44- لا مؤاخدة اتلحلحي كدة!

1.8K 232 22
                                    

صلوا على خير الأنام وادعولي❤
متنسوش الڤوت⭐
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لم تكن كلماتها بشيء يستطيع استيعابه بل كانت أشبه بالحكايا الخرافية،  لطالما عَلِم فى قرارة نفسه أنها إن لم تكن تحبه فستكون معجبة به،  لكن الرفض! هذا ما لم يخطر على باله،  كونها تقول إن هناك ما لم يفهمه، هذا شيء آخر  لم يكن بالحسبان أيضا، لذا أغمض عيناه وأخذ شهيقا ثم انحنى تجاهها قليلا ونبس بهدوء متلطفاً:
مهو أنا بحاول أفهم! متسيبينيش كدة! هو انتي بجد مش حاسة باللي أنا فيه؟

قلبها الدامي يئن يرجوها أن تترك ما تفعله، فقط توقفي لا يصح هذا ولا يليق ولسانها يعصاها ولا يجيب بما اراد عقلها قوله،  عضت طرفه وكأنه هو المتحكم،  النزاع داخلها ينافس صخب الرياح التي بدأت برفع المقاعد التي كانت خارجا ورميها بعيدا، بل داخلها كان أكثر صخبا كان أكثر قهرا، لكنها قاومت قلبها لآخر نفس ونطقت:
أنا... مش زي ما أنت متخيل، مش الوردة الجميلة ولا البنت اللطيفة ولا حتى حياتي سهلة، أنا عندي حمل جبال وده عليا لوحدي... دنيتي غير دنيتك... مش هتقدر تستحملها ولا هتعرف تشيل شيلتي....

قالت جملتها تحاول الا تقول أكثر مما يجب،فقط بضع كلمات لدفعه عنها، صمتت تحاول التقاط أي انفاس من البرد الذي أثلج المكان بالكامل فأعطته فرصة للرد على ما قالته حتى الآن:
شيلة ايه؟... شاوري بس وانا هشيل قبلك.. قبل ما انتي تنطقي حتى.... أنا بحبك أنتي فاهمة معناها! يعني كل ظروفك وحياتك من وقت ما نطقتها بقت مسئوليتي!

خرج زفيرها حار وعيناها تضيقان وحلقها يختنق أكثر وكأن قيدا قد زاد الحلقة على عنقها وردت باهتزاز انخلع له قلبه:
اوعى تفتكر أنى مش حاسة... والله حاسة... والله العظيم حاسة... بس فيه أوقات الواحد لازم يعرف هو بيمد خطوته فين... وأنت مش هتعرف تشيلها صدقنى أنا شيلاها بالعافية …أنا وأنت مش من نفس الدنيا حتى!

كلماتها كانت قد بدأت بنهش المتبقي من كبرياء لديها،  لا تريد س، د المزيد ولا تريد خوض تفاصيل، فقاطعها بنبرة أقرب للرجاء متخيلا انها تتكلم عن مشاكل بيجاد المادية:
رقية لو الموضوع على الماديات والفلوس والله أنا اعرف اتصرف... بس وافقي

عندها تهشم القناع الهش الذي كانت تواري به انفعالاتها، نظرت جانبا وقد انفلت من قلبها لا من فمها ضحكة مريرة حارّة يتخللها تنهد لا بل تألمِ سنواتٍ دُهِسَت بها كرامتها تحت الأحذية، كانت تسمع كلمات مشابهة من محيطينها، ولما الابتعاد ألم يكن فحوى مناقشتها مع خالد منذ قليل هو معايّرتها بركضها خلف المال، كانت على استعداد الثبات أمام اجحاف الآخرين ودهسهم لكن ليس حذائه هو، ليست معايّرته لما هو، لم يكن عقلها حاضرا لتعي سبب كلماته بل خلطت كل مشاعرها بغباء وأخذت كلماته على محمل خنجر أستقر في منتصف كبريائها، فطحنت شفتها السفلى مجددا بقواطعها وأعادت عيناها المتلألئة بدموعٍ تسفح جلده وارتسمت على ثغرها نصف ضحكةٍ منكسرةٍ شرخت صدره ونبست بكلمات كسيوفٍ بتارةٍ رشقت في خافقه، لم تكن كلمات مرتبة لكن مضمونها واضح، هي ظنت انه يدفع لها الرشوة لتقبل بالزواج خدي المال وسأشتريك، عقلها الضيق والمهتاج ترجم كلماته هكذا:
ده بالظبط اللى بتكلم عنه...في مكانتك أنت الفلوس مش مشكلة،  لكن الناس اللى زيي....  اه عندي مشكلة بس مش كل حاجة فلوس فيه حاجات تانية والله.... أكبر من الفلوس... هو ليه مستنين مني... اني لما أشوف حد زيك... أشوفك... فتلمع في عيني عشان أنت المارد اللى هيحل مشاكلي والعب عليه عشان فلوسه،انت ليه!

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن