حكمنا الهوى (٦٠)
بقلم : الشيماء محمد أحمد
#شيموووالأربعة بيتحركوا بصمت تام، كل واحد ماسك جزء بيمشي عليه الجهاز اللي معاه وكريم فهمهم انه هيصفر لو في أي جهاز .
أخدوا نص ساعة يدوروا في كل حتة في الجناح وفي غرفة الملابس وحتى في الحمام بس الجناح مافيهوش أي حاجة نهائي ، وقفوا في نص الجناح وكريم قال بثقة : الجناح مافيهوش أي حاجة يا سيف ، هي بتهدد بس .
عز ابتسم : يعني كده كله في التمام ؟ صح ؟
كريم بصله بأسف : لا يا عمي هي مركبة كاميرات مراقبة وأجهزة في الشركة عندنا تحديدا في مكتبي ومكتب مؤمن .
عز بصلهم بذهول : مين قالكم ؟ طيب والشركة عندنا ؟
سيف وضح لأبوه : بابا احنا لسه ما نعرفش كل التفاصيل هي بعتت فيديو ليا ولهمس وقت الرحلة وده معناه انها دخلت على كاميرات المراقبة للفندق اللي كنا فيه وبعتت كمان مقاطع لكريم ومؤمن في مكاتبهم .
مؤمن طمنه : بكرا بإذن الله هنجمع فريق عندنا من المختصين والثقة ونفتش الشركة كلها شبر شبر عندنا وعندكم وعند نادر .
عز بتفكير : طيب ما هي ممكن تكون هكرت النظام الأمني للشركة مش مركبة أجهزة
كريم بصله بتحدي: استحالة ، استحالة حد في مصر يقدر يتغلب على نظامي الأمني ، لا يمكن .
عز بصله بشك : ليه يا كريم ؟ ماهو ممكن
حرك راسه برفض قاطع : لا يا عمي ، وبعدين أنا بجدد البرنامج باستمرار وبقويه ولا يمكن حد يخترقه ، أنا نفسي ما أقدرش أخترق مكان شغال فيه البرنامج ده حماية ، لا يا عمي لا.
مؤمن بصلهم : المهم نسيب عريسنا ينزل يجيب الغلبانة اللي نايمة تحت وبكرا هننظف الدنيا ، يلا يا كريم .
اتحركوا كلهم لبرا وخرجوا على طول ، سيف شكرهم هو وأبوه وتابعوهم لحد ما كل واحد ركب عربيته واتحرك بيها.
عز بص لابنه وهما داخلين : طلع مراتك فوق ترتاح على سريرها .
سيف بصلها بشرود وقال بحزن: أعمل ايه معاها ؟
سيف كان يقصد ازاي يعوضها عن كل الأزمات اللي بتحصلهم دي ؟
عز بصله باستغراب وفهم قصد ابنه بس حب يرخم عليه ويطلعه من حالة الكآبة فقال بسخرية: دلوقتي بتسألني تعمل ايه ؟ ما أنا كنت في العصر هقولك تعمل ايه ؟ وانت عملتلي سبع رجالة في بعض
سيف بصله مذهول لان ده مش قصده نهائي وابتسم غصب عنه : انت بتتكلم في ايه ؟
رد بغرور وهو حاطط ايديه في جيوبه : أنا مش بتكلم ومش هتكلم أصلا أنا هطلع أنام وانت شيل مراتك وحطها على سريرها وبكرا لو جالي مزاج هبقى أقولك تعمل ايه معاها وأعلمك .
سيف ضحك جامد وبص بعيد وعز كمان ضحك بس حط ايده على كتف ابنه بحب : اضحك صدقني كل المطبات دي بتفيد مش بتضر وبتغلي الحاجة اللي بتيجي وراها ، بعدين ليلتكم مش تقليدية ، عملنا شغل مخابرات اهو وعصابات وانبسطنا قبلها وفرحنا مين يقدر يقول كده على فرحه ؟ سيف خد مراتك في حضنك واشبع بيها ومعاها وشيل من دماغك أي حاجة تانية ، أنا هقولك تصبح على خير وأشوف أمك نامت وباعتني ولا لسه ؟
ابتسم وحرك راسه بعدم تصديق : والله ما عارف أروح منكم فين ، انت تقولي أشوفها نامت ولا لسه وهي تقولي أبوك شقي اسمع منه ، أر
قاطعه بحماس ومسك دراعه بلهفة : هي قالتلك اني شقي ؟ بجد يا سيف قالت كده ؟
سيف بصله بذهول
ضربه على كتفه بغيظ : يا زفت رد وبطل رخامة
ضحك : قالت قالت أيوة ، على فكرة أنا اللي المفروض عريس مش انت ها؟
عز بصله وبص ناحية همس بتهكم : العيلة بتاعتك نامت بدري معلش هارد لك - عدل بدلته ونفخ نفسه وبص لابنه - ادعيلي هطلع للوحش اللي فوق .
سيف ضرب كف بكف باستنكار: أنا اللي المفروض أعمل كده مش انت والله .
أبوه شاورله بايده بلامبالاة وسابه فعلق بغيظ : يارب تلاقيها نامت
ضحك وبصله : هو شغل عيال ولا ايه ؟ ربنا معاك يا ابني
فضل مراقبه لحد ما اختفى وسمع قفل باب أوضته وبص ناحية همس وغمغم بابتسامة : اه يااللي جايبالي الكلام انتي على طول .
قرب منها كانت نايمة بعمق ، مد ايده مشاها على خدها الناعم وكل ضيقه وغضبه اتبددوا ، يكفيه انها قدامه ، في بيته ، معاه مفيش أي حاجة تانية مهمة .
شال الغطا اللي عليها وبهدوء شالها وطلع بيها لفوق ، جت تتقلب بس استوعبت انها مش على السرير فتحت عينيها بسرعة فشافت سيف شايلها ، بصت حواليها كان طالع السلم ، حطت ايديها حوالين رقبته وحطت راسها على صدره وهمست بنعاس: أوضتنا فيها حاجة ولا ايه ؟
طمنها : لا يا حبيبي مافيهاش أي حاجة فتشناها شبر شبر مافيهاش أي حاجة .
زق الباب برجله ودخلها وهي عينيها متعلقة بعينيه وقلبها بيدق بسرعة وخصوصا لما حطها على السرير : نامي وارتاحي اليوم كان صعب النهارده .
ابتسمت وعلقت : أنا فعلا محتاجة أنام .
باس خدها وسألها باهتمام : هتغيري هدومك الأول ؟
بصتله بتساؤل : انت بجد هتسيبني أنام ؟
استغرب سؤالها : اه بجد ليه ؟
حركت كتافها بحيرة: مش عارفة .
ابتسم وداعب خدها : ارتاحي شوية مش مستعجلين على أي حاجة يا همس ، هتقلعي چاكيت البدلة ولا عايزاه ؟
قلعته وادتهوله : لا هنام بالفستان ، بس الكعب العالي قتل رجليا.
ضحك بخفة وكرر : قتل رجليكي ؟ معلش يا بنتي .
قرب من رجليها يقلعها الجزمة فاتحرجت وحاولت ترفض بس بصلها بابتسامة: اهدي
كانت جزمة بكعب عالي عليه فيونكة فقلعهالها ومكان الكعب من فوق رجليها احمرت فدلك مكانه بايده ، رفع عينيه بصلها بلوم: طيب ليه بتعملي في نفسك كده ؟
بصتله بإحراج من نفسها : يعني أنا قصيرة أوي وانت طويل وبعدين أي عروسة بتلبس كعب عالي .
استغرب منطقها : مين قال كده ؟ لو لبستي كوتش حتى هيقولوا الحقوا العروسة اللي مش لابسة كعب اهيه؟
بصتله بتأكيد : أيوة طبعا هيقولوا ، انت ما تتخيلش كمية التفاهات اللي بيهتموا بيها في اللبس والمنظر بتاعهم ايه ؟ أنا اتصدمت الفترة اللي فاتت وأنا بحاول أعيش دور البنوتة الكيوت اللي هتتجوز من رجل أعمال كبير .
ضحك عليها وقال : طيب انتي قلتي تفاهات بتهتمي بيها ليه ؟
حركت كتفها بحيرة : مش عارفة .
قام من مكانه وشد الغطا : نامي طيب وارتاحي دلوقتي .
جه يتحرك بس مسكت ايده شدته بلهفة : انت رايح فين ؟ - اتوترت وخافت- اوعى تقولي هتسيب الأوضة
مسك ايدها اللي ماسكة ايده وطمنها : حبيبتي أنا مش هروح أي مكان ، أنا هنا معاكي هغير هدومي بس .
سابت ايده بخجل واستقرت مكانها وراقبته وهو بيقلع البيبيون ويرميه على الكنبة وقعد عليها يقلع الجزمة ، افتكرت أول مرة كلمته يذاكر معاها ، يومها كانت متضايقة منه وصحته من النوم اتمنت ساعتها مجرد أمنية انها تشاركه حضنه وتنام على سريره ودلوقتي هي فعلا مراته وهو قدامها بيغير هدومه ، سيف قدامها بيقلع قميصه ، حست ان قلبها هيخرج من مكانه ومش قادرة تبعد عينيها عنه .
لاحظ نظراتها فبصلها وابتسم : مالك ؟ هتفضلي صاحية النوم هيطير من عينيكي .
اتعدلت وقالت بقلة حيلة : أصلا الفستان تقيل عليا ومكتفني يا سيف ، بقولك ادخل جوا غير هدومك وأنا هحاول أقلعه علشان أنام خفيفة .
هز راسه بموافقة : حاضر يا ستي هدخل جوا أغير هدومي بس انتي محتاجة مني أي مساعدة ؟ محتاجة أي حاجة ؟
هزت راسها برفض فكرر بتأكيد: متأكدة ؟
جاوبت بهزة من دماغها بدون ما تنطق فسابها براحتها ودخل جوا .
حاولت تقلع الفستان بأي طريقة ماعرفتش ، حاولت تفكه ماعرفتش ، فشلت فشل ذريع تعمل أي حاجة .
فكرت تخرج تنادي آية تساعدها بس بعدها كشرت وقعدت مكانها بعدها قامت تاني و قلعت الطرحة وفكت شعرها ورجعت قعدت تاني مكانها بإحباط.
سيف غير هدومه ودخل الحمام ينتعش وينفض عنه تعب الليلة دي المرهقة للأعصاب واتوضأ وخرج لبس هدوم مريحة عبارة عن بنطلون أسود وتيشيرت أسود وقبل ما يخرج قال باستئذان : همس خلصتي ؟ أخرج ؟
بصت ناحيته وجاوبته بعبوس: تعال يا سيف اخرج .
خرجلها وبصلها لقاها قاعدة على حرف السرير بإحباط فسألها بتعجب : مالك يا بنتي قاعدة كده ليه ؟
بصتله و وقفت قربت منه زي الطفل اللي هيعيط وبيروح لمامته بيشتكيلها وقالت بعبوس: ماعرفتش أفك الفستان ولا أعمل أي حاجة ؟
ابتسم ورفع وشها بحنان: والبوز ده كله علشان ماعرفتيش تفكيه ؟ فيها ايه يعني ؟ هساعدك أنا ، لفي أفكهولك ولا تزعلي نفسك .
لفت وبص يشوف هو مقفول ازاي وقال بتفكير : دي مش زراير دي تعشيقات كده في بعض معرفش اسمها ايه ؟
سألته بلامبالاة : هتعرف يعني تفكها ولا هنستعين بصديق ؟
مسك كتافها ورد باستنكار: نعمل ايه يا اختي ؟ صديق مين اللي عايزة تستعيني بيه؟ يعني دي ديتها مقص ونخلص الليلة .
لفتله بحدة وقالت بتحذير : إياك تقص فستان فرحي .
لفها تاني ورد بتذمر : اتنيلي يا بت واسكتي خليني أشوف بيتفك ازاي ؟ مش عارف أنا أصلا ليه التعقيد ؟ يعني ده حل مسائل الماشين والسيركيت أسهل من حل رموز الفستان .
بدأ يفكهم واحدة ورا التانية لحد ما وصل لنص ظهرها لقاها بعدت وبصتله بتوتر: خلاص هعرف أقلعه كده ، هدخل أغير جوا.
مسك ايدها وقفها: همس مش هتعرفي .
كشرت وقالت بإصرار : هعرف اصبر انت .
سابها ورفع ايديه بقلة حيلة: براحتك روحي جربي ، بس الفستان ضيق مش هينزل ولا هيطلع .
سابته ودخلت جوا تحاول تقلعه بس زي ما هو قال ولا عرفت تطلعه ولا قدرت تنزله فرجعت باستسلام لعنده فضحك وشاور بايديه بانتصار: تعالي تعالي ، ابقي اسمعي الكلام وبطلي مقاوحة .
قربت منه بس اتفاجئ ان في ايدها ايشارب أو طرحة صغيرة فبصلها بعدم فهم
قربت منه ورفعت الطرحة وهي بتقول بجدية: تسمحلي ؟
بصلها باستغراب : أسمحلك بايه بالظبط ؟
قربت منه وقالت ببساطة: هربط دي على عينيك وانت هتساعدني أقلع الفستان وبعدها أدخل أنا جوا وانت ابقى فكها
لسه هيعترض بس لقى ملامحها كلها اتبدلت وقالت برجاء طفولي : أرجوك يا سيف ممكن ؟
اتنهد باستسلام: اربطي يا آخرة صبري .
ابتسمت بسعادة طفولية : آخرة صبرك عسل وسكر .
ضحك وقال بتهكم : أيوة أيوة باين اهو بتربطي عينيا من أولها يا عسل وسكر .
ردت بمرح وهي بتربطله عينيه: اتقل تاخد شغل نظيف .
ضحك جامد : ماشي يا ستي هتقل اهو .
ربطت عينيه وفكرت تبوسه بدون ما ياخد باله بس استغبت نفسها لانه هيحس بيها ، كشرت وقعدت قصاده بصتله بابتسامة ، لقته بيسأل بملل: ايه هنفضل كده كتير ؟
حست انه شايفها فسألت بشك : انت شايفني ؟
جاوب باستنكار : هشوفك ازاي يعني ؟
قربت من وشه بتفحص: تكون شايف كده ولا كده ؟
رد بغيظ : ولا شايف كده ولا كده وانجزي يا همس
رفعت ايديها قدام وشه وقالت: طب دول كام؟
رد بتذمر: خمسة
شهقت بذهول: عرفت ازاي ؟ يبقى انت شايفني
قال بتهكم: لا وانتي الصادقة بس عارف حركاتك
فركت شعرها بتفكير: ممكن برضه
قال بملل: اخلصي بقى عايز أقوم أصلي العشا أصلا .
ابتسمت وادتله ظهرها : اتفضل اهو أنا قدامك .
مد ايده وبرطم بحسرة: شغل العميان ده ، ليه بس يا ربي ترزقني بواحدة هبلة ؟
ضربته على صدره بكوعها : أنا هبلة يا سيف ؟
سألها بسخرية: عمرك سمعتي عن عروسة غمت عيون جوزها ؟
بصت ناحيته بتهكم : بيطفوا النور ، ايه الفرق بين قفل النور وبين اني أغمي عينيك؟ وبعدين فكرتي أحلى على الأقل واحد فينا يكون شايف بدل ما يبقى الاتنين عميان .
ابتسم لمنطقها ورد بمكر: طيب ما تغمي انتي وأنا اللي أشوف
ردت برفض : لا ما ينفعش الرجالة مش بتتكسف أصلا فالست هتغمي عينيها ليه ؟ ها ؟
رد بضحك: تعمل زي العيل الصغير اللي بيغمي وشه ويفتكر انه كده محدش شايفه .
ضحكت : تعمل عبيطة يعني .
حط ايديه حوالين وسطها ضمها بشغف: اه تعمل عبيطة على الأقل تداري هبلها شوية .
فكت ايديه من حوالين وسطها وقالت بتنبيه : خلصني من الفستان بقى .
كمل فك الفستان وايديه بيحركهم ببطء على ظهرها كل شوية وهي جسمها بيترعش مع حركاته وبتقول لنفسها انها هي اللي عملت كده .
فكهم كلهم و وقف معاها وقالها : اقفي يا همس ، همسك الفستان وانتي اخرجي منه .
عملت زي ماقال وبمجرد ما خرجت من الفستان جريت على جوا وقبل ما تقفل عليها قالت بانتصار: سيف خلاص فك عينيك وصلي براحتك .
قبل ما يفكهم كانت قفلت الباب ، فك الطرحة وبص للفستان في ايده بقلة حيلة وقام حطه على الشماعة وعلقه وراح يصلي .