حكمنا الهوى ٣٦

88.2K 3.7K 270
                                    

حكمنا الهوى (٣٦)

بقلم : الشيماء محمد أحمد
#شيموووو

سيف مسك وش همس بايديه الاتنين ، وعيونه بتلمع بشغف ورغبة، عايز يقرب منها أكتر ويشبع منها أكتر ، عينيه متعلقين بشفايفها ومش شايف ومش عايز غيرهم حاليا .
قرب منها وشبه لمس شفايفها بس اتفاجئ انها حطت ايدها على شفايفه وهمست بصوت مبحوح: لا بلاش .
بص في عينيها باستغراب ويادوب صوته طلع بعاطفة : ليه لا ؟
مسكت ايديه اللي على وشها وضغطت عليهم بقوة وحب وعينيها متعلقين بعينيه وردت بخفوت : لان كل ما بتقرب مني أكتر كل ما بيوجعني بعدك أكتر ، مابقيتش عارفة أقعد في أي مكان انت مش فيه ، مجرد ما بتختفي عن عيني ده وجع في حد ذاته ، فما تزودش وجعي ده بإنك تعلقني بيك أكتر وأكتر وتخليني طول الوقت قلبي وعقلي وكل ما فيا موجوع وبيتمنى قربك .
اتفهم مبررها لان فعلا عندها حق ، كل ما بيقرب أكتر بيصعب البعد والصبر أكتر ، أخد نفس طويل طلعه على مراحل واتعدل في قعدته بص قدامه وحاول يقول أي حاجة بس مش لاقي كلام يقوله لان هي كلامها صح ، ربط حزامه ومد ايده يدور عربيته بس مسكت ايده بخوف : انت زعلت مني ؟
كان في خوف في عينيها ضايقه فحاول يبعد الخوف ده عنها بابتسامة: لا يا حبيبي ما زعلتش ، همس حبيبتي بطلي تخافي أنا مش هبعد عنك أبدا ، أنا ملكك انتي وبس ، انتي خطيبتي وبكرا بإذن الله هتكوني مراتي فبطلي الخوف ده اني أبعد لأني مش هبعد ، وبعدين ولنفترض زعلت فين المشكلة ؟ خليني أزعل وهنزعل وهنتصالح ، أنا مش هبعد وحتى لو زعلت برضه مش هبعد فبطلي تعملي حساب أوي لزعلي – بص قدامه وابتسم نوعا ما – أنا عايز همس اللي قالتلي أتخن حيطة واضرب دماغك فيها – بصلها بحب– فاكراها همس دي ؟ اللي قالتلي أنا مش هعتذرلك تاني ، فين همس دي اللي مش بيهمها حد ؟
ابتسمت للذكريات اللي حست انها من سنين طويلة وتمتمت بتوضيح: همس دي ماكانتش بتحبك ولا يهمها قربك أو بعدك.
ابتسم : ماشي أنا عايز همس اللي بتحبني دي بس برضه عايز صاحبة الشخصية القوية اللي أجبرتني أحبها وقتلتني بعشقها .
بصت قدامها وأخدت نفس طويل بهدوء: هترجع بس خليها الأول تطمن وتصدق ان حبيبها معاها وهي هترجع وتقوى شوية شوية .
مسك ايدها باسها وقال بتأكيد: أكيد هترجع طبعا علشان حبيبها وراها وهيفضل وراها لحد ما تكون واثقة ثقة عمياء انه لا يمكن يبعد عنها أو يخذلها في يوم .

نادر كان في العمليات وأول ما خرج مسك موبايله كتب رسالة : بتعملي ايه ؟
ملك كانت في مكتبها وأول ما شافت الرسالة لقت نفسها بتبتسم بسعادة وكتبت( في مكتبي وانت ؟ )
ابتسم ( لسه خارج من عملية صعبة )
ملك ( والمريض حالته ايه ؟ وكان ماله ؟ )
نادر ( كويس الحمد لله قدرت أعالج قلبه )
ابتسمت وكتبت ( طيب ما تعالج قلبي أنا كمان )
ابتسم و وقف سند على الحيطة ( سلامة قلبك يا قلبي ، ماله قلبك ؟ ايه اللي واجعه ؟)
فكرت لحظات ( بيدق كتير وموجوع وبيتمنى كتير ، بس علاجه بعيد عنه )
ابتسامته بتوسع وقلبه بيدق واتمنى لو يشوفها قدامه ويشبع منها ، كتب ( انتي عارفة يعني علاجه ؟ )
لقت نفسها بتضحك وردت ( علاجه بسيط ، الدكتور قالي خلي سبب دقاته قصاد عينه ، انت ايه رأيك يا دكتور ؟)
كتب بسرعة ( دكتور شاطر اسمعي كلامه وخلي العلاج قصادك ٢٤ ساعة في ال ٢٤ ساعة )
كتبت بحيرة ( طيب دي أعملها ازاي ؟ )
فكر وماعرفش يكتب ايه ؟ فكتب ( ينفع أشوفك ؟)
ابتسمت ( امتى ؟ )
فكر وماعرفش برضه امتى يشوفها ( خليني أبلغك بس دلوقتي مستني همس وسيف جايين عندي وبعدها أنا فاضي )
كتبت تعاتبه( سيف ؟ سيف اللي ماقلتليش انه عايش وأنا كنت زعلانة ان أختك خسرت حبيبها ؟)
خبط دماغه لغبائه بس سيف كان لايف من شوية والموضوع مش سر بس هل كان المفروض قالها ؟ ولا ماكانش قالها ؟( ماكانش سري علشان أشاركك فيه ، سيف طلب محدش يعرف وحتى أقرب الناس له ماكانوش يعرفوا ولولا انهيار همس ماكانش قالها ، اعذريني بس ماكانش سري يا ملك )
حست انه خايف من زعلها فحبت تطمنه ( عارفة ومقدرة والمهم انها بخير وانه بخير ، ربنا يسعدهم مع بعض ، خلص معاها وكلمني براحتك )
أخد نفس طويل بارتياح ولقى نفسه بيكتب ( بحبك ومش علشان أنا عايز أحب ، ومش علشان أسد فراغ في حياتي ، ومش علشان وحيد ومحتاج حد معايا يشارك وحدتي ، حبيتك علشان انتي هي انتي ،علشان بقيتي ملاذي الآمن ،حبيتك علشان لقيت معاكي خوفي ولومي لنفسي اتبدد ومابقالهوش وجود وكأنه ماكانش موجود ، حبيتك زي ما انتي بطبيعتك وبعيوبك ، حتى في الأوقات اللي ماحبيتيش فيها نفسك حبيتك كتير واتمنيتك  كل لحظة وكل ثانية تكوني معايا )
بعتها وهو مستغرب تماما هو كتبها ازاي وليه دلوقتي ؟ بس جواه محتاج انه يقوله ويطلعه ، جواه مشاعر كتيرة عايز يعيشها ويحسها ، جواه حب كبير محتاج لحبيبته .
ملك قرأت رسالته وفضلت باصة للحروف قدامها ، معقول هي عايشة الحب بجد ؟ معقول أخيرا لقت نصها التاني وتوءم روحها ؟ لو يعرف قد ايه هي استنت قلبها يدق بالشكل ده لحد يحبه ويبادله الحب ده ؟
فكرت تكتب ايه ترد بيه بس مش عارفه تفكر فهتكتب اللي يخطر في بالها وبس ( حبيتك حب غريب متمرد ، ما اخترتش أحبك لكن حبك هو اللي اختارني ، كل حاجة كانت صدفة ، والصدفة رمتك جوا قلبي ، وابتليت بأجمل ابتلاء في الكون ،  ابتليت بعشقك وغرامك ، ما تخيلتش ان ممكن يجي يوم من الأيام وقلبي يدق ويحب ويتحب بس ماكنتش أعرف اني مستنيني حب كبير هيدخل حياتي يملاها ، بحبك يا أجمل غرام في حياتي )
قرأ الرسالة وقفل الموبايل وسند راسه على الحيطة وراه وغمض عينيه وهو مبتسم وبس ، مكتفي بحالة الحب المسيطرة عليه ، ساند على الحيطة ورافع رجل ساند عليها ومغمض عينيه بهيام.

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن