حكمنا الهوى (٣) الجزء الثاني

93.5K 3.2K 313
                                    

حكمنا الهوى (٣)

بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيموووو

آية قفلت مع حازم وهي في حيرة تعمل ايه ؟ متغاظة من البيت كله ، من أبوها وأمها وسيف وخصوصا سيف اللي حاسة انها بتكرهه فوق ما تتخيل ، عمرها ما تخيلت أبدا ان ممكن يجي يوم وتكرهه بالشكل ده!
ليه واقف ضدها بالشكل ده ؟ ليه مش قادر يصدق انها بتحبه زي ماهو حب همس ؟ ليه مش بيحاول يحميها من وجع الفراق زي ما هو اتوجع من فراق همسته زي ما بيسميها ؟ ليه بس يا سيف تكون ضدي كده ؟
هتتجوز حازم عنادا فيه وبس ، أيوة هتوافق على اقتراحه لمجرد انها تكسر أخوها بس ، بس فجأة افتكرت كل لحظة حلوة قضتها معاه ، كل موقف وقف معاها فيه ، كل لعبة لعبها معاها من وهما أطفال صغيرين ، هل هو يستاهل منها ده ؟ حازم عايز يلوي دراعهم عن طريقها هل ممكن تقبل تكون وسيلة ضغط على أبوها وأخوها مهما اختفلت معاهم ؟ سؤالها فضل متعلق مالقتلهوش إجابة .

سيف في أوضته قاعد على سريره و دماغه هتنفجر من التفكير؛ ايه اللي وصلهم للحالة دي ؟ كل حاجة حواليه غلط أوي ليه ؟
شركة من أنجح الشركات ازاي في الفترة البسيطة دي تقع بالشكل ده وتتراكم عليها ديون بالحجم ده؟ الموضوع مش منطقي أبدا!
صاحب عمره ازاي قدر يخونه بالشكل ده؟ وليه هو حاسس ان الموضوع أكبر بكتير من مجرد أخته ؟
ليه موجوع بالشكل ده من كل اللي حواليه ؟
ليه متضايق من آية كده وازاي واحدة بذكائها ده تقع بالشكل ده ؟ وحبت كده امتى وليه في التوقيت ده ؟ ما حازم كان قدامها من سنين ماحبتهوش ليه وهي طفلة ومراهقة ؟
ليه همس يحبها بالشكل ده ؟ وليه في نفس التوقيت يتجبر يرتبط بشذى ؟
ليه يقابل نادر أخوها ويتمنى يصاحبه ويقرب منه أكتر وغصب عنه مش هينفع ولا هيقدر ؟
ليه كل حاجة غلط أوي بالشكل ده ؟!

بدر في بيته هيتجنن من اللي حصل ولحد الآن مش قادر يستوعب ازاي ده حصل ؟ هل هو فعلا غلط انه ادى لابنه الفيزا ؟ بس هو حاول يحسسه انه مش ضد علاقته بأمه وانه هيدعمه بكل الأشكال !
لمح ابنه بيدخل أوضته ويخرج بسرعة و يرجع لأوضته تاني فقام يشوف هيعمل ايه؟ وساعتها لمحه أخد موبايله ويادوب هيتصل بمامته بس هو دخل وسأله بترقب : بتعمل ايه ؟
أنس بصله بتوتر : هكلم ماما أطمن عليها .
بدر شد من ايده الموبايل وبجمود : أنا اديتلك موبايل لما افتكرت انك بني آدم وعاقل وتقدر تشيل موبايل لكن بما اني طلعت غلطان وانت لسه مجرد طفل ما بتعرفش تفرق بين الصح والغلط فمن النهارده انسى ان يكون عندك موبايل ، ده كان عرض وانتهى ، من النهارده مش مسموحلك تمسك موبايلك أو موبايلي كلامي واضح؟
أنس بصله بغيظ : وهكلم ماما ازاي ؟
بدر بيحاول يتماسك علشان وعده لخاطر واتكلم من بين أسنانه : مش هتكلمها لحد ما تخلص امتحانات وده آخر كلام عندي .
جه يخرج بس أنس وقفه بتهكم: انت بتصرف كل يوم كتير علشان شقتك الجديدة وعلشان هند ليه زعلان ان ماما صرفت ؟
بصله بغضب : هند خطيبتي وبكرا هتبقى مراتي ومسئولة مني واللي بجيبه في البيت ده بيتي ، بيتي يا أنس .
رد بدفاع : وهي برضه مسئولة منك .
قرب من ابنه بغيظ : مين قال ده ؟ هي قالتلك كده ؟ أنس افهم ، افهم بقى ، احنا اتطلقنا وهي راحت اتجوزت راجل تاني وتالت فهي مابقتش مسئولة مني ومفيش أي حاجة تربطنا ببعض .
برر بتصميم : أنا موجود .
علق بغضب : ولا حتى انت هتربطنا ببعض ، رشا كانت أسوأ اختيار أخدته في حياتي وما صدقت خلصت منه ما تجيش انت ترجعني كل شوية له ، بص من الآخر علشان بس توضح الأمور قدامك ، مهما هي تعمل ومهما انت تعمل الموضوع منتهي ، مفيش حاجة ممكن تعملوها هترجعنا لبعض أبدا ، وحركة النهارده دي مش هسامحك عليها أبدا ، أنا قدرتك وحبيت أوريك انك تقدر تكون معانا احنا الاتنين واديتلك الفيزا كنوع من الثقة فيك ودعم ليك وكنت ناوي وفكرت ان الشقة دي أطلب منها تيجي تقعد فيها انت وهي بس بعد اللي حصل ده النهارده وسرقتها مني بالشكل ده خلاص انتهى والحمدلله انكم عملتوا ده علشان تقفلوا الطريق ده نهائي ، هي أمك على عيني وعلى راسي عايزاك تروح عندها الإسماعيلة روح مش همنعك لكن هي مش هتدخل البلد دي تاني ، الإجازة قضيها كلها عندها ولو عايز تقعد عندها بشكل نهائي برضه مش همنعك انت خلاص .
انس تمتم بصوت واطي وقلق : خلاص ايه ؟
شرحله بهدوء: خلاص يا أنس اكتفيت من عمايلك ، أنا عملت كل اللي أقدر عليه معاك ؛ قدمت حياتي كلها ليك ودلوقتي حسستني اني ضيعتها عليك بس، أمي طلبت مني كتير جدا أتجوز بعد انفصالي عن رشا علشانك بس أنا رفضت أجيبلك مرات أب وقمت بالدورين ، كان عندك سنة لما هي مشيت وما تتخيلش قد ايه صعب تربية طفل بيرضع بدون أم بس قمت بدوري وكبرتك لحد ما بقيت طولي اهو وفي الآخر هي راجعة عايزة قرشين مني فبتلعب بيك وانت زي المتخلف سايبها تلعب بيك فهنا خسارة السنين اللي ضيعتها علشانك ودلوقتي ماعنديش استعداد أخسر ولو يوم واحد علشانك ومش هخسر جنيه واحد تاني علشانها وكفاية عليها أوي اللي انت سرقته علشانها.
أنس رد بنفي : أنا ما سرقتش أبدا .
بدر بصله بهدوء: اللي عملته النهارده كان سرقة مني يا أنس . اديتلك الفيزا علشان تتغدوا مع بعض وتدفع تمن غدا مش علشان هي تتسوق .
أنس وطى راسه في الأرض بخجل : أخدتني المحل وكانت بتجيب حاجات كتيرة ولما وقفنا عند الكاشير قالتلي هات الفيزا وأنا ماعرفتش أعمل ايه فاديتهالها .
بدر بصله كتير وبعدها اتكلم بعتاب: معاك موبايلك كنت اتصلت بيا وقلتلي حصل كذا وكذا أعمل ايه ؟ بس انت من جواك كنت عارف ان اللي هي بتعمله ده غلط وشاركت في الغلط ده ، على العموم دي غلطة وعدت بس الواحد اتعلم محدش بيتعلم ببلاش يا أنس ، روح نام علشان عندك مدرسة الصبح ووراك مذاكرة وأمك شيلها من دماغك لانك ولا هتكلمها ولا هتشوفها غير بعد الامتحانات .
سابه وراح أوضته وفضل باصص لموبايل ابنه كتير وبعدها قفله وشاله ، موبايله رن كانت هند فرد عليها بنبرة مهمومة : أيوة يا هند .
همست بلهفة : طمني عليك أخبارك ايه ؟ لسه متضايق ؟
اتنهد بتعب : ابني بيقولي ان رشا مسئولة مني وزي ما بصرف معاكي وبفرش شقتي المفروض أصرف عليها هي كمان ، شوفتي هي ازاي بتبرمجه ؟ أنا بجد مش عارف أعمل معاه ايه ؟ ما اتخيلتش انها ممكن ترجع تظهر في حياتي من تاني، أنس بيحطني في اختيارات صعبة ومواقف أصعب .
هند حاسة قلبها بيوجعها علشانه فحاولت تخفف عنه : حبيبي عمر ما تربية الأولاد كانت سهلة إذا كان الطلبة عندنا في المدرسة بتقابلنا مواقف ومش بنعرف نتعامل معاهم فما بالك بابنك في البيت اللي انت مسئول عنه؟ ادعيله يا حبيبي ربنا يهديه وينور طريقه دي أزمة وهتعدي ، هتعدي يا بدر وأنس هيرجع لحضنك زي الأول وأكتر .
بدر همس بحزن : لا يا هند حاسس اني خسرته ، رشا خسرتني زمان كتير أوي وراجعة دلوقتي تخسرني أكتر وأكتر .
استنكرت رده وقالت: حبيبي لا اوعى تكون زعلان علشان الفلوس اللي .....
قاطعها بغيظ : في داهية الفلوس أنا عُمر ما الفلوس كان ليها أهميتها ومكانتها عندي ، الفلوس ما هي إلا وسيلة لراحتنا عمرها ما كانت همي أبدا يا هند بس أنا عندي أرمي الفلوس دي ولا انها تاخدها مني بالشكل ده ، بعدين أنا مش بتكلم خالص عن خسارة الفلوس بتكلم عن اللي بيحصلنا ، النهارده مثلا أنا لسه قايلك الستاير لو مش عاجباكي هغيرها بس أنا حتى ما شوفتهاش ، هي بتاخد مننا فرحتنا بحاجات بسيطة زي دي ، دي بالنسبالي خسارة يا هند ، فرحتنا بحاجة جديدة بنحطها في شقتنا بفرح وبحب ، هي بتاخد الفرحة دي مننا .
هند حاولت تطمنه : لا يا حبيبي مش هتقدر أبدا، فرحتنا موجودة وبعدين بكرا نروح ونشوفهم أنا وانت ونفرح بيهم ، بدر محدش أبدا هيقدر ياخد مننا فرحتنا إلا إذا سمحناله احنا ، في النهاية كل اللي يهمني هند وبدر وبس ، طول ما هما الاتنين مع بعض أي حاجة تانية تهون .
اتنهد باستسلام: عندك حق أنا ما يهمنيش دلوقتي في العالم كله غير هند وبس وأي حاجة غيرها تهون .

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن