حكمنا الهوى (٥٢)
بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيموووووسيف اتوتر من اتصال فاتن ومستني إجابتها وهي اضطرت تجاوبه طالما اتصلت بيه من البداية : بخير يا ابني بس ما أكلتش حاجة من الصبح ورافضة الأكل وبدأت تتعب فقلت أكلمك قبل ما تروح تعدي عليها تاكلوا مع بعض يمكن نفسها تتفتح وهي معاك ، بس كده لكن هي بخير ما تقلقش .
اتنهد بارتياح : مسافة الطريق وهكون عندك ما تقلقيش .
قام لبس تيشيرت وچينز لانها بتحبه كده ونزل بسرعة ، مامته قابلته كانت طالعة عنده فسألته بحيرة: انت رايح فين ؟ الحاجات وصلت .
بصلها باستغراب : حاجات ايه ؟
وضحت : أوضة نومك الجديدة والحاجات اللي اشتريتها ، العربية برا والعمال مستنيين علشان يفضوا الأوضة بتاعتك علشان يحطوا الجديدة .
نفخ بضيق لانه حاليا مش مستعد لده وعايز يروح لهمس أهم ، بص لأمه وقال بجدية: أنا رايح لهمس ، تعبانة ولو ما اتحسنتش يا أمي هنأجل الفرح فحاليا دماغي مش رايقة نهائي لأوض نوم جديدة أو كل الموال ده ، اتعاملي انتي وبابا معلش .
ربتت على كتفه بحنو : حبيبي همس هتكون بخير والفرح بإذن الله هيتعمل في ميعاده .
ابتسم بحزن: أشك بس يارب ، يلا هسيبك دلوقتي .
خرج وقابله العمال، واحد منهم قرب منه يسأله: هننزل الأوضة القديمة الأول صح يا باشا ؟
سيف بص لأبوه بتعجل: بابا أنا رايح عند همس وقلت لماما تتعاملوا انتم ، ممكن بعد إذنك ؟
أبوه كان هيعترض بس لمح مراته بتشاورله يسيبه فاتراجع وقال بهدوء: روح وابقى طمنا عليها وعلى صحتها وحاول تيجي على طول لو الأمور تمام ؟
هز راسه بموافقة وانسحب بسرعة وطار بعربيته لعندها .همس نايمة على السرير وهالة جنبها بتحاول تقنعها تاكل بس هي رافضة تماما الأكل وسيرته وريحته .
هالة قعدت جنبها على السرير بحزن : همس لو ما أكلتيش مش هتستردي صحتك ولو ده ما حصلش مش هتتجوزي سيف ، أنا مش فاهمة انتي ازاي مش بتجبري نفسك تاكلي الطبق باللي فيه مش بس الأكل ؟ مش عايزة سيف ؟
همس غمضت عينيها بتعب: غصب عني ، انتي شوفتي رجعت كام مرة ؟ أي أكل باكله معدتي بتفضل تقلب لحد ما تطرده ، انتي متخيلة اني مش عايزة أعمل اللي بتقوليه ده ؟
هالة اتعاطفت معاها ومسكت موبايلها: طيب كلمي سيف خليه يجيلك يقعد معاكي شوية يمكن هو يعرف ياكلك ويغير مودك شوية .
همس حركت راسها برفض : سيف بقاله كام يوم مش بينام ، خليه يرتاح الليلة دي .
سمعوا جرس الباب بيرن فهالة قامت تبص من الباب تشوف مين
هالة بصت لقت فاتن بتقول بترحيب : ازيك يا سيف يا ابني
بصت لهمس بحماس : سيف جه اهو يا همس .
همس حاولت تقوم وهالة جريت تسندها علشان تخرجله .خاطر وقف يستقبل سيف ويسلم عليه وبص لمراته بعتاب : قلتلك بلاش تقلقيه وسيبيه يرتاح الليلة .
سيف اعترض : راحتي اني أطمن عليها يا عمي - بص لحماته وسألها باهتمام- لسه برضه ما أكلتش ؟ ولسه تعبانة ؟
قاطعته همس اللي خرجت وشكلها يغني عن أي سؤال : أنا كويسة ما تصدقهمش .
بصلها وهو مش مصدق ان دي كانت من يومين بس وشها كله نضارة وحيوية ودلوقتي دبلانة بالشكل ده
رد باستنكار : همس انتي مش قادرة حتى تقفي لوحدك فــكويسة ازاي بقى ؟
سابت ايد هالة وردت بضعف: أنا بخير اهو .
عينيه في عينيها وهي حست ان الدنيا كلها بدأت تلف بيها والصالة كلها بتلف وهي مش ثابتة أبدا على الأرض .
سمعت صوت سيف من بعيد بيسألها بخوف: همس انتي كويسة ؟
سيف لاحظ انها مش طبيعية ودايخة فقرب منها ويادوب خلص سؤاله لقاها بتقع بس لحقها ومسكها وشالها حطها على الكنبة وحاول يفوقها وهو بيقول بقلق: همس فوقي كده ، فوقي انتي بخير ، افتحي عينيكي .
بصتله بتوهان : ايه اللي حصل ؟
جاوبها بلوم : سيادتك دوختي من قلة الأكل ، همس لازم تاكلي .
غمضت عينيها ولفت وشها بعيد بتعب: مش جعانة ومش قادرة آكل أي حاجة .
بص لفاتن : هاتي أي حاجة تاكلها وأنا هآكلها .
فاتن راحت وهالة راحت معاها تساعدها أما همس فبصتله باستنكار : بقولك مش قادرة آكل ومش عايزة
بصلها لوهلة قبل ما يتكلم بأمر : هتاكلي يا همس حتى لو هتاكلي غصب عنك .
بصتله بعدم تصديق: انت بتقول ايه ؟ غصب ازاي ؟
فضل ساكت فكررت بعناد : هتغصبني ازاي يا سيف فهمني ؟
أخد نفس طويل قبل ما يرد عليها بعجز: مش عايزة تاكلي ليه ها؟ أنا المفروض دلوقتي أكون مع العمال اللي في البيت بينزلوا أوضة النوم بتاعتنا ، والمفروض أكون بستعد لشهر عسلنا ، والمفروض نكون بنعمل ألف حاجة غير اني أكون بقنعك تاكلي علشان تتحسني يا همس .
صوته كان بيتغير تدريجيا وبيعلى شوية شوية وهي مصدومة من نرفزته عليها بالشكل ده وبالطريقة دي .
لفت وشها بعيد عنه علشان ما يشوفش دموعها اللي بتجاهد علشان تمنعهم .
علق بهدوء مصطنع : كلي علشان تتحسني وإلا قوليلي اجل الفرح يا سيف وهسيبك براحتك بس ألحق آجل كل حاجة .
بصتله بصدمة : هو ده اللي يهمك ؟ ميعاد الفرح ؟ وتعبي مش فارق معاك ؟
بصلها بذهول : تعبك مش فارق ؟ انتي واعية بتقولي ايه ؟ - فتح بوقه علشان يزعق بس اتراجع واتكلم بصبر - مش هرد عليكي دلوقتي ، المهم عندي تاكلي وتقفي على رجليكي وخلينا ناجل الخناق لوقت تاني .
فاتن جت بصينية أخدها منها سيف وهي علقت : يادوب شوية شوربة لسان عصفور دافية وقطعت فيها قطع فراخ صغيرة ، وعصرت عليها ليمون ، هي بتحبها كده .
همس استنت تشوف هيجبرها ازاي ولا هيعمل ايه ؟
سيف حط الصينية على رجليه قصادها وقال بلين: هآكلك بنفسي .
مد المعلقة لبوقها وهي باصة لعينيه بتحدي وغيظ منه ، أما هو فقال بهدوء : افتحي بوقك وكلي يا همس .
كانت هتعترض بس قررت توافقه وتاكل غصب عنها وهتخليه يشوف بنفسه نتيجة اللي بيعمله ، أكلت منه وكل معلقة بتاكلها بتنزل زي النار في معدتها اللي بدأت تعترض ، أخدت كام معلقة وأمها خافت انها ترجع فجابت السلة وحطتها جنبها ، سيف استغرب وبصلها فوضحت: كل ما بتاكل بترجع .
علق : مش هنآكلها كتير ، أربع أو خمس معالق مش أكتر ، بس تسند نفسها .
في المعلقة الخامسة زقت ايده ومسكت السلة ترجع كل اللي أكلته ، بص لهالة تاخد منه الأكل وبالفعل أخدته وجه يقرب من همس بس زقته بايدها بعيد عنها ، حطت السلة ولسه هتقوم فحاول يساعدها بس رفضت بضعف : خليك بعيد .
ماشية بتترنح ورفضت مساعدة أي حد ، دخلت الحمام تغسل وشها والتلاتة واقفين في الطرقة سامعينها بترجع تاني ، سيف بص لحماته بقلق: أرجعها تاني المستشفى ؟ كانت كويسة هناك واتحسنت شكلنا استعجلنا عليها
فاتن اتنهدت بتعب : والله ما عارفة ، حتى من بدري بحاول أكلم نادر بس ردت عليا الممرضة وقالتلي ده في عملية قلب مفتوح وهيطول فيها .
هالة راحت لهمس اللي قاعدة على أرضية الحمام مش قادرة تقف ، حاولت تساعدها بس همس رفضت تقوم معاها ، خرجت برا وبصت لسيف بحزن: قاعدة على الأرض .
سيف راحلها وجه يقرب منها فزعقت بغضب: اطلع برا وسيبني في حالي .
قرب منها وقال بابتسامة حزينة : انتي حالي يا همس .
زقته وزعقت بانهيار : انت متخيل اني مش عايزة أخف وأقوم ؟ متخيل اني مش عايزة أكون زي أي عروسة بتجري وبتتنطط وبتختار لبسها ومكياجها والكوافير اللي هتجهز فيه وكل اللي العرايس بيعملوه ؟ متخيل اني مش عايزة أتجوزك ؟ انت ازاي بتقولي مش عايزة أخف ها؟ أنا تعبانة علشان خطيبتك حاولت تقتلني وانت جاي تلومني أنا ؟ انت ازاي بتلومني ؟