدل ما تهديها وتطبطب عليها وتطمنها انك بتحبها تقولها أنا أستاذك وبس وما تعتبرينيش حبيبك ؟! ربنا يكملك بعقلك يا ابني .
سيف وقف بنرفزة : بقولك بتقولي خاين .
مروان باستغراب : يا سبحان الله انت بتحب واحدة وخاطب غيرها ، انت بالفعل يا سيف ما تزعلش مني بس انت بتخونهم الاتنين ، وانت مع همس بتخون شذى وانت مع شذى بتخون همس ، فانت خاين هي ما اتهمتكش بحاجة مش حقيقية.
سيف لسانه اتربط ومروان قرب منه وبجدية أول مرة يتكلم بيها : أنا آسف ألف مرة يا سيف ويعز عليا أقولك الكلام ده بس الوضع اللي انت فيه حاليا مالهوش مسميات تانية ، فكان المفروض التصرف الصح دلوقتي وسط المصايب دي انك تحتويها وتطمنها وتطلب منها تصبر معاك لحد ما تصلح الدنيا وتكون ملكها هي وبس وتكون هي حبيبتك اللي في النور ، متخيل قد ايه صعب عليها تشوف كل البنات حواليك وكل واحدة بتضايقها شوية بكلمة ولا بهمسة ولا بنظرة ليك وهي خايفة تقرب منك أو تعمل حتى زيهم ؟ انت حبيبها هي بس مش مسموحلها تنطق أو تتكلم ، انت حبيبها بس اسمك مربوط بغيرها ، انت للأسف ما طمنتهاش ولا عملت حساب انها لسه عيلة مش كبيرة وناضجة زيك وبتفكر زيك ، دي عيلة يا سيف ، دي لسه قدامها سنة كمان علشان تتخرج .
سكت شوية يسيبه يفكر في اللي بيقوله وبعدها قرب منه طبطب على كتفه : روحلها وهتلاقيها مموتة نفسها من العياط - كان هيتكلم بس وقفه- لو قلبك طاوعك تسيبها بتعيط يبقى انت ما بتحبهاش زي ما انت متخيل .
رجع قعد مكانه وبص للتليفزيون بصمت وسيف واقف موجوع مش عارف ياخد أي قرار .

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن