45-يا رِقة!

2K 211 32
                                    

صلوا على خير الأنام
متنسوش الڤوت ⭐

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
يقولون أحيانا أنّ الإمساك بالحبل يؤلم اليد وأنّ عليك الترك لتُريح يداك،  لكنهم لم يقولوا ماذا عليَّ أن أفعل إنْ كان هذا حبل نجاتي الوحيد!
إيمان قنديل

طريقته القاسية وألفاظه الغاضبة أحزنتها لكن ليس منه بل عليه، لم تكن تراه مخطئا أبداً كانت دائما ما ترى من بين غضبه حسن نيته، لم يكن بمقدورها فعل شيء سوى التجاوز لكل ما يقول، فأومأت بحرج وعيناها لم ترفع لوجهه حتى! فتركها ودخل للغرفة ليبدل ملابسه لأخرى اكثر راحة ويحمل معه اشيائه الضرورية، بينما  وضعت هي الهاتف على أذنها وما زالت ملتصقة بباب المدخل ولم تدلف خطوة وبدأت تتحدث مع اخيها:
ايوة يا بي بي،  أنا....

فقاطعها:
انتي كويسة؟

فهمهمت، سكت لبرهة وسألها:
صحتك بخير؟

فأجابت:
أنا كويسة يا حبيبي... أنت متدفي كويس؟

رد عليها بصوت هادئ:
أنا كويس.... بصي يا ريكي... أنا عارف انه ميصحش بس مفيش مكان تاني تروحيه قضي الليلة هنا،  خليه يديكي المفاتيح

فقاطعته بذات الهدوء ظاهريا الذي تحاول تحته اخفاء دموعها الصامتة:
هو طلعلى مفتاح الباب فعلا قبل ما يدخل،  بس انا مش حابة أبات برة البيت يا بيجاد، أم مصطفى هتقرفني

ابتسم بيجاد وتكلم:
يا حبيبتي يعنى عشان هي متتكلمش أنتي تروحي تقفى فى طريق سفر متعرفيش هتركبي مع مين ولا إذا كنتي هتلاقى ركوبة أصلا ولا لا، انتي عاملة حساب كبير اوي لواحدة متستاهلهوش، وبعدين هو مش هيبات فى نفس البيت،  وعشان تطمني عندك فى المطبخ فيه على الكاونتر ستاند سكاكين خدي الكبيرة واول درج من الدولاب على اليمين شفت فيه ساطور برضو خليهم معاكي،  لو قل عقله ولقتيه جاي بيخبط بالليل وقالك عايز شاحن سن رفيع غوزيه واجري!

غالبها الضحك أخيرا واتخذت أولى خطواتها داخل المنزل بينما تأكدت ان الباب المفتوح مستند بشكل جيد ولم يغلق ثم نبست:
لا هو مش بتاع الحركات دي يا بي بي، هو واضح وصريح!

ثم اختنقت كلماتها فى حلقها فلم تكمل، فاستدرك هو:
خلاص يا ريكي يبقى تطمني، وزي ما قولتلك السكينة والساطور وبيتهيألى كدة لمحت طاسة نحاس متعلقة عند البوتجاز لما جيت المرة اللى فاتت، جربيها دي ضربها والقبر على طول، مع اني متطمن أنه معاكي أصلا، بس متقوليش قدامه لا يتعوج عليا!

فابتسمت وتنهدت فأكمل:
طيب يا حبيبتى خليني معاكي على التليفون لحد ما يمشي وتطمني للمكان اللى هتنامي فيه.. ماشي يا ريكي؟

فهمهمت في وقت خروج كريم من غرفته يلبس ملابس رياضية كحلية اللون سميكة الخامة، وحاملا بين ذراعيه وسادة وغطاء ملتف حولهم معطف مقاوم للماء، اتجه بلا كلمات لها نحو المطبخ وفتح الثلاجة واخرج منها بعض الأطعمة المعلبة والخبز ووضعهم فى حافظة بلاستيكية ووضعها فوق الوسادة بين ذراعيه ثم استدار يواجهها واقفا فى منتصف الصالة وأشار لكل تفصيل فى المكان مردفا:
المطبخ من هنا كله تحت أمرك، الأوضة جوا تقدري تنامي فيها، وهناك الدفاية هشغلهالك متزوديش فيها خشب اكتر من اللى هحطولك وهو هيكمل معاكي لحد بكرة، في حمام هنا عند الباب الرئيسي وفيه واحد تاني جوا الأوضة، متقلقيش أنا مش هاجي خالص لحد الصبح ولو فيه حاجة جدت اتصلي بيا على التليفون.....

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن