62-حيطة!

1.9K 214 10
                                    


«كريم.... هو مامتك فين؟»

سؤال سألته لتحصل على إجابةٍ لسؤال آخر لم تسأله لتطمئنها، لكن تجمد حركته للحظة وتمتمه وتجنبه النظر لها ثم إجابته الواهية:
في بيتها هتكون فين يعني...

إجابة ضعيفة من شخص يتهرب فوضعت كفها على خده، أعادت وجهه إليها وسألته بوضوح هذه المرة:
كريم.... أنت قلت لمامتك صح؟

صمت كريم عن الرد وتوقف عن الحركة فقط ناظرًا لعينيها لا يعلم أي إجابة تخفف من وقع الحقيقة، ظل ناظرًا لها لفترة بدون كلمات ثم تكلم بصوت خفيض:
ملحقتش أقول حاجة

صمت يبتلع ريقه واقفًا يحملها فى منتصف الطريق للفراش، يحاول أن يجد ما يقال فى تلك اللحظة، لكن  لا يوجد أي رد يمكنه قوله، بالطبع كان هذا الأمر شرط رقية الوحيد لقبول الزواج منه ، لكنه لم يخبر والدته بعد لأنه حقاً لم يسعفه الوقت!

ما بين توقفه المتوتر بلا حراك وبين هلعها عندما أدركت، مرت لحظة صمت وارتباك بينهما متصنمان يتبادلا النظرات بلا رفيف أهداب حتي، ثم تملك رقية الغضب فقطعت الصمت وتحدث بانفعال:
يعني إيه ملحقتش؟

رد بهدوء:
يعني ملحقتش يا رِقة.... مكنش فيه فرصة اتكلم معاها..

اندفعت تقاطعه:
ولا حتى بالتليفون؟

توسعت عيناه ونبس:
وهو ده يتقال فى التليفون برضو؟

احتدت عليه مع شعور بالسوء يعتريها:
أومال إيه اللى ينفع... تتجوز من وراها؟  أنت بتستهبل؟

أخذ نفساً عميقاً مغمضاً عيناه ورفع جسده ليلاقي وجهها وجهه ثم تكلم بصوت هاديء على العكس من نظراته:
خلى بالك من لسانك وانتى بتكلميني... تمام؟

أشاحت بوجهها ماطة زاوية فمها ثم تمتمت تكابر شعورها:
ما هو مفيش حد يعمل كدة!

رد ببرود ووجه راكد من الانفعالات:
طالما أنا عملتها يبقى حصل.

اغتاظت أكثر وارتفع صوتها:
رد عليا يا كريم أنت ازاي متقولش لمامتك؟

انفعل على انفعالها واتخذ خطوة وهو مازال يحملها:
حطي نفسك مكاني كنت هعمل إيه يعني؟

توسعت عيناها بغضب وقد كمشت ياقته بيدها:
حط أنت نفسك مكاني... أفرض مامتك قالتلك طلقها!

أضاق ذراعه عليها يريد ضمها وطمأنتها مردفًا:
مش هيحصل!

فدفعت صدره منفعلة:
ولو حصل؟

زفر بهدوء يلجم غضبه ثم نبس:
مش هيحصل عشان أنا مش بتاع طلاق.

فصاحت تعيد نفس الوكزة لكتفه باحتجاج:
ولو حصل؟

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن