حكمنا الهوى (٤٤)
بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيمووووكل سنة وانتم بخير وطيبين واعذروني لو اتأخرت عليكم ، تعالوا نرجع نكمل حكايتنا مع سيف وهمس وباقي أبطالنا .
في شقة سيف
قبل ماتنطق كان قرب على شفايفها يعاقبها على كل الوقت اللي ضاع في زعلهم ، شهقت من المفاجأة بس بلع شهقتها اللي اتحولت لاشتياق لقربه منها وبدأت تبادله بجهل محبب زود شغفه ليها، انفصلوا الاتنين عن كل حاجة ونسيوا انهم في البلكونة، لحد ما بعدته عنها بالراحة وبصت لعينيه بنظرات تايهة: سيف .
بصلها بدون ما ينطق وهي تاهت في عينيه مالقتش أي كلام تقوله ونسيت أصلا هي عايزة ايه ؟
ابتسم بتفهم وسألها بهمس : تحبي أروحك ؟
خبت وشها في صدره برفض: أصلا مش عايزة أبعد عنك تاني .
لف ايديه حواليها واتمنى لو فعلا تفضل معاه وما يخليهاش تبعد عنه من تاني .
رفعت راسها سألته فجأة : مش هتقولي بعدت عني ليه ؟
بصلها باستغراب : بعدت عنك ؟ امتى ؟
ابتسمت بإحراج : وانت في حضني ومرة واحدة بعدت ، ليه ؟ بصراحة مش داخلة دماغي قصة الحمام دي !
ابتسم وبص لبعيد بهدوء : عايزاني أقولك ايه يا همس ؟ بعدت لاني وصلت لأقصى قدرة للتحمل وخلاص مابقيتش قادر أعمل أي كنترول فكان لازم أبعد .
شبكت ايديها الاتنين على رقبته وهي مستمتعة بمشاكسته وسألته: وفيها ايه ؟ ليه عايز تعمل كنترول على نفسك وانت معايا ؟ مش خلاص بقيت مراتك ؟
حط ايديه حوالين وسطها بتوضيح: بقيتي مراتي بس مع إيقاف التنفيذ يا همس ، لسه يعني .
ريحت راسها على صدره بسعادة: مش مصدقة لحد دلوقتي اني بجد بقيت مراتك ، عقلي بيرجع كل ذكرياتي من أول السنة لحد النهارده ومش مصدقة - عدلت راسها وكملت بحماس - نفسي أشوف رد فعل كل الدفعة لما أدخل معاك المدرج وايدي في ايدك .
ابتسم بهدوء: هتعملي ايه يعني ؟ وبعدين الخبر منشور فالكل هيكون عارف أو الأغلبية .
ميلت راسها بدلال: برضه مجرد اني أمشي في الكلية ايدي في ايدك أو أدخل مكتبك في أي وقت أو أتكلم معاك أو أقعد على رجليك في المكتب ده ....
قاطعها بنظرات دهشة: تقعدي على رجليا ازاي معلش ؟ وفين ؟
ضحكت وردت ببراءة: في مكتبك ؟
ضحك بذهول : مين قال الكلام ده ؟ اه ممكن أمسك ايدك وأنا داخل الكلية بس مش لدرجة تقعدي على رجليا ، دي كلية ها ؟
ضمته بمشاكسة : ابقى امنعني .
ردد وهو بيبتسم بقلة حيلة : شكلك هتجننيني معاكي يا همس .
رفعتله راسها بتحدي : اه هجننك عندك مانع ؟
ابتسم باستسلام : أنا كلي اهو بين ايديكي .
مسكت الكرافت بتاعته وبصت لعينيه بتساؤل : مش خانقاك دي ؟ ينفع أفكها ؟
جاوبها بنظراته وهي بتحاول تفكها بس ماعرفتش : بتفكها ازاي ؟
بهدوء شدها بسهولة وقلعها وفك أول زرارين فحطت ايديها على رقبته وحضنته
سيف ابتسم بمشاكسة: اوعي روچك يعلم على رقبتي تاني
رفعت راسها بتعجب وسألته: هو علم أولاني؟ أصلا ماحضنتكش قبل كدا
رد بخبث: ولا بوستيني؟
بصتله بغيظ وضربته على صدره : لا طبعا
ضحك ورد بصدق: والله روچك كان معلم قبل كدا
ضمت حواجبها بتعجب ففكر يقولها لما شذى شافت روجها بس اتراجع علشان مايضايقهاش في يوم زي ده وقال باختصار : لما حضنتك وانتي منهارة في المعمل.
قالت همس بتذكر: يعني زي ما هند بتقول الروچ بيطلع مش بدر اللي بياكله؟
بصلها بضحك فبصتله بتفكير وفجأة رفعت نفسها باسته على رقبته باندفاع وسط صدمته من جنانها ورجعت بصت لعينيه بضيق : للأسف الروج بتاعي مش بيطبع ، - عينيها لمعت بمشاغبة وسألته- تعمل ايه لو قبل ما تدخل محاضرة مثلا طبعت شفايفي على رقبتك ؟
فاق من ذهوله وابتسم لتخيله اللي بتقوله : عادي راجل متجوز ومراته مجنونة حبتين .
شهقت باستنكار : مجنونة ؟
أكد بخبث : طبعا مجنونة وبعدين تعالي أخلصك أنا من الروچ اللي عايزة تطبعيه على رقبتي .
شدها ومال على شفايفها يطبق كلامه وهي انسجمت معاه بشغف وفضول للعالم الجديد اللي بيسحبها له ، سيف اندمج معاها وبيحاول كل لحظة يفكر نفسه انها لسه مش في بيته وما ينفعش يتهور أكتر من كده ولازم يبعد .
أخيرا قدر يبعد نفسه عنها فأخد نفس طويل ومد ايديه ضمها ، اتكلم بهمس فخرج صوته ببحة: كنتي عايزة تعرفي ليه سيبتك ؟ سيبتك لاني وصلت للمرحلة دي ، لما بلمسك بحتاج لمجهود خرافي علشان أبعد واللي حصل ده كان عينة يا همس من عدم سيطرتي ، عرفتي ليه ما ينفعش أفقد سيطرتي على نفسي وأنا معاكي ؟
هزت دماغها بتفهم وخجل وقالت بخفوت: ينفع ننزل من هنا ؟
هز راسه بموافقة وأخدها وقفل شقته ونزلوا الاتنين مع بعض لحد عربيته فتح الباب اللي ورا رمى الكرافت وچاكيت بدلته وبعدها فتحلها تدخل مكانها وهو استقر مكانه واتحرك : تحبي تروحي أي مكان ولا عايزة تروحي ؟
بصتله واسترخت مكانها : الساعة كام دلوقتي ؟
بص لساعته وابتسم : الساعة داخلة على ٤
شهقت بفزع واتعدلت : ٤ الفجر ؟ يا لهوي يا سيف
بصلها باستغراب : أصلا احنا خارجين من اليخت الساعة ٣ تقريبا مستغربة ليه بقى ؟ وبعدين مش كان نفسك تخرجي في الوقت ده معايا ؟ اديني خرجتك اهو .
ابتسمت ومسكت دراعه سندت عليه بسعادة: اه كان نفسي بس بعد ما نتجوز مش دلوقتي .
مسك ايدها رفعها لشفايفه ورد بابتسامة : كل فترة أو كل ما تحبي هخرجك نلف الفجر كده بالعربية إن شاء الله .
هزت راسها وسندت راسها على كتفه وغصب عنها راحت في النوم ، بصلها بطرف عينيه وابتسم ومارضيش يسوق بالايد اللي ناحيتها علشان مايحركش دراعه ويزعجها وكمل سواقة بايده التانية، وصلها وركن عربيته ومش هاين عليه يصحيها ، بس غصب عنه لازم يصحيها ، حرك ايده بخفة علشان يتعدل ناحيتها يصحيها ففاقت وبصتله وابتسمت بنعاس: هو أنا معاك لسه ولا بحلم ولا أنا فين ؟
ابتسم ومشى ايده على خدها : انتي معايا في العربية لسه و وصلنا قدام بيتك ، هتطلعي ولا نفضل هنا في العربية ؟
فتحت عينيها بإرهاق : المفروض أطلع .
اتعدلت وهو بصلها بحب : امتى آخدك بيتي بقى ؟
بصتله بابتسامة وردت بخمول : لو أنا في بيتك هتعمل ايه يعني ؟
ابتسم زيها ورد ببساطة: هشيلك مثلا ومش هصحيكي .
سندت راسها وراها وسألته: وبعد ما تشيلني هتعمل ايه ؟
سند زيها وجاوبها: هحطك على السرير أكيد يعني .
كشرت بدلال : هتحطني على السرير بصندلي ؟
ابتسم وعلق بمرح: هقلعك أكيد الصندل .
سألته وهي بتقرب منه بفضول: وبعدها ؟
بص لشفايفها برغبة وهي بتتكلم وبص لعينيها وجاوبها بعبث: بعدها يتعمل بس ما يتقالش .
عيونهم اتقابلت في نظرة طويلة قطعها هو بهمس: بحبك يا همس .
ابتسمت برضا تام ورفعت ايدها لخده وقربت منه باست خده بوسة طويلة وهمست بعدها بصدق: وأنا بعشقك يا سيف مش بس بحبك - حاولت تخرج من عربيته وتخرج من الحالة المسيطرة عليها فقالت بتذمر: أنا المفروض أنزل .
أخد نفس طويل وردد بضيق : المفروض تنزلي فعلا .
نزل من عربيته ولف عندها : يلا انزلي .
جت تنزل بس ماقدرتش فقالت بألم: سيف مش قادرة أمشي خطوة واحدة حتى بالكعب العالي ده ، رجليا بتعاني خلاص ، استنى لازم أقلعه .
وطت تقلعه و هو ساعدها وفكلها الصندل ، نزلت رجليها الأرض ويادوب خطوة بس داست على حاجة صرخت فهنا هو شالها وسط اعتراضها وقال بحزم : بطلي دوشة مش هنزلك غير فوق .
حطت ايديها حوالين رقبته بتعجب : هتطلع ال٣ أدوار بيا ؟
بصلها بإصرار: هطلع عشرة مش تلاتة بس .
طلع بيها فعلا لحد فوق ويادوب وصل قدام الباب وقبل ما يفكر ينزلها كان الباب اتفتح واتفاجئ بأبوها في وشه ، نزلها بسرعة بتوتر وهي اتكسفت وغمغمت بصوت واطي: يادي الفضايح
سيف حاول يبرر : ماكانتش قادرة تطلع فعلشان كده يعني .
بصله بغيظ : قلتلك ما تتأخرش تقوم تجيبها الفجر ؟
بصله باستنكار : يعني دي يادوب ساعة خرجناها
خاطر أخد نفس طويل بعدها بص لبنته بهدوء: ادخلي طيب انتي ، سيف ادخل يا ابني .
سيف بهدوء: لا يا عمي أنا يادوب أروح بقى تصبح على خير - بص لهمس بابتسامة- هكلمك الصبح .
ابتسمت وقبل ما ترد أبوها رد بتهكم : ما احنا الصبح أي صبح بقى هتكلمها فيه ؟
بصله بتوضيح : أول ما أصحى لان عندي شغل واجتماع مهم لازم أحضره .
خاطر علق بتأنيب: وطالما وراك شغل لزمته ايه السهر للصبح كده ؟
بصله باستغراب : عمي كتب الكتاب ده مرة واحدة في العمر ، بعدين الواحد بيشتغل ويتعب علشان يعيش لحظات حلوة زي دي مش بيعيش علشان يشتغل .
خاطر استسلم : ربنا يسعدكم يا سيدي .
سيف بابتسامة: آمين يارب، صحيح ياعمي بعد إذنك بكرا هاخد همس ونخرج بمناسبة كتب الكتاب وكدا
همس بسعادة: بجد؟ هتلاقيني جاهزة
خاطر بصلها باستنكار: وانتي شوفتيني وافقت علشان تكوني جاهزة؟
بصتله بحيرة وسيف صحح كلامها بابتسامة: أكيد قصدها بعد موافقتك ياعمي
خاطر بعدم اقتناع: ماحبكتش بكرا ماانتم النهارده طول اليوم سوا
همس اتدخلت باعتراض: دي تقاليد يابابا كل اتنين بيعملوا كدا بعد كتب كتابهم زي هند وبدر
رد بتهكم: وهي هند وبدر جم الفجر ؟
سيف رد بابتسامة بدلها بدل ما خاطر يعاند معاها: خليها عليك المرة دي ياعمي بقى
بصله بهدوء وهز راسه بموافقة وبعدها استأذن سيف ونزل لعربيته وأول ما دخلها حس بالفراغ ، مكانها الفاضي ضايقه .