جانا الهوى (٢٥)
بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيمووووالرواية حصري لجروب شيموووو وممنوع نشرها لحين انتهاء فترة الحصري .
سيف اتفاجئ بخلود هي اللي ماسك ايدها مش همس ، سحب ايده بسرعة واتكلم بغضب : سوري يا خلود افتكرتك همس .
ابتسمتله بمغزى: ولا يهمك .
همس بصتله بتعجب : في ايه ؟
بصلها ومسك ايدها وشدد عليها: مفيش .
التفت قدامه بس ايده ماسكة همس اللي وراه وخلود جنبها كشرت : على فكرة كده استعباط أي حد ممكن يشوفكم .
همس شدت ايدها بس سيف ماسكها فضحكت وقربت علشان يسمعها : أنا هطلع برا ناحية الشط لو بتفكر تهرب من الدوشة دي .
سحبت ايدها وبصت لخلود : أنا هطلع أتمشى برا شوية .
خلود مسكت دراعها بهجوم : على فكرة كده اوفر وغلط ، هالة نامت وأنا مش هطلع أحرسكم ولو طلعتي من هنا هطلع أنام .
همس استغربت هجوم خلود فردت بضيق : في ايه يا خلود ؟ أنا ما طلبتش منك تطلعي تحرسيني ، وبراحتك يا قلبي لو عايزة تنامي أكيد مش همنعك ، أنا بس هطلع أتمشى شوية ، الجو هنا خنقة أوي .
خلود باصالها بإصرار : يعني مش هتطلعي وسيادته هيطلع وراكي ؟
همس مش مستوعبة هجومها فردت بانفعال : في ايه يا خلود ؟ انتي مالك ؟
خلود بصت قدامها بغضب : أنا مالي صح ؟ روحي الله يسهلك يا همس .
حاولت تقرب منها تعتذر بس خلود بصت قدامها بجمود: على فكرة سيف طلع برا وأكيد مستنيكي .
ردت عليها بتردد: لو متضايقة أنا ممكن أكلمه وأفضل معاكي هنا
بصتلها بتهكم : لا يا ستي أنا شوية وهطلع أنام .
همس وقفت مش عارفة صاحبتها مالها بس سيف برا وده المهم ، خرجت هي كمان ومسكت فستانها ترفعه ورايحة ناحية الشط وماشية في ممر طويل وشبه بتجري وخصوصا لما لمحته من بعيد ، فضل متابعها لحد ما قربت منه ومسكت ايديه الاتنين وهو ابتسم بإعجاب: عاملة زي ما تكوني شخصية في فيلم انيمشين بتاع أميرات .
ضحكت باستغراب : أنا مش فاهمة ده مدح ولا ذم بصراحة ؟
ضحك هو كمان : مدح يا حبيبتي مدح ، تعالي من هنا المكان من هنا مش أمان .
أخدها بعيد ناحية الممر الطويل وماشيين بهدوء وطلعت السلالم ويادوب أول خطوة في الممر كعب صندلها اتحشر في الخشب وكانت هتقع بس مسكها بخوف: في ايه مالك ؟
حاولت تشد رجلها ماعرفتش : كعب الصندل تقريبا اتحشر في الخشب
وطى يشوف وبالفعل كعبها محشور فمسك رجلها يشده بس هي اتحرجت ووطت مسكت كتفه فبصلها بتعجب: مالك ؟ هطلعه ازاي طيب ؟
مسك رجلها تاني وبيشدها فسندت عليه علشان ما تقعش وهو أخيرا عرف يطلع رجلها بس الكعب اتكسر واتعدل بهدوء : يلا نقعد هناك .
بصت للصندل وبصت لسيف بتذمر : الكعب اتكسر ؟
اتكلم بلامبالاة : اتكسر أعمله ايه يعني ؟ يلا ما تدقيش
كانت ماشية بطريقة غريبة ومش عارفة تمشي فوقف وبصلها باقتراح: اقلعي الصندل يا همس الطريق طويل .
كشرت باعتراض : لا مش بحب أمشي حافية .
مشيت قدامه ويادوب خطوة وكانت هتقع تاني وبرضه هو لحقها لان رجلها اتنت تحتها المرة دي، جه يشيلها بس هي شهقت ورفضت كشرت واتكلمت بنفاد صبر : خلاص خلاص هقلعه وأمشي حافية .
فعلا قلعته ومسكته بايديها وماشيين لحد ما وصلوا قعدت وقعد جنبها والجو كان ظلمة بس في أنوار ضعيفة جدا ومزيكا هادية وهواء البحر جميل .
سيف استرخى في قعدته بابتسامة : الجو ده كان عايز ....
سكت وهي فضولها اشتعل : عايز ايه ؟
ابتسم ومد ايده يشيل شعرة لزقت في شفايفها من الهوا : عايز كتير أوي يا همس .
بعد الشعرة عن شفايفها وجاي يحط ايده على خدها وهي لاحظت ده لكنها ما استجابتش وحطت ايدها على ايده تمنعه يقربها أكتر فاستغرب : مالك ؟ بتبعدي ليه كده ؟
قعدت وسندت ظهرها وبصت قدامها : مش هقدر يا سيف أفقد سيطرتي تاني وأغيب عن عقلي .
اتعدل وقرب من وشها بتوضيح: أنا مش عايزك تغيبي عن عقلك علشان تقربي مني .
رفعت عينيها له بقلة حيلة: بس ده اللي حصل بالظبط ، عقلي غاب بين ايديك النهارده.
استغرب كلامها ومش عايز يفسره بمزاجه فسألها: ليه محتاجة عقلك يغيب علشان تقربي مني ؟ انتي بعقلك مش عايزة تقربي ؟
بصتله بعينين حزينة : أنا عايزة أدوب بين ايديك يا سيف وأنسى الكون بما فيه .
استغرب أكتر : وأنا قدامك اهو ، أنا كلي ملكك انتي وبس.
هزت دماغها برفض : بس انت مش ملكي وأنا مش ملكك.
أخد نفس طويل طلعه مرة واحدة وبعد عنها واتعدل بعد ما فهم هي بتتكلم عن ايه أو قصدها ايه ولعن لحظة التخلف اللي وافق فيها على ارتباطه بشذى.
مسكت دراعه بحزن : أنا مش عايزة أضايقك بس يا سيف أنا مش الشخصية دي .
بصلها باستغراب : أي شخصية ؟
شرحتله : الشخصية اللي تكون على علاقة في السر وتخرج وتسمح بتجاوزات كتير ، سيف أنا مش كده ومش عايزة أكون كده ، أنا طول عمري حافظة نفسي فما تخلينيش أخسر نفسي بحبك ، خليني أحفظ نفسي .
حرك راسه برفض : أنا مش عايزك تخسري نفسك بعدين أنا عمري ما هتجاوز معاكي أبدا .
بصتله بذهول : امال اللي حصل بينا الصبح ده تسميه ايه لو مش تجاوز ؟
دوره في الدهشة : اني قربت منك وانتي في المياه يا همس ؟ ده تجاوز ؟ في أي منطق ؟
جاوبته بسرعة : في المنطق اللي اتربيت عليه ، مسكة ايدي تجاوز ، قربي منك تجاوز ، قعدتك معايا دلوقتي تجاوز ، كلامنا مع بعض تجاوز ، ده اللي اتربيت عليه وبخالفه كله معاك .
حرك راسه برفض : انتي بتتكلمي بجد ؟ انتي معتبرة قعدتك معايا دلوقتي تجاوز ؟
كشرت انه مش فاهمها : لو مش تجاوز هربنا ليه ؟ قاعدين في مكان ظلمة ليه ؟
جاوبها بتوضيح: علشان ظروفي فقط ، علشان الوضع اللي اتحطيت فيه لكن لو مفيش الظروف دي كنت هاخدك في النور .
همس حركت راسها بأسف انه مش فاهمها وحاولت توضحله ان ظروفه وخطوبته أيوة عاملة حاجز لكن مش هي الحاجز الوحيد ، ان حتى لو هو مش خاطب برضه ده تجاوز ، و ان الفعل نفسه هي اتربت انه غلط ، وللأسف دي قناعتها هي كمان ، انها مقتنعة انه غلط وبتعمله زي المغيبة ، وهي جنبه بتكون مغيبة فعلا ، ماعرفتش تقوله كل ده ولسانها اتربط ، خايفة يبعد أكتر وهي شايفة أسلوب حياته وقناعاته عاملة ازاي خصوصا بعد ما شافت علاقته بشاكي .
فاتنهدت باستسلام وقررت تجاريه : يبقى تجاوز لحد ما نكون في النور .
استسلم هو كمان : حاضر يا همس ، تجاوز لحد ما نكون في النور .
سيطر الصمت عليهم فترة وكل واحد غرق في أفكاره الخاصة لحد ما همس قطعت الصمت بتوتر : سيف ؟
بصلها فسألته بحزن : انت زعلت من كلامي ؟
اتنهد ونفى : لا يا همس ما زعلتش ، نوعا ما ده حقك ، انك تكوني في النور ده حقك وأوعدك اني هنفذهولك .
غير الموضوع : صح في رحلة بحرية بكرا اطلعي فيها .
وافقت وبعدها افتكرت خلود وموقفها فسألته: انت ضايقت خلود النهارده؟ كانت غريبة أوي ؟
بصلها بتعجب : ضايقتها لما زعقتلها بس اعتذرتلها زي ما انتي عارفة ما أعتقدش اني ضايقتها في حاجة تانية، ليه مالها ؟
مطت شفايفها وردت: مش عارفة بس كانت غريبة أوي وبتهاجمني بشكل غريب لدرجة انها بتقولي انها مش هتحرسني .
سألها باستغراب : تحرسك ازاي ؟ قصدها على ايه ؟
جاوبته : قصدها لو خرجت معاك دلوقتي يعني .
حاول يفكر في سبب بس ما لقاش فقال : ممكن يا همس تكون هي مبسوطة بالجو جوا وعايزة تفضل فيه وخافت انك تطلبي منها تخرجي معاها، يعني اعذريها هي برضه طالعة رحلة تتبسط مش تراقبلنا الجو .
اعترضت : أنا ما طلبتش منهم يراقبولي الجو بس طلبت منهم يوصلوني هنا الصبح .
بصلها بنفي : لا يا همسي جم معاكي واستنوكي ولما زعلتي طلعوا وراكي ، تقريبا يومهم داير حواليكي فممكن تكون اتضايقت .
سكتوا شوية وهو افتكر مسكة ايدها فقالها بتذكر: صح يا همس جوا لما كنتوا واقفين ورايا ، أنا مسكت ايدها بالغلط ، ممكن تكون اتضايقت من ده ؟
عينيها وسعت وسألته بذهول : مسكت ايدها ازاي يعني ؟
شرحلها بصدق: معرفش بس حسيت بايد جنب ايدي وافتكرتها انتي بتهزري فمسكت ايدها بس بمجرد ما مسكتها عرفت انها مش انتي والتفت واتفاجئت بيها فاعتذرتلها .
همس استغربت بس حاولت تكون طبيعية : ده موقف عفوي وانت اعتذرت فليه هتتضايق ؟ المهم سيبك منها الرحلة الساعة كام الصبح ؟
فكر لحظات : مش عارف بس مش قبل ٩ يعني .
همس مسكت ايده وبصت في ساعته : الساعة ١ يبقى يادوب أنام لو عايزني أروح رحلة بكرا.
وقفت وهو مسك ايدها بابتسامة : ما تخلينا شوية مالحقناش نقعد .
ابتسمت بوعد: ليك عليا بعد ما نتجوز إن شاء الله وتجيبني مكان زي ده هسهر معاك للصبح .
ابتسم للتخيل وشاكسها: مش هتسيبيني وتنامي يعني ؟
ضحكت بمرح : لا طبعا هنام بس على كتفك .
ابتسم برضا و وقف : وأنا موافق يا ستي بس نوصل للخطوة دي بس ، يلا هوصلك .
قبل ما تدخل الفندق سألته : هتطلع تنام ؟
بص ناحية الديسكو : لا هدخل لأصحابي وأسهر معاهم، كمان آية مش هينفع أسيبها لوحدها .
طلعت أوضتها ودخلت لسريرها وبتفكر في خلود وتصرفها هل هي قصدت تمسك ايده ؟ ولا ده موقف عابر ؟ ليه بتهاجمها بالشكل ده ؟ ليه دلوقتي إحساس الضيق ده ماليها ؟ طول عمرهم أصحاب بس دي أول مرة حد فيهم يكون عنده حياة خاصة ، أصحاب في المذاكرة والخروج والقعدة مع بعض، دي أول مرة واحدة فيهم تحب وهي للأسف دخلت حبيبها في النص بينهم بدون قصد، كل كلمة بيعرفوها وكل حرف بتقوله ، معقول تكون خلود انجذبت لسيف ؟ طب ازاي هتخون صاحبتها؟! ازاي هتقبل تاخد حبيب صاحبتها لنفسها؟! هل هي غلطانة انها شاركتهم لحظاتها مع حبيبها ؟
قامت تغير هدومها وقفلت التفكير لان عقلها مش مستوعب ازاي صاحبتها ممكن تبص لحبيبها ؟