93-هعبيك فى كياس

2.5K 279 77
                                    

   السلام عليكم ورحمة الله،  عاملين ايه؟
كل سنة وانتم طيبين وينعاد علينا جميعا واحنا فى طاعة الله ورضا منه ❤

يلا نبدأ..
سموا الله وصلوا على الحبيب ومتنسوش الڤوت
بسم الله ـــــــــــــ

طار بسيارته وبعد أن خرج من بوابة القرية السياحية التى يسكنونها فى الساحل الشمالي ضربته بعض نسمات الهواء المتسللة من النافذة فأفاقته من تعس ما كان يخطط له وتذكر جملة والدته "يفكر شوية ومش هيخسر"  ، فتنهد ثم قرر العمل بنصيحة ڤيڤيان هذه المرة وصفّ السيارة على جانب الطريق ثم سحب زجاجة مياه من جواره يتجرع منها بلا تمهل وكأنه كان يركض آلاف الأميال، رفع الماء عن فيه وأخذ يهدئ تنفسه وهو شارد الذهن.

تأنى وتريث ومازال جالسًا فى مكانه على مقعد القيادة للحظات يفكر فيها، ثم استقرت أفكاره على العودة للمنزل وبالفعل عاد، لكنه ترك سيارته بعيداً عن المنزل عمدًا وقرر أن يأخذ الباقي من المسافة الطويلة ركضًا حتى البيت علّها تسحب من طاقة تفكيره وتُلين من قوته أو تهدُ عزمّه عندما يراها، كل هذا فعله كريم خشية أن يتخلّف عقله ويُقْدم على غباء ما فى حقها أو على تصرف أرعن يخسر من وراءه أو يخسرها.

بلهاث تام وصدر يعج بالفوضى فتح الباب دخل البيت، يحاول أن يلملم شتات حاله فأخذ يستغفر ربه ويستجير به من شيطانه الرجيم ووساوسه، توضأ وصلى صلاة العصر وانتظر، ثم صلى المغرب وانتظر ثم صلى العشاء وانتظر ولا أثر لقدومها قريبا، اتصل بها وما تغير أمر الهاتف إنه مغلق.

بدأ يفكر في مكانها لربما هناك طاريء او أن هناك شيء جلل، أو ربما تركت المنزل وسرعان ما ضحد هذه الفكرة سريعًا فمن تستأذن للذهاب للعمل بالتأكيد ستقول أنها ستغادر، لكن لعل هناك ما غير رايها؟

ظن أنها من الممكن أن تعود لبيت أهلها الكبير، لكن يقينًا فى قلبه أجابه أنها لن تدلف من باب هذا المنزل الذي تركت فيه والديها أحياء للمرة الأخيرة ولم ترهم بعدها إلا فى ابشع صورة، على الأقل ليس وهي لم تواجه نفسها بفقدهم، وليس وهي لم تشفى بعد.

اين ذهبت ولما هاتفها مطفأ؟ تساؤلات لا رد لها والاسوأ انه لا يمكنه المغادرة، لا يعلم اين من الممكن ان يجدها او حتى يضمن تصرفه اذا جابهها فى خارج المنزل، لحظات من التيه حاول فيها ان يمسك غضبه وغيرته، كان يحترق فى كل لحظة تمر عليه.

رأسه يضج بالاحتمالات عن مكانها وسبب تأخرها أما قلقه عليها فكان شيء آخر يزاحم الغضب والغيرة ورغبته فى قتل خالد، لكن مجرد تفكيره فى حادث والديها وحالتها بعدهم ألان قلبه لها وأثار شفقته بها.

هو لم يتحمل ما يحدث معه لبضع ساعات طفيفة غير منتبه أن هذا ما مرت به طوال الأيام الخمسة الفارطة، أو ربما انه وعى هذا كلما فكر أكثر، لكن هذا لا يبرر تواجد صورة مثل التي رآها، حتى وان بدت هي فى تلك الصورة غير عالمة عن ذاك القذر خلفها،  وكلما ترأفت بها نفسه هاجت عليه نخوته تلوم عليه كيف يلين! انتظر بعد العشاء لساعة وساعتين وثلاث أخريات ولا أثر لها.

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن