57- تملق! جـ1ـ(نشوفك فى الجنطرة)

2.3K 228 9
                                    

سموا الله وصلوا على رسوله

لا تنسوا اخواتنا فى ليبيا والمغرب من الدعاء

يلا بسم الله ومتنسوش الڤوت⭐
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رد الحقوق لأصحابها مهمة صعبة تعسة أحيانا كثيرة،  تتولاها بقوتك وعزيمتك وتستعن بمشيئة الله،  فإن شاء وفقك لسدادها وردها ،  وان شاء أخرها وجازاك عنها دنيا آخرة..  حقوق الناس مرهونة المغفرة بمسامحة اصحابها! لذا هي مهمة تعسة للغاية!

«أنا عايز رد شرفي وحق مراتي وحق أخوها!»
قالها بقوة من تحت قدماه الأرضُ ثابتة وقف امام المتجبر فاقد الدين والمروءة وطلبها من عينه، بقوة امام رجال آخرين فلم يستطع أحد التلفظ بكلمة بعده،  لكن مجد تكلم بعد صمت محاولا امتصاص غضبه باظهار ود مصطنع عندما قال له:
لاه يابوه... حجهم محفوظ وشرفك مرفوع... تعال نتحدتوا في المضيفة... نشرب بن او أتر ساجع..       «حاجة ساقعة»

قاطعه كريم بالرفض التام:
لا معلش... لا أكل ولا شرب..متشكرين اوي لحد كدة.. عايز حقوقنا ونمشي من هنا لما رقية تصحى

فاجابه بلطف لزج غير مستساغ:
كييف يا ولدي.. تعاود وانت منمتش... ريح آطر وبعدها انزل السكندرية زي ما يلد عليك..  «شوية»

حدجه  كريم مشمئزا من التملق الواضح ورفع زاوية شفته العليا بامتعاض ثم أجاب بسماجة:
لأ انا مرتاح كدة متشغلش دواخلك أوي كدة!

فتدخل اللواء جلال الدين برفق يحاول موازنة المشهد بهدوء يكلم كريم بصوت منخفض:
أنا رأيي من رأيه يا كريم... أنت منمتش من امبارح واحنا داخلين على الشروق أهو، مهما حصل مش هينفع ترجع المسافة دي كلها من غير نوم.. متنساش ان أنت اللي هتسوق العربية... هتجازف بالناس اللي معاك ولا إيه... أنا من رأيي لو تنام شوية وخلى بيجاد كمان ينام، الولد من امبارح بكى طول الطريق وشكله مرهق ومراتك كمان هتلاقيها محتاجة رعاية ... وبعد ما تصحوا تقعدوا وتتفقوا تكون المدام صحت وتحضر بنفسها... مش كدة ولا ايه؟

كانت كل الكلمات حوله تحثه على ما لا يريد وبطريقة ما منطقية، لكن ما يريده لا يأتي بالسرعة أبداً بل عليه التمهل، عليه انتظارها حتي تحضر عودة حقها ورد شرفها بنفسها معززة مكرمة... فأومأ موجها كلامه للّواء جلال الدين:
يعني أنت شايف كدة يا باشا؟

فرد عليه بإيماءة وابتسامة وتكلم:
ايوة شايف كدة... نرتاح من اللى حصل الليلة دي ونتجمع تاني على المغربية! مش كدة ولا إيه يا رجالة؟

قال اللواء جملته ممررًا عيناه بين المتواجدين فلم يعترض أحد بل اومأ الرجلان بهدوء، لقد كانت ليلة طويلة على الجميع، انهى جلال الدين نظرته المتفحصة باعادة انظاره تجاه كريم الذي صمت  للحظات ثم تكلم مجددا:
ماشي.. انا معنديش مشاكل... المغربية يكونوا اصحاب الحق جاهزين... بس قسما بالله ما هنعدي أي كبيرة ولا صغيرة... مراتي يتردلها شرفها وكرامتها قبل الفلوس.. والا والله ما هرحم مخلوق

شظايا ثمينة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن