حكمنا الهوى (٢٤)

98.8K 3.9K 452
                                    

حكمنا الهوى (٢٤)
بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيموووو
الرواية حصري لجروب شيمووو ممنوع نشر الروايه طوال فترة الحصري

سيف وصلها قدام بيت أختها اللي بتكلمها فقالتلها انها وصلت خلاص وسيف معاها ، هند استغربت ازاي وصلت بالسرعة دي؟! بس قالت لجوزها ان سيف وصّل همس فنزل تحت يقابله ويسلم عليه .
سيف ركن وبصلها بابتسامة: حمدلله على السلامة يا قمري .
ابتسمت وبصت حواليها: الله يسلمك ، أصلا مش مصدقة اني وصلت بالسرعة دي ، بقولك ايه وانت راجع هتسوق بالراحة مش كده فاهم ولا لا؟
استغرب طلبها وسألها: ليه إن شاء الله ؟ ما سوقت بسرعة وانتي معايا مش هسوق بسرعة وأنا لوحدي ؟
جاوبته برد استغربه : وأنا معاك ماشي هنموت مع بعض حلو أوي لكن انت لوحدك مش مسموح فاهم ولا لا؟ مفيش أي سرعات مجنونة لوحدك .
ضرب كف بكف بذهول: انتي برضه مصممة اني هعمل حادثة ؟ يا بت استهدي بالله واهدي كده ها؟ أنا محترف مش هاوي ، مش بسوق بسرعة وخلاص ، وبعدين تعالي هنا أنا نسيت أحاسبك
بصتله بحيرة: تحاسبني على ايه ؟ هو أنا أخدت منك حاجة وعايز حقها؟
بصلها بدهشة: أخدتي حاجة؟ ده على الأساس اني فاتح سوبر ماركت ببيع وحضرتك بتشتري؟
سألته بسخرية: نينيني، امال تحاسبني على ايه؟!
جاوبها بغيظ: على دخلة المخبرين اللي دخلتيها المكتب ومنظري قدام الناس
اتوترت وبصت حواليها وهي بتلعب في رقبتها وبتغمغم بتوتر: قلبك أبيض ياسيفو انت منظرك زي الفل ياحبيبي وبعدين كنت متبلكة عايزني أعمل ايه يعني؟
رد بتهكم: دلوقتي بقيت سيفو؟ ومتبلكة؟ على الأساس ان حلو ليكي ووحش ليا؟ وبعدين ينفع أكون في اجتماع مهم وتدخلي تعملي كدا؟
ردت بغيظ: انت مش ملاحظ انك بتنكد عليا ؟ ايه هتكبتني دايما كدا؟
ردد بدهشة: أنا بكبتك؟ دلوقتي بقيت أنا اللي غلطان؟
هزت راسها بتأكيد فقال بقلة حيلة: حقك عليا ياستي أنا غلطانلك، ماانتي تغلطي وأنا أصالحك
ردت بمرح: على الأساس انك ماشربتنيش النكد في شاليمو الفترة اللي فاتت؟
بصلها بغيظ: ده أنا طلعت قاسي اوي
أكدت بمداعبة: أوي أوي
ضحك على طريقتها وبعدها اتكلم بجدية: بجد ياهمس لازم تراعي منظري في الشغل ياحبيبتي ، ماينفعش أبقى شايل شركة كاملة والكبير قبل الصغير بيحترمني وانتي تيجي تقولي هقتل المدير، يقولوا ايه؟ مراته ممشياه؟
همس سابت كل كلامه ومسكت في آخر كلمة اللي هي مراته وابتسمت ببلاهة وهي بتقول: مراته هييييح
بصلها بتعجب: هو ده اللي لفت نظرك في كلامي؟
بصتله بتذمر: خلاص ياسيدي مش هعمل كدا تاني وبعدين شكلك يخوف أصلا وانت رجل أعمال بحسك جد أوي بس عسل أوي
بصلها بحيرة: أيوة يعني المفروض أفرح ولا أزعل برأيك ده؟ حيرتيني
ابتسمت بمرح: أنا بحبك في كل حالاتك
ابتسملها بحب ورد بهدوء: اللي عملتيه ده مايتكررش تاني ياحبيبي تمام؟
هزت راسها بتأكيد وابتسمت وجت ترد بس لمحت بدر فحمدت ربنا انه انقذها بصت لسيف : بدر نزل اهو يسلم عليك أكيد .
أول ما شافه نزل بسرعة يسلم عليه ورحب بيه جدا وسيف شكره على اتصاله وبعدها حاول ينسحب بس بدر رفض : والله ما يحصل ، انت هتطلع تتغدى معانا ، هند جهزت الغدا وأصلا كنت ناوي أبيع همس بس الظاهر حماتها بتحبك وانت حماتك بتحبك .
ابتسم وبصلها بمغزى : حماتها بتحبها فعلا لكن حماتي أنا اشك .
بدر بمرح: لا بتحبك وهتشوف بنفسك بس تدخل البيت بطريقة عدلة مش تدخل تقولهم همس تخصني! أنا إلى الآن مش مستوعب انت ازاي عملتها ؟
سيف ضحك : وحياتك ولا أنا عارف اتكلمت كده ازاي قدام أبوها وأمها والله ما أعرف!
ضحكوا كلهم وهمس بصتلهم بحماس : بقولكم ايه ؟ ما تطلعوا طالما هند حطت الأكل يلا ناكل- بصت لسيف وكملت برجاء- اطلع اتغدى معانا اينعم هند لسه بتتعلم بس بتعمل أكل حلو .
بدر بصلها بذهول: انتي بتتريقي على أكل هند ؟ هقولها .
همس بسرعة : لا اوعي دي تطردني برا الشقة وتقولي مفيش أكل ليكي ، باردة وتعملها .
بدر بمرح : كمان بتقولي باردة ؟ رصيدك تقل .
همس بتذمر : يووووه ما تبقاش غلس زيها .
سيف اتدخل بضحك : ما تسكتي خالص انتي أحسن؟ انتي عاملة زي اللي بيجي يكحلها بيعميها خالص .
بدر بتهكم : تعميها ؟ دي بتخزوق عينيها .
استلموها الاتنين تريقة وهي بصتلهم بعبوس : أنا هطلع آكل وأسيبكم انتوا الاتنين تستظرفوا مع بعض ، أصلا أنا غلطانة اني واقفة معاكم - مشيت خطوة وبصت لبدر بتهديد - إياك تسيبه يمشي هاخد هند وأروح بيها لو مشي .
سابتهم وطلعت والاتنين ضحكوا
بدر بص لسيف بهزار: يرضيك يعني تاخد هند وتمشي ؟
ضحك بدهشة: هي تعملها ؟
بدر بص ناحية ما اختفت يتأكد انها مشيت وقال بتأكيد: تعمل أبوها ، يعني ما يغركش انها قصيرة التيلة كده وأوزعة بس مصيبة من مصايب الزمن .
سيف بضحك : انت هتقولي عليها ؟! هي مجنناني من شوية؟
بدر بتهكم: مش بيقولك احترس من كل مَن اقترب من الأرض ؟
سيف ضحك بقوة : لا دي أول مرة أسمعها؛ سمعت كل قصير مكير لكن دي لا .
همس خرجت وقالتلهم بصوت عالي : على فكرة سامعاكم يا طويل منك له ، بس خليكم فاكرين انتوا اللي بدأتوا ، بدر امشي مع سيف علشان مش هدخلك البيت .
بدر بصلها باستنكار : هو انتي مش هتقدري عليه فتتشطري عليا أنا يا بنت انتي ولا ايه ؟
همس ماردتش وبصتلهم بكبرياء وطلعت فبدر بص لسيف بسرعة : اقفل عربيتك ويلا قبل ما مجنونتك دي تحتل البيت فوق .
سيف بإحراج : خليني أمشي دلوقتي وبعدين مرة تانية ...
قاطعه بإصرار : مش هتمشي ، بقولك ايه أنا مشيت كلامك المرة اللي فاتت وقبلت هديتك وتصليحك للشقة وقلت أخوات لكن تيجي لحد بيتي وما تطلعش فصدقني كده ...
قاطعه بسرعة بمرح: خلاص يا عم والله ما انت مكمل ، يلا اطلع .
بدر شاور على عربيته : مش هتقفلها ؟
سيف في ايده المفتاح داس على زرار فيه وهي قفلت نفسها فبدر ابتسم : حلوة الحركة دي .
رد بابتسامة : دي أجمل ميزة فيها بجانب سرعتها .
طلعوا الاتنين وبيتكلموا عن العربية لحد ما بدر فتح الباب وبيدخل سيف اللي اتحرج : يعني هو كان لازم ؟ بدر أنا مش بزور أي حد من غير ميعاد أبدا .
ابتسم ببشاشة وهو بيمسك دراعه : كل حاجة في الدنيا ليها مرة أولى ادخل يلا وبعدين بيت الأخ أو الأخت مش بناخد ميعاد ده بيكون ملاذ تروحله أي وقت ولو يا سيدي مش هتعتبرني أخ فهمس أخت هند فعليا .
بصله بعتاب : ما بلاش الكلام ده انت عارف ان في قلوب بتتوافق من أول مرة وأعتقد سواء قابلت همس أو لا فأنا لو قابلتك في غير ظروف برضه كنا هنقرب من بعض .
استقروا في الصالون وشوية وهند طلعت ترحب بيه وهو وقف يستقبلها ويعتذر انه جه بدون ميعاد بس بدر وقفه بحنق : والله يا سيف لو اتكلمت في موضوع الموعد ده تاني ؟
رفع ايديه باستسلام وسكت ، همس جت وعلقت بتهكم ومرح : أصل ده أول درس أخده في الاتيكيت ، كنتوا بتدرسوا مادة اسمها الاتيكيت صح ؟
سيف بصلها بغيظ وبص لبدر : شوفت اللي بعاني منه ؟
بدر ضحك وهند علقت بابتسامة : لا دي كده محترمة نفسها أوي انت لسه ما شوفتش رخامة .
همس ضربت هند في كتفها فبصت لسيف وكملت بهزار: وكمان مفترية .
الكل ضحك وهمس ردت بغيظ : تصدقوا أنا غلطانة اني قعدت وسطكم؟ أنا هروح لأمي .
سكتوا ومحدش علق فبصتلهم باستغراب : محدش هيمسك فيا يعني ولا ايه ؟
كلهم ضحكوا وسيف علق بمرح: ده أنا على كده ليا الجنة والله ، اقعدي بس يا بنتي
هند وبلال ضحكوا وهمس عبوسها زاد وبصتله بتذمر : وايه جابرك بقى يا بابا ؟ عندك شذى روحلها .
اتراجع بسرعة ورد باستسلام : لا لا مش للدرجة دي ، انتي أرحم برضه .
شهقت باستنكار : أنا ايه ؟ - بصتلهم وكملت بغيظ- شايفين بيقول ايه ؟ أنا غلطانة أصلا اني ما أخدتش دبلتي - مدت ايدها له بكبرياء - هات الدبلة بتاعتي .
بص لايدها بابتسامة ولمح قدامه بونبونيرة فيها شوكولاتة أخد واحدة وحطها في ايدها باستفزاز : الله يسهلك يا حبيبتي العبي بعيد .
همس كشرت ورفعت ايدها كأنها هتحدف الشوكولاتة في وشه فرفع ايده يصدها بس لقاها فتحتها وأكلتها وبتتكلم وهي بتاكل: أنا هعمل بأصلي علشان أنا مؤدبة .
خلصت جملتها وحدفت الشوكولاته اللي معاها لسيف اللي مسكها قبل ماتيجي على عينه وبصلها بغيظ: اعميني ياهمس وارتاحي
رفعت كتفها بغرور وهي بترد: انت اللي مابتعرفش تمسك كويس ياسيفو
بدر بمرح: سيفو كدا قدامنا؟ طب اعمليلنا أي منظر حتى
سيف بصله بتهكم: على الأساس انها بتحب فيا؟ دي بتحدفني بالشيكولاته
همس رددت بمشاكسة: محسسني اني بحدفك بالطوب
هند قاطعتهم واتحركت : أنا هروح أحط الغدا علشان حوارات همس مش بتخلص.
همس ردت بصوت عالي لأختها اللي خرجت : على فكرة المفروض انك أختي أنا مش هو ها ؟
بدر بصلها باستفزاز : طيب طالما أختها روحي زقي عجلك ومعاها يلا .
بصتله بعبوس : ليه يا بدر ؟ ده أنا بحبك ، قوم يا بابا شوف مراتك .
ضحك وعلق : وأنا بحبك والله يا همس بس بحبها هي أكتر ها؟ روحي وراها يلا .
سيف رافع حواجبه بغيظ وباصصلهم الاتنين وقال بغيرة : هي ايه ماسورة الحب اللي طفحت دي مرة واحدة ؟ ايه أنا بحبك وانت بتحبها ؟ ده أنا لسه بقول من فيمتو ثانية انك أخويا ها ؟ - بص لهمس بأمر- روحي يلا شوفي أختك فين ؟
كشرت وانسحبت بسرعة، راقبوها لحد ما بعدت ، وبدر بص لسيف باعتذار : سيف آسف بس أنا بعتبر همس أختي الصغيرة و ...
قاطعه بسرعة باستنكار : انت بتبرر ايه يا بدر بالظبط ؟ أنا عارف و واثق من ده طبعا أنا بس بهزر .
دخل أنس عندهم وهو بيكلم باباه بس اتفاجئ بسيف موجود ونوعا ما قلق منه لأنه افتكر تهديده لمامته يوم فرح باباه ووجوده في بيت همس وهو بيهددهم بكلام مش واضح وماكانش عارف مين ده بالظبط ؟
اتراجع خطوة بس أبوه وقفه بابتسامة : تعال يا أنس مفيش حد غريب ده إن شاء الله هيكون خطيب همس .
حاول يبتسم بمجاملة: أهلا وسهلا بحضرتك ، بعد إذنكم .
بدر استغرب موقف ابنه؛ لأنه بطبيعته بيحب يتعرف على الناس لكن سيف فهم موقف أنس فشاورله بابتسامة : تعال يا أنس .
قرب منه بحذر واتفاجئ بسيف بيمدله ايده بمرح: أنا اسمي سيف وزي ما باباك قال بإذن الله هتجوز همس .
ابتسم بتوتر وسلم عليه بايده الشمال اللي مش متصابة : أهلا .
سيف اتضايق من الشاش اللي على ايده وتخيل منظرها فمسك ايده وسأله بشك : انت لسه شايل مني من موقف الفرح ولا ايه ؟ بس أنا ساعتها كنت بساعد باباك .
علق بتوتر وبص لأبوه ورجع بصله : بس انت ساعتها هددتنا .
بدر افتكر الموقف ده وكان هيتدخل بس حب يشوف تصرف سيف وكمان همس كانت داخلة بس لمحت أنس وبرضه وقفت تشوف سيف هيتعامل ازاي ؟
سيف برر لأنس بهدوء: أنا كل اللي عملته ساعتها اني طلبت منها تمشي ومفيش أي حد حتى رفع صوته أو كلمها بأي أسلوب مش كويس ، هم الناس اللي وصلوكم المحطة ضايقوكم بأي شكل ؟
نفى بهزة من راسه وسيف كمل بابتسامة : طيب ايه بقى ؟ زعلان مني ليه ؟
ابتسم : مش زعلان .
سيف فكر يفتح حوار معاه ومسك ايده التانية اللي كانت ملفوفة وافتكر كلام همس : ألف سلامة ايدك مالها ؟
أنس جاوبه : اتحرقت .
سأله : اتحرقت ازاي ؟ انت شقي للدرجة دي ؟
دافع عن نفسه : لا بس كنت بعمل أكل .
سأله بخبث : معقول هند بتخليك تعمل أكل لنفسك ؟ لا كده لازم نقول لبدر يزعقلها .
رد بسرعة : لا هنود لا مش بتخليني أعمل أي حاجة دي بتاكلني بايدها أصلا ، أقصد دي ماما لما كنت عندها .
ابتسم واتكلم كأنه مش مقتنع : ماما ؟ يعني ماما اللي بوظت شقة بابا وبهدلتها ؟ وماما اللي جت الفرح علشان تبوظه ؟ وماما بتسيبك تعمل أكل لنفسك واتسببت في حرق ايدك وكل ده انت زعلان مني علشان بس ساعدت بابا علشان ما تبوظش فرحه هو وهنود ؟ 
أنس بيفكر في كلامه وبعدها بص للأرض بحرج من نفسه : أنا مش زعلان من حضرتك أنا بس ماكنتش أعرف انت مين ؟ كنت بفتكرك ظابط أو حاجة زي كده .
ابتسمله بهدوء : لا يا سيدي أنا بس بحب همس وعايز أتجوزها وعلشان بحبها بحب عيلتها كلها ، المهم يا أنس باشا أصحاب ولا ايه ؟
ابتسم وسأله : طيب قبل ما نبقى اصحاب انت بتشتغل ايه ؟
ضحك هو وبدر اللي علق : وانت شغله هيفرق معاك في ايه يا أنس ؟
بص لأبوه : أفهم برضه .
سيف وضحله :أنا يا سيدي خريج كلية هندسة زي همس بس ذاكرت بعد الكلية وحضرت ماچستير ودكتوراة وبقيت دكتور في الجامعة أو علشان تفهم أستاذ .
هنا هو سأل بتفكير: يعني انت أستاذ همس ؟
ضحك وجاوبه : بالظبط يا سيدي أنا أستاذها .
سأل ببراءة : وهو ينفع الأستاذ يحب تلميذة عنده ؟
هنا سيف بص لبدر بهزار: لحد كده دوري معاه خلص ، جاوب ابنك يا عم علشان حاسس ان اللي جاي أصعب ، لو دي بداية أسئلته هيختمها بايه ؟
همس دخلت بابتسامة : شوف يا سي أنس ، لو الأستاذ كبير والتلميذة صغيرة مش هينفع يحبوا بعض لكن لو سنهم قريب من بعض عادي ليه لا؟
سألها باهتمام : هو عمو سيف كبير عنك بقد ايه ؟
كشرت بقلة حيلة : واد انت بطل أسئلة - بعدها بصت لسيف باهتمام - انت عندك كام سنة ؟
هنا سيف وبدر ضحكوا الاتنين على سؤالها وهي بصتلهم بجدية : على فكرة أنا بتكلم بجد أنا معرفش انت عندك كام سنة ؟
سيف بصلها وفكر لحظات بعدها قالها : عندي ٣٩ سنة .
هنا هي شهقت وحركت راسها برفض: لا طبعا ، لا لا ما أصدقش .
رفع كتفه بقلة حيلة : ده عمري أعمل ايه يعني ؟
بصتله بتفحص وهي رافضة تصدق : لا يا سيف ، لا قول كلام غير ده .
ضحك وبص لبدر : طيب أقولها ايه دي ؟ يعني دكتور جامعي متخيلة عمري قد ايه ؟
همس بغيظ : سيف انت آخرك يوم ما نكارمك أوي أوي آخرك ٣٥ ده كده ومكارماك .
ضحك : مكارماني ب ٣٥ ؟ طيب فرقوا معاكي ايه بقى الأربعة الزيادة دول ؟ فرقت ٣٩ من ٣٥ ؟ طيب يا ستي لو ده يريحك اعتبريني ٣٥ ولا يهمك .
كشرت وضربت برجليها الأرض بغيظ : ما تقولي ايه بقى عمرك قد ايه بجد ؟
ضحك : قلتلك وانتي مش مصدقة .
فكرت لحظات وبعدها ابتسمت بحماس: طيب هات بطاقتك .
بصلها بصدمة : هي وصلت لبطاقتي ؟
هند بتنادي وهنا همس بصت لبدر وشهقت بتذكر : أنا كنت جاية أقولك كلم هند وانتوا نسيتوني.
بدر وقف ومد ايده كأنه هيضربها : أعمل فيكي ايه انتي ؟
ضحكت وهو خرج وأخد أنس معاه أما همس استنتهم يخرجوا وقعدت جنبه برجاء : بجد بقى عندك كام سنة ؟ ومن غير هزار المرة دي.
ابتسم وبصلها بعمق : عندي يا ستي ٢٩ كده حلو ومناسب ؟
ابتسمت ابتسامة واسعة برضا : اه حلو أوي ، أنا ٢٢ .
حرك راسه باستسلام وغمغم : عيلة عيلة يعني مفيش كلام .
بصتله بعبوس: على فكرة فوق العشرين مش عيلة وإلا هينطبق عليك انت الكلام ده لان لو فوق العشرين عيال أصبح اللي تحت التلاتين برضه عيال .
رفع حواجبه باستغراب لمنطقها : ده مين قال ده إن شاء الله ؟
ابتسمت بفخر: أنا .
سكتوا الاتنين بعدها بصتله بابتسامة : أنا مش مصدقة ان انت معايا هنا وانك بجد سيبت شذى .
ابتسم هو كمان بارتياح : حاسس اني كنت في كابوس وأخيرا فوقت منه .
بصت في عينيه بتركيز ولقت نفسها بتسأله بهمس : بتحبني ؟
عيونهم متعلقين ببعض وهو جاوبها بعشق بعد ما أخد نفس طويل: بعشقك مش بس بحبك بموت فيكي.
قاطع نظراتهم بدر اللي داخل بيتكلم : يلا يا جماعة .
همس بصت قدامها و وقفت : يلا يا سيف .
قعدوا كلهم على السفرة بيأكلوا ومبسوطين وهند جنب أنس وبتاكله وبدر مرة واحدة قال بمرح: تخيلوا لو عمي وماما طبوا علينا دلوقتي ياخدوا همس مثلا ؟
كلهم بصوله وساعتها سيف رد عليه ببساطة : هتلبس الليلة يا معلم انت وهي - بص لهند وشاور عليها .
بصله بذهول وردد : أنا وهي ؟ ليه بقى ؟ ليه مش انت وهمس ؟
ابتسم بذكاء : لان أكيد أنا مش هاجي بيتك إلا لو انت قلتلي يا ذكي وهمس مش هتعرف اني هنا إلا لو أختها قالتلها فهنا انتوا الاتنين اللي هتلبسوا احنا بريئين .
بدر بص لمراته بدهشة: شوفتي اللي طلعوا منها ولبسونا احنا الاتنين ؟
هند علقت باقتناع : بس الصراحة هو عنده حق - بصتلهم وكملت بخبث - فكرنا بعد كده يا بدر ما نجمعهمش تاني .
سيف بسرعة رفض : لا لا وعلى ايه الطيب أحسن ، أنا يا ستي هشيل الليلة ، أنا اتصلت بهمس وقلتلها تعالي عند أختك وفاجئناكم انتوا الاتنين ، حلوة الصيغة دي ؟
بدر ابتسم برضا : كده استبينا بعدين خلي بالك ان عمي معلم عليا لما اتصلت بيك ها؟ ماتنساش دي .
رفع ايده باستسلام : مش ناسي يا عم والله ما ناسي .
أنس فجأة سألهم : هتعملوا ايه بقى لو أنا قلتلهم ان انتوا الأربعة متفقين وشركا ؟
كلهم بصوله وهند شالت الأكل من قدامه وبتضحك انها هتحرمه الأكل وبدر اللي رد بغيظ : هنيمك على السلم بس .
ضحكوا كلهم بعدها أنس سأل : طيب مش عمو سيف هيتجوز هموس زي ماانا يا بابا اتجوزت هنود ؟ ليه بقى مش عايزين حد يعرف ان عمو سيف هنا ؟
بدر رد : لان لسه يا أنس عمو سيف ما اتجوزهاش ، لسه عايز .
أنس بصله وسأل : زيك انت وهنود في الأول كده ؟
ابتسم: بالظبط زيي أنا وهنود .
أكلوا في جو مرح وبعدها قاموا وهمس بتساعد هند بس قالتلها تروح هي وبدر قام يساعد مراته ، همس قعدت جنب سيف وبيراقبوا هند وبدر بيساعدها تشيل السفرة ومبتسمين وبيضحكوا .
همس سألته بفضول : تتخيل بيقولوا ايه ؟
ابتسم وبصلها : بيقولها تسلم ايديكي الأكل كان تحفة ، وبيدعي ربنا ما يحرمها منه وبيقولها ان الجو كان لطيف وعايز يكررها تاني ويعزمنا بس المرة الجاية تكون رسمية .
بصتله بذهول : سيف انت سامعهم ولا بتعرف تقرأ حركة الشفايف ؟
ضحك غصب عنه : حركة شفايف ايه ؟
كشرت بحيرة : امال عرفت بيقولوا ايه ازاي ؟
وضحلها ببساطة : معرفش طبعا بس ده اللي هقوله ليكي لو أنا مكانه .
ابتسمت ابتسامة واسعة وماعرفتش تقوله ايه؟
شوية وسيف وقف وحاولوا يمسكوا فيه بس أصر انه يمشي ، نزل بدر معاه وصله لحد عربيته وهند وهمس مراقبينهم من البلكونة ومبتسمين الاتنين .
سيف مشي بعربيته وقبل ما يطلع برا البلد ضربت في دماغه فكرة فلف بعربيته ورجع تاني .

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن