29-المراقبة من بعيد مش بتفيد!

2K 274 47
                                    

🌟الڤوت والفولو بيفرحوني🌟

صل علي شفيعك، وابتسم 🤍

~~~بسم الله~~~


في الصباح التالي العاشرة صباحا تحديدا في مطبخ منزله وقف يعد قهوته بالفانيلا، فتح خزانة الاكواب وأخرج فنجان قديم رث به شق في جانبه لكنه متماسك، وضعه على رخام منضدة المطبخ وصب فيه القهوة، عصفت رائحتها في كافة أجواء ما حوله حتى أنها تغلغلت في ملابسه، أغمض عيناه يستنشق الڤانيلا بانسجام لولا قاطعته ابتسامة شفتاها التي تذكرها مع عيناها المتوسعتين انبهارا عندما تذوقت القهوة المخادعة التي أعدتها لها أول مرة وآخرها حتى الآن، فتح عيناه ناظرا لسطح القهوة في فنجانه المشروخ بلا يد سليمة ثم ابتسم ونبس:
أنتِ وهي اتفقتوا عليا، ده حتى القهوة بلون عينكِ!

مط جانبا شفتاه للأسفل غير راضٍ عن حاله، قلبه يخرج عن السيطرة لم يكن يوما عاشقا، رقية التي عاندته لما يقارب العام منذ شتاء العام الماضي أدخلت فى قلبه شعور جديد لم يكن يعرفه، تلك المشاعر جعلته يدرك أن ما سبق ومر به لم يكن إلا سخافة طفولية! بل انه لم يكن سوى اعتياد فقط!

اندلع الغضب بداخله وأشعل عنجهيته وعدم رضاه عن نفسه، ليس مسيطرا على نفسه، يجد نفسه في وسط مواقف لا يعلم كيف ساقته قدماه لها، أدرك أنه غارق فيها حتى أطراف شعره الحبيب، يعلم أنه لا مكان له حتى في الأركان المهجورة من أفكارها، هو بنفسه رآها كيف تشرق عيناها عندما ترى اسمه على هاتفها، هو بنفسه سمع صوتها الحنون الذي لم يكن ليتخيل أنها تمتلكه حتى، ما عساه يفعل ليشتت انتباهه عنها، لم يكن عليه سوى الانهماك في العمل علّه يسحب ذاك الضياع من داخله، صدح صوت الهاتف المحمول ليعلن عن رقم واحد من مطاعم خط البلد كما يسميها، مط شفتاه ورفع الهاتف على أذنه يرد على الرنين المتواصل:
أيوة

فأتاه صوت آخر من يود محادثته فى العالم بسماجة:
كــــــــيمـــــــيــز واحشنـ......

فقاطعه بنفاذ آخر صبر لديه:
أنت بتعمل إيه عندك؟

أجاب بنبرة يخالطها مرح مصطنع:
مستنيك طبعا!..... أنت عارف أنا بتصل بيك مش بترد فجيت هنا عشان أطب عليك أكتر من مرة وملقيتكش.... أنت مبتجيش ليه يا كبير إيه اللي واخدك مننا؟

زفر تنفسه الثقيل الذي طحن صدره من سماجة محدثه ثم أجاب:
وأنت مالك يا سهيل، ما أروح مكان ما اروح يا اخي هو أنت ابويا؟.... وبعدين مبردش عليك..... دماغك الالماظات دي ملمحتلكش على حاجة مثلا؟.... بص أطلع من نافوخي أنا فيا اللي مكفيني، الهباب اللى عملته هنا داخل على سنة أهو عشان ألمه من وراك، فياريت مشوفش وشك لحد ما أخلصه و....

فقاطعه:
هنا؟ حلو عرفت أنت فين...... مسافة السـ.....

-أنت يا بني دماغك بايظة؟..... ولا أنا بسأل ليه مهي أكيد اتلحست من الهباب اللى ناقع نفسك فيه.....

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن