66-أنا جوزها على فكرة

2K 217 14
                                    


صلوا على الحبيب ومتنسوش الڤوت⭐

ثقة الشخص أمامك تدفعك للثقة به وحنوه عليك تدفعك للشعور بالدفء،  وأما نظراته فإنها الأمان الذي يغمرك، وذراعيه حلم تتمناه ليلك ونهارك لتستكين..

«أكيد... أكيد... المهم، بيجاد حاليًا هيكمل معاكم عشان هو اللى طلب لكن احنا لو علينا عايزين مدرسة تانية أصلا... بس نعمل إيه هو اللى طلب..»

أرجّعت ظهرها باندهاش تستمع لثقة كريم بكل حرف ينطق به، ثم استدارت لوجه بيجاد الذي ابتسم واومأ لها إن كلمات كريم صحيحة، أعادت وجهها مجددًا واخذت تراقب محيطها بتمعن لا تفهم ما الذي يحدث حولها، ففى كل زياراتها للمدرسة كان دائمًا ما يُحرّج على بيجاد الجلوس بل يقف فى منتصف غرفة المدير، بينما تجلس هي منكمشة بخوف على ذات الكرسي التي تجلس عليه الآن،  وفى داخلها حالة من  القلق إن يخسر بيجاد مقعده فى المدرسة الوحيدة التي قبلت به بلا أوراق ولاية تعليمية ولم يطالبوا بمقابلة لوليّه الذي كان في وقتها عمهما الظالم مجد، أيضًا هذه المقابلات لم تخلو أبداً من تعجرف المدير ولزوجة أستاذه السمج ذا الغزل المبتذل لقد ملّت من التهرب من ذلك المتصابي، لثلاث سنوات بمجرد ما تدخل المدرسة يبدأ سلسلة من المجاملات السخيفة التي لا تنتهي، كيف انقلبت الأوضاع هكذا،  أعادت انظارها إلى وجه كريم بابتسامة إعجاب، لأن ببساطة الشيء الوحيد الذي تغير هنا هو وجوده.

مد ساعده إليها فتشبثت به ونهضت تستأنس بحِماه اللطيف عليها،  فى تلك اللحظة وعت وبلا جدال أنه الأمان الذي كانت عطشة له طوال السنوات الثلاث الماضية وليس أمانها هي وحدها بل لأخيها ايضاً.

حيّوا المدير وتجاهلوا المعلم المتصابي وخرج ثلاثتهم للردهة فى الخارج، بدأت رقية بهندمة ثياب بيجاد وكأنها أمه الحنون تهدهد قلبه بكلمات طيبة لأنهم سيفترقون لبضعة أيام أو اسابيع ربما، تداعب شعره برفق بينما هو يضربه الخجل للحظات ثم تغالبه الابتسامة الدافئة ويحني رأسه أكثر تحت يدها، قرصت وجنتاه هامسة:
خد بالك من نفسك يا قلبي  .. اتصل بيا زي كل يوم...

ابتسم بيجاد ثم تكلم ممازحا:
اتصل بيكي ازاي؟ على كوز المطبخ ولا إيه يا ريكي؟

توقفت للحظات ثم أدركت ما يعنيه فضحكت وقرصت أذنه برفق واجابته:
صحيح والله انا بنسى..بص هحاول أجيب تليفون جديد الأسبوع ده.. بس متعملش مشاكل.. متقلقنيش عليك

عانقها بهدوء وربت على ظهرها ثم تحدث:
متقلقيش... وانا هكلمك بالليل على تليفون كريم..

صمتت لثوان لتستوعب الأمر ثم اومأت له برفق، بعدها التفت بيجاد يحيي كريم فى معانقة سريعة يداخلها خشونة التربيتات على الظهر وصفعة السلام الرجولي مع تمتمة من كريم فى اذنه:
أنا سايب أسد ورايا تمام!

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن