الفصل العاشر: أبدأ منين؟!

3.4K 289 31
                                    

أمامك خيارين أن تفعل ما في قلبك غير سائل عن النتائج وما يليها، أو أن ترضخ وتصبر قليلا لترى كيف سيؤول الأمر إن لويت أنت ذراعك بنفسك.

خيارين لا ثالث لهما، لا يمكنه أن يختار بالعاطفة أو أن يدع للصدف القرار، على كل حال هو لا يعرف طريق سُليمان حاليا ولا سبيل لترك الغضب يتولى المعركة، تلك هي معركته أمام الجميع وعليه لعبها بحنكة ودهاء.

كلماتها ظلت تجول بخلده:
محدش بيكشف كل أوراقه مرة واحدة.......دلوقتي مش مطلوب منك إلا انك تكتب كل كبيرة وصغيرة بتيحي فى بالك......كل حاجة حتى لو اتغيرت بعد شوية فاهمني؟....متقلقش أوعدك إنك هتوصلها قريب أوي

كانت تتحدث بثقة بالغة، تأكد من يعلم أكثر مما يظهر بل وراسخة نبرتها وكأنها هي من أخفت رِقة عنه، تنهد باسطا ملامح وجهه مُرْخيا عنقه خلفه على الوسادة يطالع الفراغ فوق رأسه، ثم أعاد نظره للأوراق والقلم، احتدمت أفكاره حتى أنه لم ينتبه لأمه التي أحضرت له كوب من الكاكاو الساخن ووضعته أمامه!

_______________________♕

أمسكَ القلم وسأل نفسه:
هاا.... ابدأ منين! من الأول ولا من بداية التغيير ولا من أول الحلم!!

تمسك بقلمه وقد قرر نقطة الانطلاق هو الحلم لا شيء تبدل قبله، الحلم كله بدا أكثر واقعية من ذكرياته! بداية من اتصال عم علام ليستنجد به من أفعال سهيل، وسفره فى تلك الليلة التى قد قرر فيها زيارة محل عمل رقية ليعطيها محفظتها، لكن الاتصال أجّل خططه لوقت آخر غير معلوم

وقاد سيارته بعيدا عنها ووصل لجهة الكوارث، ليرى الرجل الكبير بالسن ينتظره عند مدخل المطعم وكأنه يقف فى صف تعزية، ترجل من سيارته واتجه كلاهما نحو الاخر.

حياه كريم وسأل:
إيه الاخبار جوا؟ مال وشك يا راجل يا طيب؟

تجنب النظر لوجهه للحظات وقال:
تعالى يا بني شوف بنفسك أنا تعبت، المرة دي غير كل مرة، المرة دي قسمة وسط، أنت يا بنى من أقل من سنة لسة مجدد المكان! حرام اللى بيحصل ده!

-فيه إيه بس؟ اشرحلى.... ولا أقولك تعالى ندخل نشوف الأول!

سارا معا ليدخل لمطعمه الذي أفنى عليه بعض سنوات طفولته وبداية شبابه، ليجده قطعة مخلفة من آثار بركان أو من ساحة حرب، بقايا محطمة، وآثار احتراق على الجهة الداخلية لمطبخ المطعم بالكامل، زجاج واجهة المكان بالكامل سوّاه بالأرض، كيف يمكن لشخص أن يحطم زجاج بارتفاع طابق وعرض يفوق الأربعة أمتار!! كيف يمكن لشخص مخمور أن يعثى فى مطبخ شاسع فيحرقه إلى رماد!

مكان عمله الأول الذي شقي في بنائه من كوخ خشبي مهترئ يغلق بقفل صغير إلى مطعم فخم يأتي له العملاء خصيصا ويحجزون به المقاعد قبلها بشهور، تحول إلى خراب كان الأمر وكأن صبي أهوج ركل قلبه بلا اكتراث! كاد قهره أن يتحول لدموع كظمها بصعوبة وسأل بصوت مكتوم:
هو فين دلوقتي؟

شظايا ثمينة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن