جانا الهوى (٣١)

79.6K 3.1K 277
                                    

جانا الهوى (٣١)

بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيموووو

سيف أخد نفس طويل وفك حزامه وقبل ما ينزل قربت منه وبصتله بإغراء : والمفروض تفتحلي باب العربية في أي وقت أنا معاك .
كشر وكان هيعلق بس سكت؛ هو بالفعل كان بيعمل ده لهمس بس اكتشف ان الحاجات دي بتتعمل بحب مش اتيكيت ولا أي نيلة تانية خالص ده مجرد حب صافي وبس .
نزل وفتحلها الباب وهي بصتله : المفروض تمد ايدك تمسك ايدي لحد ما أنزل .
كان هينفجر فيها وجز على أسنانه بغضب بس رسم ابتسامة باردة على وشه ومد ايده ينزلها وهي فضلت ماسكة ايده لباب البيت ووقفت معاه بدلال : بتمنى يا دكتور يا اللي بتعلم الطلبة تكون انت نفسك تلميذ شاطر .
ابتسم بغيظ : إن شاء الله ، تصبحي على خير .
جه يبعد بس مسكت ايده وصدرت خدها : ما ينفعش تقول بس تصبحي على خير بالشكل ده
جمد للحظات لان القرب منها مش هيقدر عليه بأي شكل من الأشكال حتى لو مجرد بوسة على الخد
شذى  بصتله باستغراب ولاحظت جموده فقبل ما تتكلم وتقرب هي منه لقته بعد خطوة لورا بسرعة وقال: تصبحي على خير يا شذى اليوم كان متعب جدا ، خلينا نتكلم وقت تاني .
ابتسمتله وهو ابتسم بصعوبة ورجع لعربيته وشاورلها قبل ما يمشي بعربيته وهي فضلت متابعاه لحد ما اختفى وحست انها مش قادرة تحدد شخصيته أبدا .

همس سابت كتبها ومسكت موبايلها تقلب فيه قبل ما تنام وكعادتها دخلت صفحة سيف بس هو نادرا ما بيدخلها وبتردد دخلت صفحة شذى واتصدمت بكمية الصور ليها هي وسيف في الحفلة ، فضلت تقلب فيهم ودموعها نازلة بصمت ، ازاي قال انه بيحبها هي وازاي شذى في حضنه مكانها ؟
لقت الفيديو اللي بيرقصوا فيه واتفرجت عليه وقلبها بينزف مش بيعيط وحست انها مخدوعة ، لا يمكن يكون حبها أصلا ولا قلبه دق علشانها .
رمت الموبايل من ايدها وغمضت عينيها بس عقلها فضل يرجعلها كل لحظاتها معاه كانت بتشوف الحب في عينيه ، أيوة كان حب وخوف وقلق وعشق ، لهفته عليها لما وقعت في الميا ونطه بالشكل ده وراها ؟ نظراته كلها ؟ كل لحظة بينهم فيها ألف حكاية ممكن تتحكي .
مسكت موبايلها تاني وفتحت الصور تاني تشوف عينيه ، بس عينيه هل فيهم الحب اللي هي كانت بتشوفه ليها ؟
لاحظت ان عينيه مليانة حزن أو يمكن هي بتخدع نفسها وعينيه طبيعية .
لا مفيش صورة هو عينيه في عينيها أبدا حتى في الرقصة كان جامد وملامحه جامدة مش بيبتسم .
لوهلة حست بوجعه وألمه وعيطت أكتر و رمت الموبايل من ايدها تاني ، هيفيد بايه وجعه أو وجعها طالما مش هيكونوا لبعض أبدا ؟ فضلت تدور على حل يطلعه من أزمته بس مفيش ولا حل نافع فعيطت أكتر.

الباب خبط خبطات خفيفة دخلت بعدهم هند : همس انتي صاحية ؟
مسحت دموعها واتعدلت : صاحية تعالي .
هند دخلت ولاحظت عياطها فقعدت جنبها : بتعيطي ليه بالشكل ده ؟ انتي وصلتي لايه مع سيف ؟ مش كنتوا كويسين مع بعض وقلتي انه بيحبك ؟
حكت لأختها كل اللي حصل وهند بتسمعها وماسكة ايديها لحد ما سكتت وسألتها: وبعدين هتعملوا ايه ؟ خلاص كده هو استسلم ؟ هيتجوز شذى بتاعته دي وخلاص ؟ الحب مش هينتصر ؟
هند بتتكلم بوجع أولا على أختها وثانيا موجوعة لأنها خايفة حبها هي كمان ما ينتصرش قصاد الظروف اللي بيمر بيها .
همس حركت راسها بعجز: هيعمل ايه ولا بايده ايه يعمله ؟ القرض كبير جدا ومفيش طريقة للسداد غير ان المشروع ده ينجح ويبدأوا يقفوا على رجليهم تاني .
هند بصتلها بتفكير : بس يا همس القرض هيكون مدته ايه يعني ؟ سنتين أو تلاتة ؟ انتي لسه قدامك سنة في الكلية ولو استنيتي سنة ولا اتنين بعدها فين المشكلة ؟ استنيه يعدي أزمته دي لو بتحبيه بجد
غمضت عينيها ودموعها نزلت وردت بتأكيد : ومستعدة أستناه عشر سنين مش بس سنة أو اتنين بس خطيبته مش هتستنى، مفيش سبب يستنوا علشانه .
هند اقترحت : مش بتقولي عليهم قرض وديون؟ يتحجج بده ويقول انه محتاج الأول يعدي الأزمة دي علشان حتى يجيبلها فيلا ولا شقة كويسة .
همس حركت راسها برفض : يا هند انتي مش مستوعبة الوضع كويس ، هم مش معدمين أصلا وحالتهم كويسة جدا وقاعدين في فيلا ضخمة بس القرض اللي كبير جدا احنا مش بنتكلم في مليون وعشرة حتى ، سيف بيتكلم في مئات الملايين فهمتي ؟ يعني مش معدم هيقولهم ادوني فرصة أجيب شقة ولا فيلا لا، فهمتيني ولا لسه ؟
حركت دماغها بتفهم : أنا قلت بس يعملها حجة بس ما تخيلتش اننا بنتكلم عن قروض بأكتر من مية مليون ، ما تخيلتش انه غني أوي كده .
همس مسحت دموعها : المهم سيبك مني واحكيلي عن بدر وعنكم ، اديني أمل ان الحب بيكمل وبيستمر .
هند ابتسامتها اختفت والحزن ملا عينيها وهمس تلقائيا دموعها ملت عينيها من تاني لأنها مش حمل صدمات تانية واتكلمت بنبرة بكاء : اوعي تقولي ان الحب مش هينتصر ، احنا ليه حظنا كده ؟ نادر حبيبته تموت وأنا حبيبي يموت وهو عايش ؟ هند اكسري القاعدة وكملي علشان خاطري مع حبيبك ، علشان خاطر نادر يشوف ان في أمل يلاقي حب جديد ، ادينا أمل ان الحياة حلوة شوية أرجوكي .
دموعها نزلت : بس أنا خايفة يا همس اني ماأقدرش أحافظ على حبي ، مراته ظهرت وعايزة تسترده وبتحاربني وهي في موقع قوي، هي معاها أنس وأنا لوحدي .
رفضت همس كلامها ومسكت ايديها الاتنين وردت بقوة: انتي اللي في موقع قوي ، انتي معاكي قلبه وعقله ومالكاه ، هي مش معاها أي حاجة .
نفت بحزن : معاها أنس ابنه وحتة منهم هم الاتنين
همس اعترضت : وسبق ورمته واتخلت عنه وخانته ، هند ، بدر لا يمكن يرجعلها أبدا ، بعدين هو بيحبك انتي وبس وده اللي يهمك ، حبه هو وبس ، اوعي تخنقيه أو تتخانقي معاه أو تدخلي بنفسك مراته بينكم ، خليها تحارب نفسها من بعيد لكن انتي اوعي تسمحيلها تدخل ، هو قلبه معاكي وده المهم .

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن