46-أنا لسة عند وعدي!

2K 247 32
                                    

الڤوت مبيعضش يا جدعان والله ⭐
صلو على شفيعكم ❤
بسم اللهـــــــــــــــــــــــــــــ

لمسة دافئة من يدك لقلبي تشفيه،  أتعلم أنّ صوتك وحده كافيا لرئم جرحي الغائر؟ أتعلم أنّ عطرك يثري روحي ويلْأم شتاتها؟

في نفس الوقت الذي جلست به هي تواسي عيناها كان  هو الآخر مازال مستيقظًا،  أفكاره تحاكي صرير الريح الآتي من فلجات المكان البارد تحت الإنشاء، عطسة ثم عطسة أدرك أنه قد وقع فريسة للزكام،  يعلم جيدًا أنّ قلة النوم والحزن تلك أبواب الترحيب الواسعة بنزلات البرد، وهو فتح البابين على مصاريعهما،  استقام يعد قهوة عادية وتأمل سطحها كعادته لكن تلك المرة الشعور كان موغر مؤلم، حاول التجاوز فأخرج من العلبة بعض الخبز والجبن وأعد شطيرة وبدأ بتناولها فى مكتبه بهدوء، كانت لفافة صغيرة لكنها أخذت منه وقتا أطول من طفل صغير متململ بسبب التفكير والتخمين فى دوافعها، هناك سر كبير تخفيه، لم يكن مشهد جلوسها غارقة بين أشياءه ينسىٰ، ذلك الأحم نسي الحزن ونسي الرفض وابتسم ببلاهة لأنه وعى أنها تحبه بالتأكيد لكن مازال أمر رفضها عسير على استيعابه، لا معطيات مطلقا سوى حجة مخوخة هزيلة، طافت به الأفكار والمشاعر بين هبوط وارتفاع ولم يفلح فى معرفة السبب!

♡~~~~~~~~♡

أمام المدفأة استلقى رأسُها على ظهر الأريكة بملاعق مجمدة على عينيها ورغما عنها برودة الملعقتين وتغطية عيونها والإنهاك والإرهاق دفعوها للنعاس قليلاً،  لكن صوت شيء حملته الريح واسقطته خارجا أيقظها متفزّعة فوقعت الملعقتين وغزا عيناها ضوء الشمس يحرق مقلتاها المتعبتين،  استقامت تنظر للوقت فكانت الثالثة عصراً، وعلى الرغم من استمرار الرياح وتباشير معاودة سوء الطقس إلا أنّها خلعت عنها معطفه وبدون وعي طبقته واسندته على ظهر الأريكة متعجلة وركضت للغرفة التي خلعت بها حجابها لتلبسه ثم عادت وارتدت معطفها المعلق بجوار المدفأة واتصلت به بإلحاح فأجاب:
ايوة يا أ...  في حاجة؟

فأجابت بتعجل:
الشمس طلعت،  بص حتى لو الجو هوا والشمس مؤقتة، روّحني بالله عليك ضروري! لازم ارجع!

تنهد متفهما وقال:
حاضر،  بس بعد اذنك محتاج أخد حاجات من البيت لو تسمحي ادخل بس والباب مفتوح!

فأجابت من فورها:
آه طبعا بس بسرعة!

بعد دقائق قليلة فتحت له بعد ان رن جرس المنزل، فدلف من الباب فى اتجاه الغرفة وعندها لمح مفتاح المنزل كما تركه الليلة الماضية على الطاولة لم يتحرك، فابتسم بلا هدف، هي بالفعل تأمنه لم تُغلق الباب بل وثقت أنه لن يعود، دُغدِغ كبرياؤه مجددًا ليميل عن غضبه منها قليلاً، لكن هذا ليس وقته دخل لغرفته، بدّل بعض الملابس لما هو أثخن،  وبدأ بتمشيط شعره ووضع بعض العطر الذي تلقائياً وصلها عبيره، فابتعدت عن الغرفة فى تجاه الرياح الآتية من الباب تختبئ فيها من الرائحة المحببة لقلبها.

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن