حكمنا الهوى (٦١)
بقلم : الشيماء محمد أحمد
#شيموووكريم واقف قدام أمل اللي دموعها نازلة وهو مصدوم من تفكيرها وقرارها ، قعد على الأرض قصادها في مستواها وقال بعدم تصديق : كلميني يا أمل ، ليه القرار ده ؟ وازاي بتفكري فيه أصلا ؟
رفعت عينين مليانين دموع له وجاوبته : مش هقدر أفضل هنا بعد اللي حصل ، عمي سبق وحذرنا وقالنا الشركة لا والمكتب لا بس احنا كان لازم ناخد قلم تاني علشان ما استوعبناش الأولاني ، الشركة للشغل مش للعلاقات زي ماهو قال .
كريم مسك ايديها الاتنين يهديها : اللي عملناه ولا غلط ولا حرام
بصتله بحزن: أي ست تقلع هدومها برا بيتها فهي آثمة وده اتعلمناه من واحنا عيال .
مسك وشها مسح دموعها ورد بجدية : انتي أولا ماقلعتيش هدومك وثانيا انتي كنتي في حضن جوزك ، حبيبتي أنا جوزك وأبو ابنك بتتكلمي كده ازاي ؟ بعدين احنا كنا في مكاني الخاص والباب مقفول علينا ما ارتكبناش الجريمة الكبرى، اللي ارتكب جريمة هو اللي زرع جهاز تصنت علينا مش احنا .
غمضت عينيها وردت بألم : انت بتحاول تقنع نفسك اننا مش غلطانين صح ؟ كريم احنا غلطنا وغلطنا كبير كمان ، ينفع توصلني بيت بابا أرتاح شوية ؟ أرجوك بلاش ترفض كده كده مش هروح الشركة تاني فعلشان خاطري وديني .
بصلها لفترة بخذلان وحاسس انه موجوع منها أكتر من أي حد ، كان عايز يجي يرمي نفسه في حضنها ويشكيلها وجعه مش تزيد هي وجعه
سحب ايديه من ايديها و وقف بجمود : كلمي طه يجي ياخدك أنا مش فاضي .
بصتله بصدمة من تحوله وبروده بالشكل ده : مش هتوديني ؟
بعد يغير هدومه ورد بدون ما يلتفتلها : بعد ساعتين لازم أنزل الشركة علشان أعرف أماكن أجهزة التصنت اللي مزروعة عندنا وكمان شركة سيف ونادر لازم يتفتشوا وبعدها لازم نعرف مين زرع الأجهزة دي وغرضها ايه لكن انتي مش مستوعبة حجم المصايب اللي أنا فيها وحجم الالتزامات اللي ورايا وعايزاني أسيب كل ده وأطلع أضيع يوم علشان أوصلك وأرجع في عز الأزمة دي فبصراحة ماعنديش رد عليكي غير كلمي أخوكي يجيلك .
ماسابلهاش فرصة ترد عليه وسابها ودخل الحمام، تعبان ومجهد ومحتاج يرتاح بأي شكل .مؤمن دخل أوضته كانت نور على السرير وتقريبا نامت فماهانش عليه يصحيها ، فتح الدولاب وغير هدومه وراح بهدوء وراها وحط ايديه حواليها ضمها له جامد ، ايديها اتلفت حوالين ايديه بصمت تام .
باس رقبتها بهدوء وهمس : هتنامي ؟
لفت نفسها تجاهه ببطء واتقابلت عيونهم في نظرة طويلة قطعها بلمسه لشفايفها لكن هي بعدت وده صدمة لانها أول مرة تعملها ، بص لعينيها بتعجب : ليه بتبعدي ؟
همست : متأكد ان الأوضة نظيفة ؟
حط ايده على خدها : نور الأوضة نظيفة تماما والبيت كله نظيف ، ما تبعديش عني .
أخدت نفس طويل بحزن : الفيديو كان فيه ايه ؟
اتعدل وقعد ضم ركبه بايديه وهي اتعدلت وسندت على ظهره وايديها حواليه : قولي الفيديو فيه ايه يا مؤمن ؟
سكت شوية بعدها اتكلم : لما دخلتي المكتب ورميتي اللي عليه على الأرض و
قاطعته بخزي : بس، ما تكملش ، فاكرة كل حاجة حصلت .
سألته بترقب : كريم وسيف شافوه ؟ شافوا جسمي ؟
بصلها ومسك ايديها ووضح : لا طبعا أولا مفيش حاجة ظاهرة من جسمك اللي عملناه اه واضح بس الكاميرا في مواجهة المكتب فانتي بظهرك فيها وبعدين المكتب مدارينا اه واضح بنعمل ايه بس مفيش حاجة في جسمك ظهرت .
بصتله بقلق : انت بتقول كده علشان تطمني ؟
مسك وشها ورد بصدق : وحياتك لا وحياة أيان لا مفيش حاجة ظهرت من جسمك.
سألته : ازاي كريم وسيف ما شافوش ؟ مش كنتم مع بعض ؟
وضحلها : مشهد سيف اشتغل أول واحد كان هو وهمس في الميا يعني مش حاجة خايف حد يشوفها لكن توقيتها بس ان في الفترة دي كان خاطب شذى وهي طالبة عنده فهتطلع سمعة وحشة عليه وعليها وأصلا مابصيناش و بعدها مقطع كريم وساعتها بعدنا احنا الاتنين وبعدها مقطع بتاعنا وساعتها كريم بعد ، محدش فينا شاف مقطع الشخص التاني .
ابتسمت بس اختفت ابتسامتها : بس اللي عمل الفيديو شافه والله أعلم مين تاني شافه ؟ مؤمن هو ممكن ينتشر ؟
طمنها : لا يا نور مش هنسمح بنشره أبدا ، مش هنسمح بده .
مسكت دراعه : مؤمن شذى وأبوها لازم يقفوا عند حدهم .
طبطب على ايدها : هيقفوا يا شذى ، هيقفوا ، بس ممكن تقربي مني وما تبعديش عني ؟
بصت لعينيه بحيرة : مش عايزة أبعد بس كمان مش قادرة أقرب ، عمي طردنا من الشركة ، طردنا يا مؤمن .
مسك كتفها بهدوء: ده وضع مؤقت مش هيستمر هو بس لسه مصدوم و
قاطعته بجدية: وحقه يتصدم في عياله وفي الفضايح اللي هيعملوها وفي اللي هيحصل لو الفيديو انتشر ، حقه يخاف على شركته وشقاه وتعبه يروح في لحظة غباء ، تعملوا ايه لو طلع فيديو تاني ألعن وقالولكم يا تتنازلوا عن الشركة يا يتنشر ؟ ولو كريم ماقدرش يمسح الفيديو هتعملوا ايه ؟ هتتنازلوا ولا هتتفضحوا ؟ أمل عندها حق احنا لازم نبعد لحد ما تصلحوا كل الأمور دي .
رد باستنكار: اوعي تسمعي كلامها ، انتي لازم تفضلي جنبي وما تبعديش عني في الفترة دي والأزمة دي
نامت مكانها وردت بشرود : الصح نبعد يا مؤمن ، الصح نبعد.
قرب منها وضمها تاني وقال برجاء : بس مش عايزك تبعدي ، ما تبعديش عني يا نور .
غمضت عينيها فنزلت دموعها : مش هقدر أفضل هنا على الأقل لحد ما تتخلصوا من التهديد ده وتنضفوا الشركات كلها وتشوفوا حل وتعرفوا مين زرع الأجهزة دي ؟ محدش غريب دخل الشركة فأكيد حد من جوا اللي عملها ولازم نعرفه، تصبح على خير يا مؤمن والصبح نتكلم .