38-يا نُوغَّـة!

1.9K 213 95
                                    

اكثروا من الصلاة على الحبيب فانه الجمعة وادعولي

متنسوش الفوت⭐

بسم الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سندا وجدته في طريقك صدفة اقوم من عكاز  ورثته وجار الزمان على خشبه

في مكان آخر، تحديدا في مطعم كيميز فرع وسط المدينة،  تناول الشابان الغداء ثم نهض كريم ساحبا بيجاد خلفه وكأن دور الأخير في هذا اليوم هو ان يُجر خلف كريم، فتح باب المكتب ودفعه برفق من كتفاه نحو مقعد أمام مكتبه ثم التفت تجاه غلاية المياه الكهربائية وسأله:
اعملك شاي؟.. ولا اقولهم برة قهوة؟

فأجابه بيجاد بعيون منبهرة:
انا؟قهوة؟.. هو ينفع؟

اتجه كريم للباب وهو يرد بجمود:
آه ينفع طبعا.. القعدة اللى هنقعدها دي محتاجة نص بن تسِفُّه!

ازدرد بيجاد لعابه وبدأ العرق البارد باكتساح جبهته وجسده على الرغم من الطقس العاصف خارجاً، سحب منديل يجفف ارتشاح يداه  ناظرا لظهر كريم الذي غادره لاحضار القهوة، يحاول تدبير أي جمل يمكنها اقناعه لوجود مبلغ نقدي كذلك الذي معه!

عاد كريم للمكتب وجلس متراخيا على اريكته ذات الجلد الجملي "حنان"  كما يسميهت، وظل يناظر بيجاد بثبات للحظات وكأنه يخترق روحه تفحُّصا،  بينما شعر بيجاد أنه يتضاءل فى المقعد أمام سهام عينا كريم التى كانت تحدجه وكأنها مصل الحقيقة، فك ربطة عنقه المدرسية ثم الزر الأول والثاني من القميص ودارت عيناه بعيدا عن مكان كريم وكأنه يختبيء منه.

تحمحم الأخير بصوت مرتفع انتفض له  بيجاد فى مقعده، فابتسم كريم بدفء ثم اعتدل فى جلسته وقال:
ها... احكيلي!

فرد بيجاد بادعاء جهل:
على ايه يا أبيه؟

ارتخت عينا كريم وناظره بسخرية وتملمُل ثم حك جانب فمه بقلة صبر وقال محذرا:
بص ياض... هتفضل تلف وتدور عليا قسما بربي أكون ساكعك حتة علقة يفضل علامتها على جتتك لحد ما حفيدك يقولك القفا ده من مين يا جدو... فاخلص أنا خلقي اضيق من خرم الإبرة!

اعترى بيجاد بعض الارتباك وضحك بسخافة لا علاقة لها بالموقف ثم اجاب:
آه على المشاكل؟

-لا أقصد الفلوس.. المشاكل أنت هتقول عليها بعد ما تقولي الفلوس لأيه؟

عض شفته وابتلع ريقه وثم رد:
والله يا أبيه هو كله حوار واحد.. اصل انا هحكيلك بس اصبر عليا

وصمت وكأنه يفكر فى شيء ما، بينما استمر كريم في مراقبته،  في الحقيقة بيجاد كان يحاول استدعاء قدرته العقيمة التي لا تعمل أبداً وفق ما يريد،  بل تعمل وكأنها قطار بسائق منفصل عن ارادته،  لم يرى اي احتمالات ولا رؤى ولا أي وسيلة مساعدة،  هو وحيد تماما الآن، فقرر اخباره ببعض الحقائق،فتح فاه ليتحدث لولا طرقات على الباب لنادلة أحضرت لهم القهوة فأمهلته لحظات أخرى ليتهرب من الرد، لكنها ثوانٍ مرت سريعة بعد ان وُضِعت القهوة أمامه فارتشف منها  ثم تنحنح متكلما بطريقة تمثيلية:
في عصابة في المدرسة!

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن