جانا الهوى (٣٢)

77.7K 3.2K 406
                                    

جانا الهوى (٣٢)

بقلم الشيماء محمد احمد
#شيمووو

همس بتحاول تفكر في أي حاجة تقولها لأخوها غير حقيقة حبها لسيف : أصل المذاكرة و ....
قاطعها نادر بحزم : لو هتكدبي عليا وتألفي قصة مالهاش أساس من الصحة فارحمينا احنا الاتنين من جدال عقيم مالهوش أي قيمة ؟
بصتله باستغراب ودموعها بتلمع بألم : شاغلاني المذاكرة يا نادر مش ده اللي بتشوفوني فيه ؟ المذاكرة وبس ؟ انتوا حصرتوني في النقطة دي بس فليه مستغرب دلوقتي اني أقولك اني مهمومة بسبب المذاكرة ؟
اتنهد وبصلها بحنان أخوي: محدش حصرك أبدا في نقطة المذاكرة يا همس بس انتي حلمتي حلم وكلنا معاكي فيه وبنشجعك على قد ما نقدر مش بنحصرك أبدا في المذاكرة ، لو مش عايزة تكوني معيدة محدش هيجبرك تكونيها لكن لو ده لسه حلمك فمطلوب منك ترمي كل حاجة تانية ورا ظهرك لحد ما توصلي لحلمك ده وقوليلنا ازاي نساعدك وازاي ندعمك بالشكل اللي انتي عايزاه وهتلاقينا كلنا معاكي وفي ظهرك .
دموعها نزلت وهي مكورة نفسها وضامة رجليها بايديها وبتسمع أخوها وحاولت تتكلم وسط بكائها: أنا عايزة أبقى معيدة وعايزة أحقق حلمي بس دلوقتي في اللحظة دي حاسة ان كل حاجة مالهاش معنى ومالهاش قيمة ، ايه يعني لما أبقى معيدة بس مش مبسوطة ؟ حياتي كلها مالهاش معنى يا نادر .
أخوها قرب منها وحط ايده حواليها بتساؤل: ومين اللي خطف معنى حياتك يا همس ؟
بصتله بعينين واسعة فابتسم بتأكيد: ماهو مفيش أي حاجة ممكن توصلك للإحساس ده غير انك تخسري حد مميز ، دي الحاجة الوحيدة اللي بتوجع بالشكل ده وبتحسي بعدها ان حياتك مالهاش معنى .
دفنت وشها في كتف أخوها بقهر : والعمل ايه ؟ أنا عايزة أكون معيدة بس برضه مش قادرة أخرج من الحالة دي ، قولي أعمل ايه ؟
فكر شوية وبعدها سألها : انتي مش شايفة انك المفروض قبل ما تسأليني سؤال زي ده تفهميني ايه اللي حصل الأول ؟ وليه الحد ده لو هو معجب بجد ما اتكلمش معانا احنا ؟ ولا هو هرب لما طلبتي منه يظهر بشكل واضح ؟ فهميني علشان أعرف أتكلم .
بصتله بتردد فابتسم يطمنها: طول عمرنا أصحاب يا همس قبل ما نكون مجرد اخوات ، اتكلمي معايا علشان أقدر اديكي رأيي أو أقدر أقف جنبك – بصلها يشجعها تتكلم – طيب الأول قوليلي هو زميلك في نفس الدفعة ولا الدفعة اللي أكبر منك ؟
حركت راسها برفض : مش زميل لا.
فبصلها باستغراب :امال لو مش زميل هو ايه ؟ معيد مثلا ؟
حركت راسها برفض برضه فاستغرب أكتر : ماهو انتي مش هتتعاملي في الكلية غير مع دول يا زميل يا معيد ؟ اوعي يكون من برا الكلية خالص ؟
بصتله وهي بتفكر هتقوله ايه بالظبط فردت بتوتر : هو في الكلية
مط شفايفه بحيرة : مش زميل ومش معيد وفي الكلية ؟ فزورة دي يعني ؟ همس اتكلمي بقى ؟
أخدت نفس طويل وبدأت تحكيله بتردد : هو دكتور و ....
قاطعها بذهول : دكتور ؟ أقرع وبكرش ؟
كشرت واعترضت بغيظ: هو ليه كلكم عندكم نفس الصورة دي للدكتور ؟ أقرع وبكرش ؟
بصلها بذهول : علشان دي النوعية اللي مرت علينا ، هم بيكونوا كده ، كبار في السن فما ينفعش أصلا تحبيه كطالبة يا همس وبلاش تخليني أغير رأيي فيكي أصلا .
ردت بتوضيح : هو مش أقرع ولا بكرش ومش كبير في السن هو تلاقيه أصغر منك أصلا .
نادر بصلها بعدم اقتناع وبتهكم نوعا ما : أصغر مني ؟ مش واسعة دي شوية يا همس ؟ لو قلتي معيد أصدقك وأقولك ماشي أصغر مني لكن دكتور ازاي ؟ ده علشان يحضر الماچستير وبعدها الدكتوراة محتاج سنين .
وضحت بفخر : هو من النوعية بتاعتي ، اللي في سنتين حضر ماچستير وسنتين عمل دكتوراة يعني متخرج من خمس أو ست سنين ، ها كده يبقى أقرع وبكرش ؟
بصلها بهزار: كده تخطينا نقطة كبير في السن لكن أقرع وبكرش لا دي مش شرط السن الصراحة .
كشرت همس أكتر : يووه يا نادر هو شاب عادي اوك شاب بس المختلف انه الدكتور بتاعي .
بطل هزار وبدأ يتكلم بجدية : طيب شاب عادي ايه مشكلته ولا ايه اللي حصل مخليكي في الحالة دي ؟ هل محتاج مثلا وقت يكون نفسه ولا ايه ؟
همس بصتله وبدأت تحكيله عن كل الملابسات اللي حصلت وبعدها اعترافه بإعجابه بيها من غير تفاصيل لانها عارفة ان أخوها هيرفض التفاصيل دي، وأخيرا سبب انفصالهم .
سمعها بهدوء : طيب ليه يا همس ما تكونش دي مجرد حجة قالهالك علشان يعرف يخلع بهدوء ؟
حركت راسها برفض وردت بتلقائية: هو معجب بيا ، أنا شوفت ده في عينيه ، في تصرفاته كلها ، في خوفه عليا ، في لهفته وجنونه لما وقعت في الميا وهو طلعني ، صدقني يا نادر هو بيحبني مش بس معجب .
نادر حرك راسه برفض : لو بيحبك زي ما انتي فاكرة مش هيتخلى عنك بسهولة مهما يكون التمن .
كشرت بغيظ : يعني انت مش هتسيب حبيبتك لو في نفس ظروفه ؟
وضحلها : يا حبيبتي البنك ما بيتخلاش عن عميل كبير زي ده بسهولة ؟ عميل زي ده بحجم القروض دي معناه انه موثوق فيه يعني مش أي حد والسلام ، فممكن يكون بيقول أي حجج وخلاص .
همس بإصرار : لا يا نادر أرجوك ، هو بجد بيحبني بس غصب عنه .
انضمتلهم هند وهو سكت بس همس كملت : هند عارفة فاتكلم قدامها .
بص لهند بعتاب : وأنا آخر من يعلم يعني ؟ طيب يا هنود انتي ايه رأيك هل هو بيحبها بجد ؟
هند بصت لأختها الصغيرة وبعدها لأخوها وردت بجدية: أعتقد أيوه بيحبها هو مغلوب على أمره ، بعدين سواء بيحبها أو لا الموضوع انتهى يا نادر خلاص وهو بمجرد ما الامتحانات تخلص هيتجوز خطيبته فالموضوع منتهي .
نادر بص لأخته الصغيرة بهدوء: محدش بيعلم الغيب والموضوع مش منتهي ، لو بيحبها بجد زي ما بتقولوا هيدور على طريقة يأجل بها جوازه من البنت دي وهينحت الصخر علشان يوصل لحبيبته .
نادر لمح عينين أخته لمعت بأمل وخاف يكون بيديها أمل كذاب فوضح كلامه : أنا بتكلم عن نفسي لو أنا في مكانه - افتكر بحزن انه سبق واتخلى عن حبيبته لحد ما فات الأوان فكمل بألم – مع اني أنا اللي بقول هعمل وهعمل وقت ما حبيبتي طلبت مني أساعدها اتخليت عنها فللأسف يا همس مفيش حاجة مضمونة أو محدش يقدر يقول انه هيقدر يواجه ولا مش هيقدر ، القدر في النهاية هيقول كلمته .
الاتنين سرحوا في جملته ان القدر في النهاية هيقول كلمته وهو كمل بتنبيه لأخته : بس من هنا لحد ما ده يحصل سواء هو يثبت حبه أو يضعف ويستسلم انتي يا همس ما تتخليش عن حلمك ، على الأقل يا حبيبتي ده اللي في ايديكي وده اللي هيطلعك وهيخرجك من البؤرة اللي انتي فيها ، أنا لولا شغلي كنت اتجننت أو جرالي أي حاجة فشغلي هو اللي بدفن نفسي فيه فانتي مذاكرتك ادفني وجعك فيها وطلعي الشحنة اللي جواكي وطلعي غضبك فيها علشان في النهاية لو مكتوبلك تخسري ما تخسريش كله يفضلك حاجة تتسندي عليها ، مش بقول كده علشان أوجعك بزيادة بس اعملي حساب بكرا لو كملتي معاه وكان نصيبك هيكون فخور بيكي ولو مالكيش نصيب هتكوني انتي فخورة بنفسك ان رغم كل اللي مريتي بيه إلا انك ما اتنازلتيش عن حلمك وحققتيه .

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن