بعد ساعة إلا القليل على غير العادة الطريق فارغ وصلت رقية لحيها، بعد أن أصرت على ركوب حافلة نقل عام متعذِّرة قولا:
لا يا عروستي، وشك الجميل ده محتاج نوم عشان أنت مش عايزة Makeup، خلينا نحافظ على القمر بتاعي زي ما هو!فاستسلمت فريدة وعادت لمنزلها، عاد سليمان ومعه كريم يجره جرا، وعند باب الفندق افترقا فعاد كريم لمنزل والدته التي لم يرها منذ بضعة أيام على وعد أن يعود مجددا ويقضي مع سليمان ليلة يوم الزفاف!
♡~~~~~~~~♡
بعد ظهر ذلك اليوم نهضت رقية غير واعية، ووضعت الهاتف على اذنها وهمهمت بدون استيقاظ، أصبحت تسمع صوت صاخب فبدأت همهمتها تزداد حِدّة ثم سمعت صوت مألوف يتداخل مع أحلامها يصرخ بها:
.. ـت! ... أنـــتِ يــا سِـــت!فتحت عيناها على حين غرة تحاول استيعاب ما يحدث، فأقامت جذعها فزعة تحاول فض تشابك شعرها حول وجهها، نظرت مضيقة عيناها في غير احتمال لترى مَنْ المتصل، لكن صوته جعل من القراءة خبر قديم يصيح وكأنه سيخرح من سماعة الهاتف:
مــا تـنـطـقـي!..... هو ده عادي؟ ..... أنتِ يا هانم!
ضربت وجهها وزفرت تحاول استجماع أعصابها، تحمحمت ثم أردفت:
ألـو!
-يا أهلا!
-ايوة يا أستا.....
قبل أن تتم فزعها مقاطعاً يهدر بغضب:
استني بس ثواني كدة...... هو ده العادي بتاعك؟-عادي إيه؟ مش فاهمة!
سمعت زفيره الحانق ثم أكمل صياحا:
المنظر ده! بتعمليه على طول يعنى؟-منظر إيه؟ أنا معملتش حاجة!
-الصوت ده، بتردي بيه عادي كدة على أي حد؟
-صوت إيه؟ أنا مش فاهمة حاجة...... أنت بتزعق ليه؟
-أنا مش بتنيل! ردي عليا... أنتِ زمايلك في الشغل بتردي عليهم كدة؟
-برُد ازاي ما تتكلم معايا كويس! وبعدين ما ارد زي ما ارد! أنت مالك؟
-صح مالى أنا! ..... أنا غلطان، خلى خالد ده ولا إبراهيم يسمعوا اللي أنا سمعته وخلى منظرك يبقي زبالة قدام الناس! صوتك يقرف على المسا!..... على العموم، حمادة بتاع الزفة هيجيلي بعد المغرب هتفق معاه!
-متشكرين يا سيدي على مجهودك الجبار ده!.... وبعدين هما ليه يتصلوا بيا بعيد عن وقت الشغل أصلاً... أنت اللي اتصلت غلط... وبعدين معلش لتانى مرة أنت مالك أصلاً؟ شكلى زبالة... صوتي يقرف دي حاجة متخصكش... ودلوقتى مهمة رقمي اللى معاك خلصت تقفل السكة وتمسحه..... سلام.. ولا من غيره أحسن!
أغلقت المكالمة وألقت الهاتف بعيدا ثم نهضت تعد فطورها للتوجه لملاقاة العروس لموعد قياس فستان العرس النهائي وبعدها لتصحبها لتطمئن على قاعة الاحتفال بنفسها.
أنت تقرأ
شظايا ثمينة
Mistério / Suspense«حذاء بكعب أحمر وحجر كريم أزرق وسلسال من الذهب الأبيض وبضع ذكريات دافئة على شاطيء البحر الفيروزي» كانت هذه كلها ذكرياته عنها، لا يعلم ان كانت حقيقة أم خيال، لا يعرف أين هي، كل ما يملكه عنها فى ذكرياته الاخيرة أنهم في شتاء الاسكندرية فى عام 2024 كا...