الفصل الـسابع: شيطان وابليس

4.1K 234 52
                                    


هناك ظهور خاص لشخصيات من رواية أخرى، لذا سيتم عرض الحوار كما كان يتم فى تلك الرواية،  الفصحى هنا كناية عن اللغة الانجليزية❤
ملاحظة اخرى: العامية هنا سكندرية،  لذا ستجد بعض المصطلحات الدارجة بالاسكندرية!
مثال: جومة =استيكة= ممحاة ❤
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك لحظات لا ينبغي فيها الانفعال أو التهور، لحظات فيها كل تصرف غير مدروس يساوي ثروة ضخمة، وقت لابد لنا من التوقف بل التجمد وبناء قائمة الاولويات الحرجة!

الاولويات الحرجة،  مصطلح عجيب لقائمة فى اوقاتك العادية لن تخطر لك على بال ولن تطرق لك خاطر، وإذا اخبرك أحد بمحتواها قد تظنه اما مجنونا أو خانعا خاضعا.

اولوياته الحرجة كانت تلك هي اللجام الذى تربط به فرس مهتاج المشاعر، ضامر حرق المعبد بمن فيه، كان عليه كبح كل جموح يطرق غمار افكاره، كان عليه ان يتوقف، كان عليه ان يهرب من نفسه، من المكان ومن المواجهة، لأنه وببساطة سيتخذ قرارا يندم عليه!

صبره قد بلغ الحلقوم، كانت لحظات عصيبة على كريم أن يحكم زمام غضبه ويرجع للخلف ويستدير بعجلات لم تكد تتحمل ثقل تفكيره فوقها،  قطع الردهة ودخل فى المصعد قاصدا حديقة المشفى، عليه الاختلاء بمشاجرة الأفكار بين الكبرياء والمرونة التى كادت تفتك بقلبه.

صوت وقع خطواتها الخفيفة مقتربة من باب مكتبها تطل برأسها للردهة الفارغة ثم توقفت رافعة للهاتف على اذنها:

ها؟ لا، لا مفيش حاجة، بيتهيألي فى حاجة مثيرة حصلت دلوقتي!

وارتسمت على ثغرها ابتسامة ماكرة ثم استدارت تدلف لمكتبها بين اكوام الورق البيروقراطية على حد وصفها.

♕_______________________♕

تماما مثل شمس العصر الذهبية جلس هو، سماء صفراء من طرفها زرقاء على مد بصرك للطرف الاخر، بالتأكيد كان داخله ذات الصراع بين حرارة الغضب والاندفاع لطرح مئة ألف سؤال، وبين برودة المرونة والانتظار ليبلغ غايته!

تحت شجرة صفصاف تتحرك بدلال بفعل زخات الهواء الدافئ لفصل الربيع،  استقرات عجلات مقعده الجديد،  بقى فى مكانه كتمثال حجري لرجل وسيم جالس للحظات بلا أي حراك إلا علو صدره وهبوطه أثر التنفس المضطرب.

ترك مقبض تحكم المقعد ورفع كفه يغطى فمه وكأنه يمنع الحديث من الخروج، زفر من بين فرجات اصابعه وقال يائسا:
ليه يا رقية؟ ليه دايما وصولي ليكِ متعب كدة؟

اغمض جفناه مستنشقا رائحة الهواء المحمل بعبير الزهور الربيعية النابتة فى افريز بجانبه وغاص في ذكريات محاولاته للحديث معها، كم كانت صعبة بل ومستحيلة احيانا،  كان جو باردا وليس كالدفئ الذي يختال حوله،  كانت السماء ملبدة بغيوم كقطع القطن الموحلة احيانا والناصعة ايضا ليست كالصافية فوقه الآن،  أطلق تأوها مسموعا وكأنه اطلق سراح الغضب، وفتح جفناه وجلس يراقب شمس المغيب التى يحبها،  وهو يتذكر لحظات لقاءه الثاني لرقة قلبه المتيم.

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن