جانا الهوى (١٧)

93.2K 3.1K 319
                                    

جانا الهوى (١٧)
بقلم / الشيماء محمد احمد
#شيمووو

الرواية حصري لجروب شيموووو وممنوع نشرها لحبن انتهاء فترة الحصري .

همس كان نفسها تصرخ وتقوله يحارب علشانها ، يتمسك بيها ، يحسسها بقيمتها أو بالأمان مش يتنازل بالسهولة دي عنها ، رفعت عينيها وبصتله بتهكم : يعني بلاها نادية خد سوسو صح ؟
اتنهد بتعب : أنا مش فاهم انتي عايزة ايه؟ و بتتكلمي عن ايه ؟ أعتقد اتهامك آخر مرة وضح كل الأمور ومش محتاجة أي كلام تاني .
افتكرت الامتحان اللي نسيته بسبب ان غيرتها كانت عامياها وناسياه فضحكت بغيظ : تصدق كنت ناسياه ، كويس انك فكرتني انك اتعمدت تغلطني ، بعد اذنك يا دكتور وسوري لو عطلتك .
بعدت وهو راقبها ماشية وحاول ينطق و يوقفها يشرحلها الوضع أو يبرر موقفه بس صوته ما طلعش ورجليه ما اتحركتش ، الأسانسير فتح للمرة التانية فركب وطلع مكتبه بغيظ.

وفي يوم دكتور أحمد زوبع صاحب المادة اللي همس بتتهم سيف انه غلطها عمدا واللي سبق واتخانقت معاه قبل كده وطردها ، كان بيشرح وفي كام طالب سألوه عن الامتحان وهو كان بيجاوبهم وهمس افتكرت سيف لما طلب منها تغير إجابة واثقة منها ودمعة حزن نزلت مسحتها ، كان نفسها تكون مقفلة المادة دي .
انتبهت على الدكتور وقف وبعدها قال النقطة اللي سيف قالهالها وبصت للدكتور بتركيز : النقطة دي أنا اتفاجئت ان كلكم تقريبا حالينها غلط ومش فاهم ازاي لبس عليكم الموضوع بحيث الكل يحله بنفس الطريقة ؟
افتكرت همس ان دي كانت النقطة اللي اختلفت فيها مع الدكتور لما طردها بسببها واستغربت ازاي كانت تايهة عن بالها؟ وافتكرت يومها لما قالت لسيف انه بكده هيلخبط الطلبة والمفروض انه كان راجع نفسه واعترف بغلطه ، قلبها دق بسرعة وحست انه هيخرج من مكانه وبصت للدكتور اللي قال ان الحل اللي الكل حاله ده غلط والحل الصحيح هو اللي سيف شاورلها عليه .
رجع الدكتور للسبورة يكمل ومرة واحدة وقف وبصلهم : في واحد فقط حلها صح بس مش عارف مين؟ لكن فاكر ان في ورقة وحيدة اللي مقفلة الامتحان.
همس دموعها نزلت بندم وافتكرت دخولها لسيف واتهامه انه بيكرهها وازاي غششها غلط ؟! افتكرت كل حرف قالتهوله ، خلود جنبها همست بتعجب : في ايه يا بنتي مالك ؟ المفروض تبقي فرحانة ؟ مش عملتيها مناحة يومها انك عاملاها غلط ؟ اديكي طلعتي انتي اللي صح وكلنا غلط .
همس مسحت دموعها وماقدرتش تقولها ان سيف غششها وانها اتهمته ، ماقالتش لأي حد على اللي سيف عمله ، يمكن لانها حبت تحفظ مكانته وهيبته للكل ؟ أو يمكن لأنها حاسة بحاجة مميزة بينهم وعايزة تحتفظ بيها ليهم هما الاتنين وبس ؟ مش عارفة ليه ؟ بس هي ماقالتش لأي حد على اللي حصل .
خلصت المحاضرة فطلعت مكتبه بس كان مقفول ، فكرت تكلمه على الموبايل بس اتراجعت؛ هي عايزاه يكون قصادها وتعتذرله وجها لوجه .
فضلت مستنية تعتذر لسيف واليوم ده كانت عندها محاضرته وهو دخل وطول المحاضرة عينيها عليه وهو مش بيبص ناحيتها نهائي لحد ما خلصت المحاضرة وكالعادة في اللي بيسأل وفي اللي واقف وبس وهي مستنية تكلمه بس الطلبة مش بتمشي ، سيف لاحظ وقوفها وانتظارها واستغرب ليه مش بتسأل؟ أو ليه مش بتمشي ؟ عايزة منه ايه تاني ؟
سيف استنى الطلبة تمشي بس في اللي مجرد واقف بيتكلم معاه فاضطر يخرج وكام طالب خارجين معاه بيتكلموا لحد ما وصل للأسانسير ساعتها بس مشيوا وهو طلع مكتبه واستناها تيجي عنده ، بص لساعته كان ميعاد المحاضرة التانية بدأ فقعد لأنها مش هتسيب محاضرة وتيجي بس بعد شوية بابه خبط وهي دخلت بخجل فاستغرب جدا انها جت وبص لساعته بدهشة ورجع بصلها وهي بررت بتوتر: ماحضرتش .
عمل نفسه مش مهتم وببرود بص لكتاب قدامه : خير ؟
قربت منه بإحراج وقعدت قصاده وسندت على مكتبه علشان تكون قريبة منه والوضع ده وتره فوق ما كان يتخيل وخصوصا لما بصت لعينيه باعتذار : أنا جاية أتأسف لحضرتك ومش عارفه ازاي هتقبل أسفي؟ بس طمعانة في كرمك
بصلها وحاول يكون ساخر علشان يداري توتره من قربها : طمعانة في كرمي ؟ ومين قالك اني كريم أصلا ؟ - قرب هو كمان وشه منها وكمل بقوة - أنا أبخل ما أكون يا باشمهندسة .
كشرت واتراجعت بضيق: دكتور سيف إذا سمحت .
رجع بكرسيه علشان يبعد نفسه عنها ويعرف يتنفس وسألها بجمود : عايزة ايه مني ؟
اتكلمت برجاء : أقبل أسفي .
ببرود سألها : أسفك على ايه ؟
وضحت وهي محروجة من اتهامها : اني اتهمتك انك عايز تنتقم مني ، الإجابة كانت صح وأنا الوحيدة اللي قفلت المادة ، فأنا مديونالك .
حس جواه بانتصار و فرح انها قفلت المادة بس مش لازم يظهر مشاعره دي فوقف وراح عند الشباك واتكلم ببرود : اللي حصل ده فوقني مش هنكر يا باشمهندسة ، انتي رجعتيني لمكانتي ومش عارف أصلا أنا ازاي خنت مهنتي وخنت باقي طلبتي باني أميزك عنهم؟ ومن ساعتها وأنا بلوم نفسي على اللي عملته - بصلها بتهكم وكمل - نسيت مركزي كدكتور وكمدرس مش ليكي انتي بس لا لكل الدفعة واللي عملته ده كان خطأ لا يغتفر أبدا ومش مسامح نفسي عليه ومش هكرره تاني أبدا ، ده أنا بفكر اني أروح لدكتور المادة وأعتذرله وأطلب منه يحذف درجة السؤال ده علشان ما أكونش ضيعت على حد كان أولى منك يتعين معيد ، أنا كده ظلمت كل الدفعة باللي عملته وده مش هسامح نفسي عليه ، فدلوقتي سيادتك جاية تعتذري وبتقولي أقبل اعتذارك ؟ ممكن أقبله لو روحتي لدكتور المادة واعترفتيله انك غشيتي النقطة دي ومش مجهودك .
همس اتصدمت بكلامه و وقفت تبصله بحزن : أنا مش هقدر أعمل ده أبدا .
رد ببساطة : وأنا مش هقدر أسامح نفسي أبدا - كمل بحزن خفي - أعتقد يا همس ان المسافة بتوسع أوي ومابقاش في مجال للقرب أصلا ، روحي لمحاضرتك وياريت تهتمي بمحاضراتك أكتر من كده علشان تثبتيلي انك تستحقي تكوني هنا لأنك لازم تعوضي اللي أخدتيه بدون وجه حق ، روحي ذاكري ليل ونهار وارضي ضميرك وارضيني أنا واثبتيلي انك تستحقي مكانك .
اداها ظهره وهي خرجت مصدومة ومش قادرة تتحمل أكتر من كده قسوته عليها وقسوة الظروف حواليهم .
سيف اتنهد وسند دماغه قدامه على الشباك ومش عارف ايه اللي بيحصل ده ؟ وهيوصله لفين ؟ وليه كان بالقسوة دي عليها ؟ ليه ما ياخدهاش في حضنه وياخدها من كل اللي حواليها ده ويشبع منها بدل ما بيتمناها في كل لحظة كده ؟ ليه الأمور مش بسيطة كده ؟ ليه ما سمعش كلام أبوه واشتغل معاه وما دخلش الكلية دي من تاني وماكانش قابلها أصلا ؟

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن