الخامس عشر:«سِت بوزو» حب إيه اللى انت جايلي تقول عليه؟

2.3K 195 19
                                    

صرف كل دوافع ومشتتات الواقع بعيدا ليس عليه سؤال زهرة عن المحادثة التي سمعها او كون من التي تحادثها، كان ما سمعه واضحا، تحادث فتاة تبين انها وزهرة كلتاهما يعرفان وصف رقية الشكلي، كما انه علم تمام العلم انها جليلة عندما ذكرته فى الحديث مكنية له بابن خالتها المعتوه، وإلا فكيف يكون غيرها، لكن أولويته فى الوصول لرقية جعلته يحجم غمار غضبه وافكاره التي تود ان تلعن وتعلن حربا على الجميع! وكأنه داخل صومعة من نسج يداه حوائطها الورق ونوافذها ذكريات خطت بقلمه.

لم يعد مهتم بأي صغيرة أو كبيرة، كل ما أراده تنظيف واقعه من شراذم الناس وسفسافهم، والتركيز على سبل إيجاد زوجته حتى ولو بالتعاون مع شخص لا يأمنه كزهرة، ثقتها الفجة وهي تؤكد أنه سيقابلها جعلته واثق أنها بطريقة ما تعلم أين تجلس رقية الآن، فما كان منه إلا الاستمرار حتى وإن كان كرها!

أمسك قلمه كشعاع من نور وورقه كصفحات الأمل الذي يسحبه من غيوم واقعه لعالم بديل شمسه رِقة، وبدأ يسرد باقي الذكريات...... متى أحس أنها شغفت قلبه عشقا؟ بالطبع لن يعترف ليس بتلك السرعة، لكن التمهيدات مهمة لقلب عنيد طفولي يسكن جسد رجل أهوج مندفع! لم ينبه انه ساهر لليلة أخرى، لم يلتفت لكلمات والدته انه يجب عليه النوم، فقط غاص اكثر فى الكتابة!

_______________________♕

قبل العرس بيومان، في فندق فخم على ساحل عروس البحر يقف شامخا مرتفع الطوابق بين المبان المجاورة، قاعة كبيرة ازدانت بأضواء رقيقة بيضاء وذهبية، طاولة كبيرة اكتست بقماش حريري أبيض وعليه بعض القماش المذهب لها مقاعد وثيرة أنيقة، وطاولات صغيرة بمقاعد بسيطة عليها بعض الزينة، العاملين فى تلك القاعة كنحل القفير يشتغلون ومنشغلين لا يكاد الفرد منهم يدرى أن العيد بعد ساعات قليلة.

وقفت رقية فى منتصف المكان تراجع قائمة بيدها وتناظر القاعة، تدون علامة صغيرة تحت ما تم إنهاؤه، حتى وصلت لأكثر مكان لا ترغب لا بمراجعته ولا بالحديث مع المسئول عنه!

طاولة طويلة مقسمة لأقسام، لوضع أطعمة الزفاف عليها بين لحوم وفاكهة ومشروبات.

بمناسبة المسئول فهو كان متكئا على تلك الطاولة يتابع رقية بعيناه دون أن يخفي اهتمامه، ينتظرها أن تأتي إلى عنده بنفسها، لقد هلك طوال الشهرين الماضيين لمحاولة الاعتذار لكن بلا جدوي!

وقفت تناظر الطاولة الفارغة واستدارت بلا اهتمام، استقام ماشيا تجاهها وبدأ بحديثه حتى قبل أن يناديها:
بس كدة؟! وهتمشي عادي؟!!

استمرت بالتقدم فى مشيها فأسرع بخطاه ليقف أمامها:
أنتِ يا سِت! أنا بكلمك!

أغمضت عيناها وأخذت شهيقا ثم رفعت انظارها له، بالطبع لم تنسى نظره الامتعاض الخاصة التي تتشكل على وجهها فور أن تسمع صوته، تري وجهه، أو يذكره شخص أمامها وردت:
سِت؟ بياعة فجل أنا قدامك؟ ما تحسِّن ملافظك شوية، يمكن ربنا يكتبلك قبول بين الناس!

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن