حكمنا الهوى (٥٣)

85.3K 3.5K 415
                                    

حكمنا الهوى (٥٣)

بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيمووووو

الكل كان بيسمعها ومستني إجابة سيف ، ازاي هيعملوا كل ده فعلا وهي تعبانة بالشكل ده ؟
سيف قرب منها وعدلها وقعد قصادها بابتسامة: هنأجل فرحنا لحد ما تكوني قادرة تعملي كل اللي بتحلمي بيه في ليلة العمر يا همس ، همس انتي خلاص مراتي ، الفرح ده بداية لانتقالنا أنا وانتي مع بعض هنعمله وقت ما نكون مستعدينله ، خفي براحتك وقومي براحتك وأوعدك هعملك بعدها ليلة ما اتعملتش لحد تاني .
همس ابتسمت وحطت راسها على صدره وقالت ببكاء : أنا بحبك يا سيف وماكنتش عايزة أبدًا نأجل الليلة دي وماكنتش
قاطعها بصدق: المهم تكوني بخير يا همس وأي حاجة تانية تهون ، المهم بس تكوني بخير

نادر سامعهم وابتسم على حب سيف الواضح لهمس واتكسف من نفسه انه مد ايده على سيف، وبعد ماكان ندمان مرة الندم اتضاعف، سيف في كل موقف بيثبت حبه لأخته ورفض انه يقلل من أهلها علشانها فازاي سمح لمجرد ورقة تهد علاقته بأخته وجوزها كدا؟ هو بيحب سيف وبيعتبره أخوه فليه عمل كدا فيه؟ هيحاول يصالحهم ويثبتلهم انه ندمان على تسرعه .

سيف بعد همس عنه بهدوء وقال بابتسامة: هنقوم من هنا تمام ؟
ابتسمت وهي بتوافقه فوقف وشالها واتحرك بيها لحد الكنبة وحطها عليها وأمها جت تساعدها بس رفضت باقتضاب : هالة هتساعدني
فاتن وكلهم اتصدموا ماعدا سيف اللي كان متوقع رد فعلها من أهلها بسبب اللي عملوه
هالة قربت وساعدتها تحت نظرات فاتن اللي حست ان بنتها مستغنية عنها بسبب عدم وقوفها جنبها، سماح قربت وهي شايلة المحلول وسألت: هنعلقه فين هنا ؟
سيف بص حواليه هو ونادر وعلقوه مكان برواز على الحيطة ، حطوا شماعة وعلقوا عليها المحلول .
خاطر بص لسيف بفضول: هتأجل الفرح لامتى ؟
سيف بصله باقتضاب : مش عارف يا عمي ممكن نأجله الخميس الجاي ، بس مش هنحدد ميعاد لحد ما هي تتحسن ، خلينا نديها يومين كده ونشوف الدنيا ايه ؟
بدر بصله : طيب يا سيف والقاعة والمعازيم والحجوزات اللي انت عاملها ، أعتقد ان حتى تذاكر الطيران كنت حاجزها لشهر العسل
سيف بصله واتنهد : كل الحاجات دي هتتظبط بإذن الله
هند سألته بتعاطف : هتخسر في الحوار ده كتير ؟ ولا التغيير عادي ؟
سيف نفخ بضيق وبصلها : معرفش يا هند ، القاعة أصلا ممكن ما نلاقيش مكان الأسبوع الجاي ، الفنادق اللي حاجزها ، معرفش بصراحة بس بيني وبينك كل ده مش فارق معايا دلوقتي ومش عايز أفكر فيه ، هكلم الصبح مريم تشوف الليلة دي كلها وربنا يسهل .
همس بصتله بحزن : أنا آسفة اني
قاطعها وهو بيمسك ايدها باهتمام : بتتأسفي على ايه يا همس ؟ بصي ممكن ما تشغليش انتي بالك بأي حاجة من التفاصيل دي ؟ أنا عايزك تهتمي بصحتك وبس ، في فريق كامل في الشركة هخليهم يهتموا بباقي التفاصيل دي .

شوية ووصلت أحلام ومعاها نصر ومعاهم حاجات كتيرة باعتاها سلوى لهمس ، فاتن استقبلتها ودخلتها وبصت لسيف بعتاب : انت ليه خليت والدتك تبعت كل ده ؟
سيف بصلها بجدية : أنا ماخليتهاش تعمل أي حاجة أنا بس طلبت منها تبعت حد من البنات تهتم بهمس
هند اعترضت بمرح : ما احنا حواليها اهو يا سيف مش ماليين عينك ولا ايه ؟
بصلها بابتسامة : هند انتي حامل ومحتاجة ترتاحي فلو سمحتي ارتاحي - بص لفاتن وقال بهدوء- وحضرتك كمان الحمل هيكون كبير عليكي فأحلام هتساعد على قد ما تقدر .
هالة حمحمت بابتسامة: نحن هنا يا دكتور
بصلها وابتسم: انتي هتشيلي البيت ده كله ؟ أشك
كشرت وردت بمرح: لا أنا ست بيت شاطرة أنا غير همس خالص حتى اسألها .
همس ابتسمت بضعف : اه بتعرف تقلي بيض مية مية
ضحكوا كلهم وقعدوا يهزروا شوية .
أنس بص لهالة : على فكرة أنا بعرف أقلي بيض .
هالة ابتسمت : برافو عليك وبتعرف تعمل ايه تاني ؟
اتكلموا كلهم مع بعض شوية وبعدها كل واحد انسحب علشان همس تفضل شوية هي وسيف .
سيف بصلها : انتي عارفة اني هروح صح ؟
بصتله وهي بتحرك راسها برفض : سيف خليك معايا
قرب منها أكتر ومسك وشها بايديه الاتنين وقال بهدوء: لو أقدر مش هتأخر بس هنا لا مش هقدر يا همس ، اعذريني وأرجوكي ما تضغطيش عليا أفضل هنا ممكن ؟
بصت للأرض بحزن : هيهون عليك بجد تسيبني ؟ هيجيلك نوم بعيد عني ؟
أخد نفس طويل قبل ما يرفع وشها وتتقابل عيونهم وجاوبها بحب : انتي عارفة كويس إجابة سؤالك ده ، بس كمان عارفة انه مش هينفع أفضل هنا ، البيت بالفعل زحمة ، أنا أصلا هقول لبدر يجي عندي هو وأنس وهند .
ابتسمت بهزار : طيب ما تاخدني أنا
ابتسم هو كمان : ياريت أبوكي يلين دماغه وكان وافق أصلا تخرجي على عندنا في البيت ، ماكانش كل ده حصل ، بس معلش ملحوقة قومي بس بالسلامة وأنا مش هخليكي تبعدي عني ولو ليلة واحدة .
ابتسامتها وسعت وسألته بفضول: مش هتخليني أسافر عندهم أبات يومين تلاتة ؟
بص لشفايفها وقال بثقة : انتي شايفة انك هتقدري تبعدي عني وتحرميني منك يومين تلاتة؟
صوابعه كانت بتلاعب شفايفها وهي تاهت في نظراته وهمست بتأثر: مش هتخليني أبعد عنك أبدا صح ؟
اتكلم برغبة واضحة وهو مش سامع هي قالت ايه أصلا : أدفع نص عمري وألمسهم
بصت لعينيه وهمست بحيرة: وايه مانعك ؟
بص لعينيها ورد بضيق: أبوكي اللي ورايا في البلكونة وعينيه علينا ، تتخيلي هيوافق ولا هيطلع يطردني شر طردة ؟
ضحكت وبصت وراه وبالفعل شافت باباها هو ومامتها بيتكلموا مع بعض ورجعت بصتله وقالت بفضول: تتخيل ممكن يعمل ايه ؟
ابتسم وبعد شوية عنها : معرفش بصراحة ومش ناوي أجرب علشان أعرف ، يومين وهتيجي بيتي .
سألته باهتمام : ليه أخدت قرار التأجيل ؟
بصلها بهدوء: علشان عايزك تكوني أسعد إنسانة بجوازنا وعايزك همس اللي الفرحة بترقص في عينيها ، ولقيت نفسي عايز حاجات كتيرة أوي وكلها مش هتنفع غير وانتي معايا فيها ، في حاجات كتيرة عايز أعيشها معاكي ، كمان اتقالي بلاش أخلي التعب والمرض هما ذكرى فرحنا لان مهما كانت الأيام مليانة حب بس فرحة ليلة العمر وأول أيام شهر العسل مش بتتنسي ومش بتتعوض فما حبيتش أحرمنا أنا وانتي من فرحة البدايات ، لقيتني أناني وعايز فرح مميز ، عايز ليلة عمر مميزة ، عايز شهر عسل وهم ولقيت كل ده مالهوش معنى لو مش هيكون مميز ليكي انتي كمان - بصلها وكمل بتنهيدة - سوري لو كنت أناني في تفكيري يا همس ، بس عايزك بكامل صحتك في حضني مستمتعة بكل لحظة ودقيقة بنعيشها مع بعض .
بصت لعينيه كتير قبل ما تقوله بصدق : لو دي أنانية فأنا أنانية زيك يا سيف ، كنت عايزة أقولك نأجل بس ماحبيتش أضايقك أو أزعلك وكفاية اني واخداك بالشكل ده من كل حاجة وبدل ما تستعد لفرحنا رابطاك جنبي كده .
مسك ايدها باسها بشغف: همس انتي مش واخداني ولا رابطاني ، أنا بحب قربك في كل الحالات ، أيوة مش حابب انك تعبانة بس حابب قربي منك ، انتي مش رابطاني أبدا يا همسي .
قام وقف بابتسامة: أنا هروح بقى خلاص .
ماسكة ايده بتشبث: خليك شوية طيب
سيف بص لساعته : الوقت اتأخر والكل محتاج يرتاح ، هقول لبدر يجي اوك ؟
فاتن خرجت وسألته: واقف ليه يا سيف ؟
بصلها ورد برسمية: هروح يا حماتي هكون واقف ليه ؟
بصتله باستغراب : انت مش هتبات هنا ؟
رد بتعجب: لا لا أبات فين؟ ينفع تنادي بدر ؟
خاطر استغرب : اشمعنى بدر ؟ محتاج حاجة ؟
بصله ورد بإيجاز : لا هقوله يجي معايا هو وعيلته .
خاطر وفاتن بصوا لبعض باستغراب وخاطر علق : ليه ؟ خليه براحته
سيف بتأكيد : طبعا خليه براحته وأكيد مش هاخده غصب عنه ، بعدين الدنيا زحمة يا عمي يعني هالة مع همس ، حضرتك وطنط في أوضة ونادر في أوضته ، خليني آخد بدر وعيلته معايا .
حاول يعترض بس سيف صمم ينادي بدر ، فاتن نادتله وبدأ معاه جولة من الإقناع وبدر قال انه كان بيفكر أصلا يروح فندق هو وعيلته .
سيف بصلهم كلهم وقال بجدية: بصوا همس تعبانة وفي حاجات كتيرة المفروض تعملها وتشرف عليها ، زي أوضتها، هدومها ، مكياچها ، الستاير ، حاجات كتيرة ، فايه رأيكم لو هند تكون مكانها؟ هي اختها وأكتر واحدة فاهمة ذوق همس وأكتر حد همس بتثق فيه وهيفضلوا مع بعض في التليفون طول الوقت وبكده هند هتقوم بدور همس وهمس ما تحسش انها مضغوطة بأي شكل؛ أختها بتعملها اللي هي عايزاه - بص لبدر وهند وكمل - وطبعا يا هند انتي مش هتعملي بايديكي هيكون في بنات انتي بس هتشرفي عليهم ، يعني مش هنتعبك بس تكوني موجودة ، ها ايه رأيكم ؟ أعتقد وجودها في البيت ضروري ولا حد عنده رأي تاني ؟
فاتن عجبتها فكرة سيف وبصت لجوزها باستحسان: فكرة حلوة ، هند هتعمل كل اللي أختها عايزة تعمله وبكده همس لما تقوم بالسلامة ما تزعلش انها ماعملتش حاجة من اللي كانت عايزاها لان مهما كان لما تطلب من أختها غير لما تتكلم مع حد غريب ، أنا عجبتني الفكرة .
همس بصت لأختها برجاء: ممكن يا هند تعملي ده علشاني ؟
هند بصتلها وبصت لجوزها بحيرة علشان ما توافقش على طول ، سيف لمح نظرتها وهو سأل بدر نيابة عنها : ها قلت ايه يا بدر ؟
بدر بصله ويادوب هيتكلم بس سيف حذره : اوعى تقولي هند تروح وانت وأنس تروحوا فندق ولا ترجعوا بيتكم ولا أي فكرة غبية بتفكر فيها ، وبعدين أنا نفسي محتاجك في حاجات كتير ، انت عارف اني ماعنديش أخوات رجالة أقدر أعتمد عليهم فهل موافق تقوم بالدور ده ؟
بدر بصله بتأثر : أكيد موافق طبعا انت بتتكلم في ايه أنا معاك .
ابتسموا لبعض ابتسامة صافية وخاطر عجبته علاقتهم ببعض فعلق بود : ربنا يديم محبتكم يارب .
استعدوا للنزول وسيف راح لهمس مسك ايديها وأكد عليها: كلميني في أي وقت بدون تردد، حتى لو عايزة تتكلمي بس أو حتى لو مش عايزة تتكلمي ومجرد عايزاني معاكي وهتسكتي ، فاهمة ؟
ابتسمت وأخدت نفس طويل وسألته : بجد ؟ أكلمك حتى لو هفضل ساكتة ؟
ابتسم وباس ايدها ورد بتأكيد: في أي وقت ، خلى بالك من نفسك والصبح هعدي عليكي قبل أي حاجة ، تمام ؟
نزلوا مع بعض كلهم ، بدر كان هياخد عربيته بس سيف قاله مالهاش لازمة وغير كده هيخلي نصر يجيبله عربيته لو احتاجها أو يوصله أي مكان يحبه .
أنس أكتر واحد فرح بقرار مرواحهم عند بيت سيف ، سلوى استقبلتهم بترحيب وطلعتهم أوضة يرتاحوا فيها وأنس كمان في أوضة لوحده ، سيف دخل يشوف أوضته الجديدة كانت لسه ما اتفرشتش ، فضل واقف في النص وسرحان لدرجة انه ما حسش بأبوه اللي بيكلمه وأول ما انتبهله سأله باهتمام: نعم ؟ معلش ما سمعتش
ابتسم بتعاطف : بقولك بكرا هتتفرش وهتبقى أجمل أوضة لأجمل عريسين المهم همس عاملة ايه ؟
بصله واتنهد : تعبانة ، أنا أجلت الفرح .
ابتسم بتفهم وكأنه كان مستني منه ياخد القرار ده ، سيف استغرب: انت ليه ماعلقتش وكأنك
عز كمل بهدوء : كنت مستنيك تاخد القرار ده لوحدك لان ده الصح ، مراتك تعبانة ولازم تستنى تحسنها يا سيف .
استغرب أكتر : طيب ليه ما قلتليش أجل ؟
ابتسم ورد بعقلانية: ده قراركم انتم الاتنين وبعدين لو أنا قلتلك اه هتسمع مني بس هتفضل دايما جواك حتة عدم رضا ولوم خفي لكن لما يكون قرارك فده هيخليك راضي بيه وبتصبر من غير لوم لأي حد بتصبر لان ده القرار الصح ، المهم روح ارتاح في أي أوضة واتفاءل بالخير يا سيف ، همس هتيجي تنور البيت ده بإذن الله .
هز راسه باقتناع وراح أوضة تانية ، غير هدومه وكلم همس اطمئن عليها وبعدها نام

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن