جانا الهوى (١٩)

82.9K 3K 292
                                    

جانا الهوى (١٩)
بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيمووو

الرواية حصري لجروب شيموووو وممنوع نشرها لحين انتهاء فترة الحصري .

نادر بيلم في هدومه وحاجته وبيستعد للسفر وأبوه دخل عنده : خلاص يا نادر هتسافر ؟
بص لأبوه بهدوء: أيوة يا بابا كل حاجة شبه جاهزة .
أبوه قعد قصاده متابعه ونادر بصله بتساؤل : حضرتك عايز حاجة مني ؟
ابتسم : لا يا حبيبي بس بطمئن عليك ، المهم المستشفى اللي هتروحها خاصة صح ؟
قعد جنب أبوه : اه مستشفى استثماري خاصة وكبيرة .
خاطر بصله باستغراب : ليه خاص طيب ؟ يعني مش ده طبعك يا نادر !
اتنهد وشرح لأبوه : مش هكدب عليك يا بابا بس مش عايز حالات صعبة .
بصله بعدم فهم : يعني ايه مش عايز حالات صعبة ؟
نادر بص لقدامه بهدوء: يعني الناس اللي بتروح المستشفيات الاستثمارية الكبيرة اللي زي دي بتكون ناس مختلفة عننا ، يعني أقصد انهم أغنياء ماعندهمش المشاعر والاهتمام بتاعنا ، مش فاضيين بمعنى تاني للمشاعر .
أبوه سأله بعدم فاهمه : يا ابني التعب والإعياء واحد سواء غني أو فقير ، انت تقصد ايه ؟
بص لأبوه وقام وقف بجمود : مش بيزعلوا زينا ، مش بيهتموا زينا ، يعني مش هلاقي أم ببنتها بتترجاني أعالج بنتها أو أب بيموت لو بنته جرالها حاجة ، أو حد مش معاه يعالج ابنه وخايف يموت منه ، أو أي حاجة زي كده ، الناس دي عملية أكتر ، وأنا الصراحة مش عايز أتعامل مع أي حد زينا كده .
خاطر بيحرك راسه برفض من اللي بيسمعه من ابنه فعاتبه: نادر يا ابني طول عمرك بتساعد الناس دلوقتي هتتخلى عنهم ؟
بص لأبوه بنفي: مش هتخلى عن حد بس عايز ألاقي نفسي وأرجعلها ، عايز أخفف نفسي الأول علشان أقدر أخفف الناس يا بابا ، عايز أكون أناني شوية وأساعد نفسي قبل ما أساعد غيري ، يمكن يكون تفكيري ده غلط بس حاليا ده اللي في ايدي أعمله ، ماعنديش غيره للأسف - بص لأبوه وقرب منه وكمل باعتذار- آسف لو اللي بتسمعه مني دلوقتي صدمك في ابنك بس غصب عني مابقاش عندي حاجة أقدمها لأي حد.
خاطر حط ايده على كتف ابنه بحب : أنا مش مصدوم أبدا فيك وعمري أبدا ما هبصلك غير بفخر انك ابني ، من حقك يا ابني تلاقي نفسك الأول واعمل اللي يريحك واللي انت شايفه صح ، وأنا هدعيلك ان ربنا يوفقك في كل خطواتك .
خرج من عنده وهو موجوع وحاسس بالعجز انه مش قادر يساعده ومش عارف امتى هيتخطى الماضي ويبدأ يعيش حاضره من جديد ؟
مراته بصتله بحزن : خلاص هيمشي ؟
خاطر بصلها بوجع : هيمشي يا فاتن بس يارب يلاقي نفسه ويرجعلنا من تاني .

نادر سافر وأول حاجة عملها راح يشوف أخته الصغيرة في كليتها ، اتصل بيها وبلغها انه موجود وهي ماكانتش مصدقة بس جريت تشوفه وكانت فرحانة بيه جدا ، قعدوا مع بعض وبيتكلموا ويهزروا وبعدها قامت تجيب ساندوتشات ليها ولأخوها ، جابتهم وراجعة كان سيف خارج من محاضرة ولمحها ماسكة ساندوتشين بغير عادتها فراقبها بابتسامة بس اتفاجئ بيها بتدي الساندوتش لواحد وبتقف تتكلم معاه ، واتفاجئ أكتر وأكتر وهي بتتعلق في دراعه وبتشده يقعدوا مع بعض وبتقعد جنبه وبتضحك معاه ، قرب منها بغضب بس اتراجع؛ مش هيكرر غلطه من تاني ، طلع موبايله واتصل بيها وراقبها بتطلع موبايلها وبتكشر وبتكنسل عليه وبعدها بتقفل الموبايل وده جننه تماما ، شاورت لخلود جنبها فقربت منها وبتسلم على نادر وبعدها هي همستلها : شوفي سيف فين علشان ما يعمليش مشاكل .
خلود وقفت معاهم شوية وبعدها لمحت سيف بيقرب منهم و وشه بيطلع نار فخلود اعتذرت من نادر ومشيت ناحيته و وقفت في وش سيف اللي استغرب تصرفها ولسه هيتخانق معاها فاتكلمت : اللي معاها ده دكتور نادر أخوها مش أي حد .
بصلها بغيظ وسألها : أخوها بجد ولا زي محمود السمري ؟
خلود كشرت من غيرته و أكدت : أخوها والله أخوها بجد .
كشر وبص ناحية همس اللي بتبصله وبعدها بص لخلود : مش أخوها في المنصورة ؟
خلود استغربت سؤاله : وجه القاهرة لأي سبب فطبيعي يزور أخته ولا حضرتك عندك مانع ان أخوها يزورها ؟
كانت بتتكلم بتهكم فبصلها بحاجب مرفوع وقرب من وشها بصرامة : مش معنى انك صاحبتها ان ده يديكي الحق تتكلمي معايا بالأسلوب ده .
خلود بصتله بتحدي : والله يا دكتور اللي حضرتك مش واخد بالك منه ان معنى اني صاحبتها انك لازم تعملي اعتبار أكتر من كده لأن أنا اللي صاحبتها من سنين وأنا اللي معاها طول النهار والليل وأنا اللي بسمحلها تكلمك وتقرفنا طول الليل بدل ما أخليها تقعد على السلم وتكلمك ربع دقيقة فخلي بالك مني .
سيف بصلها بصدمة أو ذهول من كلامها ولسه هيرد بس اتراجع وبص ناحية همس بعدها بصلها بتحدي: وانتي بتفكري تطلعيها على السلم افتكري ان أنا اللي هحطلك درجات أعمال السنة بتاعتك .
خلود شهقت باستنكار : لا عمرها ما توصل لكده أبدا .
سيف ابتسم بتهكم وبيلبس نظارته : توصل أو ما توصلش ده شيء يرجع لمزاجي يا باشمهندسة - رجع خطوة وبصلها بحزم - قوليلها تكلمني لما ظروفها تسمح بعد إذنك .
سابها ومشي وهو متضايق انه مش عارف يكلمها أو يروح يتعرف على أخوها .
استناها في مكتبه كتير بس ما طلعتش ولا كلمته ، طلع للممر يشوفها بس ماكانش في حد فقرر يروح شغله .

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن