70- انتي بتبستريني كدة!

2K 229 26
                                    

ادعوا لاخواننا ولا تنسوهم أيام معدودة مؤقتة ولم ينتهي الأمر!

سموا الله وصلوا على الحبيب
ومتنسوش الڤوت⭐ والكومنتات ❤❤

سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها
صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا.   
قصيدة «إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفاً …للإمام الشافعي»

سكت كريم يستمع لبكاء سليمان المكتوم مجددًا ولا يعلم ما يمكنه إن يقوله ليهدئه ولكن جال بخاطره خوف من نوع جديد،  موقف سليمان وزوجته مع والده،  يشبه موقفه هو وزوجته مع ڤيڤيان،  ارتعد فؤاده من مجرد التفكير فى الأمر فمابالك بمعايشة هذا المشهد وتحمل مثل هذا اللوم لذاته.

قبل أن يسمع رد سليمان التالي شعر بنقرات على كتفه التفت ليرى من صاحبها فوجدها زوجته، فأشار لها أن تنتظر واستدار يعطيها ظهره، قطبت رقية حاجبيها بينما تراه يأخذ الهاتف بعيداً عنها وتكلم بصوت هاديء لم تسمعه، لكن لغة جسده توحي بالحنو على من يحدثه، فاقتربت تقف خلفه لتطلب منه أن يجلس لكنه أشار لها بيده أن تبتعد وتنتظره عند الطاولة ثم استدار مجددًا.

بان لها أن المحادثة مهمة وهذا عادي، ولم يكن ما يطلبه شيئاً غريباً للدرجة، لكن اهتمامه الكبير بالهاتف ومحاولته ألا يلفظ بكلمة أمامها وفوق هذا إشارته لها أن تبتعد بدون كلمات مسموعة، أشعل غيرتها وجعل شيطانها يوسوس لها أن كريم ربما لا يريد أن يشعر المرأة التي يكلمها انه مع أخرى، بالتأكيد إن كانت والدته لكان سيتكلم أمامها مثل مرات كثيرة سبقت وفعلها، فطارت من عقلها الحكمة وانتهى التروي وتحركت من مكانها تقترب منه وتجذب يده بقوة متكلمة بصوت مرتفع قليلاً ليسمعه من "تكلمه":
كريم.. أنت بتكلم مين؟

تفاجأ كريم من السحّبة التي تُظهر قوة وعناد لم يره مسبقًا بها،  فأضاق عيناه بغير استيعاب للموقف يهز رأسه باستفسار قبل أن ينطق فكررتها مجددًا بعيون متسعة من الغضب ربما أو انها غيرة:
بقولك بتكلم مين؟.. مين اللى أنت بتكلمها؟

شقّ ثغره ليتكلم لكن ملامح وجهها الغيور غمر كيانه بمشاعر تناقد ما يشعر به من الحزن والاسي على حال صديقه وقبل ان يرد، فى لحظة التردد والسكوت تلك أتاه صوت سليمان وكأنه يستغيث:
أهذه رقية؟

فهمهم كريم وعيناه معلقتان بعيني رقية الثائرة، فنبس سليمان برجاء:
ألا يمكنك ان تطلب منها ان تتحدث مع فريدة؟ انها تحبها ربما اذا تكلمت معها...

رفع كريم حاجبا دون الاخر ونظر لعيني رقية بمكر وتكلم:
ايوة صح يا سُليمان.. هي بتحبها... استنى اديني عشر دقايق هفهم رقية تكون طلعت التليفون لمراتك.

وقعت على مسامعها كلمة سُليمان وكأنها «ديچا-ڤو»  من مكالمته لوالدته فى يوم عيد الفطر، أبعد الهاتف عن أذنه بعد ان أغلق المكالمة وبيده الأخرى نقر طرف سبابته بقوة بعض الشيء فى جبهتها وتحدث بلوم:
دماغك دي مش بتظن فيا خير أبداً؟

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن