48-حكم القوي

1.7K 229 23
                                    

صلوا على الحبيب
متنسوش الڤوت 🤌🏻⭐
بسم اللهــــــــــــــــ
«أنا قدامك وفي ضهرك متخافيش!»

جملته التي لطالما تمنتها في حياتها، في أكثر وقت تتوق لها، من الرجل الذي لم تحلم بسواه، كان كل شيء مناسب عداها هي، كانت دواخلها تسحقها، منذ البداية كانت توسوس لقلبها أنها لا تليق بتلك النجمة اللامعة!

لذا ابتسمت بمرارة وخلعت عنها معطفه الذي كان سبيل الأمان للحظات اكتفت بها وبدأت بطيه ثم التفتت تجاهه ومدت ساعدها بالمعطف المطوي تعيده، كانت تعلم ان جملتها التالية ستجعلها أبأس مما قد سبق، التفتت تجاهه وبعينيها انكسار سنواتها الخمس والعشرين اللآتي بدت وكأنها الأضعاف ثم قالت بصوت مرتعش لا رجاء بعده :
هتبقى قدامي وفي ضهري لحد ما تعرف إن أنا أرملة!

كلمتها الأخيرة تصادفت مع هدير الأمواج الغاضبة فلطمت قلبه وكيانه بالكامل، بقي للحظة ناظراً بتشكك لوجهها الذي رفعته لتواجهه وعيناها اللتان تتشبثان بعينيه ترجوه ان ينطق، وظل يرمقها لبرهة وكأن الكلمة تخترق الصخور العتيدة في رأسه يحاول ان يفهمها، لثوان اجتاح قلبه شعور جارف اناح كل دفء وبدله بغضب، ارتبكت ملامح وجهه وتوترت، أراد السيطرة على جوارحه، شعر وكأن العالم ينهار من حوله، عالمه الوردي فتاته تؤخذ منه بعيداً، وكأن النيران استعرت بداخله لثوانٍ ينظر لها وثوانٍ يلملم ملامحه، وفي ثوانٍ أدرك ما نشب في صدره، ياللعجب كان يشعر بالغيرة والغضب! ورغبة في الصراخ!

حتى هو لم يتوقع هذا! اعترته الحيرة والظنون، ظن أنها حجة جديدة تختبئ بها، لكن أن تكذب فى ذلك، هو أمر بعيد عن كونها تريد ابعاده،  لم يسمع من الجملة سوى ان هناك رجل في حياتها! سؤال واحد مكرر جال بخاطره «لما هناك رجل آخر في حياتها؟!» طفق عقله يكرره ويعيده وكأنه تعرض لعطل مؤقت، وعندها أدرك شعاع نور بسيط، صيغة السؤال خاطئة لما نسي كلمة فارقة «كان»... كان هناك رجل في حياتها،  لم يرحه التغيير كثيرًا، هناك شعور حارق فى منتصف صدره، هناك رجل عرفته واحبته وتزوجته!...يا الهي هل عندها أطفال؟..هل تخفيهم فى مكان ما؟...هل كان لطيفا معها؟...هل كانت تضحك معه وتتودد إليه؟...هل كان يلامسها؟..ملايين الاسئلة التي كانت كعصارة بركان تنصهر في صدره وتوغره.

حاول ان يصيغ لنفسه أنه متوفىٰ، هي قالت أرملة؛ لكنه ما زال مؤلما سحب باطن شفته بين أسنانه وعيناه تصرخان  ولم تفارق عيناها طوال تلك الحرب الدائرة في دواخله،  انزل عيناه للمعطف المطوي الممدود تجاهه وسحبه بهدوء من يدها.

كانت ثوان قليلة صمت بها أمامها لكنها كانت كأجل كامل انتظرته به وعندما كسر عهد العيون معها ناظرا للمعطف ثم أخذه بهدوء من بين يداها علمت أنه الوداع بينهما،  خرجت من بين نيران روحها شبح مرارة ضاحكة فانزلت كفاها ورأسها الآمل متخلياً عن أمله، بالطبع حتى وان كانت تعرفه جيدا وتعلم كم يحبها لكنها تركت مساحة فسيحة للخذلان، تلك هي حياتها فى الأصل! لذا لما التفاجؤ؟ عليها الآن ابتلاع الغصّة ووضعها بترتيب بجوار أخواتها بداخل قلبها المزدحم!

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن