الثاني عشر: جليلة

2.4K 208 28
                                    


في اليوم التالي انهمك يكتب بلا انقطاع منذ استيقظ، لم تقاطعه أمه أبدا، طرأ على بالها ملايين الأسئلة لم الجفاء تجاه جليلة، ألم تكن مدللته؟! ليس وكأنه قد انتهى العالم لكن لما تغير فجأة!

قررت ان تذهب لاستنشاق الهواء، خرجت من غرفته وناظرته قليلا منهمك وكأنه يعد مشروع تخرج ابتسمت بحنو أم محبة لمرأى طفلها فقط يتنفس لا تريد شيئا آخر، على اول مقعد قابلها تحت شجرة صفصاف من المنتشرات فى حديقة المشفى جلست وعلى غير المتوقع لمحت زهرة تسير أمامها، تعجبت كانت تظن انها باجازة، لم ترد ان تناديها علّها لم يعجبها ما فعله كريم بالامس امامها، فلم تناديها حتى لا تشعرها بحرج!

لكن على غير توقعها للمرة الثانية وجدتها تجلس بجوارها تحييها وتقول:
حضرتك بتحبي الزرع اكيد!

التفتت لها ابتسمت وأومأت ثم ردت:
ايه اخبارك النهاردة يا دكتورة؟

-انا بخير! جلسات كريم مؤجلة اليومين دول، اظنه محتاج هدنة بعد اللى حصل امبارح...... اعذريني لو كنت هتطفل فى السؤال، بس انت قولتيلي انها عايشة معاكم... اقصد جليلة... ازاى ده حصل؟

تنهدت وقالت:
بصي يا بنتى، من زمن الزمن لما كنت صغيرة كدة كان فيه بنت بتيجي مع والدها سفرياته لبلدي، الراجل كان شريك والدي كان عنده بنت اسمها ميرڤت، كنت بشوفها كل ما تيجي، مرة مع مرة اتصاحبنا وكنا بنبعت لبعض جوابات، ميرڤت حكتلى انها وقعت في الحب وان الشاب ده فقير ووالدها موافقش، فقررت انها تهرب معاه برة تركيا ويعيشو حياتهم بعيد عن نفوذ ابوها، وكانت النتيجة انها حملت لكنه طلع مستهتر، كان مفكر أنه لما تحمل ويتحط حماه قدام الامر الواقع بالطريقة دي ممكن ياخد حاجة من فلوسه، لكن والدها قاله انه استثناها من الوصية وانها مستحيل يعترف بوجودها تانى ولما عرف انه مفيش رجا، سابها وهرب ورجع على تركيا وسابها وهي في شهورها الأولى ....

دمعت عيناها وانتحبت على رفيقتها، تنهدت ثم أكملت:
الغلبانة مصدقتش انه هرب، كانت بتظلم والدها وتقول انه هو اللى طفشه منها لدرجة انها رفضت ترجع تركيا وفضلت فى نفس البيت الكحيان اللى كانوا عايشين فيه على أمل فى يوم يرجع يلاقيها، شهر في التاني اتولدت جليلة، وانا بعيد عنها لأني مرتبطة بشغل برهان الله يرحمه ورحلاته من بلد للتانى، لحد ما حبيبي الله يرحمه اتوفى ورجعنا هنا أنا وكريم ، ساعتها قابلتها وكانت مريضة سرطان في آخر مراحل المرض، ولحد آخر نفس مش مصدقة أنه هرب، كانت بتصبّر نفسها لحد يوم ما ماتت أنه أكيد هيجي يشوفها ويودعها قبل ما تفارق!

-وجِه يودعها؟

-لا ابدا قلبه كان جاحد، 10 سنين بتبعتله تعالى زورني طب تعالى شوف بنتك، ولا عمره حن ولا رق! لما ماتت وسابتلي جليلة قريت فى مذكراتها حاجات توجع القلب، كانت عارفة انه متجوز ومخلف من بنت تاجر كبير، حتى لقيت جواب منه بيعايرها وبيقولها هجيلك ليه؟ انا لقيت معاها اللى أنتِ معرفتيش توفريهولي، معرفش رجالة ايه دي! يعنى بعد كل ده كان عندها أمل يجي يودعها قبل ما تموت! عرفت كمان إن أبوها حاول يودها ورفضت وإن امها ماتت من حسرتها عليها، وان ابوها كان بيبعتلها فلوس أول بأول وهي كانت بتحوشهم لجليلة وقبل ما تموت أخدت عليا عهد اخد بالى منها ومسلمهاش أبدا لا لجدها ولا لابوها، أكيد خافت عليها حد منهم يذلها أو يأذيها وقالتلي لو ابوها جه ياخدها اعرفه انه مفيش فلوس معاها!

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن