الفصل الثامن: سلحفاة من خيار.

3.9K 236 73
                                    

اسرارك واغوارك هم صندوق أسود تتمنى ان يصدأ قُفله وينكسر ويضيع مفتاحه، تغلق عليها سِترا وتتمنى فى بعضها أو جُلها ان تُمحى أو تعود بالزمن لتركض منها بعيدا!

اسرارك واغوارك التي فعلتَها قد تندم عليها لأنها فِعلة يداك، اسرارك واغوارك التى فُعِلَت بك هي شيء آخر، نسيج غير متجانس من الندوب والجروح تكاد ان توقن انها طبعت على وجهك ليراها الكفيف.

اسرار واغوار حَشرت ذاتها فى قلبك! فى عقلك! فى حياتك! لا تستطيع انكارها ولا تستطيع البوح بها، لكل منا صندوق مثل هذا، هناك من يحمله على ظهره، وهناك من يلصقه بعيناه فيتعثر فى الخطوات ساقطا على وجهه، وهناك من يدفنه فى أرضٍ بور لا تطرح ولا تطرقها ضربة قدم ويتناساه عمدا.

والاخير هو كريم، كشخص فُرضت عليه حياة مُغايرة بظروف مُخالفة لما ولد به، هو لا يريد اي شيء منها، رجل معجون من خليط عجيب من ظروف الآخرين لا ظروفه، يتحملها ويمتصها ببراعة وكأنه الاسفنج لكن للاسفنج حد لا يستطيع الامتصاص بعده!

سؤالها عن اسم مختار كانت بداية النبشات السافرة فى الأرض التى وارى فيها صندوقه، ثم سؤالها عن اسم برهان كان كمسح الغبار عن الصندوق وكأنه في يدها!

_______________________♕

استفزازات متبادلة لا تجدي! كانت تلك بداية الجلسة مع الطيبة زهرة، انتهى بها الأمر بسؤالها عن شخص لم يظن انها ستسأل عنه، ولكن هيهات! من قال أنّ الجلسات عن رقية فحسب، لما افترض هذا من البداية؟!

-طب احكيلي عن مختار؟

سؤالها المباغت بدد كل افكار المعاندة داخله واشعل نيران الغضب فامتعض وجهه واداره بعيدا وزفر قائلا:
قلتلك معنديش رد !

ضيقت عيناها وقالت ببساطة:
فكرت إن الرد هيكون فى الجلسة! طيب خلينا نغير السؤال! احكيلي عن برهان !!

توسعت عيناه والتفت لها بسرعة البرق وأخذ صدره يعلو ويهبط وصاح بها:
أنا مش قلتلك متسأليهاش؟

-مين اللي سألتها؟ انا مسألتش غيرك دلوقتى!

-شوف ازاي؟! من دون كل الناس اللى ممكن تسألي عليهم، تسألينى عنهم فى نفس الوقت! وتقوليلي مسألتيهاش؟! يعنى حتى الاسماء مقولنهاش قبل كدة عشان تجتهدي فيها!

-أنت حقيقي مغفل!

-أنتِ بتتكلمي ازاي دلوقتى؟ متعدلي لسانك يا دكتورة! انـ...

-استنى قبل ما تتعصب وتهِب زي كل مرة! شغل دماغك شوية! أنا معايا سجلاتك كلها وطبيعي أكون عارفة عنك معلومات مبدئية!

كان الغضب يتملكه لكن لا يستطيع لومها، هي بالفعل تعلم الكثير عنه لا تحتاج لاستجوابه أو استجواب المقربين بشأن تلك المعلومة العادية، شعوره وكأنه معروض عارٍ على الملأ مخيف له بل مرعب، لا أحد يحب أن يتم استجوابه عما أراد طيِّه فى غياهب النسيان!

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن