حكمنا الهوى (٢٥)
بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيمووووالرواية حصري لجروب شيمووو و ممنوع نشرها طوال فترة الحصري .
راقبها وهي بتبعد مع أخواتها و وقف بجمود مكانه لحد ما اختفت وانتبه لصوت عمار بيسأله : انت كويس يا ابني ؟
بصله بانتباه : اه بخير بعد إذنكم .
سابهم وراح أوضته ؛ يحاول يحلل اللي بيحصل أو يفسره أو يفهم ايه الخطوة الجاية؟ بس ولا عارف يفكر ولا عارف يحلل ولا عارف حتى يعيش .ملك في العربية مع أخوها وأختها في صمت تام وكل واحد غارق في أفكاره الخاصة لحد ما وصلوا البيت وداخلين كلهم بصمت ، خالد اتفاجئ بيهم ويادوب هيتكلم بس ملك طالعة على أوضتها لكن فايزة وقفتها تطمن عليها لأنها ملاحظة دموعها اللي بتحاول تكبتها .
خالد بص لابنه بقلق: في ايه يا نادر وأختك مالها ؟ وكلكم مالكم أصلا عاملين كده ليه ؟
نادر بصله وما صدق انفجر : في ان البني آدم الغبي ده مش عارف أنا ماله ؟ مش قادر أفهم ايه سر العداء اللي جواه ده ؟
خالد بعدم فهم : بني آدم مين ؟ بتتكلم عن مين ؟
جاوبه بعصبية: دكتور زفت .
خالد فهم انه بيتكلم عن دكتور نادر ؛ لأنه لاحظ معاملتهم لبعض فسأله بتعجب: أنا مش عارف انت ليه حاطه في دماغك ؟
رد بغيظ : ويطلع مين هو أصلا علشان أحطه في دماغي ؟ بس هو اللي معاديني - بص لملك بغيظ وكمل -أنا نفسي أفهم انتي ايه اللي عجبك في البني آدم ده ؟ وسط كل الناس اللي بنتعامل معاهم ده يا ملك ؟ نفسي مرة تختاري صح .
ماردتش عليه وفضلت باصة قدامها بجمود ، خالد ابتسم وبص لفايزة اللي ابتسمت هي كمان ان شكوكها صح وان ملك معجبة بيه بس انتبهوا لنادر بيكمل زعيقه فيها : ردي عليا ، اشمعنى ده بالذات ؟
بصتله بدموع بتهدد بالنزول : ماله ده ها ؟
بصلها بغضب : غبي ، بني آدم غبي وحاقد وكاره كل اللي حواليه ، من يوم ما روحنا المستشفى وهو بيكرهنا ، نفسي أعرف بيكرهنا ليه ؟ كل شوية بيتهمنا ، مرة مش بنحب أبونا ودلوقتي مش بنحبك انتي ؟ ده بني آدم حاقد ، بيكره الطبقة بتاعتنا ، هو دكتور وطالع عينه وأي حد غني بيبصله بحقد وكره .
استنكرت بدفاع: هو عمره ما كان حاقد ولا عنده الطبقية دي .
زعق قصادها : امال تفسري معاملته دي بايه ؟
برضه ملك ساكتة ومش بترد فكمل : ماهو طالما معجبة بيه يبقى بتتكلمي معاه وطالما بتتكلمي معاه يبقى انتي عارفة هو بيتصرف كده ليه ؟ فهميني بقى هو بيتعامل كده ليه؟ بيكرهنا ليه أو بيكرهني أنا تحديدا ليه ؟
حاولت تدافع عنه : معرفش وبعدين انت اللي عندك الإحساس ده هو ...
قاطعها بغيظ : هو ايه ؟ بتلككله مثلا ؟ بتبلى عليه ؟ مش قدامكم اتهمنا اننا مش بنحب بابا ؟ ومش قدامكم اتهمني بمثل اني خايف عليكي ؟ ايه بقى ؟
ملك برضه ساكتة وهو صمم : فهميني يا ملك هو بيتعامل كده ليه ؟ بينا وبينه ايه ؟
ملك حركت راسها بتعب : معرفش ، معرفش يا نادر معرفش ، أنا مش عايزة أتكلم عنه اقفل بقى قصته .
نادر علق بتهكم : وأنا لما أقفلها وما أتكلمش فيها هتبقى اتقفلت كده ؟ ملك - بصلها بتحذير - انتي عارفة وساكتة فقوليلي دلوقتي ايه سر العداء ده ؟
ملك زعقت : قلتلك معرفش .
فايزة اتدخلت في الحوار بتردد : أنا عارفة .
كلهم بصولها باهتمام وخصوصا جوزها اللي سألها بدهشة: انتي يا فايزة ؟ عارفة ايه وازاي ؟
بصتله بتوتر : عارفة ليه الدكتور نادر رد فعله بالشكل ده وليه بيهاجم على طول ؟
نور قربت منها باهتمام : انتي يا ماما ؟ طيب قولي ليه بيكرهنا كده ؟
فايزة بصتلهم بتردد وبصت لملك اللي محتارة زيهم وساكتة فنادر زعق بحنق: ما تقولي يا ماما في ايه ؟
بصت لابنها بتوتر : هو أنا مش متأكدة أوي بس شاكة انه ممكن بيعاملنا كده علشان الفكرة اللي انتي وصلتيها عننا .
- كلامها كان موجه لملك -
نادر بص لأمه بحيرة : فكرة ايه يا ماما ؟ تقصدي ايه ؟
ملك بصت لفايزة مش فاهمة هي بتتكلم عن ايه ؟ اتكلمت هي كمان بحيرة : جاوبي يا ماما فكرة ايه اللي وصلتها ؟
اتكلمت بتردد وهي بتنقل نظراتها بين عيلتها : مش قلتيله انهم مش أخواتك وانهم ولاد أبوكي بس واني مش أمك ؟ وقلتيله ان أختك متجوزة أخو خطيبك وأخوكي متجوز من صاحبة مرات خطيبك ؟ مش طلعتينا كلنا مش بنحبك وبنحطك في أوضاع صعبة ؟
نادر بص لأمه بصدمة ومش مصدق اللي سمعه : ده امتى كل ده ؟ مين قالك انتي الكلام ده ؟
فايزة علقت بقلق: يوم ما أبوكم تعب ، كنت قريبة منها وكنت عايزة أروح آخدها في حضني علشان ما تحسش انها لوحدها لما أبوها وقع بس شوفتها واقفة معاه وبتتكلم فقلت لما تخلص كلامها معاه وتطمن منه ، بس اتصدمت من الكلام اللي بتقوله ، كنت عايزة أفهم بتقوله كده ليه ؟بس حالتي ماكانتش اني تسمح أفكر في حاجة غير أبوكم فقلت خلاص خليها تفضفض معاه شوية وبعدين أبقى أفهم هي ليه قالتله كده ؟ أبوكم اتحسن الحمد لله والأمور مشيت فما حبيتش أتكلم بقى في الموضوع ده يعني علشان ما أسببلهاش أي إحراج .
كلهم بصوا لملك اللي مصدومة ومش عارفة تدافع عن نفسها ، نادر بصلها بصدمة أكبر : بعد كل ده هو ده تفكيرك عننا ؟ بعد كل المصايب والأمور اللي مرينا بيها دي نظرتك لينا ؟
حركت راسها برفض : لا لا يا نادر أنا بس كنت مصدومة بتعب بابا وخايفة عليه و ...
قاطعها أبوها بعتاب : خوفك عليا خلاكي تنكري ان دول أخواتك وتنكري وقوفهم جنبك مرة بعد مرة ؟ وتحملهم لكل اللي اتعرضوله بسببك ؟ طيب ليه ؟
ما ردتش على أبوها وماعرفتش ترد أصلا ، هتقول ايه ؟ انها حست باهتمام نادر وحبت تستحوذ عليه ؟ ولا ان عجبها إحساس انها تكون ضحية ؟ ولا ممكن تقول ايه ؟
نور قاطعت صمتها ده بحدة : كنت فاكرة انك اتخطيتي حبك لكريم المرشدي، لحد امتى هتفضلي تحبيه ؟ امتى هتفوقي لنفسك ؟
ملك بصلتها بصدمة : انتي بتقولي ايه ؟ كريم ايه وحب ايه ؟
نور زعقت : حب ايه ؟ الحب اللي مش عارفة تخرجي منه ، امال ليه قلتيله اني اتجوزت أخوه ونادر اتجوز صاحبة أمل ؟ ليه قلتي ده ؟ ليه اشتكيتيله حبك القديم ؟
حركت راسها برفض : اسكتي يا نور لو سمحتي .
نادر رد بغضب: ليه تسكت يا ملك ؟ ما تجاوبيها ليه عملتي ده ؟ ليه حسستيه انك ضحية أخواتك ؟ كان مطلوب مننا ايه نعمله واتأخرنا فيه ؟ مش أنا قبل ما آخد أي خطوة ناحية مروة أو هي تاخد خطوة ناحية مؤمن انتي أكدتيلنا انه انتهى من حياتك ؟ دلوقتي بتلومينا ؟
زعقت هي كمان قصاده باستنكار : امتى لومتك ؟ كريم ما يعنيليش أي حاجة لا هو ولا مراته ولا أي حد .
بصلها بعدم تصديق: امال قلتي الكلام ده ليه ؟ ها؟
بصت قدامها بجمود : أنا تعبانة وعايزة أرتاح .
جت تتحرك بس مسك دراعها بغضب : ردي عليا، ليه قلتيله ان كريم كان خطيبك؟ ليه اتهمتينا بالاتهامات دي ؟
شدت دراعها وزعقت : حكتله عن حياتي بشكل عام مش اتهامات ، وبعدين لو ماما فايزة استنت شوية كانت سمعتني وأنا بقوله اني كنت الطرف السيئ في حكايتي ما تزعلش على صورتك ، قلتله اني شريرة الرواية ، مامتك ما سمعتش غير جزء صغير من كلامنا ، لأني أول ما حسيت انه بيلومكم قلتله الحكاية دي كنت أنا الطرف السيئ فيها مش انتم .
زعق برفض لكل كلامها : حتى لو قلتي ده ، مجرد تسميتك لكريم انه كان خطيبك واننا ارتبطنا وربطناكي بناس حواليه ده عملك ضحيتنا ، امتى كنتي ضحيتنا ؟ قلتيله انك كنتي هتوصليها للإعدام لما سكرتي ؟ ولا مارضيتيش تقولي انك كنتي سكيرة ؟
زعقت بصوتها كله بقهر : قلتله ، قلتله كل حاجة عني ، قلتله اني غبية ومتخلفة وسيئة ، قلتله عن اختياري لسليم الكلب - كانت بتعيط وبتتكلم فكملت بحزن - قلتله عن كل مصايبي ، وبالرغم من كل ده كان شايفني برضه إنسانة كويسة ، معرفش ليه ؟ بس نظرته ليا ما اتغيرتش ، كل ما بقوله عن أخطائي كل ما بحس انه بيهتم أكتر ، قلتله كل حاجة سيئة عملتها يمكن يبعد بس ما بعدش ، حتى بعد ما شاف ماما لما جتلي واتخانقت معايا في المستشفى برضه ما بعدش مع اني تخيلت انه هيحتقرني بعد ما يشوفها بس كان صدر حنين وما بعدش ، قلتله امنع عني الزيارة مش عايزة أشوف حد تاني قالي عيلتك بتحبك وأخواتك بيحبوكي ما تبعديهمش عنك ، عايز تعرف ايه تاني يا نادر ؟ تحب أسيبلك البيت وأمشي ؟
حاول يتكلم بس نور اتدخلت بجدية : خلاص يا نادر دلوقتي وكفاية بقى ، ده مش وقته أصلا - بصت لأختها اللي بتعيط- اطلعي يا ملك أوضتك ارتاحي ، تعالي يلا .
راقبوها ، ونور بتساعدها وبعد ما اختفوا خالد بص لابنه بأمر : بعد ما أختك ترتاح وتهدا عايزك تقعد معاها وتتكلم معاها وتفهم الحكاية كلها ، هي بتحبك وبترتاحلك وهتفتحلك قلبها ، اقعد معاها و ...
قاطعه نادر بغيظ : أنا يا بابا ؟ ما تحبش بالمرة أروح للدكتور نادر ده أفهم هو اتقمص منها ليه؟ وقاطعها ليه و أصالحهم ؟
فايزة ردت بعفوية : يا ريت .
بصلها بصدمة و مش عارف ينطق وهي وضحت بهدوء : لو فكرت شوية بعقلك دكتور نادر مش وحش - جه يعترض بس سكتته- أيوة مش وحش ، دكتور ومحترم وأخلاقه كويسة والأهم انه عرف حكايتها وبرضه متمسك بيها .
نادر علق باستنكار: بأمارة ايه ؟ انه بيهرب منها وبيبعت دكتور زميله يتابع الحالة ؟ هو بس اتعاطف معاها و ....
قاطعه أبوه بحنق: بطل افتراضات وافهم من أختك طبيعة علاقتهم ايه ؟ انت ونور أقرب مننا ليها وهتفتح قلبها ليكم بس انتوا حاولوا تعرفوا ايه اللي حصل ؟ يمكن يا ابني تكون دي فرصتها وده وقتها !
أخد نفس طويل ورد : ربنا يسهل أنا رايح الشركة مروة كلمتني من بدري .
انسحب وسابهم وهما الاتنين قعدوا مع بعض يتكلموا عن ملك ونادر .