حكمنا الهوى (٦٦)

92.3K 3.3K 298
                                    

حكمنا الهوى (٦٦)

بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيمووووو

بدر دخل شقته وكلهم اتصدموا بوجود رشا قاعدة بأريحية في شقتهم وباصالهم بكل برود ، لوهلة وقفوا مذهولين محدش فيهم قدر يرد عليها، بس أول واحد خرج من صدمته كان بدر اللي قرب منها باستنكار : انتي بتعملي ايه هنا ؟ ودخلتي هنا ازاي ؟
ابتسمت ببرود: بعمل ايه ؟ زي ما انت شايف بشرب شاي ، أما دخلت ازاي ؟ فعادي بالمفتاح!
زعق بغضب : انتي بتستظرفي ولا ايه ؟ بقولك بتهببي ايه في بيتي ؟ ودخلتي هنا ازاي ؟
رشا حطت من ايدها الكوباية وبصتله وردت بجدية : أعمل ايه ؟ سيادتك خليتهم حبسوني ولما خرجت من الحبس روحت شقتي لقيت صاحب البيت أجرها ورمالي حاجتي تحت السلم وحاولت أرجع شغلي بس حتى صاحب الشغل استغنى عني و وظف غيري ، حاولت أشتغل في أي مكان تاني محدش رضي يشغلني بما اني بقيت سوابق بفضل سيادتك ، أروح فين بقى ؟ مالقيتش بصراحة مكان أروحه فقلت آجيلك هنا ، لقيت الشقة فاضية يوم بحاله محدش بيجي ولا حد بيخرج وكان معايا مفتاح لاني عملت نسخة منه المرة اللي فاتت ساعة الفرح ، فدخلت وقعدت فيها لحد ما تيجي اهو وتشوفلي حل .
سمعها بذهول تام من جرأتها وبرودها ورد باستنكار: أشوفلك حل ؟ أنا اللي أشوفلك حل ؟ انتي معدنك ايه يا بني آدمة انتي ها؟ ولا ملتك ايه ؟ بأي وش جاية بيتي تقعدي فيه ؟ انتي معدومة الإحساس والله - زعق بغضب- اطلعي برا بيتي ولو هتشحتي في الشارع مش هديلك حتى صدقة لله ، اطلعي برا .
رشا بصت لابنها الواقف مصدوم وقالتله باستعطاف : أنس قول حاجة لبابا ، أنا آسفة لو زعلتك مني بس أنا مامتك برضه وبحبك ، قوله أي حاجة.
أنس قرب من هند ومسك دراعها وكأنه بيحتمي فيها ورشا لاحظت ده فاتجننت وزعقت بغيظ : أنا مامتك مش المسهوكة دي .
بدر أول ما علت صوتها بالشكل ده مسكها من دراعها وبيشدها لبرا بيته بعنف: اطلعي برا بيتي وارمي بلاكي على أي حد تاني ، برا غوري من هنا .
بيحاول يخرجها بس هي مش بتخرج وبتعافر قصاده وبتصرخ في ابنها ، حتى هند مسكت دراعها وبدر بيشدها واترجتها: قوليله يرحمني ، أنا أم وغلطت بس مش ده عقابي ، أروح فين أنا دلوقتي ؟
هند بتحاول تخلص دراعها بس رشا ماسكاه جامد لدرجة بدأت توجعها فتأوهت : دراعي

بدر اتجنن أكتر ومسك ايد رشا فكها عن دراع هند وشدها بعنف أكبر رماها برا باب الشقة وقال باستياء: مش عايز أشوف وشك تاني اديتلك فرصة وضيعتيها خلاص مالكيش فرص تانية .
حاولت تزيحه وتدخل وهو بيمنعها وزقها بعيد عن باب الشقة بقرف: غوري من هنا بقى .
مسكت هدومه بإصرار : انت عمرك ما هتخلص مني يا بدر ؛ أنا أم ابنك ولآخر الزمن هفضل أم ابنك .
مسك ايديها الاتنين فكهم بعنف : غوري بقى من هنا .
زقها تاني بس المرة دي توازنها اختل وهي على طرف السلم و وقعت وصرخت بصوتها كله ، بدر اتصدم لان ماكانش قصده أبدا يزقها بالشكل ده أو يوقعها كده بس هي نرفزته .
هند كانت واقفة عند الباب متابعة جوزها وأول ما وقعت جريت جنبه و تابعوها بعيون مصدومة لحد ما بقت على أول مصطبة تحت درجات السلم اللي قدامهم ودراعها تقريبا اتكسر لان وضعيته غريبة ودماغها بتنزف وغابت عن الوعي ، هنا بدر فاق من صدمته وجري عليها ، قرب بتوتر من رقبتها يشوفها عايشة ولا ميتة ، كانت ايده بتترعش وهو بيشوف نبضها ، رفع راسه لمراته اللي واقفة متجمدة مكانها وخافت تسأله اكتفت بنظراتها فقال بصوت مرعوب : عايشة ، هند هنعمل ايه ؟ أنا ماكانش قصدي أبدا ، والله ما كان قصدي أنا مش عارف ازاي وقعت كده ؟
هند أخيرا نطقت بتوتر : دي كانت حادثة يا بدر ، حادثة مش مقصودة ، انت مالكش دعوة .
الاتنين اتفاجئوا بأنس وراهم بيسأل بخوف : هتطلبوا الإسعاف ولا هتسيبوها كده ؟
بدر وقف بسرعة : هطلب الإسعاف يا أنس طبعا .
طلع موبايله بتوتر وكلم الإسعاف وهند مسكت أنس ضمته : هتبقى كويسة يا حبيبي ، هتبقى كويسة ما تخافش عليها ، هتبقى بخير .
هند كانت بتطمن نفسها أكتر مما هي بتطمن أنس ، بعد شوية الإسعاف وصلت وأول ما شافوها بصوا لبدر بتساؤل فوضح : وقعت على السلم وما رضيتش أحركها علشان ما أحركهاش غلط ولا ايه ؟
المسعف : أيوة صح انك ماحركتهاش بس ايه وقعها بالشكل ده ؟
بدر ما ردش وهند اللي ردت بسرعة : هي وقعت لوحدها وبلغناكم بسرعة تيجوا تلحقوها .
المسعفين بيثبتوها الأول وبيحاولوا يشيلوها بالراحة ، واحد منهم سأل بدر باتهام: ازاي خرجت السلم ، دي لابسة هدوم نوم
بدر ما قدرش يرد من توتره ورعبه وهند اللي ردت بحنق: ينفع تسعفوها الأول وبعدها تسأل ما بدالك ؟ أنا أخت دكتور نادر خاطر كان جراح في المستشفى وأكيد تعرفه
المسعف ملامحه اتبدلت ورد بلباقة: أيوة طبعا أعرفه يا فندم تمام هننقلها للمستشفى بس هنحتاجكم هناك .
هند ردت : احنا وراك على طول .
اتحركوا بيها تحت أنظارهم وهند بصت لأنس : ادخل جوا يا أنس انت دلوقتي .
بصلها بخوف : احنا هنروحلها ؟
حاولت تطمنه : اه هنروح يا حبيبي بس خليني أجيب باباك الأول هو مصدوم من اللي حصل .
أنس سمع كلامها وهي نزلت لبدر مسكت ايده فانتبهلها وقال بقلق : هند ماكانش قصدي و
قاطعته بهدوء : تعال بيتنا .
شدته وطلع معاها لحد شقتهم وقفلت الباب وأخدته أوضتهم وبعدها مسكت وشه باهتمام : بدر طمني عليك
بصلها برعب : لو ماتت
قاطعته بسرعة : مش هتموت ، إن شاء الله مش هتموت .
قال بتيه وخوف : ما شوفتيش راسها بتنزف ازاي ؟ ودراعها اتكسر بطريقة بشعة ، ممكن تموت يا هند
فضلت ماسكة وشه : بدر بصلي بدر
بص لعينيها وهي كملت بنبرة مطمئنة : مش هتموت ولو ماتت فده قدرها وده عمرها وهي اللي جابته لنفسها .
علق بتأنيب ضمير وبدموع لمعت في عينيه : بس أنا أبقى قتلت أم ابني ؟ أنا أبقى قاتل في نظره ؟ أنا مش قاتل يا هند مش قاتل .
دموعها نزلت بحزن : بدر حبيبي دي حادثة وكلنا عارفين انها حادثة ، مفيش حد عاقل يتصرف تصرفاتها دي أبدا ، المهم اهدا دلوقتي خلينا نروحلها المستشفي .
غمض عينيه وأخد نفس طويل وردد وحاول يقنع نفسه: دي حادثة ، مجرد حادثة يا بدر .
ابتسمت وأكدت معاه : دي مجرد حادثة انت مالكش دخل بيها ، مجرد حادثة .
هز دماغه : طيب يلا بينا
مسكت دراعه بتساؤل: أي حد هيسأل هنقوله ايه ؟ علشان تبقى روايتنا واحدة وكمان أنس يعرف هيقول ايه لو حد سأله ؟
بصلها بحيرة : مش عارف ، هقول الحقيقة أنا زقيتها و
حطت ايدها على شفايفه وزعقت : أنا مش هخسر جوزي علشان كلبة زي دي ، مش هربي ابني لوحدي علشانها يا بدر انت فاهم ؟ انت مديونلي تربي ابنك معايا انت فاهم ؟ مش هتسيبلي عيلين أربيهم لوحدي علشان بني آدمة زيها
سمح لدموعه تنزل وبص لبطنها وبصلها باستسلام: عايزاني أقول ايه ؟
بصتله بجدية: هنقول الحقيقة ، مش بحذافيرها بس الحقيقة ، لقيناها في بيتنا وطردناها برا البيت بالعافية لانها ماكانتش عايزة تخرج وبعدها سمعنا صرختها فخرجنا بسرعة لقيناها بالوضع ده ، انت ما زقيتهاش انت فاهم ؟ اوعدني ان ده اللي هتقوله
بصلها بتردد بس هي مسكت ايده حطتها على بطنها وقالت بإصرار: احلف بحياته وحياتي ان ده اللي هتقوله يا بدر
أخد نفس طويل وضمها لحضنه : أنا بحبك يا هند بحبك أوي فوق ما تتخيلي .
بعدت نفسها عنه وكررت: احلف ان ده اللي هتقوله وإلا يا بدر مش هسامحك لآخر يوم في عمري
ابتسم من بين دموعه : حاضر ده اللي هقوله يا هند ، حاضر .
ضمته تاني ورددت لنفسها : كل حاجة هتبقى بخير ، كله هيبقى بخير واحنا بخير ، احنا بخير يا بدر .
خرجوا بعدها وهي راحت لأنس مسكته وقالت بهدوء : أنس انت عارف ان اللي حصل ده مش مقصود ؟
انس هز راسه بتأكيد وهي كملت : طيب عارف انهم هيحققوا في اللي حصل ده وممكن بابا يتحبس أو يبعد عننا ؟
بص لأبوه بخوف وردد : بس بابا ماكانش قصده أبدا ، هند أنا عارف انه مش قصده وانها وقعت وهقول كده .
هند مسكت ايده بهدوء : هنقول كده بس مش بالظبط يا أنس ، لان كده ممكن بابا يتضر .
بصلها باهتمام وبص لأبوه اللي واقف مطأطئ راسه للأرض وكان أول مرة يشوفه كده ، هند اتكلمت وقالتله هيقولوا ايه بالظبط وهو أكد ان ده اللي هيقوله .
هند بتنبيه : لو كلامك اتغير يا أنس لأي سبب بابا هيتاخد مننا ، اوعى تحت أي ضغط أو أي كلام تغير كلامك ، خرجناها برا وبعدها سمعنا صرختها وده اللي حصل ، مش انت كنت جوا وسمعت صرختها خرجت عليها ؟ فانت مش بتكدب يا حبيبي ، هتقول الحقيقة بالظبط ، انت جوا وسمعت صرختها طلعت شوفتها بالمنظر ده ، انت مش هتنطق حرف واحد كدب ، اتفقنا يا حبيبي ؟
هز دماغه وراح مسك ايد أبوه يطمنه: بابا احنا معاك أنا وهند وماما هتبقى كويسة و ممكن نشوفلها أي حتة تقعد فيها علشان ما تقرفناش هنا كل شوية ، صح يا بابا ؟ علشان خاطري شوفلها أي مكان تقعد فيه وخلاص ما تيجيش هنا
ابتسم لابنه : حاضر يا أنس حاضر . 
راحوا المستشفى وقعدوا في انتظار حسوه طويل جدا وخايفين من اللي جاي .

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن