جانا الهوى (٢٨)
بقلم / الشيماء محمد احمد
#شيمووووفي البداية لازم أهنئ كل الناجحين في الثانوية العامة مباارك ياحبايبي ربنا يوفقكم دايما وخليكم واثقين ان ثانوية عامة مش نهاية العالم دي بدايتكم تثبتوا نفسكم في اللي هتختاروه ، بالتوفيق دايما ❤️
سيف دخل عند أبوه زي المجنون وسند على مكتبه وسط استغراب أبوه اللي مش فاهم ابنه ماله ؟
سيف بصله بغضب : هو سؤال واحد تجاوبني عليه بدون لف ودوران
عز باستغراب : وأنا من امتى بلف و ....
قاطعه بتهكم: اوعى تقولي من امتى لأنك عارف كويس من امتى
عز كان هيقف ويزعق للهجة ابنه بس فضل انه يسكت ويسمع اللي عنده الأول وبكل هدوء سأله: ايه سؤالك ؟
عينيهم متعلقة ببعض وهو بيسأله : إصرارك على خطوبتي لشذى ليها علاقة بحالة الشركة المادية وتدهورها ؟
عز عينيه وسعت لان ده آخر سؤال توقع يسأله ابنه ، كان عامل حسابه ان ابنه ما يعرفش أي حاجة عن حالة الشركة المادية وموصي كل الأطراف اللي ليها علاقة بالموضوع ده محدش يتكلم قدام سيف وبيبعد عنه أي شيء له علاقة بده فازاي عرف ؟
حاول يتهرب من الإجابة بتوتر : انت جبت الكلام ده منين ؟ وبعدين انت مالكش علاقة .....
قاطعه سيف بنفاد صبر : قلتلك إذا سمحت بدون لف ودوران وإجابة صريحة اه ولا لا ؟
وقف وبعد عن مواجهة ابنه بتردد: مالكش علاقة بالموضوع ده وبعدين هنروح لهمس امتى نطلب ايدها ؟ أنا طلبت من عصام يقابلني بالليل وهبلغه بفسخ الخطوبة و .....
لاحظ ان ابنه ايده على وسطه وباصص للأرض وبيحرك راسه بتهكم فسأله بلوم : انت بتعمل كده ليه ؟ مش اتفقنا امبارح نروح لبيت همس ؟
سيف بصله بوجع : لحد دلوقتي ما سمعتش إجابة ، انت ليه أصريت أخطب شذى؟ وليه كنت رافض تماما فكرة انفصالنا ؟
سكت؛ لأنه مش عارف يجاوب ابنه ويقوله ايه ؟ سيف قرب منه و وقف قصاده بألم: أجاوبك أنا ؟ عشان صاحبك عصام دفع قسط البنك قبل ما يحجزوا على كل حاجة وبقى ضامن ليك في البنك قصاد حصص وأسهم في الشركة وبالمشروع بتاعه اللي دخلك فيه أنقذ الشركة أو أنقذنا بشكل عام من الإفلاس وبيساعدك حاليا ترجع تقف على رجليك من تاني ، صح كده ؟
عز غمض عينيه بحزن ومش عارف يقول لابنه ايه ؟ ومش عارف يتكلم ولا ينطق .
سيف مسك دراع أبوه يواجهه بترقب: هو شرط عليك اني أتجوز بنته ؟ ولا كانت فكرة مين فيكم الارتباط ده ؟ هو اشتراني لبنته بفلوسه ؟
نفى عز بسرعة : لا لا أبدا ، عصام راجل محترم واحنا مش معرفة امبارح احنا أصحاب من يجي خمس سنين أو أكتر ، الموضوع كان نقاش بينا وأنا لما شوفت بنته رميت كلمة اني نفسي في عروسة زيها لابني والكلام ده كان قبل ماهو يساعد في القرض ، ولما عرف بالأزمة اللي بتعرضلها عرض يساعدني وهو عمل زيي ورمى كلمة اننا أهل وان عيالنا هيرتبطوا وأنا فهمت انه موافق أو عايز الارتباط ده وماكانش قدامي اختيارات .
خلص كلامه و قعد على كنبة الانتريه اللي في مكتبه وسيف واقف قدام الشباك الكبير باصص للفراغ قدامه والصمت مسيطر بينهم ، بيفتكر كل خناقاته مع أبوه وندمه عليها ، يمكن لو كان أبوه صارحه من البداية كان قدر يلاقي حل أو ماكانش تمادى في علاقته مع همس وعلقها بيه وكان داس على قلبه ، أو حتى كان حاول يقرب من شذى يمكن كانوا تفاهموا ، ضحك بسخرية ؛ يقرب ايه؟ عمره ماكان هيحاول يقرب من شذى ولا يتقبلها بأي شكل من الأشكال ، هي همس وبس اللي استحوذت عليه وعمره ماكان هيشوف غيرها
غمض عينيه بوجع مش عارف هيعمل ايه؟ ولا هيتصرف ازاي؟ بس كل اللي عارفه ان علاقته بهمس انتهت ورنت في دماغه جملة (( مَن تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه ))
معقول علشان استعجل حضن همس هيتحرم من حضنها مدى الحياة ؟ معقول الحب ده كله يتحكم عليه بالموت والوأد بالشكل ده ؟
انتبه على صوت أبوه : سيف مفيش حاجة هتتغير زي ما قولتلك النهارده هبلغ عصام بفسخ الخطوبة والخميس هنسافر مع بعض لهمس .
سيف ابتسم بوجع والتفتله : وبعدين ؟ عندي فضول أعرف آخر الحلم الجميل ده ايه ؟
وقف وقرب منه بأمل : هتتجوز انت وحبيبتك وده المهم وبس .
ابتسم بألم: ايه وبعدين ؟
بصله بحيرة : وبعدين ايه ؟ انت عايز ايه تاني ؟ حبيبتك وهتكون في حضنك وده المهم .
سيف بتهكم : وانت ؟ والشركة ؟ والبنك ؟ انت ليه مفترض ان عصام المحلاوي هيكون بيس كده أوي وانت تقوله بنتك مش لازمانا ؟
حرك راسه برفض : بيس أو مش بيس ده شيء يرجعله ، أما الشركة هتتقفل والدنيا مش بتقف على نهاية شركة بعدين انت عندك جامعتك وشغلك وعندك شقتك الخاصة يعني تقدر تفتح بيتك لوحدك وتعرف تعيش كويس ولو أزمت سافر تاني برا وخد مراتك معاك .
استغرب كل اللي بيسمعه ومش مصدقه : والبنك ؟ البنك هتعمل معاه ايه ؟ القرض هتسدده ازاي لو ماكملتش المشروع ده مع عصام ؟ أنا مش معايا مبلغ ضخم بالشكل ده أنا آخري كام مليون و لو انت بعت الفيلا والمصنع برضه مش هيغطوا البنك فهتكمل الباقي منين ؟
بصله بترجي : انت شاغل نفسك ليه بالبنك ؟ سيب المواضيع دي عليا أنا .
زعق بغضب : يعني ايه أسيبها ؟ فهمني سيادتك هتعمل ايه ؟ بطل تحطني على الرف بالشكل ده ، أنا أصلا مش فاهم انت ليه خبيت عليا انك داخل على الإفلاس ؟ ليه ماقلتليش من ساعة ما رجعت من برا بالأزمة اللي بتمر بيها ؟ ليه سيبتني أحب همس من البداية ؟
عز بتصميم : ما تتدخلش يا سيف في مشاكلي أنا هعرف أحلها وهمس هتفضل معاك .
ضحك بوجع وكرر : تفضل معايا ؟ طيب ازاي ؟ فهمني ناوي على ايه الأول وفكر معايا بصوت عالي .
اتردد يتكلم معاه بس سيف أصر : قولي بتفكر ازاي؟ طالما هتفسخ مع عصام فأكيد عندك حل فطمني وقولي ايه الحل اللي عندك اللي هنقدر نعدي بيه الأزمة دي ؟
عز كان هيعترض بس سيف قاطعه يهدده : لو هتقولي مالكش دعوة هروح دلوقتي لعصام أحدد معاه ميعاد الفرح ، فيا تفهمني ناوي على ايه وايه الحلول اللي عندك يا هتصرف أنا بناء على اللي فاهمه ، ايه الحل اللي عندك ؟
أخد نفس طويل باستسلام : هقولك بس تسمعني بدون ما تعارضني ولا تقاطعني ؟
بصله باهتمام : اتفضل مش هقاطعك .
عز بعد تردد : البنك زي ما قلت هيحجز على الشركة والفيلا وكل أملاكي وده للأسف مش هيغطي قيمة القرض كله فقدامه حلين .
سيف كمل بترقب : يا الدفع يا الحبس مالهمش تالت ؟
عز بص لابنه بهدوء : سيف أنا عشت عمري كله بالطول والعرض وعملت كل اللي بتمناه
سيف ابتسم وحرك راسه برفض لما فهم دماغ أبوه بس سابه يكمل - ودلوقتي كل اللي بتمناه أشوفك انت وأختك مبسوطين ده أقصى أمانيا وعلشان كده انت لازم تتجوز همس وتعيش مبسوط معاها بس هتشيل مسئولية والدتك وأختك ، والدتك هتفضل معاك وأختك تجوزها لواحد يستاهلها .
سيف بصله بتهكم: خلصت كلامك ؟ هو ده الحل بتاعك ؟ الحبس ؟ الشركة تتقفل والبنك يحجز على كل حاجة وانت يتقبض عليك وأنا ايه ؟ أروح أتجوز همس هو ده الحل العبقري اللي انت وصلتله ؟
مسك دراعه بترجي : انت كان عندك استعداد تقاطعني وتقاطع العيلة كلها علشان همس فايه اللي اتغير دلوقتي ؟
سيف زعق : أزعل وأتخانق معاك حاجة وانه يتقبض عليك دي حاجة تانية خالص ، انت بتفكر ازاي ؟ ازاي تخيلت اني ممكن أقبل الحل ده ؟ ازاي تخيلت اني مستعد أدفع التمن ده مقابل جوازي من همس ؟ أي جواز وأي حياة دي اللي قصادها العيلة كلها تتشرد وانت يتقبض عليك ؟ متخيل انت ايه شكل الحياة دي ؟
عز زعق : حبك و وجودها في حضنك هيخلوك .....
قاطعه بغضب : هيخلوني أكرهها وأكره نفسي وأكره اليوم اللي حبيتها فيه ، أي نوع من الرجالة انت مفكرني علشان أبيع الدنيا كلها بالشكل ده ؟ للدرجة دي شايفني راجل سيئ وأناني بالشكل ده ؟ للدرجة دي أنا شخص سيئ في نظرك علشان أقبل حل زي ده ؟
حرك راسه برفض : لا لا يا سيف ايه اللي بتقوله ده ؟ انت ابني وسندي .....
قاطعه بتهكم : أي سند ده اللي هتروح ترمي نفسك في السجن علشان يتجوز ؟ أي سند ده اللي خبيت عنه أزمة بالحجم ده ؟ انت ركنتني وشيلتني من حساباتك .
عز رافض تفكير ابنه : أنا مش عايز أشيلك همومي ، انت ليك حياتك المختلفة عني وأنا تقبلت ده من زمان وتقبلت سفرك تدرس ورجوعك للجامعة أيوة كنت حابب تشاركني بس عارف ان طموحك وتفكيرك مختلفين عني ولو كنت عرفت بالأزمة اللي بمر بيها كنت هتسيب طموحك وأحلامك وهتيجي لمجال مش مجالك ولحياة مش حياتك ، وإجباري ليك انك ترتبط بشذى كان أكبر غلط ارتكبته في حياتي ، اني أفرض عليك واحدة بالشكل ده كان غلط بس عذري الوحيد انك انت قبلت ترتبط بشذى وأنا ماكنتش أعرف انك بتحب حد تاني وإلا قسما بالله ماكنت فكرت فيها أصلا .
سيف بص لأبوه بحزم : لو هتقابل عصام النهارده يبقى علشان تحدد معاه ميعاد فرحي على بنته وانسى تماما كل الترتيبات اللي انت بتفكر فيها دي لأني لا يمكن أقبلها و ....
قاطعه عز : وأنا لا يمكن أقبل تضيع حبك وحياتك علشاني ، انت بتحب همس .
سيف أخد نفس طويل بتأكيد: وهفضل أحبها لآخر يوم في عمري ، بس الحب ده جوا قلبي وبس ومش هيشوف النور ، وعلشان ما نتكلمش كتير أنا بالفعل قطعت علاقتي بهمس فما تتعبش نفسك بالكلام الكتير .
عز بص حواليه وجاب موبايله باستنكار: انت هتكلمها دلوقتي وتصلح اللي عملته و .....
قاطعه بغضب : علاقتي بهمس انتهت خلاص ، أنا مش مستعد لعلاقة بالتمن ده أبدا ، أي نوع من الرجالة يرمي أبوه في السجن ويشرد عيلته ويرميهم في الشارع ويقفل ألف بيت مفتوح علشان يتجوز هو ؟ ها؟ انت متخيل ان بيتك بس اللي هيتقفل ؟ في كام بيت مفتوح من الشركة والمصنع دول ؟ عندك كام موظف هنا وفي المصنع ؟ البيوت دي كلها هتتقفل ، لو انت مستعد لده فأنا مش مستعد أبدا أشرد كل الناس دي ، أنا مش مستعد أبدا أواجه أمي كل يوم الصبح وعيني تتقابل بعينيها بعد ما حرمتها من جوزها وشريك عمرها ، مش مستعد أشوف اليتم في عينين آية وأبوها عايش بس مسجون بسبب أنانيتي ، أنا مش مستعد أخسرك انت ، مش مستعد أخسرك انت فاهم ؟
دموعه نزلت بحزن: بس أنا مستعد أواجه كل ده يا سيف ، طالما ......
قاطعه بوجع : أي سعادة متخيلها بعد كل الدمار ده ؟
قرب من أبوه ومسك ايديه الاتنين : احسبها بالعقل زي ما دايما بتحسب ، في كفة فيها أنا وهمس هنتوجع بصمت وفي كفة تانية فيها حبسك وقفل الشركة وتشرد عيلتنا في الشارع وآلاف الموظفين مصدر رزقهم هيقف وعائلاتهم هتتشرد وتتبهدل و وجع أمي وأختي ، ازاي قادر تقبل حسبة بسيطة زي دي ؟ أنا ماأقدرش عليها ، ومهما تتكلم مش هقدر أقبل ده ولا يمكن أقبله .
عز بص لابنه بانكسار : وجعك مالهوش تمن وأنا مستعد للخسارة دي كلها قصاده .
ابتسم لأبوه بحزن: وكلامك ده يكفيني بس مش هقدر أدفع تمن زي ده ، أنا من يوم تعبك وأنا مش قادر أتحمل نظرات ماما وعتابها الصامت وأنا مش فاهم بتتهمني بايه فما بالك لو ده حصل ازاي هواجهها ؟ قصة همس انتهت
- سكت وبعدها نطق بصعوبة وهو واثق ان ده مستحيل يحصل بس اضطر يقوله علشان يريح أبوه - وبعدين مش يمكن أحب شذى ؟
غمض عينيه برفض : مش هتحبها وقلبك هيفضل متعلق بهمس وهيفضل وجعها مسيطر عليك .
ابتسم يحاول يطمنه : وزي ما قلتلك ده تمن أقدر عليه ، أقدر على وجع قلبي لكن الخراب اللي بتتكلم عنه لا يمكن ، اقفل القصة دي مش عايز أتكلم فيها ودلوقتي عايز أفهم كل تفاصيل القرض ده وأفهم خطتك في سداده هتكون ايه ورجاء بطل تطلب من الموظفين يخبوا عني المشاكل اللي زي دي ، وبالنسبة لشغلي في الجامعة هكمل الشهر والشوية اللي فاضلين وهتفرغ تماما للشركة لحد ما تقف على رجليها من تاني.
عز قعد بانهيار : وده اللي كنت رافضه يحصل .
قعد جنبه بألم : بس ده الصح حتى لو مش عاجبني ، في النهاية لا يصح إلا الصحيح .