جانا الهوى (١٨)
بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيمووووالرواية حصري لجروب شيمووو وممنوع نشرها في اي مكان لحين انتهاء فترة الحصري .
أنس سمع ان أمه عايشة واستنى يفهم أكتر أو يستوعب هما بيقولوا ايه ؟
مامت بدر بصت لبنتها بلوم : انتي ايه اللي فكرك بيها دلوقتي ؟ قطعت مطرح ماهي موجودة ، هي ماتت وهتفضل ميتة .
هدى كشرت : بس لو أنس عرف من أي حد هيزعل ومش هيسامح بدر .
اعترضت : وهو هيعرف منين بس ؟ هو ما يعرفش حد غير عيالكم وعيالكم محدش فيهم يعرف ، دلوقتي بدر هيتجوز هند وهي الحمدلله بتحبهم وهي هتكون مامته لازمتها ايه يعرف حاجة عن رشا ؟ بس انتي ايه فكرك بيها دلوقتي ؟
هدى مطت شفايفها : شوفتها من كام يوم في المول وأنا بتمشى مع العيال وهي وقفتني وسألتني عن بدر وأنس .
أمها مسكت دراعها بتحذير : اوعي تكوني قلتيلها انه هيتجوز لتروح تعمله مشاكل ، يا بنتي احنا ما صدقنا أخيرا هيتجوز ، اقفلوا بقى السيرة دي ومش عايزة أسمع اسمها تاني ، أنس أمه ماتت وهند من النهارده هي أمه واوعوا حد فيكم يجيب سيرتها قدام بدر .أنس جري وخرج برا وقعد لوحده يعيط وافتكر كل السنين اللي فاكرها من عمره وهو بيتمنى يكون له أم ، افتكر كل ليلة أبوه بيكدب عليه فيها ويقوله يقرألها الفاتحة ، ازاي قدر يقوله انها ميتة وهي عايشة ؟ ازاي قدر يحرمه انه يكون زي أي طفل عنده أمه اللي بتحبه ؟
بدر رجع وبيدور على ابنه لحد ما شافه قاعد لوحده فراح قعد جنبه : قاعد لوحدك ليه ؟
أنس بص لأبوه ولأول مرة يكون كارهه بالشكل ده فبصله بغيظ : مفيش بعد إذنك .
بدر استغرب رد فعل ابنه بس انشغل ساعتها بأجواز اخواته وقعد معاهم وكان بيتكلم ويهزر وابنه من بعيد بيراقبه وموجوع وبدر لاحظ نظراته فقام راحله وقعد جنبه : أنس في ايه مالك ؟ ايه اللي مضايقك كده ؟
أنس بصله وفكر يقوله بس اتراجع : مفيش بس أنا عايز أفضل هنا مع تيتا .
ابتسم بتعجب: ماهو احنا هنا مع تيتا اهو .
أنس وضح : مش عايز أرجع المنصورة تاني .
بدر اتصدم وردد: افندم ؟ أنس فوق كده يا حبيبي ، مش وقت هزار سخيف ومقالب ، شوية وهنمشي بكرا ورايا شغل وانت وراك مدرسة .
سابه وقام مستغرب مصدر كلامه ده ايه ؟
رجع هو وابنه وطول الطريق أنس ساكت على غير عادته ومهما بدر يهزر معاه أو يكلمه إلا انه مش بيرد غير باقتضاب .نادر أخد القرار بسفره وراح قعد مع أمه اللي استغربت قعدته قصادها كده : خير يا نادر في ايه ؟
نادر بصلها لفترة واتكلم بهدوء : في اني مابقيتش مستحمل أفضل في المستشفى دي أكتر من كده ، ومش عايز أخرج وانتي زعلانة مني بس بجد يا أمي مش قادر ، واللي يرضيكي هعمله لو رفضتي سفري هقدم استقالتي و .... ومش عارف هعمل ايه؟ بس اللي عارفه اني مابقيتش قادر أدخلها ، قرري انتي عايزاني أعمل ايه؟ واللي تقوليه هنفذه .
سابها وقام دخل أوضته وغصب عنه افتكر آخر اتصال من بسمة ، يومها كلمته ودموعها وصلته وقهرتها وجعته : نادر النهارده هيكتبوا كتابي على حاتم ، أرجوك ساعدني ، حتى لو مش هترتبط بيا بس ساعدني ما تتخلاش عني .
اتنهد باستسلام : عايزاني أعمل ايه يا بسمة ؟ يوم كتب كتابك أعمل ايه ؟ آجي أباركلك تاني وأشرب شرباتك تاني ؟ ولا أخطفك ولا أقف وسطهم وأقولهم بحبها هاتوهالي ؟ أنا مش فاهم يا بسمة انتي ازاي شايفة اني عندي الحل !
عيطت أكتر : انت ليه قاسي كده يا نادر ؟ قولهم اني تعبانة وبموت ، وأنا فعلا بموت ومحدش حاسس بيا ، أنا بموت يا نادر ولو أخدت الخطوة دي هموت بجد وساعتها هتندم.
دمعة نزلت غصبا عنه ومسحها بعنف : وأنا بموت يا بسمة من يوم ما سقيتوني شربات فرحك ، أنا آسف يا بسمة بس علاجك المرة دي مش عندي .
قفل التليفون وقعد مكانه ودموعه نازلة ، خلاص أي أمل انهار ، مش فاهم هي ازاي بتطلب مساعدته ؟ ما تقول لأبوها انها مش عايزاه ؟ ما تتكلم وتنطق وتتمسك بيه ؟ ازاي عايزاه هو يروح ويطلب ايدها وهي هتتجوز ؟ ازاي تربطه بالشكل ده وبعدها تطلب مساعدته ؟
بسمة قفلت معاه وانهارت من كتر العياط أو اغمى عليها أو مش عارفة ايه اللي حصل بس فاقت على أصوات كتيرة وزغاريد أكتر ودموعها بتنزل أكتر وأكتر ، حست انها مش شايفة قدامها وفضلت تمسح في دموعها يمكن عينيها تنور من تاني بس كل حاجة حواليها مشوشة .
أمها والبنات دخلوا وقوموها تلبس وتتمكيچ وفعلا بدأوا يلبسوها ، ازاي مش شايفين دموعها ؟ ازاي مش حاسين بوجعها ؟ ازاي مش حاسين بالألم اللي هي حاساه ؟
أمها بصتلها وشافت حزنها وقربت منها باست خدها بحزن : حبيبتي ده نصيبك ارضي بيه ومين عارف مش يمكن ربنا له تدابير تانية ؟ ارضي بقضائه .
بسمة بصت لأمها وشافت وشها بس مشوش ورؤيتها مهزوزة وحست بدماغها هتنفجر من الصداع والوجع : ماما أنا تعبانة أوي .
أمها ابتسمت بوجع : معلش استحملي ساعة واحدة بس وكله هينتهي .
جت تبعد بس مسكت ايدها : ماما خليكي جنبي شوية .
أمها قعدت جنبها ضمتها ودموعها نزلت بصمت بس أمها مسحت دموعها وابتسمت : حبيبتي حاتم بيحبك وكويس وهينسيكي ، صدقيني هتنسي .
بسمة حتى الابتسامة المزيفة ماقدرتش ترسمها ، قاطعهم دخول أبوها قعد جنبهم وحاسس بوجع بنته : يلا يا حبيبتي المأذون جه .
بسمة دموعها نزلت غصب عنها وأبوها مش متحمل وقام وقف بس مراته مسكت ايده : رايح فين ؟
عمار بصلها بحزم: هعمل الصح يا أم بسمة .
باس بنته ومسك وشها : ابتسامتك وحشتني أوي يا بسمة وأنا مش حمل دموعك دي .
سابهم وخرج ومراته جريت وراه توقفه : انت هتعمل ايه؟
بصلها بإصرار : همشي الناس اللي برا دي كلها أنا ماعنديش غير بسمة واحدة فهعمل ايه من غير بسمتها ؟ هعرف حاتم انها مش بتحبه .
عائشة بتهكم : قلتله وقال انها بتاعته وأصر يكمل .
عمار اتصدم بس تخطى صدمته : يبقى أقول لأبوه أنا رافض الارتباط ده وبنتي مش بتحب حاتم أبدا .
عائشة بصت لجوزها بتردد : وتفتكر هيقبل ؟
أخد نفس طويل : تعالي نقوله .
تابعت جوزها لحد ما راح لأخوه اللي مبتسم والناس بتباركله ويادوب قرب منه : عبدالمجيد أنا عايزك في موضوع مهم تعال جوا لحظة .
حاتم لمحهم وقرب منهم وبص لعمه : خير يا عمي ؟
عمار بصله بلوم : كنت فاكر انك بتحبها بجد بس اللي بيحب يا حاتم بيختار سعادة حبيبه حتى لو مش معاه .
عبدالمجيد بص لابنه ولأخوه بعدم فهم : في ايه ؟ تعالوا جوا نتكلم الناس بتتفرج علينا .
دخلوا جوا وعبدالمجيد بص لعائشة : هو في ايه وفين بسمة ؟
عمار بصلهم : بسمة مش عايزة الجوازة دي ومش بتحب حاتم .
عبدالمجيد هيعترض بس عمار كمل : وابنك عارف كده كويس وعارف انها ما بتحبهوش وقالتله من سنتين انها مش بتحبه بس قالها هنقولهم بعد ما تخفي وما نزعلهمش من بعض وبنتي وثقت فيه انه هيحترم كلامه بس ابنك خان ثقتها دي واستغل حبي واحترامي ليك واني مش عايز أزعلك أو تفتكر اني بستغل ابنك وعارف انها بتحب غيره.
عبدالمجيد بص لابنه بذهول وبص لأخوه : ابني بيحب بسمة من وهما عيال يا عمار مش من سنتين ولا تلاتة ، طول عمره يقولي بسمة ليا وأنا بقولك انها له دلوقتي هي بتحب غيره ؟
عمار بص لأخوه : بيحبها بس هي ما حبتهوش وطول عمرها بتقوله انه أخوها وبس وابنك عارف ده كويس .
عبدالمجيد هيزعق بس عمار وقفه بغضب : يا سبحان الله عليك يا عبد المجيد انت بتحب ابنك ومستكتر عليا أحب بنتي ؟ انت خايف عليه وعلى مشاعره وعايزني أدفنها بالحياة ؟
ما تسأل ابنك أهو قدامك اهو وقوله بسمة قالتلك انها بتحبك قبل كده ولا لا؟ قوله بسمة رفضتك كزوج ولا لا ؟
عبدالمجيد بص لابنه بغضب : رد وقولي انها بتحبك زي ما طول عمرك ما بتقول ، بسمة بتاعتي ؟ انطق .
حاتم بص للأرض وأبوه زعق : انطق قولي هي رفضتك لما اتقدمت من سنتين ولا وافقت ؟
حاتم بصوت واطي بحزن : رفضت .
عبدالمجيد الدنيا لفت بيه ومابقاش عارف يعمل ايه وأخوه قرب منه بحزن: بنتي بتموت يا عبدالمجيد من ساعة ما أجبرتها تتخطب وانت بنفسك شوفت حالتها .
عبدالمجيد بصله بعنف : بتحب مين يا عمار ؟
عمار بص لمراته اللي شجعته يكمل وبص لأخوه اللي ابتسم بتهكم : دكتور نادر ، مفيش غيره بنتك اتعاملت معاه ، نورت وفتحت على ايديه ودبلت من تاني بعد ما مشي ، ماقدرتش أبدا أفهم رد فعله يوم خطوبتها من قمة السعادة للحالة اللي كان فيها غير دلوقتي ، دلوقتي فهمت هو ليه مشي من البلد كلها .
بص لابنه بيلومه وحاتم استنكر : بتبصلي كدا ليه ؟ بسمة بتاعتي وحبيبتي ، من واحنا عيال صغار والكل عارف ان حاتم لبسمة وبسمة لحاتم ، أنا بحبها ومن حقي أحافظ عليها وأحتفظ بيها .
عبد المجيد ضربه بالقلم وصرخ في وشه : ايه هي دي بتاعتي وأحتفظ بيها؟ هي كانت عروسة لعبة ولا عربية انت اشتريتها ؟ دي بني آدمة وهي حرة تختار حياتها هتعيشها مع مين ؟
حاتم ايده على خده مكان القلم ومش مصدق ان أبوه لأول مرة يضربه في حياته ، نزل ايده وصرخ فيهم كلهم : هو مين طول عمري كان يقولي بسمة ليك وانت ليها ؟ دي عروستك يا حاتم ، خلي بالك من بسمة يا حاتم ، ها مين ؟ مش انتوا ؟ دلوقتي بتلوموني على ايه ها ؟ بسمة بتاعتي انتوا سامعين ؟
عبد المجيد ضربه تاني بالقلم ومسكه من هدومه وزعق فيه : كنتوا عيال ، أطفال ، وياما الكبار بيكون ليم أحلام بأولادهم، لكن أول ما بتكبروا عقولكم بتتفتح وحياتكم بتتشكل على هواكم مش على هوانا ، وبسمة اختارت حياتها واختارت الإنسان اللي عايزة تشاركه حياتها ، كان لازم تقف جنبها ، وتتمنالها السعادة ، أول مرة أعرف انك أناني بالشكل ده، بقى انت ابني اللي ربيته وعلمته وبقى راجل و ضابط قد الدنيا ؟
عبد المجيد بص لعمار ومراته اللي ساكتين ومتابعين في صمت: عمار يا أخويا ، الغلطة دي عندنا وحاتم ابنك وغلط سامحه - بص لعائشة وكمل - وانتي كمان سامحيه ، بس كان لازم تعرفوني من أولها .
عمار أخد نفس طويل : أنا آسف يا عبدالمجيد بس ماقدرتش أشوفها كده وأفضل ساكت وآسف اني فضلت ساكت لدلوقتي .
عبدالمجيد حرك دماغه بتفهم: ياريتك اتكلمت من بدري بس ملحوقة ، هطلع أمشي المأذون وأقولهم انها تعبانة شوية .
عمار بص لمراته بارتياح : ادخلي فرحيها وطمنيها وقوليلها أبوكي مش هيرضالك أبدا تحزني وهو عايش ، قوليلها اني هكلم نادر بنفسي وأطلب منه يجيب أهله ويجي وهعملها فرح ماحصلش ادخليلها يا عايشة يلا .
عائشة دخلت لبنتها تفرحها وعمار طلع مع أخوه يمشوا الناس اللي برا بس أول ما خرجوا سمعوا صريخ عائشة ودخلوا يجروا عليها كانت بسمة على السرير نايمة أو شكلها نايم .
عمار جري عليها بخوف : في ايه مالها ؟
عائشة ببكاء : مش بترد ولا بتفوق يا عمار .
طلبوا الإسعاف بسرعة والفرح انتهى وكل واحد راح بيته والعيلة راحت للمستشفى مع بسمة يطمنوا عليها وصمت مسيطر على الكل مستنيين الدكتور يطلع يطمنهم .
دكاترة كتير دخلت واحد ورا التاني ومحدش بيقولهم حاجة لحد ما عمار زعق وطلب ان حد يقوله أي حاجة وبنته مالها فخرجله الدكتور عبدالعزيز وبصله والكل وقف مستنيه يتكلم وهو بصلهم بحزن : كان نفسي أطمنك يا أبو بسمة بس محدش فينا عارف هي مالها؟ بس هي دخلت في غيبوبة ومش عارفين نفوقها .
الكلام نزل زي الصاعقة على الكل وعائشة قعدت على الأرض تعيط بصمت وعمار بيبص حواليه زي المجنون مش عارف يعمل ايه؟ ولا يتصرف ازاي ؟ فجأة خطر في باله نادر فاتصل بيه ونادر أول ما شاف اسمه رد بسرعة يمكن يكون في أمل حبيبته ترجعله .
عمار أول ما سمع صوته عيط بقهر: الحقني يا نادر بنتي دخلت في غيبوبة والدكاترة مش عارفين يفوقوها ، تعال فوقها يا نادر وهي أول ما هتسمع صوتك هتقوم ، أنا عارف انك بتحبها وهي بتحبك وهتصحى أول ما تسمع صوتك .
نادر توقع أي حاجة يسمعها غير اللي سمعه من أبوها ، فضل جامد مكانه لحظات مش قادر يقوم ولا عارف يقوم ولا عارف يتحرك ، يعني ايه دخلت في غيبوبة وليه أصلا ؟ معقول كانت تعبانة وهو تجاهل تعبها واتهامها انها بتمثل التعب علشان تستعطفه ؟
قام من مكانه وخارج مصدوم وأبوه شافه وقفه : نادر مالك ورايح فين كده ؟
بص لأبوه بتوهان : بسمة دخلت في غيبوبة ، كانت تعبانة وأنا ماصدقتهاش واتخليت عنها ، أنا لازم أروحلها .
أبوه وقفه وطلب منه يستنى يروح معاه وطول الطريق بيحاول يكلمه بس الصدمة مسيطرة عليه .