جانا الهوى (٢١)
بقلم/ الشيماء محمد احمد
#شيمووووالرواية حصري لجروب شيموووو وممنوع نشرها لحين انتهاء فترة الحصري .
بدر بيراقب ابنه قد ايه متحمس وفرحان انه هيقابل مامته وعارف انه هيتصدم لما يشوف لا مبالاتها، وشوية يقول يستاهل خليه يفهم وينضج ويشوف كل واحد على حقيقته وشوية قلبه ما يطاوعهوش انه يكسر قلبه بالشكل ده ويسيبه يتصدم صدمة عمره في أكتر إنسانة بيحبها .
أخيرا جه ميعادهم معاها وطول الطريق أنس صامت تماما وعينيه بتلمع ومتحفز ، وصلوا لنفس المكان وبدر زمر بعربيته وبعدها استناها تنزل ، أنس بص لأبوه : رن عليها يا بابا
رد عليه بدون ما يبصله ببرود : مش معايا رقمها .
لحظة وأنس لمح حد نازل وخارج من باب العمارة وعرفها من صورتها القديمة اللي عنده، نزل يجري عليها ورمى نفسه في حضنها .
رشا اتصدمت ان عندها ابن طولها واستغربت ازاي السنين عدت بسرعة كده؟ ولوهلة حست بضعف وضمت ابنها بس ماعرفتش تحسه أو تضمه بحب ، لا عارفاه ولا عارفة شكله مجرد ولد اتقالها ده ابنك ، بعدها بصت لأبوه اللي متابعهم وبعدت أنس بهدوء عنها وهي مش حاسة بولا كلمة من اللي قالهم أنس من بين دموعه : حبيبتي يا ماما ، وحشتيني ، وحشتيني كتير ، أنا فرحان انك موجودة ، مش مصدق نفسي اني حاضنك دلوقتي .
حاولت تبادله بعض كلماته زي انها مشتاقاله مثلا لكن ماعرفتش ، حاولت بجد لان الولد صعب عليها ومش عايزة تكسر بخاطره في لحظة زي دي لكن فعلا لسانها مش مطاوعها تقوله حاجة ، مسحت دموعه وابتسمت وحاولت تنهي الموقف بأي طريقة فبصت لأنس وشاورت على بدر بخفوت: يلا عشان بابا مستني بدل ما يتضايق.
أنس ابتسم و وافق واتحرك ناحية العربية وهو متعلق في دراعها ، و ركبوا الاتنين جنب بعض ورا وبدر اتحرك في صمت ومراقب ابنه اللي قاعد في حضن طليقته ومش عارف يحكم على مشاعره ولا عارف يتكلم بس بيراقبهم بصمت .سيف كلم همس وطلب منها يطلعوا يتغدوا برا وهي رفضت بس مع إصراره وافقت وخرجت معاه ، راحوا مطعم هادي عجبها جدا وقعدوا مع بعض وهي بتتفرج على الناس وبصتله بتساؤل: هو ممكن حد يشوفك ويبلغ خطيبتك مثلا ؟
كشر لسيرتها اللي بتضايقه ورد بلامبالاة : خليه يبلغها فين المشكلة؟
استغربت : بس دي خطيبتك ؟ ازاي ايه المشكلة ؟
اتنهد بغيظ : أولا بلاش نتكلم عنها كتير وثانيا والأهم هي عارفة اني مش بحبها وعلاقتنا منظر مش أكتر قدام الناس .
استنكرت رده : اديك قلت بنفسك منظر ، يعني منظرها يهمها ولو اتعرف ان خطيبها بيخرج مع غيرها هنا منظرها اتهان وده هيضايقها و .....
قاطعها بغيظ : في ايه يا همس ؟ انتي حد مسلطك عليا النهارده؟ ما انتي سمعتي والدي بنفسك انها مسألة وقت وهنفركش كل حاجة فممكن بقى تقفلي السيرة اللي تسد النفس دي ونتكلم في حاجة تانية ؟ مذاكرتك أخبارها ايه ؟ السنة قربت تخلص والميد ترم قرب عاملة ايه في موادك ؟ بعدين سيادتك بطلتي تسألي في أي حاجة ليه؟
ابتسمت ببساطة: بطلت أسأل لأني بعرف أكلمك ومش محتاجة حجج أطلع بيها عندك .
ضحك بذهول : انتي كل أسئلتك دي كانت حجج ؟
ضحكت هي كمان : مش كلها كلها يعني بس ماكنتش بحاول أفكر وما بصدق ألاقي حاجة رخمة أطلع عندك بيها .
كمل بابتسامة : لكن دلوقتي بقيت كلي على بعضي ملكك فخلاص بقى ؟ لا يا ستي أنا عايزك ترجعي تسألي تاني ياريت كنت بحب أقعد أشرحلك وأتناقش معاكي وتعترضي على كل كلامي .
وعدته انها هترجع من تاني تتكلم معاه وتناقشه وتعارضه .
اتغدوا وخرجوا ، ركبت جنبه في عربيته وهو قعد جنبها وصمت تام بينهم وإحساسه انه مش مكتفي أبدا بأي وقت يقضيه معاها ماليه ، عايز دايما أكتر ، عايزها ما تفارقهوش وأكتر حاجة بيكرهها اللحظة اللي بينزلها فيها من عربيته .
بصتله مرة واحدة بتذكر: افتكرت صح ، انت هتطلع الرحلة اللي عاملاها الكلية للعين السخنة ؟
استغرب سؤالها : لا طبعا وأنا ايه اللي هيطلعني رحلات مع الطلبة يا هموس ؟
كشرت وردت بتذمر : تطلع علشاني .
ضحك لطفولتها وأسلوبها : علشانك ؟ اممممم ، ممكن أفكر بس هنعرف نكون مع بعض أصلا ؟ هتعرفي تقفي تتكلمي معايا ؟ هتعرفي تقعدي معايا ؟ ولا هنطلع رحلة نتعذب فيها ؟
ضحكت بمرح لأنها مافكرتش في كل ده : هنتعذب طبعا .
سكتوا وبعدها هي سألته بجدية : لا بجد بقى هتقدر تطلع معايا ؟
بصلها وأخد نفس طويل : ماهو لو معاكي فعلا يا همس هبيع الدنيا كلها مش بس أطلع رحلة بس المشكلة اني مش هعرف أكون معاكي وهتكون الرحلة دي .....
قاطعته ولفت على كرسيها بحماس: سيف علشان خاطري أنا متحمسة أطلع الرحلة دي معاك .
بص لعينيها باقتراح : طيب تعالي آخدك أنا أي مكان زي كده ونقضي يوم مع بعض بجد أحسن من وسط الطلبة كلها
كشرت وحركت راسها برفض : لا طبعا مش هينفع ، أنا طالعة رحلة مع كليتي غير اني أطلع رحلة معاك يوم كامل وبدون ما حد يعرف ، مش هقدر يا سيف بجد .
حرك راسه بتفهم : طيب خليني أشوف ظروفي ايه وأبقى أقولك هقدر ولا ؟