49-چو!

2K 236 39
                                    

صلوا على رسول الله
متنسوش الڤوت ⭐
بسم اللهــــــــــــــــــــــ

الذكريات هي ماضٍ قد مضىٰ، فلما علي البؤس إذا ما مرت بخاطري! ومرارة المصائب ليس حلها علقم الانتقام، فإذا عشتَ به فقد بعتَ المستقبل ولن تشتري الذكرى!

كانت تلوم وتلوم وقلبها يتفتت في كل لحظة، تسوء أمورها فتلوم على نفسها ذاك اليوم، يمرض اخاها فتلوم على نفسها ذاك اليوم،  كانت تدور في دائرة من رسْمُها ونسْجُها واسمها "ذاك اليوم". سمعها وقد بدأت في البكاء مجدداً وقلبه بدأ بالصراخ خلفها، كان كلما سمع منها كلما زادت رغبته بضمها له، وكلما زادت قبضته على ذراعه الآخر يسجنه خلف ظهره ، قرر ان يبدل الموضوع تجاه شغفها الباقي" بيجاد"،  يقال أنك عندما ترى من يرثي الموتىٰ ويتحرق عليهم فعليك تذكيره بالأمل الباقي من الأحياء حوله، وهذا ما كان اختياره فسألها:
بس بيجاد ربتيه صح وطلع راجل

نظرت له مبتسمة الثغر منكسرة العينان وقالت:
بيجاد ربته الدنيا يا كريم... لحد هنا انت سمعت نص القصة متعرفش، الباقي بيجاد لوحده في مصيبة تانية!

توسعت عيناه وثم ابتسم ونبس:
ليه هبب إيه چو؟

ابتسمت ناطقة بقهر:
استنى هنوصله دلوقتي بس محتاجة الأول احكيلك،  ليه انا هربانة و...

فقاطعها يدس كفاه في جيب بنطاله يحاول السيطرة على زكامه الذي اشتد قليلا، لقد بدأت رطوبة الرمال بالتملك من قدماه المطمورتان بداخل جورب سميك أخيرا:
والحادثة؟  مش كدة؟

ظلت تناظر السحب التي بدأت تتلبد في سماء الأفق ثم سألته:
مفكرتش تنتقم؟

ابتسم ونظر تجاهه ثم رد بسؤال:
هنتقم ليه؟

فالتفتت له بأعين متحمسة وبعدها تلفظت:
من اللى اذاك؟ اللى حكيت عنه مش شوية؟

انفلتت ضحكة بسيطة منه ورفع حاجبا ورد:
منا عارف.. بس انا بقولك ليه؟ هنتقم ليه؟

-عشان تاخد حقك؟

اخذ شهيقا طويلا وتكلم:
طب وبعد ما انتقم هيحصل إيه!؟  بعد ما يخلص الحوار اللى صرفت فيه أنفاسي كلها.. هعمل إيه؟-تحمحم يرجع صوته-
  ابويا كان دايما يقولي اللى يدوسلك على طرف وأنت ضعيف.. اسحب كرسي واطلب قهوة واقعد اتفرج على ربك وهو بيخلص منه، انتى بقا عايزة تنتقمي من مين؟

ارتبكت لأن مآربها اصبحت مكشوفة للعيان ونطقت:
ها؟  مـ... مفيش

قال بذات الابتسامة الواثقة:
لو مش عايزة تقولي متقوليش، انا فاهم ان الانتقام فكرة بتبقى حلوة اوي فى أولها، لكن مع الوقت اللى عايز ينتقم بيفضل يففقد نفسه وطبيعته حبة حبة، وفجأة لما يخلص يلاقى جواه هوا، زي طبلة تضربي عليها ترن لكنه مجرد صدى صوت، عشان كدة بقولك فكرة مؤذية وطرقها أكتر أذى... كنتي عايزة تحكيلي على الحادثة مش كدة؟

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن