الثالث عشر: مخليّة!

2.3K 188 26
                                    

تفاصيل بسيطة تمر عليك، تظن انك متمسك بحبال حياتك تقنع عقلك انك متمسك بزمام الأمور، المضحك وهنا والساخر انك اذا خفضت بصرك قليلا ستجد كل أمورك منفلتة من بين يداك.

تقول لنفسك لا لم احزن وحزنك يتغشى ويتنفس معك الشهيق والزفير، تقول لنفسك كلا لم أتأخر وانت تعلم انك على بعد سنة ضوئية من مبتغاك، وتقول لنفسك.... تقول هذا الشعور القابض على خافقي ليس أبدا بعشق... انه.... انه عاطفة انسانية بسيطة!.... مثير للضحك اليس كذلك؟

صباح اليوم التاني، لا ليس اليوم التالى فقط بل صباح ومساء اليومان التاليان، غادرت والدته وبقيت فى المنزل وآثرت ألا تراه تاليا حتى لا تثير أعصابه أو ينتكس واكتفت فقط بمكالمتين هاتفيتين يوميا على هاتفها ذا الأزرار الذي أحضره لها خصيصا حسب طلبها، وأيضا اختفت زهرة ولم تزره، وبقي هو بين كومة الأوراق التى أخذت فى الازدياد والازدياد، كم شهر من الذكريات كتب! هو لم يدرك! فقط أمسك قلمه وأوراقه يتذكر هدف ما يكتبه تحديدا كلمات زهرة:

عايزاك تكتبلي لحد أول مرة أدركت مشاعرك ناحيتها؟ لحد ما حسيت ناحيتها إنك مشاعرك ناحيتها أكبر من إنها ذنب أو تعاطف!

اخذ شهيقا حماسيا وابتسم بدفئ وسافر بذكرياته لمحطة لطالما احبها، مشاكسات البدايات، لطالما كانت رقية وَتَرِه الحساس العازف، حتى فى بداية معرفته بها، كانت دائما محط عيناه، شمسه وكان هو دوارها، لم يكن بإرادته ولا حتى يدرى أنه كرادار يلتف ليبحث عنها، ابتسم وضحك عندما تذكر كيف كان يحوم حولها وبدأ يكتب ويكتب ويكتب.

♕_______________________♕

بعد تلك المرة التى رفضت اعتذاره الثالث أمام فريدة، وتجاهلها له، شيئا ما منه تعلق بها أكثر! من الوارد ان يكون عناده! أو قد يكون شيئا أعمق لكن عناده قد شكل دور ستار أمام عيناه يسوقه كخروف احمق يجري خلفها!

قال جملته يومها بكل كبرياء غافلا عما يضمره قلبه بين السطور:
هي كبرت فى دماغي وهراضيها محبش حد يشيل مني!

الشهر التالى لذلك اليوم رآها مرتان، مرة ذهب لمنزلها لملاحق مجنون وحاول التحدث معها فنظرت له وكأنها لم تري شيئا ومرت بجواره بدون أن تنظر ناحيته حتى، أما المرة الثانية فكان قد اتخذ قراره ان يضعها أمام الأمر الواقع! قرر الاشتراك في النادي الرياضي الذي تعمل به، لتريه كيف ستتجاهله حينها.

في صباح ذلك اليوم وصلت رقية للنادي الرياضي وذهبت إلى غرفة تغيير الملابس لتبدل ردائها لملابس العمل، كادت أن تخرج من باب الغرفة لكنها رأته يدلف إلى المكان، فاختبأت تتابع آخر حيله، كان قد حدد مسبقا الذهاب فى موعد عملها الذي يعرفه مسبقا!

اقترب من مكتب الاستقبال وعيونه تتجول فى المكان ليراها، فقاطعه موظف الاستقبال:
أي خدمة يا فندم، حضرتك عايز تشترك معانا؟

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن